المنشورات

لمن الديار ببرقة الرَّوحان ... إذ لا نبيع زماننا بزمان

قال يجيب الفرزدق ويهجو محمد بن عمير بن عطارد والأخطل
1 لمن الديار ببرقة الرَّوحان ... إذ لا نبيع زماننا بزمان
2 إن زرت أهلك لم يبالوا حاجتى ... وإذا هجرتك شفَّنى هجرانى
3 هل رام جوُّ سويقتين مكانه ... أو حلَّ بعد محلنا البردان
4 راجعت بعد سلوهنَّ صبابة ... وعرفت رسم منازل أبكانى
5 أصبحن بعد نعيم عيش مؤنق ... قفرًا وبعد نواعم أخدان
6 قد رابنى نزعٌ وشيبٌ شائع ... بعد الشباب وعصره الفينان
7 شعف القلوب وما تقضَّى حاجةٌ ... مثل المها بصريمة الحومان
8 نزل المشيب على الشباب فراعنى ... وعرفت منزله على أخداني
9 حور العيون يمسن غير جوادف .... هزَّ الجنوب نواعم العيدان
10 وإذا وعدنك نائلا أخلفنه ... وإذا غنيت فهن عنك غوان
11 أصحا فؤادك أىَّ حين أوان ... أم لم يرعك تفرُّق الجيران
11 أخطا الربيع بلادهم فتيمَّنوا ... ولحبِّهم أحببت كلَّ يمانى]
12 بكرت حمامة أيكة محزونةٌ ... تدعو الهديل فهيَّجت أحزانى
13 لا زلت في غلل يسرُّك نافع ... وظلال أخضر ناعم الأغصان
14 ولقد أبيت ضجيع كل مخضَّب ... رخص الأنامل طيب الأردان
15 عطر الثياب من العبير مذيَّل ... يمشى الهوينا مشية السكران
16 صدع الظعائن يوم بنَّ فؤاده ... صدع الزجاجة ما لذلك تدان
17 هل تؤنسان ودير أروى بيننا ... بالأعزلين بواكر الأظعان
18 رفَّعت مائرة الدفوف أملَّها ... طول الوجيف على وجى الأمران
19 حرفًا أضرَّ بها السِّفار كأنها ... جفنٌ طويت به نجاد يمانى
20 وإذا لقيت على زرود مجاشعًا ... تؤركوا زرود خبيئة الأعطان
21 قتلوا الزبير وقيل إن مجاشعًا ... شهدوا بجمع ضياطر عزلان
22 من كل منتفخ الوريد كأنه ... بغل تقاعس فوقه خرجان
23 يا مستجير مجاشع يخشى الردى ... لا تأمننَّ مجاشعًا بأمان
24 إن ابن شعرة والقرين وضواطر ... بئس الفوارس ليلة الحدثان
25 تلقى ضفنِّ مجاشع ذا لحية ... وله إذا وضع الإزار حران
26 أبقى شعرة إن سعدًا لم تلد ... قينًا بليتيه عصيم دخان
27 أبنا عدلت بنى خضاف مجاشعًا ... وعدلت خالك بالأشدَّ سنان
28 شهدت عشيَّة رحرحان مجاشعٌ ... بمجارفٍ جحف الخزير بطان
29 وطئت سنابك خيل قيس منكم ... قتلى مصرَّعة على الأعطان.
30 أنسيت ويل أبيك غدر مجاشع ... ومجرِّ جعثن ليلة السَّيدان
30 [ونسيت أعين والرَّباب وجاركم ... ونوار حيث تصلصل الحجلان]
31 لمَّا ليقيت فوارسًا من عامر ... سلُّوا سيوفهم من الأجفان
32 ملاتم صفف السُّروج كأنكم ... خورٌ صواحب قرمل وأفان
33 لله درُّ يزيد يوم دعاكم ... والخيل مجليةٌ على حلبان
34 لاقوا فوارس يطعنون ظهورهم ... نشط البزاة عواتق الخربان
35 لا يخفينَّ عليك أن محمدًا ... من نسل كل ضفنَّةٍ مبطان
36 إن رمت عبد بنى أسيدة عزَّنا ... فانقل مناكب يذبل وذقان
37 إنا لنعرف ما أبوك بحاجب ... فالحق بأصلك من بنى دهمان
38 لما انهزمت كفى الثغور مشيَّعلٌ ... منَّا غداة جبنت غير جبان
39 شبتٌ فخرت به عليك ومعقلٌ ... وبمالك وبفارس العلهان
40 هلاَّ طعنت الخيل يوم لقيتها ... طعن الفوارس من بنى عقفان
41 ألقوا السلاح إلىَّ آل عطارد ... وتعاظموا ضرطًا على الدُّكان
42 ياذا العباءة إنَّ بشرًا قد قضى ... ألاًّ تجوز حكومة النشوان
43 فدعوا الحكومة لستم من أهلها ... إنَّ الحكومة في بنى شيبان
44 بكرٌ أحقُّ بأن يكونوا مقنعًا ... أو أن يفوا بحقيقة الجيران
45 قتلوا كليبكم بلقحة جارهم ... ياخزر تغلب لستم بهجان
46 كذب الاخيطل إنَّ قومى فيهم ... تاج الملوك وراية النعمان
47 منهم عتيبة والمحلُّ وقعنبٌ ... والحنتفان ومنهم الرَّدفان
48 إنى ليعرف في السُّرادق منزلى ... عند الملوك وعند كلِّ رهان
49 ما زال عيص بنى كليب في حمى ... أشبٍ ألفِّ منابت العيصان
50 الضاربين إذا الكماة تنازلوا ... ضربا يقدُّ عواتق الأبدان
51 وحمى الفوارس من غدانة إنَّهم ... نعم الحماة عشيَّة الإرنان
52 إنَّا لستلب الجبابر تاجهم ... قابوس يعلم ذاك والجونان
53 ولقد شفوك من المكوَّى جنبه ... والله أنزله بدار هوان
54 جاريت مطلّع الجراء بنايه ... روقٌ شبيبته وعمرك فان
55 مازلت مذ عظم الخطار معاودًا ... ضبر المئين وسبق كلِّ رهان
55 [ما زال منزلنا لتغلب غالبًا ... والله شرَّف فوقهم بنيانى]
56 فاقبض يديك فإننى في مشرف ... صعب الذُّرى ممتمنِّع الأركان
57 ولقد سبقت فما ورائى لاحق ... بدءًا وخلِّى في الجراء عنانى
58 نزع الاخيطل حين جدَّ جراؤنا ... حطم الشَّوى متكسَّر الأسنان
59 قلل للمعرِّض والمشوِّر نفسه ... من شاء قاس عنانه بعنانى
60 عمدًا حرزت أنوف تغلب مثل ما ... حزَّ المواسم آنف الأقيان
61 ولقد وسمت مجاشعًا ولتعلبٍ ... عندى محاضرةٌ وطول هوان
62 قيس على وضح الطريق وتعلبٌ ... يتقاودون تقاود العميان
63 ليس ابن عابدة الصليب بمنتهٍ ... حتى يذوق بكأس من عادانى
64 إن القصائد أخيطل فاعترف ... قصدت إليك مجرَّة الأرسان
65 وعلقت في قرن الثلاثة رابعًا ... مثل البكار لززن في الأقران
65 [والنِّمر حىُّ ما ينال قيدمهم ... سبقوك حين تخاطر الحيَّان]
65 [إن الفوارس من ربيعة كلَّهم ... يرضون لو بلغوا مدى الضَّحيان]
66 ما ناب من حدث فليس بمسلمى ... عمرى وحنظلتى ولا السَّعدان
67 وإذا بنو أسد علىَّ تحدُّبوا ... نصبت بنو أسد لمن رادانى
68 والعرُّ من سلفى كنانة إنَّهم ... صيد الرؤوس أعزة السلطان
69 مالت عليك جبال غور تهامة ... وغرقت حيث تناطح البحران
70 ولقيت راية آل قيس دونها ... مثل الجمال طلبن بالقطران
71 هزوا السيوف قأشرعوها فيكم ... وذوابلاً يخطران كالأشطان
72 فتركتم جزر السباع وقلُّكم ... يتساقطون تساقط الحمنان
73 ترك الهذيل هذيل قيس منكم ... قتلى يقبِّح روحها الملكان
74 فاخسأ إليك فلا سليمٌ منكم ... والعامران ولا بنو ذبيان
75 قومٌ لقيت قناتهم بسنانها ... ولقوا قناتك غير ذات سنان
76 يا عبد خندف لا تزال معبَّدًا ... فاقعد بدار مذلَّة وهوان
76 [إنى إذا خطرت ورائى خندفى .. لا يقشعرُّ من اولعيد جنانى]
77 والزم بحلفك في قضاعة إنما ... قيسٌ عليك وخندفٌ أخوان
78 أحموا عليك فلا تجوز بمنهل ... ما بين مصر إلى قصور عمان
79 والتعلبُّى على الجواد غنيمةٌ ... بئس الحماة عشيَّة الإرنان
80 والتعلبُّى مغلَّبٌ قعدت به ... مسعاته عبدٌ بكلِّ مكان
81 سوقوا النِّقاد فلا يحلُّ لتغلب ... سهل الرمال ومنبت الضَّمران
82 لعن الآله من الصليب إلهه ... واللابسين برانس الرهبان
83 والذابحين إذا تقارب فصحهم ... شهب الجلود خسيسة الأثمان
84 من كل ساجى الطَّرف أعصل نابه ... فى كل قائمة له ظلفان
85 تغشى الملائكة الكرام وفاتنا ... والتغلبى جنازة الشيطان
86 كتاب حسابه بشماله ... وكتابنا بأكفِّنا الأيمان
87 أتصدِّقون بمار سرجس وابنه ... وتكذِّبون محمد الفرقان
88 ما فى ديار مقام تعلب مسجدٌ ... وترى مكاسر حنتمٍ ودنان
88 [وإذا وزنت بمجد قيس تغلبًا ... رجحوا عليك وشلت في الميزان]
89 غر الصليب ومار سرجس تعلبًا ... حتى تقاذف تعلب الرَّجوان
90 تلقى الكرام إذا خطبن غواليًا ... والتعلبية مهرها فلسان
91 تضع الصليب على مشقِّ عجانها ... والتغلبية غير جدِّ حصان
92 قبح الإله سبال تعلب غنَّها ... ضربت بكلِّ مخفخفٍ خنان











مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید