المنشورات
ممن يحسن الحب
واعلم بأن العشق يَحسُنُ بأهل العفّة والوفاء، ويقبحُ بأهل العهر والخَنى مع أن الهوى قد فسد وقلّ الوفاء وكثُرت الخيانة والغدر، واستعمل الناس في العشق شيئاً ليس من سُنّة الظرف، ولا من أخلاق الظرفاء، وذلك أن أحدهم متى ظفر بحبيبه، وأصاب الغفلة من رقيبه، لم يَعفّ دون طلب الصفاء. أنشدني عبد الحميد المَلطي:
قد فسد الحب وهان الهوى، ... وصار من يعشق مُستعجلا
يريد أن ينكِحَ أحبابه، ... من قبلِ أن يسهر، أو يَنحُلا
ولأحمد بن أبي فنَن في مثل ذلك:
أنا لا أَبْدا بغدرٍ أبداً، ... فإذا ما غدرَت لم أتَّركْ
واجداً منها بديلاً مثل ما ... وَجَدَت مني بديلاً، لا تَشُكّ
أتُراني أقعد الليل لها ... ساهراً أطلب وَصلاً قد هلكْ
وهْيَ فيما تشتهي لاهيةٌ، ... مِتُّ إن دار بهذين فَلَكْ
كان للناس وفاءٌ مرّةً، ... فانقضى، وانحلّت اليوم التّكَكْ
مصادر و المراجع :
١- الموشى = الظرف والظرفاء
المؤلف: محمد بن
أحمد بن إسحاق بن يحيى، أبو الطيب، المعروف بالوشاء (المتوفى: 325هـ)
المحقق: كمال
مصطفى
الناشر: مكتبة
الخانجي، شارع عبد العزيز، مصر - مطبعة الاعتماد
الطبعة: الثانية،
1371 هـ - 1953 م
19 يوليو 2024
تعليقات (0)