المنشورات
لمن الديار رسومهن خوالى ... أقفرن بعد تأنس وحلال
قال يجيب الفرزدق:
1 لمن الديار رسومهن خوالى ... أقفرن بعد تأنس وحلال
2 عفَّى المنازل بعد منزلنا بها ... مطر وعاصف نيرج مجفال
3 عادت تقاى على هواى وربما ... حنّت إذا ظعن الخليط جمالى
4 ولقد أرى المتجاورين تزايلوا ... من غير ما ترةٍ وغير تقالى
5 إنى إذا بسط الرماة لغلوهم ... عند الحفاظ غلوت كل مغالى
6 رفع المطى بما وسمت مجاشعًا ... والزنبرى بعوم ذو الأجلال
7 في ليلتين إذا حدوت قصيدة ... بلغت عمان وطيِّئ الأجبال
8 هذا تقدمنا وزجرى مالكًا ... لا يردينَّك حين قينك مال
9 لما رأوا جم العذاب يصيبهم ... صار القيون كساقة الأفيال
10 يا قرط إنكم قرينة خزية ... واللوم معتقل قيون عقال
11 أمسى الفرزدق للبعيث جنيبة ... كابن اللبون قرينة المشتال
12 أرداك حينك يا فرزدق محلبًا ... ما زاد قومك ذاك غير خبال
13 ولقد وسمت مجاشعًا بأنوفها ... ولقد كفيتك مدحة ابن جعال
14 فانفخ بكيرك يا فرزدق إنني ... في باذح لمحل بيتك عالى
15 لما وليت لثغر قومى مشهدًا ... آثرت ذاك على بنىَّ ومالى
16 إنى ندبت فوارسى وفعالهم ... وندبت شر فوارس وفعال
17 نحن الولاة لكل حرب تتَّقى ... إذ أنت محتضر لكيرك صالي
18 من مثل فارس ذى الخمار وقعنب ... والحنتفين لليلة البلبال
19 والردف إذ ملك الملوك ومن له ... عظم الدسائع كل يوم فضال
20 الذائدون إذا النساء تبذلت ... شهباء ذات قوانس ورعال
21 قوم هم غموا أباك وفيهم ... حسب يفوت بنى قفيرة عالى
22 إنى لتستلب الملوك فوارسى ... وينازلون إذا ييقال نزال
23 من كل أبيض يستضاء بوجهه ... نظر الحجيج إلى خروج هلال
24 تمضى أسنتنا وتعلم مالك ... أن قد منعت حزونتى ورمالى
25 فاسأل بذى نجب فوارس عامر ... واسأل عيينة يوم جزع ظلال
26 يا ربَّ معضة دفعنا بعدما ... عىَّ القون بحيلة المحتال
27 إن الجياد يبتن حول قبابنا ... من آل أعوج أو لذي العقال
28 من كل مشترف وإن بعد المدى ... ضرم الرَّقاق مناقل الاجرال
29 متقاذف تلع كأن عنانه ... علقٌ بأجرد من جذوع أوال
30 صافى الأديم إذا وضعت جلاله ... ضافى السَّبيب يبيت غير مذال
31 والمقربات نقودهن على الوجى ... بحث السباع مدامع الأوشال
32 تلك المكارم يا فرزدق فاعترف ... لا سوق بكرك يوم جوف أبال
33 أبنى قفيرة من يورِّع وردنا ... أم من يقود لشدة الأحمال
34 أحسبت يومك بالوقيط كيومنا ... يوم الغبيط بقلة الأرحال
35 ظل اللهازم يلعبون بنسوة ... بالجو يوم يفخن بالأبوال
36 يبكن من حذر السباء عشية ... ويملن بين حقائب ورحال
37 لا يخفينَّ عليك أن مجاشعًا .. شبه الرجال وما هم برجال
38 مثل الضباع يسفن ذسخا رائخًا ... ويخزن في كمر ثلاث ليال
39 وإذا ضئين بنى عقال ولَّدت ... عرفوا مناخر سخلها الأطفال
40 أما سبابى فالعذاب عليهم ... والموت للنخبات عند قتالى
41 كالنيب خرمها الغمائم بعدما ثلَّطن عن حرض بجوف أثال
42 جوفٌ مجارف للخزير وقد أوى ... سلب الزبير إلى بنى الذيال
43 لاقيت أعين والزبير وجعثنا ... أعدال مخزية عليك ثقال
44 ودعا الزبير مجاشعًا فترمَّزت ... للغدر ألأم آنف وسبال
45 ياليت جاركم الزبير وضيفكم ... إياى لبس حبلة بحبالى
46 الله يعلم لو تناول ذمة ... منا لجزِّع في النحور عوالى
47 وتقول جعثن إذ رأتك منقَّبًا ... قبحت من أسد أبى أشبال
47 [وتقول جعثن وابن مرَّة جانحٌ ... خلجًا رويدًا قد نزعت طحالى]
48 ألوى بها شذب العروق مشذّب ... فكانما وكنت على طربال
49 لاقى الفرزدق ضيعة لم يغنها ... إن الفرزدق عنك في أشغال
50 باتت تناطح بالجبوب جبينها ... والركبتين تناطح الأوعال
51 ما بال أمك إذ تسربل درعها ... ومن الجديد مفاضة سربالى
51 حمَّمت وجهك فوق كيرك قائمًا ... وسقيت أمك فضلة الجريال
52 شابت فقيرة وهى فائرة النَّسا ... في الشو بوَّ أصرة وفصال
53 كرت معجلةً يشرشر بظرها ... قتبٌ ألحَّ على أرب نفال
54 قبح الإله بنى خضاف ونسوة ... بات الخزير لهن كالأحقال
55 من كل آلفة المواخر تتقى ... بمجرَّدٍ كمجرد البغَّال
56 قامت سكينة للفحول ولم تقم ... بنت الحتات لسورة الأنفال
57 ودت سكبنة أن مسجد قومها كانت سواريه أيور بغال
58 ولد الفرزدق والصعاصع كلهم ... علجٌ كأنَّ وجوههنَّ مقال
59 يا ضبَّ قد فرغت يمينى فاعلموا ... طلقًا وما شغل القيون شمالى
60 ياضبَّ على أن تصيب مواسمى ... كوزًا على حنق ورهط بلال
61 ياضبَّ إنى قد طبخت مجاشعًا ... طبخًا يزيل مجامع الأوصال
62 يا ضب لولا حينكم ما كنتم ... عرضًا لنبلى حين جدَّ نضالى
63 يا ضبَّ إنكم البكار وإننى ... متخمِّط قطمٌ يخاف صيالى
64 ياضبّ غيركم الصمم وأنتم ... تبع إذا عدَّ الصمم موالى
65 يا ضبَّ إنكم لسعدٍ حشوة ... مثل البكار ضممتها الأغفال
66 يا ضب إن هوى القيون أضلكم ... كضلال شيعة أعور الدجال
66 [فانفخ بكيرك يا فرزدق وانتظر ... في كرنباء هديَّة القفَّال]
67 فضح الكتيبة يوم يضرط قائمًا ... سلح النعامة شبة بن عقال
68 ما السِّيد حين ندبت خالك منهم ... كبنى الأشدِّ ولا بنى النزِّال
69 خاف الذى اعتسر الهذيل وخيله ... في ضيق معتركٍ لها ومجال
70 جئنى بخالك يا فرزدق واعلمن ... أن ليس خالك بالغًا أخوالي
مصادر و المراجع :
١- ديوان جرير بشرح محمد بن
حبيب
المحقق: د. نعمان
محمد أمين طه
الناشر: دار
المعارف، القاهرة - مصر
الطبعة: الثالثة
14 يوليو 2024
تعليقات (0)