وَقَرَعَ صِيتُهُ الأَسْمَاع، وَرَنَّ صِيتُهُ فِي الأَقْطَارِ، وَجَابَ بَرِيدُ ذِكْرِهِ الآفَاقَ، وَاضْطَرَبَ ذِكْره فِي الأَرْجَاءِ، وَذَهَبَ سَمْعُهُ فِي النَّاسِ، وَأَشَادَ بِذِكْرِهِ الرُّوَاة، وَسَارَتْ بِذِكْرِهِ الرُّكْبَان، وَتَحَدَّثَتْ بِذِكْرِهِ السُّمَّار، وَتَجَاوَبَتْ بِصَدَى ذِكْرِهِ الْمَحَافِل.
وَإِنَّ فُلاناً لَيُشَارُ إِلَيْهِ بِالْبَنَانِ، وَيُشَارُ إِلَيْهِ بِالأَنَامِلِ، وَتُومِئُ إِلَيْهِ الأَصَابِع، وَيُرْمَى بِالأَبْصَارِ، وَتَمْتَدُّ إِلَيْهِ الأَعْنَاقُ، وَهُوَ أَشْهَرُ مِنْ الْقَمَرِ، وَأَشْهَرُ مِنْ الصُّبْحِ، وَأَشْهَرُ مِنْ نَارٍ عَلَى عَلَم، وَهُوَ اِبْنُ جَلا، وَإِنَّ ذِكْرَهُ مَا زَالَ يَطْوِي الْمَرَاحِلَ، وَيَجُوبُ الأَمْصَار، وَقَدْ سَافَرَ فِي الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ، وَنَظَمَ حَاشِيَتَي الْبَرّ وَالْبَحْر، وَاسْتَطَارَ اِسْتِطَارَة الْبَرْق، وَسَارَ مَسِير الْقَمَر، وَانْتَشَرَ اِنْتِشَار الصُّبْحِ، وَطَبَّق ذِكْره الأَرْض، وَعُرِفَ بِالأَسْمَاعِ قَبْلَ الأَبْصَارِ.
وَتَقُولُ فِي ضِدِّهِ فُلان خَامِل الذِّكْر، خَسِيس الْقَدْر،سَافِل الْمَنْزِلَةِ، وَضِيع الشَّأْن، سَاقِط الْجَاه، ضَئِيل الْحَسَب، غَامِض الْحَسَب، مَغْمُور النَّسَب، وَقَدْ غُرِسَتْ نَبْعَته فِي الْخُمُولِ، وَغَاصَ فِي سِنَة الْخُمُول، وَاحْتَبَى بِبُرْد الْخُمُول وَإِنَّمَا هُوَ هَيّ بْن بَيّ، وهَيَّان بْن بَيَّان، وصَلْمَعة بْن قَلْمَعة، وَطَامِر بْن طَامِر، وَضُلّ بْن ضُلّ، وَقُلّ بْن قُلّ، وَإِنَّمَا هُوَ نَكِرَة مِنْ النَّكِرَاتِ، وَغُفْل مِنْ الأَغْفَال.
وَيُقَالُ فُلان مِنْ أَفْنَاء النَّاس إِذَا لَمْ يُعْلَمْ مَنْ هُوَ، وَمَا لِفُلان مَضْرِب عَسَلَة، وَلا أَعْرِفُ لَهُ مَضْرِب عَسَلَة، وَلا مَنْبِضَ عَسَلَة، أَيْ نَسَباً يَرْجِعُ إِلَيْهِ، وَيُقَالُ لِلْخَامِلِ مَا اِسْمُك أَذْكُرْهُ أَي أَنْتَ خَامِلٌ مَجْهُولُ الذِّكْرِ فَقُلْ لِي مَا اِسْمُك لَعَلِّي سَمِعْتُهُ مَرَّةً فَأَذْكُرُهُ، وَأَذْكُرْهُ مَجْزُوم عَلَى الْجَوَابِ.
وَتَقُولُ قَدْ اِنْحَطَّتْ رُتْبَةُ فُلان، وَنَزَلَتْ دَرَجَتهُ، وَسَفُلَتْ مَنْزِلَته، وَقَدْ أَخْمَلَهُ الدَّهْر، وَأَزْرَى بِهِ الْفَقْرُ، وَوَضَعَ مِنْ دَرَجَتِهِ، وَأَنْزَلَ مِنْ رُتْبَتِهِ، وَحَقَّرَ شَأْنَهُ، وَصَغَّرَ قَدْرَهُ، وَأَسْقَطَ جَاهَهُ، وَصَيَّرَهُ وَتِداً بِقَاع وَيُقَالُ أَخَذْتُ بِضَبْعَيْ فُلان، وَمَدَدْتُ بِضَبْعَيْهِ، وَجَذَبْتُ بِضَبْعَيْهِ، أذا نَعَشتَه مِنْ خُمُولِهِ، وَقَدْ أَطْلَقْت عَنْهُ رِبْقَة الْخُمُول، ونَضَوْت عَنْهُ دِثَار الْخُمُول، وَأَذَعْتُ ذِكْرَهُ، وَنَوَّهْتُ بِاسْمِهِ.
وَيُقَالُ مَا زَالَ فُلان يُذَرِّي فُلاناً، وَيُذَرِّي مِنْهُ، أَيْ يَرْفَعُ قَدْرَهُ وَيُنَوِّهُ بِذِكْرِهِ، وَقَدْ أَشَادَ ذِكْره، وَأَشَادَ بِذِكْرِهِ، أَيْ أَذَاعَ ذِكْره وَرَفَعَهُ، وَتَقُولُ هَذَا الأَمْر مَنْبَهَة لَك أَيْ تَشْرُفُ بِهِ وَتَشْتَهِرُ.
مصادر و المراجع :
١- نجعة الرائد وشرعة
الوارد في المترادف والمتوارد
المؤلف: إبراهيم
بن ناصف بن عبد الله بن ناصف بن عبد الله بن ناصف بن جنبلاط بن سعد الْيَازِجِيّ
الْحِمْصِيّ نصراني الديانة (المتوفى: 1324هـ)
الناشر: مطبعة
المعارف، مصر
عام النشر: 1905
م
تعليقات (0)