المنشورات

الجبين والخد ويُطرف به ذوو الصبابة والوجد

قرأتُ على جَبين جاريةٍ لنخّاسٍ بالغالية، وقد أخرجها العَرْض:
وشادنٍ أحسنِ خَلقِ الله ... في كفّه سيفُ رسول اللهِ
قد كتب الحُسنُ على وجهه ... سطرين بالعنبر باسم اللهِ
على يَدَيْ رِضوانَ منسوجةٌ ... صنعةُ حُسنٍ في طراز اللهِ
أنا غريقٌ في بحار الهوى ... شبهُ قتيلٍ في سبيل اللهِ
وأخبرني من رأى على جبين جارية نخّاسٍ مكتوباً في سطرين:
إذا حُجبت لم يكفكَ البدرُ فَقدَها ... وتكفيك فقْد البدرِ إن حُجب البدرُ
وحسبُكَ من خمرٍ تفوتُكَ ريقُها ... ووالله ما من ريقِها حَسبُكَ الخمرُ
وقال عليّ بن الجَهم: رأيتُ على خدّ جاريةٍ لفاطمة بنتِ محمد بن عِمران الكاتب مكتوباً بالمِسك:
رضيتُ على رُغمي بحبّكِ فاعدلي ... ولا تُسرفي إذْ صار في يدكِ الحُكْمُ
متى يَظفر المظلوم منكِ بحقّهِ ... إذا كنت قاضيه وأنتِ له خَصْمُ
قال المازني: كان على جبين جارية شَريط مكتوبٌ بالغالية:
صَرَمتْني ثمّ لا كلّمتني أبداً ... إن كنتُ خُنتكَ في حالٍ من الحالِ
ولا هَمَمْتُ ولا نفْسي تحدّثني ... قلبي بذاك ولا يجري على بالِ
وقال الجاحظ: كتب مؤلَّف جارية الصخري على جبينها:
ومحسودةٍ بالحُسن كالبدر وجهها ... وألحاظُ عينيها تَجور وتَظلمُ
ملكتُ عليها طاعةَ الشوقِ والهوى ... وعلّمتُها ما لم تكُن منه تعلَمُ
قال: وقرأتُ على جبين قَينةٍ بالعسكر، مكتوباً بغالية وعنبر:
يا قمراً لاحَ في الظلامْ ... عليكَ من مُقلتي السلامْ
وكتبت ظَلومُ على جَبينها بالمِسْكِ:
العينُ نفقدُ من تهوى وتُبصره ... وناظرُ القلب لا يَخلو من النَّظَرِ
وظَلوم هذه كان يحبّها العبّاس بن الأحنف وفيها يقول:
إنّ بالكَرخِ منزلاً لغزالٍ ... بين قَصر الأمير والخيزرانِ
والهوى قائدي أليه، وشوقي ... ليس بالشوق والهوى لي يدانِ
لستُ أنساكِ يا ظَلومُ وعهد ال ... له حتى أُلَفَّ في أكفاني
فثِقي بي فأنتِ أعرفُ مني ... بحِفاظي في السرّ والإعلانِ














مصادر و المراجع :      

١- الموشى = الظرف والظرفاء

المؤلف: محمد بن أحمد بن إسحاق بن يحيى، أبو الطيب، المعروف بالوشاء (المتوفى: 325هـ)

المحقق: كمال مصطفى

الناشر: مكتبة الخانجي، شارع عبد العزيز، مصر - مطبعة الاعتماد

الطبعة: الثانية، 1371 هـ - 1953 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید