المنشورات

سرت الهموم فبتن غير نيام ... وأخو الهموم يروم كلَّ مرام

قال يجيب الفرزدق:
1 سرت الهموم فبتن غير نيام ... وأخو الهموم يروم كلَّ مرام
2 ذمَّ المنازل بعد منزلة اللِّوى ... والعبش بعد أولئك الأقوام
3 ضربت معارفها الروامس بعدنا ... وسجال كل مجلجل سجَّام
4 ولقد أراك وأنت جامعة الهوى ... نثنى بعهدك خير دار مقام
5 فإذا وقفت على المنازل باللوى ... فاضت دموعى غير ذات نظام
6 طرقتك صائدة القلوب وليس ذا ... وقت الزيارة فارجعى بسلام
7 تجرى السواك على أغر كأنه ... بردٌ تحدَّر من متون غمام
8 لو كان عهدك كالذى حدَّثتنا ... لوصلت ذاك فكان غير رمام
9 إنى أواصل من أردت وصاله ... بحبال لا صلف ولا لوَّام
10 ولقد أراني والجديد إلى بلى ... في قتية طرف الحديث كرام
11 طلبوا الحمول على خواضع في البرى ... يلحقن كل معدَّل بسَّام
12 لولا مراقبة العيون أريننا ... مقل المها وسوالف الآرام
13 ونظرن حين سمعن رجعى تحبنى ... نظر الجياد سمعن صوت لجام
14 كذب العواذل لو رأين مناخنا ... بحزيز رامة والمطى سوام
15 والعيس جائلة الغروض كأنها ... بقرٌ جوافل أو رغيل نعام
16 نصِّى القلوص بكل خرق ناضب ... عمق الفجاج مخرَّج بقتام
17 يدمى على خدم السريح أظلها ... والمرو من وهج الهجيرة حام
18 بات الوساد لدى ذراع شملَّة ... وثنى أشاجعه بفضل زمام
19 إن ابن آكلة النُّخالة قد جنى ... حربًا عليك ثقيلة الأجرام
20 خلق الفرزدق سوءة في مالك ... ولخلف ضبة كان شر غلام
21 مهلا فرزدق إن قومك فيهم ... خور القلوب وخف الأحلام
22 الظاعنون على العمى بجميعهم ... والنازلون بشر دار مقام
22 [بئس الفوارس يوم نعف قشاوة ... والخيل عادية على بسطام]
23 لو غيركم علق الزبير ورحله ... أدى الجوار إلى بنى العوام
24 كان العنان على أبيك محرمًا ... والكبير كان عليه غير حرام
25 عمدًا أعرِّف بالهوان مجاشعًا ... إن اللئام علىَّ غير كرام
26 إن المكارم قد سبقت بفضلها ... فانسب أباك لعروة بن حزام
27 تلقى الضِّفنى من بنات مجاشع ... تهذى استها بأخابث الأحلام
28 مازلت تسعى في خبالك سادرًا ... حتى التبست بعرَّتى وعرامى
29 إنى إذا كره الرجال حلاوتى ... كنت الذُّعاف مقشَّبا بسمام
30 فيم المراء وقد علوات مجاشعًا ... علياء ذات معاقل وحوامى
31 وحللت في متمنِّغ لو رمته ... لهويت قبل تثبُّت الأقدام













مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید