المنشورات

المتوكل وجاريته قبيحة

حدثني أبو العباس بن الفضل الربيع قال: حدثني علي بن الجهم قال: حُمَّ المتوكل يوماً وكان ذلك بعقب شرٍ وقع بينه وبين قبيحة فرماها بمخدة، فغضبت، واحتجبت، فحمّ بعقب ذلك، ودخلنا عليه وإذا الفتح قائم، في يده قارورة فيها الماء، ويحيى بن ماسويه ينظر إليها، فقال: ليس أرى إلا ما أحب، فقلت: يا أمير المؤمنين أنشدك أبياتاً؟ فقال لي: أنشد. فأنشدته:
تَنكر حال علتي الطبيب، ... فقال: أرى بجسمك ما يريب
جسست العرق منك، فدلّ عندي ... على داء له شأن عجيب
فما هذا الذي بك؟ هات قل لي، ... فكان جوابه مني النحيب
فجسمي بالحبيب بلي سقاماً، ... وقلبي، يا طبيب، هو الكئيب
فحرّك رأسه، ودنا إلي، ... وقال: الحب ليس له طبيب
فأعجبني تظرفه عليّ، ... فقلت: بلى، إذا رضي الحبيب
فقال: هو الشفاء، فلا توان، ... فقلت: أجل، ولكن لا تجيب
ألا هل مسعد يبكي لشجوي، ... فإني هاهنا أبداً غريب
فضحك ودعا بالشراب، وشرب وشربنا معه، ووجه إلى قبيحة، فوقع الصلح بينهما وخرجت عندها رقعة بخطّ فضل الشاعرة:
لأصبرنّ على ما بي من المضض، ... حتى أموت، ولا يشعر بي الناس
ولا يقال شكا من كان يعشقه، ... إن الشكاة لمن يهوى هو الياس
ولا أبوح بسر كنت أكتمه، ... عند الجليس، إذا ما دارت الكاس















مصادر و المراجع :      

١- الموشى = الظرف والظرفاء

المؤلف: محمد بن أحمد بن إسحاق بن يحيى، أبو الطيب، المعروف بالوشاء (المتوفى: 325هـ)

المحقق: كمال مصطفى

الناشر: مكتبة الخانجي، شارع عبد العزيز، مصر - مطبعة الاعتماد

الطبعة: الثانية، 1371 هـ - 1953 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید