المنشورات

وصف القلم:

يا يراعي لولا يد لك عندي ... عفتُ نظمي في وصفك الأشعارا
يا يراع الأديب لولاك ما أصـ ... ـبح حظ الأديب يشكو العثارا
غير أني أحنو عليك وإن لم ... تك عونا في النائبات وجارا
أنت نعم المعين في الدهر لولا ... أن للدهر همة لا تجارى
يتجلى في النفس شمس نهار ... في دجى الليل تبعث الأنوارا
جمع الله فيه بين نقيضيـ ... ـن فكان الظلام منه نهارا
فهو حينا نار تلظى وحينا ... جنة الخلد تنثر الأزهارا
وتراه ورقاء1 تندب شجوا ... وتراه رقطاء2 تنفث نارا
وتراه مغنيا إن شدا حر ... ك بين الجوانح الأوتارا
وتراه مصورا يرسم الحسـ ... ـن ويغري برسمه الأبصارا
فتخال القرطاس صفحة خد ... وتخال المداد فيه عِذارا
هو جسر تمشي القلوب عليه ... لتلاقي بين القلوب قرارا
صامت تسمع العوالم منه ... أي صوت يناهض الأقدارا
فهو كالكهرباء غامضة الكنـ ... ـه وتبدو بين الورى آثارا
كم أثار اليراع خطبا كمينا ... وأمات اليراع خطبا مثارا
قطرات من بين شقيه سالت ... فأسالت من الدما أنهارا
كان غصنا فصار عودا ولكن ... لم يزل بعد يحمل الأثمارا
كان يستمطر السماء فحال الـ ... ـأمر فاستمطر العقول الغزارا
يسعد الناس باليراع ويلقى ... ربه ذلة به وصغارا
وا شقاء الأديب هل وتر1 الدهـ ... ـر فلا زال طالبا منه ثارا
أرفيق المحراث يحيا سعيدا ... ورفيق اليراع يقضي افتقارا
ما جنى ذلك الشقاء ولكن ... قد أراد القضاء أمرا فصارا
ليس للنسر من جناح إذا لم ... يجد النسر في الفضاء مطارا
حاسبوه على الذكاء وقالوا ... حسبه صيته البعيد فخارا
أوهموه أن الذكاء ثراء ... فمضى يسحب الذيول اغترارا
يحسب النقد للقصيدة نقدا ... ويرى البيت في القصيدة دارا
ليس بدعا من هائم في خيال ... أن يرى كل أصفر دينارا
إن بين المداد والحظ عهدا ... وذماما لا يلتوي وجوارا
فاللبيب اللبيب من ودع الطر ... س وولى من اليراع فرارا















مصادر و المراجع :      

١- النظرات

المؤلف: مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي المَنْفَلُوطي (المتوفى: 1343هـ)

الناشر: دار الآفاق الجديدة

الطبعة: الطبعة الأولى 1402هـ- 1982م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید