المنشورات

قال في الشيب:

ضحكات الشيب في الشعر ... لم تدع في العيش من وطر
هن رسل الموت سانحة ... قبله والموت في الأثر
يا بياض الشيب ما صنعت ... يدك العسراء بالطرر
أنت ليل الحادثات وإن ... كنت نور الصبح في النظر
ليت سوداء الشباب مضت ... بسواد القلب والبصر
فالصبا كل الحياة فإن ... مر مرت غبطة العمر
وقال على سبيل الفكاهة في شأن كلب اسمه "بيل" وفي لسيده, فطوقه طوقا من الذهب وأوصى له بخمسة آلاف دينار:
ليهنك يا "بيل" الجلال وعزة ... يكاد لها القلب الكسير يطير
ملكت على الزهد الألوف وكلنا ... إلى قطرة مما ملكت فقير
إذا كان هذا الطوق كالتاج قيمة ... فأنت بألقاب الملوك جدير
وما المال إلا آية الجاه في الورى ... فحيث تراه فالمقام خطير
ولو كان بين الجاه والفضل لحمة ... لزالت عروش جمة وقصور
فيا بيل لا تجزع فرب متوج ... شبيهك إلا منبر وسرير
وما أنت في جهل المقادير آية ... فمثلك بين الناطقين كثير
لئن فاتك النطق الفصيح كما ترى ... فسهمك من نطق الفؤاد وفير
وفيت بعهد للصديق وما وفى ... بعهد صديق جرول1 وجرير
فعش صامتا واقنع بحظك واغتبط ... فما النطق إلا آفة وشرور
ضلال يرى الإنسان فضلا لنفسه ... وساعده في المكرمات قصير
وما المرء إلا صدقه ووفاؤه ... وكل كبير بعد ذاك صغير
وماذا يفيد المرء حسن بيانه ... إذا عيّ بالنطق الفصيح ضمير
مدحتك يا بيل لأني شاعر ... وأنت على حسن الجزاء قدير
ولو كنت تدري ما أقول لقمت لي ... بما لم يقم للمادحين أمير















مصادر و المراجع :      

١- النظرات

المؤلف: مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي المَنْفَلُوطي (المتوفى: 1343هـ)

الناشر: دار الآفاق الجديدة

الطبعة: الطبعة الأولى 1402هـ- 1982م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید