المنشورات
رُكُوبِ الْعَارِ وَاجْتِنَابِهِ
يُقَالُ لَحِقَهُ مِنْ هَذَا الأَمْرِ عَار، وَشَنَار، وَخِزْي، وَعَيْب،وَشَيْن، وَوَصْم، وَسُبَّة، وَغَضَاضَة، وَمَغَضَّة، وَغَضِيضَة، وَمَنْقَصَة، وَنَقِيصَة، وَدَنِيئَة، وَمَعَرَّة.
وَإِنَّ فِي هَذَا الأَمْرِ لَمَغْمَزاً عَلَيْهِ، وَمَطْعَناً، وَغَمِيزَة، وَغَمِيصَة، وَإِنَّهُ لَرَجُل مَوْصُوم الْحَسَب، وَإِنَّهُ لَمَغْمُوز عَلَيْهِ فِي حَسَبِهِ، وَمَغْمُوص عَلَيْهِ، أَيْ مَطْعُون عَلَيْهِ، وَإِنَّ فِيهِ لَمَغَامِز َ، وَمَطَاعِن، وَقَدْ وُسِمَ بِطَابَع الْعَار، وَبِمِيسَم الْعَار، وَأَوْرَثَهُ هَذَا الأَمْرُ عَاراً، وَأَعْقَبَهُ عَاراً، وَقَنَّعَهُ الْعَار، وَعَصَبَ بِرَأْسِهِ الْعَار، وَطَوَّقَهُ الْعَار، وَخَطَمَ أَنْفه بِالْعَارِ، وَعَصَبَ بِهِ عَاراً لا يُمْحَى، وَجَرَّ عَلَيْهِ عَاراً لَنْ يُغْسَلَ عَنْهُ، وَلَطَخَهُ بِعَارٍ لا تَرْحَضُهُ عَنْهُ السِّنُونَ، وَنَطَفَهُ بِعَارٍ لا يُطَهِّرُهُ مِنْهُ الْجَدِيدَانِ.
وَيُقَالُ جَاءَ فُلان بِالْمُخْزِيَات، وَبِالْمُنْدِيَات، وَبِالْمُؤْنِبَاتِ، وَجَاءَ بِسَوْءَةٍ شَنْعَاء، وَمَعَرَّة دَهْمَاء، وَإِنَّهُ لَرَجُل مُسْتَهْتِر أَيْ لا يُبَالِي مَا قِيلَ فِيهِ، وَإِنَّهُ لَمِمَّنْ يَرْكَبُ الْعَار، وَيُقَارِفُ الْعُيُوب، وَيَغْشَى الدَّنَايَا، وَيُبْرِزُ صَفْحَتَهُ لِلْخِزْي، وَيَطْرَحُ نَفْسه فِي الْفَضَائِحِ، وَلا يُبَالِي بِالْغَضَاضَةِ، وَلا يَتَّقِي الذَّمَّ.
وَيُقَالُ إِنَّ فُلاناً لَيَنْعَى عَلَى نَفْسِهِ بِالْفَوَاحِشِ إِذَا شَهَرَ نَفْسه بِتَعَاطِيهَا.
وَتَقُولُ هَذَا أَمْرٌ يَعِيبُك، وَيَشِينك، وَيَعُرُّك، وَيَغُضُّ مِنْك، وَيَضَعُ مِنْ قَدْرك، وَيَنْقُصُ مِنْ حَسَبِكَ، وَيَقْدَحُ فِي حَسَبِكَ، وَيُشْعِرُكَ شَنَاره، وَيُلْبِسُك عَاره، وَهَذَا مَسْقَطَة لَك مِنْ أَعْيُنِ النَّاسِ، وَإِنَّهُ لَفِعْل يَغُضُّ الطَّرْفَ، وَيَغُضُّ مِنْ الْبَصَرِ، وَيُنَكِّسُ الْبَصَر، وَيَخْدِشُ وُجُوه الأَحْسَاب، وَهَذِهِ مَعَرَّة لا يُنْزَلُ كَنَفهَا، وَأَمْر لا يُحَطُّ عَاره، وَهَذِهِ سُبَّة الأَبَد، وَسُبَّة بَاقِيَة فِي الأَعْقَابِ، وَهَذِهِ فَعْلَة سَتَبْقَى وَسْمَ ذَمٍّ عَلَى الأَبَدِ، وَسَتَبْقَى عَاراً وَأُحْدُوثَةَ سُوءٍ فِي الْغَابِرِينَ.
وَتَقُولُ هَذَا أَمْر أُجِلُّكَ عَنْ إِتْيَانِهِ، وَأُنَزِّهُك عَنْهُ، وَأَرْفَعُكَ عَنْهُ، وَأَرْبَأُ بِك عَنْهُ، وَأَرْغَبُ بِك عَنْهُ، وَآنَفُ لَك مِنْهُ، وَأَسْتَنْكِفُ لَك مِنْهُ، وَأُعِيذُك مِنْ إِتْيَانِ مِثْلِهِ، وَهَذَا أَمْر لا أَرْضَاهُ لَك، وَإِنَّهُ لا يَلِيقُ بِك، وَلا يَرْصُفُ بِك، وَلا يَزْكُو بِك، وَلا يَجْمُلُ بِحَسَبِكَ، وَمَا هَذَا مِنْك بِحُرّ وَيُقَالُ فِي ضِدِّ ذَلِكَ فُلانٌ صَحِيحُ الْعِرْضِ، وَافِر الْعِرْض،نَقِيّ الْعِرْضِ، طَاهِر الْحَسَبِ، نَقِيّ الأَدِيم، نَقِيّ الثِّيَابِ، بَعِيد عَنْ الدَّنَايَا، مُنَزَّه عَنْ النَّقَائِصِ، بَرِيء مِنْ الْمَطَاعِنِ.
وَإِنَّهُ لَيَأْنَف مِنْ الْعَارِ، وَيَتَكَرَّم عَنْ الدَّنِيئَةِ، وَيَتَرَفَّعُ عَنْ النَّقِيصَةِ، وَيَتَصَوَّنُ مِنْ الْمَعَايِب، وَيَرْبَأُ بِنَفْسِهِ عَنْ الدَّنَايَا، وَيُكْرِمُ نَفْسه عَنْ إِتْيَان الْمَخَازِي، وَيَذْهَبُ بِنَفْسِهِ عَنْ مَوَاطِن الشَّيْن.
وَإِنَّهُ لَيَجِلّ عَنْ أَنْ يَفْعَل كَذَا، وَيَتَجَالَّ عَنْهُ، وَهُوَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُرْمَى بِمِثْلِ هَذَا، وَهُوَ أَعْلَى مِنْ ذَلِكَ قَدْراً، وَأَرْفَعُ مَحَلّاً، وَأَنْزَهُ شَأْناً، وَأَطْهَر نَفْسًا.
وَفُلانٌ لا سَبِيلَ عَلَيْهِ لِلطَّعْنِ، وَلا يُنَالُ بِمَذَمَّة، وَلا تَلْحَقُهُ غَضَاضَة، وَلا تَرْهَقُهُ مَعَرَّة، وَلا يَتَوَجَّهُ عَلَيْهِ ذَمّ، وَلا يُعَابُ بِدَنِيئَة، وَلا يُرْمَى بِوَصْم.
وَيُقَالُ ظَهَرَ عَنْك الْعَار أَيْ لَمْ يَعْلَقْ بِك، وَهَذَا أَمْرٌ ظَاهِرٌ عَنْك عَارُهُ.
مصادر و المراجع :
١- نجعة الرائد وشرعة
الوارد في المترادف والمتوارد
المؤلف: إبراهيم
بن ناصف بن عبد الله بن ناصف بن عبد الله بن ناصف بن جنبلاط بن سعد الْيَازِجِيّ
الْحِمْصِيّ نصراني الديانة (المتوفى: 1324هـ)
الناشر: مطبعة
المعارف، مصر
عام النشر: 1905
م
17 يوليو 2024
تعليقات (0)