المنشورات

عوجى علينا وارعبى ربَّه البغل ... ولا تقتلينى لا يحل لكم قتلى

قال يجيب اليعيث ويهجو الفرزدق *:
1 عوجى علينا وارعبى ربَّه البغل ... ولا تقتلينى لا يحل لكم قتلى
2 أعاذل مهلًا بعض لومك فى البطل ... وعقلك لا يذهب فإنَّ معى عقلى
3 فإنك لا ترضى إذا كنت عاتبًا ... خليلك إلا بالمودة والبذل
أحقًّا رأيت الظاعنين تحمَّلوا ... من الغيل أو وادى الوريعة ذى الأثل
5 ليالى إذ أهلى وأهلك جيرةٌ ... وإذ لا نخاف الصُّرم إلا على وصل
6 وإذا أنا لا مالٌ أريد ابتياعه ... بمالى ولا أهلٌ أبيع بهم أهلى
7 خليلى هيجا عبرةً أو قفا بنا ... على منزل بين النَّقيعة والحبل
8 فإنى لباقى الدمع إن كنت باكيًا ... على كل دار حلَّها مرّة أهلى
9 تريدين أن نرضى وأنت بخيلة ... ومن ذا الذى يرضى الأحباء بالبخل
10 لعمرك لولا اليأس ما انقطع الهوى ... ولولا الهوى ما حنَّ من والهٍ قبلى
11 سقى الرمل جونٌ مستهلُّ ربابه ... وما ذاك إلا حبُّ من حلً بالرمل
12 متى تجمعي منَّا كثيرًا ونائلا ... قليلا تقطَّع منك باقية الوصل
13 ألا تبتغى حلمًا فننهى عن الجهل ... وتصرم جملًا راحًة لك من جمل
14 فلا تعجبا سورة الحب وانظرا ... أتنفع ذا الوجد الملامة أو تسلى
ألا ربَّ يوم قد شربت بمشرب ... سقى الغيم لم يشرب به أحدٌ قبلى
16 وهزَّة أظعانٍ كأنَّ حمولها ... غداة استقلت بالفروق ذرا النخل
17 طلبت وريعان الشباب يقودنى ... وقد فتن عينى أو توارين بالجهل
18 فلما لحقناهنَّ صبوةً ... وهنً يحاذرن الغيور من الأهل
19 على ساعة ليست بساعة منظر ... رمين قلوب القوم بالحدق النُّجل
20 وما زلن حتى كاد يفطن كاشح ... يزيد علينا فى الحديث الذى يبلى
21 فلم أر يومًا مثل يوم بذى الغضا ... اصبنا به صيدًا غزيرًا على رجل
22 ألذَّ وأشفى للفؤاد من الجوى ... وأغيظ للواشين منه ذوى المحل
23 وهاجد موماة بعثت إلى السُّرى ... وللنوم أحلى عنده من جنى النحل
24 يكون نزول الركب فيها كلا ولا ... غشاشًا ولا يدنون حلًا إلى رحل
25 ليوم أتت دون الظلال سمومه ... وظل المها صورًا جماجمها تغلى
26 تمنى رجال من تميم لى الرّدى ... وما ذاد عن أحسابهم ذائد مثلى
27 كأنهم لا يعلمون مواطنى ... وقد علموا أنى أنا السابق المبلى
27 [فلو شاء قومى كان حلمى فيهم ... وكان على جهال أعدائهم جهلى]
28 وأوقدت نارى بالحديد فأصبحت ... لها لهبٌ يصلى به الله من يصلى
29 إذا سار فى الرَّكب البعيث عرفتم ... ترمَّز حمراء العجان الرَّحل
30 ألام ابن حمراء العجان مجاشعًا ... وقال ذوو أحسابهم ساء ما يبلى
31 ألام ابن حمراء العجان وباستها ... جلوب القنا بعد الكلاليب والركل
32 أهلب استها فقعًا بشَرِّ قرارةٍ ... بمدرجة بين الحزونة والسهل
33 جزعت إلى درجى نوار وغسلها ... وأصبحت عبدًا لا تمرُّ ولا تحلي
34 لعمري لئن كان القيون تواكلوا ... نوار لقد آبت نوار إلى بعل
35 وإن الذي يلقى البعيث ورهطه ... هو السم لا درجا نوار مع الغسل
36 تمنى ابن حمراء العجان علالتي ... وقد تم نابا لا ضعيف ولا وغل
37 خروج إذا اصطك الأضاميم سابقٍ ... وما أحرز الغابات من سابق قبلى
38 لي الفضل في أفناء عمرو ومالك ... ومازلت مذ جاريت أجرى على مهل
39 وترهب يربوع ورائي بالقنا ... وذاك مقام ليس يزرى به فعلى
40 لنعم حماة الحى يخشى وراءهم ... قديمًا وجيران المخافة والأزل
41 لقد قوَّست أم البعيث ولم تزل ... تزاحم علجًا صادرين على كفل
42 ترى العبس لحولىَّ جونًا بكوعها ... لها مسكًا في غير عاج ولا ذبل
43 إذا لقيت علج ابن صمعاء بايعت ... بشق استها أهل النِّباج وما تغى
44 ليالى تنتاب النباج وتبتغى ... مراعيها بين الجداول والنخل
45 وهل أنت إلا نخبة من مجاشع ... ترى لحية في غير دين ولا عقل
46 بنى مالك لا صدق عند مجاشع ... ولكنَّ حظًا من فياش على دخل
47 وقد زعما أن الفرزدق حيَّة ... وما قتل الحيات من أحد قبلى
48 وما مارست من ذى ذباب شكيمتى ... فيفلت فوت الموت إلا على خبل
49 ولما اتقى القين العراقى باسته ... فرغت إلى القين المقيد فى الحجل
50 رأيتك لا تحمى عقالا ولم ترد ... فتالا فما لاقيت شر من القتل
51 ولو كنت ذا رأى لما لمت عاصمًا ... وما كان كفؤ ما لقيت من الفضل
52 ولما دعوت العنبرى ببلدة ... إلى غير ماء لا قريبٍ ولا أهل
53 ضللت ضلال السامرى وقومه ... دعاهم فظلوا عاكفين على عجل
54 فلما رأى أن الصحارى دونه ... ومعتلج الأنقاء من ثبج الرمل
55 بلعت نسيء العنبرىّ كأنما ... ترى بنسئ العنبرى جنى النحل
56 فأوردك الأعداء والماء نازح ... دليل امرئ أعطى المقادة بالدَّحل
57 ألم تر أنى لا تبلُّ رميتى ... فمن أرم لا تخطئ مقاتلة نبلى
58 فباتت نوار القين رخواً خقابها ... تتارع ساقى ساقها حلق الخجل
59 تقبِّح ريح القين لما تناولت ... مقذَّ هجان إذ تساوفه فحل
60 فأقسمت ما لاقيت قبلى من الهوى ... وأقسمت ما لاقيت من ذكر مثلى
61 أبا خالد أبليت حزمًا وسوددا ... وكل امرئ مثنى عليه بما يبلى
62 أبا خالد لا تشمتنَّ أعاديا ... يودون لو زلت بمهلكة نعلى
63 يفيش ابن حمراء العجان كأنه ... خصىّ براذين تقاعس في وحل
64 إذا قال قد أغنيت شيئَا رويدكم ... أتوه قالوا لست بالحكم العدل
65 فأخزى ابن حمراء العجان مجاشعًا ... وما نالت المجد الدلاء التي يدلي










مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید