المنشورات

أفلاطن الطَّبِيب

وأفلاطن الطَّبِيب هُوَ الْخَامِس من الْأَطِبَّاء الْمَشْهُورين الثَّمَانِية الَّذين تقدم ذكرهم وَكَانَت مُدَّة حَيَاته سِتِّينَ سنة مِنْهَا صبي ومتعلم أَرْبَعِينَ سنة وعالم معلم عشْرين سنة
وَكَانَ مُنْذُ وَقت وَفَاة برمانيدس إِلَى ظُهُور أفلاطن سَبْعمِائة وَخمْس وَثَلَاثُونَ سنة
وَكَانَ الْأَطِبَّاء المذكورون فِي هَذِه الفترة الَّتِي بَين برمانيدس وأفلاطن الطَّبِيب قد تقسموا ثَلَاثَة أَقسَام
أَصْحَاب التجربة وهم أفرن الأقراغنطي وبنتخلس وأنقلس وفيلنبس وغافرطيمس والحسدروس وملسيس
وَأَصْحَاب الْحِيَل وهم ماناخس وماساوس وغوريانس وغرغوريس وقونيس
وَأَصْحَاب الْقيَاس وهم أنكساغورس وفولوطيمس وماخاخس وسقولوس وسوفورس
وَلما ظهر أفلاطن نظر فِي هَذِه المقالات وَعلم أَن التجربة وَحدهَا رَدِيئَة وخطرة وَالْقِيَاس وَحده لَا يَصح فانتحل الرأيين جمعيا
قَالَ يحيى النَّحْوِيّ وَإِن أفلاطون أحرق الْكتب الَّتِي ألفها ثاسلس وَأَصْحَابه وَمن انتحل رَأيا وَاحِدًا من التجربة وَالْقِيَاس وَترك الْكتب الْقَدِيمَة الَّتِي فِيهَا الرأيان جَمِيعًا
وَأَقُول أَن يحيى النَّحْوِيّ فِيمَا ذكره من هَذِه الْكتب وَإِنَّهَا قد ألفت فَإِن كَانَ لَهَا حَقِيقَة فَذَلِك يُنَافِي قَول من يرى أَن صناعَة الطِّبّ أول من دونهَا وأثبتها فِي الْكتب أبقراط إِذْ كَانَ هَؤُلَاءِ الَّذين قد ألفوا هَذِه الْكتب من قبل أبقراط بِمدَّة طَوِيلَة
وَلما توفّي أفلاطن خلف من تلاميذه من أَوْلَاده وأقربائه سِتَّة وهم ميرونس وأفرده بالحكم على الْأَمْرَاض وفورونوس وأفرده بِالتَّدْبِيرِ للأبدان وفوراس وأفرده بالفصد والكي وثافرورس وأفرده بعلاج الْجِرَاحَات وسرجس وأفرده بعلاج الْعين وفانيس وأفرده بجبر الْعِظَام الْمَكْسُورَة وَإِصْلَاح المخلوعة
وَلم يزل الطِّبّ يجْرِي أمره على سداد بَين هَؤُلَاءِ التلاميذ وَبَين من خلفوه إِلَى أَن ظهر
أسقليبيوس الثَّانِي











مصادر و المراجع :      

١- عيون الأنباء في طبقات الأطباء

المؤلف: أحمد بن القاسم بن خليفة بن يونس الخزرجي موفق الدين، أبو العباس ابن أبي أصيبعة (المتوفى: 668هـ)

المحقق: الدكتور نزار رضا

الناشر: دار مكتبة الحياة - بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید