المنشورات

مدح الضمر وذم السمن

فالعرب تمدح بالضمر وتذم بالسمن وتنسب أهل النحول إلى الأدب والمعرفة، وأهل السمن إلى الفدامة وقلة الفهم. وللفلاسفة والأطباء في ذلك قول يثبت ما ادعت العرب. وزعموا أن من غلب عليه البلغم عظم جسمه، وكثر شحمه ولحمه، وقلَّ فهمه، وطال سباته، وانعقد لسانه لغلبة البلغم على قلبه، واحتواء الرطوبة على لبه. ومن كان أغلب مزاجاته المرة خف جسمه، وقلّ لحمه وذاب شحمه وحسن ذهنه وصح فهمه، لأن النحول علامة المتفرسين، ودلالة المتوسمين، لا يكاد أن تخطئ فيه الفراسة، ولا تكذب فيه العيافة، لما أخبرتك من غلبة أحد المزاجين على صاحبه، وابتناء قراره في مركبه، وربما أنجب السمن وخاب الهزال، ولا يكون ذلك إلا في الفرد الشاذ من الرجال. ومن أمثال العرب في ذلك: البِطنة تذهب الفطنة.















مصادر و المراجع :      

١- الموشى = الظرف والظرفاء

المؤلف: محمد بن أحمد بن إسحاق بن يحيى، أبو الطيب، المعروف بالوشاء (المتوفى: 325هـ)

المحقق: كمال مصطفى

الناشر: مكتبة الخانجي، شارع عبد العزيز، مصر - مطبعة الاعتماد

الطبعة: الثانية، 1371 هـ - 1953 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید