المنشورات

الْمَدْحِ وَالذَّمِّ

يُقَالُ مَدَحَهُ، وَامْتَدَحَهُ، وَقَرَّظَهُ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَذَكَرَهُ بِخَيْرٍ، وَذَكَرَهُ بِصَالِحٍ، وَذَكَرَهُ بِالْجَمِيلِ، وَأَجْمَلَ ذِكْره، وَأَشَادَ بِذِكْرِهِ، وَعَدَّدَ مَآثِره، وَأَذَاعَ مَنَاقِبَهُ، وَنَشَرَ مَسَاعِيَهُ، وَأَظْهَرَ مَحَامِده، وَأَعْلَنَ مَفَاخِرَهُ، وَأَطْنَبَ فِي فَضَائِلِهِ، وَنَوَّهَ بِصَنَائِعِهِ، وَأَثْنَى عَلَى خَلائِقِهِ، وَأَكْثَرَ مِنْ مَدْحِهِ، وَأَطَالَ فِي الثَّنَاءِ عَلَيْهِ، وَوَصَفَهُ أَحْسَن وَصْفٍ، وَذَكَرَهُ أَجْمَلَ ذِكْرٍ، وَمَدَحَهُ أَبْلَغَ مَدْحٍ، وَخَلَعَ عَلَى عِرْضِهِ أَجْمَلَ الْحُلَل، وَنَشَرَ طِرَاز مَحَاسِنه فِي الْمَجَالِسِ، وَنَثَرَ لآلِئَ وَصْفه فِي الْمَحَافِلِ، وَسَيَّرَ ذِكْرَ مَحَامِده فِي الآفَاقِ.
وَيُقَالُ هَتَفْتُ بِفُلانٍ إِذَا مَدَحْتَهُ، وَخَلَّفْتُهُ بِخَيْرٍ عِنْدَ الْقَوْمِ إِذَا ذَكَرْتَهُ بِالْجَمِيلِ، وَفُلان حَسَن الْمَحْضَر إِذَا كَانَ مِمَّنْ يَذْكُرُ الْغَائِب بِخَيْر.
وَأَطْرَيْتُهُ إِطْرَاء، وَأَطْرَأْتُهُ بِالْهَمْزِ، إِذَا بَالَغْتَ فِي الثَّنَاءِ عَلَيْهِ.
وَتَقُولُ فُلان يَتَبَجَّحُ عَلَيْنَا بِفُلان، وَيَتَمَجَّح عَلَيْنَا بِهِ، أَيْ يُبَاهِي بِهِ وَيَهْذِي بِمَدْحِهِ، وَهُوَ يَهْرِفُ بِفُلان نَهَاره كُلّه أَيْ يُطْنِبُ فِي الثَّنَاءِ عَلَيْهِ، حَتَّى يَخْرُجَ إِلَى الْهَذَيَانِ.
وَتَقُولُ فُلان طَيِّب الثَّنَاء، وَطَيِّب النَّثَا، جَمِيل الذِّكْر مَحْمُود الشُّهْرَة، جَمّ الْفَضَائِل، كَثِير الْمَمَادِح.
وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْل النَّجَابَةِ، وَالنُّبْل، وَالْمُرُوءَة، وَالشَّهَامَة، وَالْكَرَم، وَالْجُود، وَالإِحْسَان، وَالْحِلْم، وَالأَنَاة، وَالدَّعَة، وَالرِّقَّة.
وَمِنْ ذَوِي الرَّصَانَةِ، وَالْحَصَافَة، وَالْحُنْكَة، وَالرَّأْي، وَالسَّدَاد، وَالْعِلْم، وَالأَدَب، وَالْفَضْل، وَالتُّقَى، وَالصَّلاح، وَالْكَمَال، وَالْخَيْر، وَالسَّمْت.
وَمِنْ أُولِي الشَّرَف، وَالْحَسَب، وَالْمَجْدِ، وَالْجَلالَةِ، وَالنَّبَاهَةِ، وَالْمَعَالِي، وَالنَّخْوَة، وَالنَّجْدَة، وَالْبَسَالَة،
وَالسَّيْف، وَالْقَلَم.
وَفُلانٌ يُقَصِّرُ عَنْ حَقِّهِ طَوِيلُ الثَّنَاءِ، وَيَضِيقُ بِمَدْحِهِ الثَّنَاءُ الْعَرِيضُ، وَلا يَبْلُغُ كُنْه مَحَامِدِهِ لَفْظٌ، وَلا يُحِيطُ بِمَعَانِي مَدْحِهِ وَصْفٌ، وَإِنَّ لَهُ خُطىً فِي الْفَضْلِ يَظْلَعُ وَرَاءَهَا الْقَلَم، وَغَايَة فِي الْمَجْدِ يَحْسِرُ مِنْ دُونِهَا الْفِكْر، وَبَسْطَة فِي الْكَرَمِ تَضِيقُ عَنْ اِسْتِيعَابِهَا الصِّفَات، وَلا عَيْبَ فِيهِ سِوَى أَنَّ فَضْلَهُ قَدْ أَعْجَزَ الْبُلَغَاءَ وَقَصَّرَتْ عَنْ مُجَارَاتِهِ الْكِرَام.
وَيُقَالُ فِي ضِدِّ ذَلِكَ ذَمَّهُ، وَثَلَبَهُ، وَسَبَّهُ، وَعَابَهُ، وَشَتَمَهُ، وَعَيَّرَهُ، وَتَنَقَّصَهُ، وَاغْتَابَهُ، وَنَزَغَهُ، وَلَمَزَهُ، وَهَمَزَهُ، وَقَدَحَ فِيهِ، وَغَمَزَ فِيهِ، وَطَعَنَ فِيهِ، وَطَعَنَ عَلَيْهِ، وَوَقَعَ فِيهِ، وَشَنَّعَ عَلَيْهِ، وَشَنَّرَ عَلَيْهِ، وَزَرَى عَلَيْهِ، وَسَمَّعَ بِهِ، وَنَدَّدَ بِهِ، وَوَقَعَ فِي عِرْضِهِ، وَهَجَّنَ عِرْضه، وَهَتَرَ عِرْضَهُ، وَنَهَكَ عِرْضه، وَانْتَهَكَهُ، وَأَطَالَ عَلَيْهِ لِسَانه، وَلَسَعَهُ بِلِسَانِهِ، وَلَسَبَهُ، وَلَدَغَهُ، وَبَسَطَ لِسَانه فِيهِ، وَأَخَذَهُ بِلِسَانِهِ، وَتَنَاوَلَهُ بِلِسَانِهِ،وَقَالَ فِيهِ، وَنَالَ مِنْهُ، وَنَالَ مِنْ عِرْضِهِ، وَذَكَرَهُ بِالسُّوءِ، وَتَنَاوَلَهُ بِالْقَبِيحِ، وَاسْتَطَالَ فِي عِرْضِهِ، وَقَرَضَ عِرْضه، وَاقْتَرَضَهُ، وَمَضَغَهُ، وَلاكَهُ.
وَمَا زَالَ فُلان يَتَتَبَّعُ هَفَوَات فُلان، وَيَتَعَقَّبُ سَقَطَاته، وَيَتَرَقَّبُ فَرَطَاته، وَيَتَرَصَّدُ عَثَرَاته، وَيُنَقِّبُ عَنْ عَوْرَاتِهِ، وَيَعُدُّ عَلَيْهِ أَنْفَاسه.
وَقَدْ أَصَابَ مِنْهُ مُتَرَقَّعاً، وَأَصَابَ مِنْهُ مَغْمَزاً، أَيْ مَوْضِعاً لِلذَّمِّ، وَمَا بَرِحَ يُنَبِّهُ عَلَى عُيُوبِهِ، وَيَنْعَى عَلَيْهِ عُيُوبَهُ، وَمَعَايِبه، وَمَعَايِرَهُ، وَمَثَالِبه، وَمَقَابِحَهُ، وَمَشَايِنه، وَمَخَازِيه، وَمَسَاوِئَهُ، وَمَذَامّه، وَمَطَاعِنه، وَنَقَائِصه، وَغَمَائِزه، وَعَوْرَاته، وَسَوْآته.
وَفُلانٌ يَقْذَعُ ذَوِي الأَحْسَاب الشَّرِيفَة، وَيَنْحِتُ أَثْلَتهم، وَيُقَطِّع أَعْرَاضَهُمْ، وَيَلُوك أَعْرَاضهمْ، وَيَسْرَح فِي أَعْرَاضِهِمْ، وَيَنْتَهِك حُرُمَاتِهِمْ.
وَهُوَ يُصْغِي إِنَاء فُلان، وَيَقْرَعُ مَرْوَتَهُ، وَيَقْرَعُ صَفَاته، وَيُمَزِّقُ فَرْوَتَهُ، وَيَجُبُّ ذِرْوَته، وَيَغْمِزُ قَنَاته، وَيَغْمِزُ صَعْدَتَهُ، أَيْ يَتَنَقَّصُهُ وَيَقَعُ فِيهِ، وَقَدْ رَمَاهُ بِالْهَاجِرَاتِ، وَالْمُهْجِرَاتِ، وَهِيَ الْفَضَائِحُ.
وَإِنَّهُ لَرَجُل ذَرِع، خَبِيث اللِّسَانِ، طَوِيل اللِّسَانِ، وَقَّاع فِي الأَعْرَاضِ، وَإِنَّهُ لَمَضَّاغ لِلُحُومِ النَّاسِ، وَإِنَّهُ لَيَمْضَغ لُحُومَهُمْ، وَيَأْكُل لُحُومَهُمْ، وَهُوَ رَجُلٌ هَمَّازٌ لَمَّاز، وَهُمَزَة لُمَزَة، وَرَجُلٌ لُسَعَة، وَلَساعَة، وَلَسَّابَة، وَقَرَّاصَة، وَلَدَّاغَة، وَإِنَّهُ لَفَكِه بِأَعْرَاض النَّاس أَيْ يَتَلَذَّذُ بِاغْتِيَابِهِمْ، وَقَدْ مَرَجَ لِسَانه فِي أَعْرَاضِهِمْ، وَأَمْرَجَهُ، أَيْ أَطْلَقَهُ بِالْوَقِيعَةِ فِيهِمْ.
وَيُقَالُ شَحَذْتَ لِسَانك عَلَيْنَا، وَأَرْهَفْتَهُ عَلَيْنَا، أَيْ حَدَّدْتَهُ لِثَلْب أَعْرَاضنَا.
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ قَوَارِع فُلان، وَلَوَاذِعه، وَنَوَاقِرِهِ، وَمِنْ قَوَارِص لِسَانه، وَحَصَائِد لِسَانه، وَقَدْ أَتَتْنِي مِنْ فُلان قَوَارِص، وَلَوَاسِع، وَأَتَتْنِي عَنْهُ نَوَاقِر، وَلا تَزَالُ تَقْرُصُنِي مِنْ فُلان قَارِصَة.
وَتَقُولُ خَلَفَهُ عِنْدَ الْقَوْمِ بِشَرٍّ كَمَا تَقُولُ خَلَفَهُ بِخَيْرٍ أَيْ ذَكَرَهُ بِهِ.
وَيُقَالُ هَجَاهُ هَجْواً، وَهِجَاء، وَهُوَ الذَّمُّ بِالشِّعْرِ خَاصَّة، وَقُلِّدَ فُلان قِلادَة سُوء إِذَا هُجِيَ بِمَا بَقِيَ عَلَيْهِ وَسْمُهُ، وَقَدْ طُوِّقَ طَوْقاً لا يَبْلَى، وَهَذَا كَلام يَبْقَى مِيسَمه عَلَيْهِ مَا بَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ.
وَيُقَالُ قَشَبَنِي فُلان بِعَيْبِ نَفْسِهِ أَيْ لَطَخَنِي بِهِ، وَهُوَ قَاشِبٌ أَيْ يَعِيبُ النَّاس بِمَا فِيهِ، وَفِي الْمَثَلِ " رَمَتْنِي بِدَائِهَا وَانْسَلَّتْ "، و " عَيَّرَ بُجَيْرٌ بُجَرَةَ نَسِيَ بُجَيْرٌ خَبَرَهُ ".


















مصادر و المراجع :      

١- نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد

المؤلف: إبراهيم بن ناصف بن عبد الله بن ناصف بن عبد الله بن ناصف بن جنبلاط بن سعد الْيَازِجِيّ الْحِمْصِيّ نصراني الديانة (المتوفى: 1324هـ)

الناشر: مطبعة المعارف، مصر

عام النشر: 1905 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید