المنشورات

الْعَطَش وَالرِّيّ

يُقَالُ: عَطِشَ الرَّجُلُ، وَظَمِئَ، وَصَدِيَ، وَحَرَّ، وَالْتَاحَ، وَهُوَ عَطِشٌ، وَظَمِئٌ، وَظَامِئٌ، وَصَدٍ، وَصَادٍ، وَعَطْشَان، وَظَمْآن، وَصَدْيَان، وَحَرَّان، وَمُلْتَاح.
وَبِهِ عَطَشٌ، وَظَمَأ، وظَمآء، وَصَدَى، وحَِرّة بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، وَلُوَاح بِالضَّمِّ، وَهُوَ عَطْشَان نَطْشَان إِتْبَاع وَتَوْكِيد.
وَإِنَّهُ لَحَرَّان الصَّدْر، وَحَرَّان الْجَوَانِح، وَإِنَّهُ لَذُو أَضْلاع حِرَار، وَذُو كَبِدٍ حَرَّى.
وَمِنْ كَلامِهِمْ أَشَدّ الْعَطَشِ حِرَّة عَلَى قِرَّة بِالْكَسْرِ فِيهِمَا إِذَا عَطِشَ فِي يَوْمٍ بَارِدٍ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْحِرَّةِ تَحْتَ الْقِرَّةِ.
فَإِذَا اِشْتَدَّ عَطَشُهُ قِيلَ لَهِبَ الرَّجُلُ، وَسُعِرَ، وَغُلَّ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فِيهِمَا، وَاغْتَلَّ، وَهَامَ، وَهَافَ، وَاهْتَافَ، وَسَهِفَ.
وَهُوَ اللَّهَبُ، وَاللُّهْبَة، وَاللُّهَاب، وَالسُّعَار، وَالْغُلَّة، وَالْغُلّ، وَالْغَلَل، وَالْغَلِيل، وَالْهُيَام، وَالْهَيْف، وَالسَّهَف.
وَرَجُلٌ لَهْبَان، وَمَسْعُور، وَمَغْلُول، وَمُغْتَلّ، وَهَائِم، وَهَيْمَان، وَأَهْيَم، وَهَائِف، وَهَيْفَان، وَسَاهِف، وَسَافِه عَلَى الْقَلْبِ.
وَقَدْ جَهَدَهُ الْعَطَش، وَجَدَّ بِهِ الْعَطَش، وَبَلَغَ مِنْهُ الْعَطَشُ، وَأَخَذَهُ عَطَش فَاحِش، وَعَطَش فَادِح، وَعَطَش مُبَرّح، وَأَخَذَهُ سُعَار الْعَطَش وَهُوَ اِلْتِهَابُهُ، وَأَخَذَهُ أُوَام شَدِيد، وَأُوَار شَدِيد، وَهُوَ شِدَّةُ الْعَطَشِ وَاحْتِدَامُهُ، وَعَطِشَ حَتَّى صَرَّ صِمَاخُهُ، وَحَتَّى سَمِعَ لِصِمَاخِهِ صَرِيراً، إِذَا طَنَّتْ أُذُنُهُ وَصَوَّتَ صِمَاخُهُ مِنْ الْعَطَشِ، وَيُقَالُ لِلْعَطْشَانِ إِنَّهُ لَصَادِي الصِّمَاخ وَهُوَ مِنْ الْكِنَايَةِ.
وَقَدْ تَأَجَّجَ صَدْرهُ عَطَشاً، وَالْتَهَبَتْ أَحْشَاؤُهُ مِنْ الْعَطَشِ، وَأَذْكَى الْعَطَشُ صَدْرَهُ، وَأَلْهَبَ الْعَطَش ضُلُوعَهُ، وَهَذَا عَطَش يُصْلِي الضُّلُوع.
وَجَاءَ فُلان يَتَلَعْلَعُ مِنْ الْعَطَشِ كَمَا يُقَالُ يَتَلَعْلَعُ مِنْ الْجُوعِ أَيْ يَتَأَلَّمُ وَيَتَلَوَّى، وَكَذَلِكَ الْكَلْب إِذَا دَلَعَ لِسَانَهُ عَطَشاً، وَقَدْ لاحَهُ الْعَطَش، ولَوَّحَه، أَيْ غَيَّرَهُ وَأَضْمَرَهُ،
وَتَقُولُ: جِيد الرَّجُل عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ إِذَا أَخَذَهُ جَهْد الْعَطَشِ، وَهُوَ مَجُود، وَبِهِ جُوَادٌ بِالضَّمِّ وَهُوَ أَشَدُّ الْعَطَشِ وأفَحَشُهُ.
وَيُقَالُ: أَخَفّ مَرَاتِب الْعَطَش اللُّوَاح، ثُمَّ الظَمَأ، ثُمَّ الصَّدَى، ثُمَّ الْغُلَّة، ثُمَّ الْهُيَام، ثُمَّ الأُوَام وَهُوَ أَنْ يَشْتَدَّ الْعَطَشُ حَتَّى يَضِجَّ الْعَطْشَانُ، ثُمَّ الْجُوَاد وَهُوَ الْقَاتِلُ، ذَكَرَ أَكْثَرَهُ الثَّعَالِبِيّ.
وَيُقَالُ: رَجُلٌ مِعْطَاش، وَمِظْمَاء، ومِصْدَاء، وَمِهْيَاف، إِذَا كَانَ شَدِيدَ الْعَطَشِ لا يَصْبِرُ عَنْ الْمَاءِ، وَرَجُل أُواريّ مِثْلُهُ نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ.
وَيُقَالُ: سَهِفَ الرَّجُل أَيْضَاً إِذَا عَطِشَ وَلَمْ يَرْوَ، وَبِهِ سَهَفٌ بِفَتْحَتَيْنِ، وَكَذَلِكَ الْمُحْتَضَر إِذَا غَلَبَهُ الْعَطَش عِنْدَ النَّزْعِ، وَهُوَ سَاهِفٌ فِيهِمَا.
فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ دَاءً حَتَّى يَشْرَبَ وَلا يَرْوَى فَهُوَ سُهَافٌ بِالضَّمِّ، وَعُطَاش، وَالرَّجُل سَاهِف، وَمَسْهُوف.
وَهَذَا طَعَامٌ وَشَرَابٌ مَسْهَفَة، وَمَسْفَهَة أَيْضَاً بِتَقْدِيمِ الْفَاءِ، أَيْ يَبْعَثُ عَلَى كَثْرَةِ شُرْبِ الْمَاءِ، وَكَذَا طَعَامٌ ذُو مَشْرَبَة، وَذُو شَرَبَةٍ بِالتَّحْرِيكِ، أَيْ مُعْطِش مَنْ أَكَلَهُ شَرِبَ عَلَيْهِ.
وَتَقُولُ: هَذَا يَوْم ذُو شَرَبَةٍ بِالتَّحْرِيكِ أَيْضَاً أَيْ شَدِيد الْحَرِّ يُشْربُ فِيهِ الْمَاءُ، وَلَمْ يَزَلْ بِي شَرَبَةٌ هَذَا الْيَوْمَ أَيْ عَطَش.
وَيُقَالُ: سَفَّ الرَّجُلُ الْمَاء يَسَفُّهُ بِالْفَتْحِ، وَسَفِتَهُ، وسَفِهَه بِالْكَسْرِ فِيهِمَا، إِذَا أَكْثَرَ مِنْ شُرْبِهِ وَلَمْ يَرْوَ، وَقَدْ بَجِرَ الرَّجُلُ، وَمَجِرَ، وَنَجِرَ، إِذَا اِمْتَلأَ بَطْنُهُ مِنْ الْمَاءِ أَوْ اللَّبَنِ وَلِسَانه عَطْشَان.
وَإِنَّهُ لَرَجُل مَنْزُوف، وَنَزِيف، إِذَا عَطِشَ حَتَّى يَبِسَتْ عُرُوقُهُ وَجَفَّ لِسَانُهُ، وَهُوَ مَعْصُور اللِّسَان أَيْ يَابِسُهُ عَطَشاً، وَقَدْ ذَبَلَ فُوه، وَعَصَب فُوه، وَطَلِيَ فُوه، إِذَا يَبِسَ رِيقُهُ مِنْ الْعَطَشِ، وَعَصَب الرِّيقُ بِفِيهِ، وَخَدَعَ الرِّيق بِفِيهِ، إِذَا جَفَّ عَلَيْهِ، وَهُوَ عَاصِب الْفَم، وَعَاصب الرِّيق، وَيُقَالُ: عَصَبَ الرِّيق فَاه إِذَا لَصِقَ بِهِ وَأَيْبَسَهُ.
وَبِفِيهِ طَلَى بِفَتْحَتَيْنِ مِنْ التَّسْمِيَةِ بِالْمَصْدَرِ، وَطَلَيَان أَيْضَاً بِالتَّحْرِيكِ، وَهُوَ الْبَيَاضُ يَعْلُو اللِّسَان لِعَطَشٍ أَوْ غَيْرِهِ، وَيُقَالُ: جَاءَتْ الْخَيْل تَصِلُّ عَطَشاً إِذَا صَوَّتَتْ أَجْوَافهَا مِنْ الْعَطَشِ.
وَقَدْ لابَتْ حَوْلَ الْمَاءِ، وَحَامَتْ حَوْلَ الْمَاءِ، إِذَا اِسْتَدَارَتْ حَوْلَهُ مِنْ الْعَطَشِ وَهِيَ لا تَصِلُ إِلَيْهِ مِنْ زِحَامٍ أَوْ غَيْره، وَقَدْ حَلَّأْتُها عَنْ الْمَاءِ إِذَا حَبَسْتهَا عَنْ الْوُرُودِ، وَتَقُولُ مَا زِلْتُ أَتَظَمَّأُ الْيَوْمَ، وأَتَلوَّح، وَأَتَصَدَّى، أَيْ أَتَصَبَّر عَلَى الْعَطَشِ.
وَظَلَّ فُلان يَوْمَه عَاذِباً، وَعَذُوباً، إِذَا لَمْ يَأْكُل مِنْ شِدَّةِ الْعَطَشِ، وَقَدْ عَذَبَ عَذْباً وَعُذُوباً، وَقَوْم عُذُوب وعُذُب بِضَمَّتَيْنِ.
وَتَقُولُ: رَوَيْت مِنْ الْمَاءِ رِيّاً بِالْكَسْرِ، وَارْتَوَيْت، وَتَرَوَّيْت، وَبَضَعْت، وَنَقَعْت.
وَقَدْ نَضَحْتُ عَطَشِي، وَفَثَأْتُ غُلَّتِي، وقَصَعْتُ ظَمَئِي، وَشَفَيْتُ أُوامي، وَبَرَّدْت فُؤَادِي، وَبَرَّدْت كَبِدِي.
وَهَذِهِ شَرْبَة رَاعَتْ فُؤَادِي أَيْ بَرَّدَتْ غُلَّة رُوعِي، وَمَا ذُقْتُ شَرْبَة أَنْقَعُ مِنْهَا، وَلا أَنَضَحَ لِغَلِيل، وَلا أَبْرَدَ عَلَى كَبِد.
وَهَذَا مَاء سَائِغ، سَلِس، عَذْب، رُضَاب، سَلْسَال، قَرَاح، زُلال، فُرَات، كُلّ ذَلِكَ الطَّيِّب السَّهْل الانْحِدَار.
وَمَاءٌ نَاقِعٌ، بَاضِع، نَاجِع، نَمِير، أَيْ مَرِيء، وَقَدْ شَرِبْتُ الْمَاءَ، وجَرِعتُه، وبَلِعتُه، واجتَرَعتُه، وَابْتَلَعْتُهُ، وأَسَغْتُه.
وَهِيَ الْجُرْعَةُ، وَالْبُلْعَةُ بِالضَّمِّ، لِلْمِقْدَارِ الَّذِي يُجْرَعُ بِمَرَّة، وَكَذَلِكَ النُّغْبَة، وَقَدْ نَغَبتُ الْمَاء إِذَا بَلِعْتهُ نُغْبَة نُغْبَة.
وَيُقَالُ: مَصِصت الْمَاء بِالْكَسْرِ، وَامْتَصَصْتُهُ، إِذَا أَخَذْتَهُ بِشَفَتَيْك بِجَذْبِ النَّفَسِ، وَرَشَفْتُهُ، وَارْتَشَفْتُهُ، كَذَلِكَ وَهُوَ فَوْقَ الْمَصِّ، وَفِي الْمَثَلِ " الرَّشْف أَنْقَعُ " أَيْ أَرْوَى لِلْغُلَّةِ، وتَمَصَّصْتُه، وتَرَشَّفْتُه، وتَمَزَّزْتُه، إِذَا اِمْتَصَصْتَهُ فِي مُهْلَة.
وتَرَمَّقْتُه إِذَا شَرِبْتَهُ شَيْئاً بَعْدَ شَيْء، وَاعْتَصَرت بِهِ إِذَا شَرِبْتهُ قَلِيلاً قَلِيلاً وَذَلِكَ عِنْدَ الْغُصَّةِ.
فَإِذَا شَرِبْتهُ مِنْ غَيْرِ مَصٍّ قُلْت عَبَبتُه عَباً، وَالْعَبُّ أَيْضَاً الشُّرْب مِنْ غَيْرِ تَنَفُّسٍ وَهُوَ أَنْ يُتَابَعَ الْجَرْع مِنْ غَيْرِ إِبَانَة الإِنَاء.
وَقَدْ جَرْجَرَ الْمَاء إِذَا صَبَّهُ فِي حَلْقِهِ فَسمِعَ لِجَرْعِهِ صَوْت، وَدَغْرَقَ الْمَاء فِي حَلْقِهِ إِذَا صَبَّهُ صَباً مُتَّصِلا.
وَيُقَالُ: غَنِثَ الرَّجُل بِالْكَسْرِ إِذَا تَنَفَّسَ بَيْنَ جُرْعَة وَأُخْرَى، وَقَدْ غَنِثَ فِي الإِنَاءِ نَفَساً أَوْ نَفَسَيْنِ، يُقَالُ إِذَا شَرِبْت فَاغْنَثْ وَلا تَعُبّ، وَيُقَالُ: غَمَت نَفَساً إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ عِنْدَ الشُّرْبِ لِيَتَنَفَّس، وَيُقَالُ: شَرَعَ الْوَارِد فِي الْمَاءِ إِذَا تَنَاوَلَهُ بِفِيهِ مِنْ مَوْضِعِهِ وَلَمْ يَشْرَبْ بِكَفَّيْهِ وَلا بِإِنَاء.
وكَرَِع فِي الْحَوْضِ وَالإِنَاءِ إِذَا أَمَالَ عُنُقَهُ إِلَيْهِ فَشَرِبَ مِنْهُ، يُقَالُ: أَكْرَعَ فِي هَذَا الإِنَاءِ نَفَساً أَوْ نَفَسَيْنِ، وَقَدْ جَذَبْتُ مِنْهُ كَذَا نَفَساً أَيْ كَرِعْت.
وَتَقُولُ: نَشَحَ الشَّارِب، وَتَغَمَّرَ إِذَا شَرِبَ دُونَ الرِّيِّ، وَقَدْ نَشَحَ دَابَّته، وَغَمَّرَهَا، وَصَرَّدَهَا، إِذَا سَقَاهَا كَذَلِكَ، يُقَالُ: انشحوا خَيْلَكُمْ نَشْحاً أَيْ اِسْقُوهَا سَقْياً يَفْثَأ غُلَّتَهَا وَإِنْ لَمْ يُرْوِهَا، وَقَدْ سَقَوْا خَيْلَهُمْ تَصْرِيداً، وَصَدَرَتْ الشَّارِبَةُ وَبِهَا خَصَاصَةٌ إِذَا لَمْ تَرْوَ وَصَدَرَتْ بِعَطَشِهَا، وَيُقَالُ: قَبَصَهُ إِذَا قَطَعَ عَلَيْهِ شُرْبه قَبْلَ أَنْ يَرْوَى.
وَتَقُولُ: شَرِبَ فُلانٌ حَتَّى تَضَلَّعَ أَيْ انتْفَخَت أَضْلاعُه، وَشَرِبَ حَتَّى تَحَبَّبَ أَيْ صَارَ بَطْنه كَالْحُبِّ وَهُوَ الْخَابِيَةُ.
وَيُقَالُ: تَضَلَّعَ فُلان شِبَعاً وَتَحَبَّبَ رِيّاً إِذَا اِمْتَلأَ أَكْلاً وَشُرْباً، وَالتَّضَلُّعَ الامْتِلاء مِنْ الطَّعَامِ أَيْضَاً وَقَدْ ذُكِرَ.
وَقَدْ نَغِرَ مِنْ الْمَاءِ نَغَراً إِذَا أَكْثَرَ مِنْهُ، وَسَفِهَ الْمَاء وَالشَّرَاب، وَسَافَهَهُ، إِذَا شَرِبَهُ بِغَيْرِ رِفْق.
وَشَفَّ مَا فِي الإِنَاءِ، وَاشْتَفَّهُ، وتَشافَّه، إِذَا تَقَصَّى شُرْبَهُ، وَفِي الْمَثَلِ " لَيْسَ الرِّيُّ عَنْ التَّشَافِّ " يُضْرَبُ فِي تَرْكِ الاسْتِقْصَاءِ، وَيُقَالُ تَغَنْثَر بِالْمَاءِ إِذَا شَرِبَهُ مِنْ غَيْرِ شَهْوَة، وَتَقَمَّحَهُ، وتَقَنَّحه، إِذَا تَكَارَهَ عَلَى شُرْبِهِ وَهُوَ أَنْ يَشْرَبَ بَعْدَ الرِّيِّ.
وَتَوَجَّرَهُ إِذَا شَرِبَهُ كَارِهاً لأَيِّ عِلَّةٍ كَانَتْ، وَتَجَرَّعَهُ إِذَا تَابَعَ جَرْعَهُ مَرَّةً بَعْد أُخْرَى كَالْمُتَكَارِهِ، والزَّقَّاق مِثَال شَدَّاد الَّذِي يَشْرَبُ عَلَى الْمَائِدَةِ وَفِي فِيهِ الطَّعَام.
وَيُقَالُ: حَسَا الطَّائِر إِذَا شَرِبَ، وَقَدْ نَغَبَ الْمَاء إِذَا أَخَذَهُ بِمِنْقَارِهِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، وَكُلّ أَخْذَة نَغْبة بِالْفَتْحِ، وَمِقْدَار مَا يَأْخُذُهُ نُغْبَة بِالضَّمِّ، وَعَبَّتْ الدَّابَّة الْمَاء إِذَا شَرِبَتْهُ وَهُوَ الْجَرْعُ الْمُتَدَارِك وَقَدْ ذُكِرَ، وَمَضَّتْ الشَّاة بِالضَّاد الْمُعْجَمَةِ إِذَا شَرِبَتْ وَعَصَرَتْ شَفَتَيْهَا، وَلَِغ الْكَلْبُ وَالسَّبُعُ بِفَتْحِ اللامِ وَكَسْرِهَا يَلَغُ بِفَتْحَتَيْنِ إِذَا تَنَاوَلَ الْمَاءَ بِلِسَانِهِ.
وَتَقُولُ: غَصَّ الشَّارِب بِالْمَاءِ، وَشَرِقَ بِهِ، وَإِذَا وَقَفَ فِي حَلْقِهِ لا يَكَادُ يُسِيغُهُ، وَرَجُل غَصَّان، وَشَرِقٌ، وَأَكْثَر مَا يُسْتَعْمَلُ الْغَصَص فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَق فِي الْمَاءِ وَالرِّيقِ، وَأَخَذَتْهُ شَرْقَةٌ كَانَتْ فِيهَا رُوحُهُ وَهِيَ الْمَرَّةُ مِنْ الشَّرَقِ.
وَجَئِزَ بِالْمَاءِ إِذَا غَصَّ بِهِ فِي صَدْرِهِ، وَبِالرَّجُلِ جَأْز بِالإِسْكَانِ، وَهُوَ جَئِز مِثَال كَتِف.
وَيُقَالُ: جَرِضَ بِرِيقِهِ إِذَا غَصَّ بِهِ لا يَكَادُ يُسْتَعْمَلُ فِي غَيْرِ الرِّيقِ، وَالرَّجُلِ جَرِضٌ، وَذَلِكَ الرِّيق جَرَضٌ بِفَتْحَتَيْنِ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ، وَالاسْم الْجَرِيض عَلَى فَعِيلٍ وَمِنْهُ الْمَثَلُ " حَالَ الْجَرِيض دُونَ الْقَرِيضِ ".














مصادر و المراجع :      

١- نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد

المؤلف: إبراهيم بن ناصف بن عبد الله بن ناصف بن عبد الله بن ناصف بن جنبلاط بن سعد الْيَازِجِيّ الْحِمْصِيّ نصراني الديانة (المتوفى: 1324هـ)

الناشر: مطبعة المعارف، مصر

عام النشر: 1905 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید