المنشورات

ألا حىِّ ربع المنزل المتقادم ... وما حلَّ مدحلَّت به أمُّ سالم

قال يجيب الفرزدق:
1 ألا حىِّ ربع المنزل المتقادم ... وما حلَّ مدحلَّت به أمُّ سالم
2 تميمية حلت بحو مانتى فسى ... حمى الخيل ذادت عن قسىً فالصرائم
3 أبيت فلا تقضين دينًا وطالما ... بخلت بحاجات الصديق المكارم
4 بنا كالجوى مما يخاف وقد نرى ... شفاء القلوب الصاديات الحوائم
5 أعاذل هيجينى لبين مصارم ... غدًا أو ذريني من عتاب الملاوم
6 أغرك منى أنما قادنى الهوى ... إليك رما عهد لكن بدائم
7 ألا ربما هاج التذكر والهوى ... بتلعة أرشاش الدموع السواجم
8 عفت قرقرى والوشم حتى تنكرت ... أراريها والخيل ميل الدعائم
9 وأقفر وادى ثرمداء وربما ... تدانى بذى بهدى حلول الأصارم
10 ولقد ولدت ام الفرزدق فاجرًا ... وجاءت بوزواز قصير القوائم
11 وما كان جار للفرزدق مسلم ... ليأمن قردًا ليله غير نائم
12 يوصِّل حبليه إذا جنَّ ليله ... ليرقى إلى جاراته بالسلالم
13 أتيت حدود الله مذ أنت يافع ... وشبت فما ينهاك شيب اللهازم
14 تتبَّع في الماخور كل مريبة ... ولست بأهل المحصنات الكرائم
15 رأيتك لا توفى بجار أجرته ... ولا مستعفَّا عن لئام المطاعم
16 هو الرجس يا أهل المدينة فاحذروا ... مداخل رجس بالخبيثات عالم
17 لقد كان إخراج الفرزدق عنكم ... طهورًا لما بين المصلَّى وواقم
18 تدليت تزنى من ثمانين قامة ... وقصرت عن باع العلا والمكارم
19 أمدح يا بن القين سعدًا وقد جرت ... لجعثن فيهم طيرها بالأشائم
20 وتمدح يا بن القين معدًا وقد ترى ... أديمك منها واهيًا غير سالم
21 تبرئهم من عقر جعثن بعدما ... أتتك بمسلوخ البظارة وارم
22 تنادى بنصف الليل يال مجاشع ... وقد قشروا جلد استها بالعجارم
23 فإن مجر جعشن ابنة غالب ... وكيرى جبير كان ضربة لازم
24 تلاقى بنات القين من خبث مائه ... ومن رهجان الكير سود المعاصم
25 وإنك يابن القين بست ينافخ ... بكيرك إلا قاعدًا غير فائم
26 فما وجد الجيران حبل مجاشع ... وفيَّا ولا ذا مرَّة في العزائم
27 ولامت قريش في الزبير مجاشعًا ... ولم يعذروا من كان أهل الملاوم
28 وقالت قريش ليت جار مجاشع ... دعا شيئًا أو كان جار ابن خازم
29 ولو حبل تيمى تناول جاركم ... لما كان عارًا ذكره في المواسم
30 فغيرك أدى للخليفة عهده ... وغيرك جلى عن وجوه الأهاتم
31 فإن وكيعًا حين خارت مجاشع ... كفى شعب صدع الفتنة المتفاقم
32 لقد كنت فيها يا فرزدق تابعًا ... وريش الذنابى تابع للقوادم
33 ندافع عنكم كل يوم عظيمة ... وأنت قراحى بسيف الكواظم
34 أجبناً وفخرًا يابنى زبداستها ... ونحن نشب الحرب شيب المقادم
35 أباهل ما أحببت قتل ابن مسلم ... ولا أن تروعوا قومكم بالمظالم
36 أباهل قد اوفيتم من دمائكم ... إذا ما قتلتم رهط قيس بن عاصم
37 تحضِّض يابن القين قيسًا ليجعلوا ... لقومك يومًا مثل يوم الأراقم
38 إذا ركبت قيس خيولا مغيرة ... على القين يقرع سنَّ خزيان نادم
39 وقبلك ما أخزى الأخيطل قومه ... وأسلمهم للمأزق المتلاحم
40 رويدكم مسح الصليب إذا دنا ... هلال الجزى واستعجلوا بالدراهم
41 وما زال في قيس فوارس مصدق ... حماة وحمالون ثقل المغارم
42 وقيس هم الفضل الذي نستعده ... لفضل المساعى وابتناء المكارم
43 إذا حدبت قيس علىّ وخندف ... أخذت بفضل الأكثرين الأكارم
44 أنا ابن فروع المجد قيس وخندف ... بنوا لى عاديًا رفيع الدعائم
45 فإن شئت من قيس ذرا متمنع ... وإن شئت طودًا خند فيَّ المخارم
46 ألم ترنى أردى بأركان خندف ... وأركان قيس نعم كهف المراجم
47 وقيس هم الكهف الذي نستعده ... لدفع الأعادى أو لحمل العظائم
48 بنو المجد قيس والعواتك منهم ... ولدن بحورًا للبحور والخضارم
49 لقد حدبت قيس وأفناء خندف ... على مرهب حام ذمار المحارم
50 فما زادنى بعد المدى نقض مرة ... ولا رق عظمى للضُّروس العواجم
51 ترانى إذا ما الناس عدوا قديمهم ... وفضل المساعى مسفرًا غير واجم
52 بأيام قومى ما لقومك مثلها ... بها سهَّلوا عنى خبار الجراثم
53 إذا ألجمت قيس عناجيج كالقنا ... مججن دمًا من طول علك الشكائم
54 سبوا نسوة النعمان وابنى محرق ... وعمران قادوا عنوة بالخزائم
55 وهم أنزلوا الجونين في حومة الوغى ... ولم يمنع الجونين عقد التمائم
56 كأنك لم تشهد لقيطًا وحاجبًا ... وعمرو بن عمرو إذ دعوا يالدارم
57 ولم تشهد الجونين والشعب ذا الصفا ... وشدَّات قيس يوم دير الجماجم
58 أكلفت قيسًا أن نبا سيف غالب ... وشاعت له أحدثة في المواسم
59 بسيف أبى رغوان سيف مجاشع ... ضربت ولم تضرب بسيف ابن ظالم
60 ضربت به عند الإمام فأرعشت ... ياداك وقالوا محدث [غير صارم
61 ضربت به عرقوب ناب بصوأر ... ولا تضربون البيض تحت الغماغم
62 عنيف يهز السيف قين مجاشع ... رفيق بأخرات الفووس اكلرازم
63 ستخبر يابن القين أنَّ رماحنا ... أباحت لنا ما بين فلج وعاسم
64 ألا ربَّ قوم قد وفدنا عليهم ... بصمِّ القنا والمقربات الصلادم
65 لقد حظيت يومًا سليم وعامر ... وعبس بتجريد السيوف الصوارم
66 وعبسٌ هم يوم الفروقين طرَّقوا ... بأسيافهم قدموس رأس ثلادم
67 وإنى وقيسًا يابن قين مجاشع ... كريم أصفّى مدحتى للأكارم
68 إذا عدت الأيام أخزيت دارمًا ... وتخزيك يابن القين أيام دارم
69 ألم تعط غصبًا ذا القريبة حكمه ... ومنية قيس في نصيب الزهادم
70 وأنتم قررتم عن ضرار وعثجل ... وأسلم مسعود غداة الحناتم
71 وفي أى يوم فاضح لم تقرّنوا ... أسارى كتقرين البكار المقاحم
72 ويوم الصفا كنتم عبيدًا لعامر ... وبالحزن أصبحتم عبيد اللهازم
73 وليلة وادى رحرحان رفعتم ... فرارًا ولم تلووا زفيف النعائم
74 تركتم أبا القعقاع في الغل معبدًا ... وأيَّ أخ لم تسلموا للأداهم
75 تركتم مزادًا عند عوف يقوده ... برمَّة مخذول على الدَّين غارم
76 ولامت قريش في الزبير مجاشعًا ... ولم يعذروا من كان أهل الملاوم
77 وقالت قريش ليت جار مجاشع ... دعا شيئًا أو كان جار ابن مخازم
78 إذا نزلوا نجدًا سمعتم ملامة ... بجمع من الأعياص أو آل هاشم
79 أحاديث ركبان المحجة كلما ... تأوهن خوصًا داميات المناسم
80 وجارت عليكم في الحكومة منقر ... كما جار عوف في قتيل الضماضم
81 وأخزاكم عوف كما قد خزيتم ... وأدرك عمار ترات البراجم
82 لقد ذقت منى طعم حرب مريرة وما أنت إن جاريت قيسًا بسالم
83 قفيرة من قن لسلمى بن جندل ... أبوك ابنها بين الإماء الخوادم
84 سيخبر ما ابلت سيوف مجاشع ... ذوو الحاج والمستعملات الرواسم










مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید