المنشورات
الثِّقَةِ وَالاتِّهَامِ
يُقَالُ: وَثِقْتُ بِفُلان، وَرَكَنْتُ إِلَيْهِ، وَسَكَنْتُ إِلَيْهِ، وَاطْمَأْنَنْتُ، وَاسْتَرْسَلْتُ، وَهَجَعْتُ، وَاسْتَنَمْتُ، وَاسْتَرَحْتُ، وَقَدْ نُطْتُبِهِ ثِقَتِي، وأَخْلَدْتُ إِلَيْهِ بِثِقَتِي، وَاسْتَسْلَمْتُ إِلَيْهِ بِثِقَتِي، وَأَنِسْتُ بِنَاحِيَتِهِ، وَأَفْضَيْتُ إِلَيْهِ بِسِرِّي، وَأَطْلَعْتُهُ عَلَى دَخَائِلِي، وَطَالَعْتُهُ بعُجَرِي وبُجَرِي، وَبَاثَثْتُهُ سِرِّي وَبَاطِن أَمْرِي، ووَكَلْتُ أَمْرِي إِلَى رَأْيِهِ وَتَدْبِيره، وَأَلْقَيْتُ فِي يَدِهِ زِمَامَ أَمْرِي، وَأَلْقَيْتُ إِلَيْهِ مَقَالِيد أَمْرِي، وَفَوَّضْتُ أُمُورِي إِلَيْهِ، وَاسْتَنَمْتُ إِلَيْهِ فِي الشَّهَادَةِ وَالْغَيْبِ.
وَأَنَا أَرْجِعُ فِي الأُمُورِ إِلَى قَوْلِ فُلان، وَلا أَقْطَعُ أَمْراً دُونَهُ، وَلا أَصْدُرُ إِلا عَنْ رَأْيِهِ، وَعَنْ مَشُورَتِهِ.
وَإِنَّ فُلاناً لَرَجُل ثِقَة، صَادِق الطَّوِيَّةِ، جَمِيل النِّيَّة، سَلِيم الصَّدْرِ، نَقِيّ الصَّدْرِ، نَقِيّ الْجَيْبِ، نَاصِح الْجَيْب، نَاصِح الدِّخْلَة، مَأْمُون الْمُغَيَّب، يَشِفُّ ظَاهِره عَنْ بَاطِنِهِ، وَيَتَمَثَّلُ قَلْبُهُ فِي لِسَانِهِ، وَإِنَّهُ لا يُؤَالِسُ، وَلا يُدَالِسُ، وَلا يُدَامِجُ، وَلا يُحْدَجُ بِسُوء، وَقَدْ طُوِيَ بَاطِنه عَلَى مِثْلِ ظَاهِرِهِ، وَاسْتَوَى فِي النُّصْحِ غائِبُه وَشَاهِدُهُ.
وَيُقَالُ: اِسْتَبَدَّ فُلانٌ بِأَمِيرِهِ إِذَا غَلَبَ عَلَيْهِ فَهُوَ لا يَسْمَعُ إِلا مِنْهُ. وَفُلان رَجُل هُجَعَة أَيْ غَافِل سَرِيع الاسْتِنَامَةِ إِلَى كُلِّ أَحَد، وَإِنَّهُ لَرَجُل يَقِنٌ، وَيَقَنَة، وَمِيقَان، أَيْ لا يَسْمَعُ شَيْئاً إِلا صَدَّقَهُ، وَرَجُل نَقُوع أُذُن أَيْ يَثِقُ بِكُلِّ أَحَد، وَإِنَّهُ لَوَابِصَة سَمْع.
وَتَقُولُ فِي ضِدِّ ذَلِكَ: قَدْ رَابَنِي أَمْرُ فُلان، وَأَرَابَنِي، وَقَدْ دَاخَلَنِي مِنْهُ رَيْب، وَخَامَرَنِي فِيهِ شَكٌّ، وَخَالَجَنِي فِيهِ ظَنّ، وَحَكّ فِي صَدْرِي مِنْهُ أَشْيَاء أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ، وَتَوَجَّسْتُهَا مِنْهُ، وَقَدْ اِسْتَرَبْتُ بِهِ، وسُؤْتُ بِهِ ظَناً، وَأَسَأْتُ بِهِ الظَنّ، وَتَجَاذَبَتْنِي فِيهِ الظُّنُونُ، وَتَوَهَّمْتُ بِهِ سُوءاً، وَاسْتَوْحَشْتُ مِنْ نَاحِيَتِهِ، وَخُيِّلَ إِلَيَّ مِنْهُ الْغَدْرُ.
وَقَدْ بَدَا لِي مِنْهُ مَا يَدْعُو إِلَى التَحَذُّر مِنْ كَيْدِهِ، وَيُوجِبُ التَّيَقُّظَ مِنْ مَكْرِهِ، وَالتَّحَصُّنَ مِنْ مِحَالِهِ.
وَإِنِّي لَأَغْتَشّ فُلاناً، وَأَسْتَغِشُّهُ، أَيْ أَظُنُّ بِهِ الْغِشّ، وَإِنَّهُ لَرَجُل مُرَهَّق أَيْ يُظَنُّ بِهِ السُّوء، وَإِنَّهُ لَيُتَّهَمُ بِكَذَا، وَيُزَنّ بِكَذَا، وَيُرْمَى بِكَذَا، وَيُحْدَجُ بِكَذَا، وَيُقْرَفُ بِكَذَا، وَمَا إِخَالُهُ إِلا مُرِيباً، مُمَاكِراً، خِباً، خَبِيثاً، خَدَّاعاً، نَغِل النِّيَّة، دَغِل الصَّدْر، فَاسِد الضَّمِيرِ، مَرِيض الأَهْوَاء، خَبِيث الطَّوِيَّةِ خَبِيث الدِّخْلَة، خَبِيث الْخِمْلَة، خَبِيث العِمْلة.
وَتَقُولُ: أَزْهَفَ بِي فُلان إِذَا وَثِقْتَ بِهِ فَخَانَكَ، وَأَبْدَعَ بِي إِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَ ظَنِّكَ بِهِ فِي أَمْرٍ وَثِقْتَ بِهِ فِي كِفَايَتِهِ وَإِصْلاحِهِ.
وَيُقَالُ: بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ شَرِكَة حِزَاز بِالْكَسْرِ وَهِيَ أَنْ لا يَثِقَ كُلّ مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ فَيَسْتَقْصِي أَحَدُهُمَا الآخَرَ.
وَتَقُولُ: اِتَّهَمَنِي فُلان بِكَذَا وَتَجَنَّى عَلَيَّ، وَتَجَرَّمَ عَلَيَّ، وَتَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، وَأَشْرَبَنِي مَا لَمْ أَشْرَبْ، وَادَّعَى عَلَيَّ ذَنْباً لَمْ أَفْعَلْهُ، وحَدَجَنِي ِذَنْبِ غَيْرِي، وَرَمَانِي بِذَنْبٍ لَمْ أَجْنِهِ، وَحَمَلَ عَلَيَّ ذَنْباً لَمْ آتِهِ، وَفُلان يَتَجَرَّمُ عَلَيَّ الذُّنُوب.
وَتَقُولُ: وَرَّكَ فُلان ذَنْبَهُ عَلَيَّ تَوْرِيكاً إِذَا حَدَجَك بِهِ وَأَنْتَ بَرِيءٌ مِنْهُ، وَإِنَّ فُلاناً لَمُوَرَّك فِي هَذَا الأَمْرِ أَيْ لا ذَنْبَ لَهُ.
مصادر و المراجع :
١- نجعة الرائد وشرعة
الوارد في المترادف والمتوارد
المؤلف: إبراهيم
بن ناصف بن عبد الله بن ناصف بن عبد الله بن ناصف بن جنبلاط بن سعد الْيَازِجِيّ
الْحِمْصِيّ نصراني الديانة (المتوفى: 1324هـ)
الناشر: مطبعة
المعارف، مصر
عام النشر: 1905
م
17 يوليو 2024
تعليقات (0)