المنشورات

لمن الديار كأنها لم تحلل ... بين الكناس وبين طلح الأعزل

قال للفرزدق*:
1 لمن الديار كأنها لم تحلل ... بين الكناس وبين طلح الأعزل
2 ولقد رأى بك والجديد إلى بلَّى ... موت الهوى وشفاء عين المجتلى
3 نظرت إليك بمثل عينى مغزلٍ ... قطعت حبالتها .. بأعلى يليل
3 [وإذا التمست نوالها بخلت به ... وإذا عرضت بودها لم تبخل]
4 ولقد ذكرتك والمطى خواضع ... وكأنهن قطا فلاة مجهل
5 يسقين بالأدمى فراخ تنوفةٍ ... رغبًا حواجبهن حمر الحوصل
6 يا أم ناجية السلام عليكم ... قبل الرواح وقبل لوم العذَّل
7 وإذا غدوت فباكرتك تحيةٌ ... سبقت سروح الشاحجات الحجَّل
8 لو كنت أعلم أن آخر عهدكم ... يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل
9 أو كنت أرهب وشك بين عاجل ... لقنعت أو لسألت ما لم يسأل
10 أعددت للشعراء سكا ناقعًا ... فسقيت آخرهم بكأس الأول
11 لما وضعت على الفرزدق يسمى ... وضغا البعيث جدعت أنف الأخطل
12 أخزى الذى سمك السماء مجاشعًا ... وبنى بناءك فى الحضيض الأسفل
13 بيتاً يحمِّم قينكم بفنائه ... دمسًا مقاعده خبيث المدخل
14 ولقد بنيت أخسَّ بيت يبتى ... فهدمت بيتكم بمثلى يذبل
15 إنى بنى لى فى المكارم أوّلى ... ونفخت كيرك فى الزمان الأول
16 أعيتك مأثرة القيون مجاشع ... فانظر لعلك تدعى من نهشل
17 وامدح سراة بنى فقيم إنهم ... قتلوا أباك وثأره لم يقتل
18 ودع البراجم إنَّ شريك فيهم ... مرًّ مذاقته كطعم الحنظل
19 إنى انصببت من السماء عليكم ... حتى اختطفتك يا فرزدق من عل
20 من بعد صكتى البعيث كأنه ... خرب تنفَّج من حذار الأجدل
21 ولقد وسمتك يا بعيث بميسمى ... وضعا الفرزدق تحت حد الكلكل
22 حسب الفرزدق أن تسبَّ مجاشع ... ويُعدً شعر مرقش ومهلهل
23 طلبت قيون بنى قفيرة سابقًا ... غمر البديهة جامحًا فى المسحل
24 قتل الزبير وأنت عاقد حبوة ... تبَّا لحبوتك التى لم تحلل
25 وأفاك غدرك بالزبير على منَّى ... ومجر جعثنكم بذات الحرمل
26 بات الفرزدق يستجير لنفسه ... وعجان جعثن كالطريق المعمل
27 أين الذين عددت أن لا يدركوا ... بمجر جعثن يا بن ذات الدُّمَّل
28 اسلمت جعثن إذ يجرُّ برجلها ... والمنقرى يدوسها بالمنشل
29 يهوى استها وتقول يال مجاشع ... ومشق نقبتها كعين الأقبل
30 لا تذكروا حلل الملوك فإنكم ... بعد الزبير كحائض لم تغسل
31 أبنىَّ شعرة لم تسدَّ طريقنا ... بالأعميين ولا قفيرة فارحل
32 ما كان ينكر فى ندىِّ مجاشع ... أكل الخزير ولا ارتضاع الفيشل
33 ولقد تبين فى وجوه مجاشع ... لوم يثور ضبابه لا ينجلى
34 ولقد تركت مجاشعًا وكأنهم ... فقع بمدرجة الخميس الجحفل
35 إنى إلى جبلى تميم معقلى ... ومحل بيتى فى اليفاع الأطول
36 ى أحلامنا تزن الجبال رزانة ... ويفوق جاهلنا فعال الجهَّل
37 فارجع إلى حكمى قريش إنهم ... أهل النبوة ولاكتاب المنزل
38 فاسأل إذا خرج الخدام وأحمشت ... حرب تضرَّم كالحريق المشعل
39 والخيل تنحط بالكماة وقد رأوا ... لمع الربيئة فى النياف العيطل
40 أبنو طهية يعدلون فوارسى ... وبنو خضاف وذاك ما لم يعدل
41 وإذا غضبت رمى ورائى بالحصى ... أبناء جندلتى كخير الجندل
42 عمرو وسعد يا فرزدق فيهم ... زخر النجوم وباذخات الأجبل
43 كان الفرزدق إذ يعوذ بخاله ... مثل الذليل يعوذ تحت القرمل
44 وافخر بضبة إن أمّك منهم ... ليس ابن ضبة بالمعم المخول
45 وقضت لنا مضر علسك بفضلنا ... وقضت ربيعة بالقضاء الفيصل
46 إن الذى سمك السماء بنى لنا ... بيتًا علاك فما له من منقل
47 ابلغ بنى وقبان أن حلومهم ... خفَّت فما يزنون حبة خردل
48 أزرى بحلمكم الفياش فأنتم ... مقل الفراش غشين نار المصطلى
49 لو كنت أمك بعد أكل خزيرها ... لتعدَّ مثل فوارسى لم تفعل
50 فى مزيدٍ غمقٍ مشقًة ... خّلُّ المجازة أو طريق العنصل
51 تصف السيوف وغيركم يعصى بها ... يا بن القيون وذاك فعل الصَّيقل
52 وبرحاحان تخضخضت أصلاؤكم ... وفزعتم فزع البطان العزَّل
53 خصى الفرزدق والخصاء مذلة ... يرجو مخاطرة القروم البزَّل
54 هاب الخواتن من بنات مجاشع ... مقل المحاجن أو قرون الأُيل
55 وكأمَّ تحت ثياب خور نسائهم ... بطَّا يصوِّت فى صراة الجدول
56 قعدت قفيرة بالفرزدق بعدما ... جهد الفرزدق جهده لا يأتلى
57 ألهى أباك عن المكارم والعلا ... لى الكتائف وارتقاع المرجل
58 ولدت قفيرة قد علمتم خبثة ... بعد المشيب وبظرها كالمنجل
59 بزرود أرقصت القعود فراشها ... رعثات عنبلها الغدفل الأرعل
60 أشركت إذ حمل الفزدق خبثةً ... حوض الحمار بليلة من نبتل
61 أبلغ هيتى الفرزدق أنها ... ثقل يزاد على حسير مثقل
62 إنا نقيم صغا الرؤوس ونختلى ... رأس المتوج بالحسام المقصل















مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید