المنشورات

جالينوس

ولنضع أَولا كلَاما كليا فِي إِخْبَار جالينوس وَمَا كَانَ عَلَيْهِ ثمَّ نلحق بعد ذَلِك مَعَه جملا من ذكر الْأَطِبَّاء الَّذين كَانُوا مُنْذُ زَمَانه وقريبا من وقته فَنَقُول
إِن الَّذِي قد علم من حَال جالينوس واشتهرت بِهِ الْمعرفَة عِنْد الْخَاص وَالْعَام فِي كثير من الْأُمَم أَنه كَانَ خَاتم الْأَطِبَّاء الْكِبَار المعلمين وَهُوَ الثَّامِن مِنْهُم وَأَنه لَيْسَ يدانيه أحد فِي صناعَة الطِّبّ فضلا عَن أَن يُسَاوِيه
وَذَلِكَ لِأَنَّهُ عِنْدَمَا ظهر وجد صناعَة الطِّبّ قد كثرت فِيهَا أَقْوَال الْأَطِبَّاء السوفسطائيين وانمحت محاسنها
فَانْتدبَ لذَلِك وأبطل آراء أُولَئِكَ وأيد وشيد كَلَام أبقراط وآراءه وآراء التَّابِعين لَهُ وَنصر ذَلِك بِحَسب إِمْكَانه وصنف فِي ذَلِك كتبا كَثِيرَة كشف فِيهَا عَن مَكْنُون هَذِه الصِّنَاعَة وأفصح عَن حقائقها وَنصر القَوْل الْحق فِيهَا
وَلم يجِئ بعده من الْأَطِبَّاء إِلَّا من هُوَ دون مَنْزِلَته ومتعلم مِنْهُ
وَكَانَت مُدَّة حَيَاة جالينوس سبعا وَثَمَانِينَ سنة مِنْهَا صبي ومتعلم سبع عشرَة سنة وعالم معلم سبعين سنة
وَهَذَا على مَا ذكره يحيى النَّحْوِيّ
وَكَذَلِكَ تَقْسِيم عمر كل وَاحِد مِمَّن تقدم ذكره من سَائِر الْأَطِبَّاء الْكِبَار المعلمين إِلَى وقتي تعلمه وتعليمه فَإِنَّهُ من قَول يحيى النَّحْوِيّ
وَقَوله هَذَا يجب أَن ينظر فِيهِ وَذَلِكَ أَنه لَا يُمكن أَن تَنْحَصِر مَعْرفَته كَمَا ذكر فَإِن الْقيَاس يُوجب أَن الْبَعْض من ذَلِك غير مُمكن واحده مَا ذكره هَهُنَا عَن جالنيوس أَنه كَانَ صَبيا ومتعلما سبع عشرَة سنة وعالما معلما سبعين سنة
وَلَو لم يكن التتبع على قَوْله هَذَا إِلَّا مِمَّا قد ذكره جالينوس نَفسه
وَاتِّبَاع قَول مثل جالينوس عَن نَفسه أولى من اتِّبَاع قَول غَيره عَنهُ
وَهَذَا نَص مَا ذكره جالينوس فِي كِتَابه مَرَاتِب قِرَاءَة كتبه قَالَ
أَن أبي لم يزل يؤدبني بِمَا كَانَ يُحسنهُ من علم الهندسة والحساب والرياضيات الَّتِي تؤدب بهَا الْأَحْدَاث حَتَّى انْتَهَيْت من السن إِلَى خمس عشرَة سنة ثمَّ إِنَّه أسلمني فِي تَعْلِيم الْمنطق وَقصد بِي حِينَئِذٍ فِي تَعْلِيم الفلسفة وَحدهَا فَرَأى رُؤْيا دَعَتْهُ إِلَى تعليمي الطِّبّ فأسلمني فِي تَعْلِيم الطِّبّ وَقد أَتَت عَليّ من السنين سبع عشرَة سنة
وَإِذا كَانَ هَذَا فقد تبين من قَول جالينوس خلاف مَا ذكر عَنهُ
وَلَا يبعد أَن يكون الْكَلَام فِي الَّذين ذكرهم من قبل جالينوس أَيْضا مثل هَذَا
وَكَانَت مُنْذُ وَقت وَفَاة أبقراط وَإِلَى ظُهُور جالينوس سِتّمائَة سنة وَخمْس وَسِتُّونَ سنة
وَيكون من وَقت مولد أسقليبيوس الأول على مَا ذكره يحيى النَّحْوِيّ إِلَى وَقت وَفَاة جالينوس خَمْسَة آلَاف سنة وَخَمْسمِائة سنة وسنتان
وَذكر إِسْحَق بن حنين إِن من وَقت وَفَاة جالينوس إِلَى سنة الْهِجْرَة خَمْسمِائَة سنة وَخَمْسَة وَعشْرين سنة
أَقُول وَكَانَ مولد جالينوس بعد زمَان الْمَسِيح بتسع وَخمسين سنة على مَا أرخه إِسْحَق
فَأَما قَول من زعم أَنه كَانَ معاصره وَأَنه توجه إِلَيْهِ ليراه ويؤمن بِهِ فَغير صَحِيح
وَقد أورد جالينوس فِي مَوَاضِع مُتَفَرِّقَة من كتبه ذكر مُوسَى والمسيح وَتبين من قَوْله أَنه كَانَ من بعد الْمَسِيح بِهَذِهِ الْمدَّة الَّتِي تقدم ذكرهَا
وَمن جملَة من ذكر أَن جالينوس كَانَ معاصرا للمسيح الْبَيْهَقِيّ وَذَلِكَ أَنه قَالَ فِي كتاب مسارب التجارب وغوارب الغرائب
أَنه لَو لم يكن فِي الحواريين إِلَّا بولص بن أُخْت جولينوس لَكَانَ كَافِيا
وَإِنَّمَا بَعثه إِلَى عِيسَى جالينوس وَأظْهر عَجزه عَن الْهِجْرَة إِلَيْهِ لضَعْفه وَكبر سنه وآمن بِعِيسَى وَأمر ابْن أُخْته بولص بمبايعة عِيسَى
قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة الأولى من كِتَابه فِي الْأَخْلَاق وَذكر الْوَفَاء وَاسْتَحْسنهُ وأتى فِيهِ بِذكر الْقَوْم الَّذين نكبوا بِأخذ صَاحبهمْ وابتلوا بالمكاره
يلْتَمس مِنْهُم أَن يبوحوا بمساوئ أَصْحَابهم وَذكر معايبهم فامتنعوا من ذَلِك وصبروا على غليظ المكاره
وَأَن ذَلِك كَانَ فِي سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة للإسكندر
وَهَذَا أصح مَا ذكره من أَمر جالينوس وَوَقته وموضعه من الزَّمَان
وَقَالَ أَبُو الْحُسَيْن عَليّ بن الْحُسَيْن المَسْعُودِيّ كَانَ جالينوس بعد الْمَسِيح بِنَحْوِ مِائَتي سنة وَبعد أبقراط بِنَحْوِ سِتّمائَة سنة وَبعد الْإِسْكَنْدَر بِنَحْوِ خَمْسمِائَة سنة ونيف
أَقُول وَوجدت عبيد الله بن جِبْرَائِيل بن عبيد الله بن بختيشوع قد استقصى النّظر فِي هَذَا الْمَعْنى وَذَلِكَ أَنه كَانَ قد سُئِلَ عَن زمَان جالينوس وَهل كَانَ معاصرا الْمَسِيح أَو كَانَ قبله أَو بعده فَأجَاب عَن ذَلِك بِمَا هَذَا نَصه
قَالَ
إِن أَصْحَاب التواريخ اخْتلفُوا اخْتِلَافا بَينا فِيمَا وضعوه وكل مِنْهُم أثبت جملا إِذا فصلت خرج مِنْهَا زيادات ونقصان
وَمن هَذَا يتَبَيَّن لَك مَتى تصفحت كتب التواريخ لَا سِيمَا مَتى وقفت على كتاب الْأَزْمِنَة الَّذِي عمله ماراليا مطران نَصِيبين فَإِنَّهُ قد كشف الْخلف الَّذِي بَين التواريخ العتيقة والحديثة وأوضح وكشف وَأَبَان ذَلِك أحسن بَيَان بجمعه لجملها فِي صدر كِتَابه وإيراد تفاصليها وتنبيهه على مَوَاضِع الْخلاف فِيهَا والزيادات والنقصانات وَذكر أَسبَابهَا وعللها
وَوجدت تَارِيخا مُخْتَصرا لهارون بن عزور الراهب ذكر فِيهِ أَنه اعْتبر التواريخ وعول على صِحَّتهَا ورأيته قد كشف بعض اختلافها وَعلل ذَلِك بعلل مقنعة وَأورد شَوَاهِد من صِحَّتهَا
وَذكر هَذَا الراهب فِي تَارِيخه أَن جَمِيع السنين من آدم إِلَى ملك دَارا بن سَام وَهُوَ أول ظُهُور الْإِسْكَنْدَر ذِي القرنين خَمْسَة آلَاف وَمِائَة وَثَمَانُونَ سنة وَعشرَة أشهر على مُوجب التَّارِيخ الَّذِي عِنْد اليونانيين وَهُوَ تَارِيخ التَّوْرَاة المنقولة إِلَى اليونانيين قبل ظُهُور الْمَسِيح بِمِائَتي سنة وثمان وَسبعين سنة وَذَلِكَ فِي زمَان فيلدلفوس الْملك لِأَنَّهُ كَانَ حمل إِلَى الْيَهُود هَدَايَا حَسَنَة لما سمع أَن عِنْدهم كتبا منزلَة من عِنْد الله تَعَالَى على أَلْسِنَة الْأَنْبِيَاء
وَكَانَ من جملَة مَا حمل مائدتان من ذهب مرصعتان بالجواهر لم ير أحسن مِنْهُمَا
وسألهم عَن الْكتب الَّتِي فِي أَيْديهم وأعلمهم أَنه يخْتَار أَن يكون عِنْده نسختها
فَكَتَبُوا جَمِيع الْكتب الَّتِي كَانَت عِنْدهم للْيَهُود من التَّوْرَاة والأنبياء وَمَا جرى مجْراهَا فِي أوراق من فضَّة بأحرف من ذهب على مَا نسبه الراهب إِلَى أوسابيس القيسراني
فَلَمَّا وصلت إِلَيْهِ استحسنها وَلم يفهم مَا فِيهَا فأنفذ إِلَيْهِم يَقُول أَي فَائِدَة من كنز مَسْتُور لَا يظْهر مَا فِيهِ وَعين مسدودة لَا ينضح مَاؤُهَا فأنفذوا إِلَيْهِ اثْنَيْنِ وَسبعين رجلا من جَمِيع الأسباط من كل سبط سِتَّة رجال
فَلَمَّا وصلوا عمل لَهُم الْملك فيلدلفوس مراكب وَنزل كل رجلَيْنِ مِنْهُم فِي مركب ووكل بهم حفظَة حَتَّى نقلوها
وقابل النّسخ فَلَمَّا وجدهَا صَحِيحَة غير مُخْتَلفَة خلع عَلَيْهِم وَأحسن إِلَيْهِم وردهم إِلَى مواطنهم
وَذكر أوسابيوس القيسراني الَّذِي كَانَ أَسْقُف قيسارية أَن هَذَا الْملك كَانَ قد نقل الْكتب قبل مَجِيء الْيَهُود استدعاء الْيَهُود وحضوره عِنْده ونقلهم إِيَّاهَا وَإِنَّمَا شكّ فِيمَا نَقله مِنْهَا فَأحب تَصْحِيحه
قَالَ عبيد الله بن جِبْرَائِيل وَهَذَا مِمَّا يشْهد فِيهِ الْعقل لِأَن فيلدلفوس الْملك لَو لم يشك فِي نَقله لما احتاط هَذَا الِاحْتِيَاط الْمَذْكُور وحرص هَذَا الْحِرْص على حفظ هَذَا النَّقْل وَلَوْلَا اتهامه لنقله لما كَانَ هُنَا مَا يُوجب هَذَا الِاحْتِيَاط لِأَن من قلدهم فِي الأول كَانَ أَحْرَى أَن يقلدهم فِي الثَّانِي وَلما أحب أَن يمْتَحن مَا فسره فعل مَا فعل وقابل عَلَيْهِ وَصَححهُ
وَمن هَهُنَا وَجب أَن تَارِيخ اليونانيين أصح التواريخ أَعنِي تَارِيخ التَّوْرَاة والأنبياء الَّتِي عِنْدهم
وَكَانَت مُدَّة هَذَا الْملك فيلدلفوس فِي المملكة ثَمَانِي وَثَلَاثِينَ سنة وَهُوَ الْملك الثَّالِث من الْإِسْكَنْدَر
على أَن تَارِيخ الْإِسْكَنْدَر مُنْذُ قَتله دَارا وَهُوَ أَن مُدَّة ملكه تكون سِتّ سِنِين وَمِنْه يُؤْخَذ تواريخ اليونانيين فَتكون مُدَّة ملك اليونانيين من الْإِسْكَنْدَر وَإِلَى أول ملك الرّوم الَّذين لقبهم قَيْصر مِائَتَيْنِ واثنتين وَسبعين سنة
وَأول مُلُوك الرّوم الَّذين لقبهم قَيْصر يوليوس جايوس قَيْصر وَكَانَت مدَّته فِي المملكة أَربع سِنِين وشهرين
وَملك بعده أغوسطوس قَيْصر وَكَانَت مدَّته سِتّ وَخمسين سنة وَسِتَّة أشهر
وَفِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين من ملكه ولد الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام فِي بَيت لحم
فَجَمِيع سني الْعَالم من آدم وَإِلَى مولد الْمَسِيح خَمْسَة آلَاف وَخَمْسمِائة وَأَرْبع سِنِين
وَملك بعده طيباريوس قَيْصر ثَلَاثًا وَعشْرين سنة وَفِي سنة خمس عشرَة من ملكه اعْتمد الْمَسِيح فِي الْأُرْدُن بيد يوحنا المعمدان
وَفِي سنة تسع عشرَة صلب رفع وَذَلِكَ فِي يَوْم الْجُمُعَة الرَّابِع وَالْعِشْرين من آذار وانبعث حَيا يَوْم الْأَحَد السَّادِس وَالْعِشْرين من آذار وَبعد أَرْبَعِينَ يَوْمًا صعد إِلَى السَّمَاء بمشهد من الحواريين
ثمَّ ملك بعده يوليوس جايوس الآخر أَربع سِنِين وَقتل فِي بلاطه وَملك بعده قلوديوس جرمانيقوس قَيْصر أَربع عشرَة سنة
ثمَّ ملك بعده نارون بن قلوذيوس قَيْصر ثَلَاث عشرَة سنة ثمَّ أندرونيقوس أَربع عشرَة سنة وَهُوَ الَّذِي قتل بطرس وبولس فِي السجْن لِأَنَّهُ ارْتَدَّ إِلَى عبَادَة الْأَصْنَام وَكفر بعد الْإِيمَان وَقتل وَهُوَ مَرِيض وَذكر أندرونيقوس فِي تَارِيخه أَنه ملك بعد نارون جالباس سَبْعَة أشهر ووطليوس ثَمَانِيَة واثون ثَلَاثَة أشهر
ثمَّ ملك بعده أسفاسيانوس قَيْصر عشر سِنِين وَفِي آخر ملكه غزا بَيت الْمُقَدّس وَخَرَّبَهُ وَنقل جَمِيع آلَة الْبَيْت إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَانْقطع عَنْهُم يَعْنِي الْيَهُود الْملك والنبوة
وَهُوَ الَّذِي وعد الله تَعَالَى بِهِ بمجيء الْمَسِيح وَلَا رَجْعَة لَهُم بعده وَهَذِه المملكة الْأَخِيرَة من المماليك الَّتِي وعدهم الله بهَا
ثمَّ ملك بعده طيطوس ابْنه سنتَيْن
وَوجدت فِي تَارِيخ مُخْتَصر قديم رومي أَنه ملك بعده طيطوس طميديوس وَفِي زَمَانه كَانَ بليناس الْحَكِيم صَاحب الطلسمات ثمَّ ملك بعده دوميطانوس أَخُو طيطوس وَأَن أسفاسيانوس ملك خمس عشرَة سنة وَفِي زَمَانه ظهر ماني وَفِي أَيَّامه زَمَانه نهبت مَدِينَة رَأس الْعين
وَفِي تَارِيخ أندرونيقوس أَنه ملك سِتّ عشرَة سنة
ثمَّ ملك بعده فرواس قَيْصر سنة وَاحِدَة
ثمَّ ملك البيوس طرينوس قَيْصر تسع عشرَة سنة وَهُوَ الَّذِي ارتجع أنطاكية من الْفرس
وَكتب إِلَيْهِ خَلِيفَته على فلسطين يَقُول لَهُ إِنَّنِي كلما قتلت النَّصَارَى ازدادوا رَغْبَة فِي دينهم فَأمره بِرَفْع السَّيْف عَنْهُم وَفِي السّنة الْعَاشِرَة من ملكه ولد جالينوس على مَا سنبين فِيمَا بعد
ثمَّ ملك بعده أبليوس أدريانوس قَيْصر إِحْدَى وَعشْرين سنة وَبنى مدينته
ثمَّ ملك بعده أنطونينوس قَيْصر اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة وَبنى مَدِينَة أيليوبليس وَهِي مَدِينَة بعلبك
وَفِي أَيَّام هَذَا الْملك ظهر جالينوس وَهُوَ الْملك الَّذِي استخدمه
وَبَيَان ذَلِك قَول جالينوس فِي صدر مقَالَته الأولى من كتاب علم التشريح وَهَذَا قَوْله بِعَيْنِه قَالَ جالينوس
قد كنت وضعت فِيمَا تقدم فِي علاج التشريح كتابا فِي مقدمي الأول إِلَى مَدِينَة رُومِية وَذَلِكَ فِي أول ملك أنطونينوس الْملك فِي وقتنا هَذَا
وَمِمَّا يُؤَيّد هَذَا قَول جالينوس فِي الْكتاب الَّذِي وَضعه فِي تَقْيِيد أَسمَاء كتبه وَيعرف ببنكس جالينوس
قَالَ لما رجعت من مَدِينَة رُومِية وعزمت على الْمقَام بمدينتي واللزوم لما كَانَت جرت فِيهِ عادتي وَإِذا كتب قد وَردت من مَدِينَة أقوليا من الْملكَيْنِ يأمران إشخاصي لِأَنَّهُمَا كَانَا قد عزما على أَن يشتيا باقوليا ثمَّ يغزوا أهل جرمانيا فاضطررت إِلَى الشخوص إِلَيْهَا وَأَنا على رَجَاء أَن أعفى إِذا استعفيت لِأَنَّهُ كَانَ قد بَلغنِي عَن أَحدهمَا وَهُوَ أشبههما بِحسن الْخلق ولين الْجَانِب وَهُوَ الَّذِي كَانَ اسْمه بيرس
فَلَمَّا ملك أنطونينوس من بعد أدريانوس وصير ببرس ولي عَهده أشرك فِي ملكه رجلا يُقَال لَهُ لوقيس
وَسَماهُ بيرس وسمى هَذَا الَّذِي كَانَ اسْمه بيرس أنطونينوس
فَلَمَّا صرت إِلَى بِلَاد أقوليا عرض فِيهَا من الوباء مَا لم يعرض قطّ فهرب الْملكَانِ إِلَى مَدِينَة رُومِية مَعَ عدَّة من أصحابهما وَبَقِي عَامَّة الْعَسْكَر بأقوليا
فَهَلَك الْبَعْض وَسلم الْبَعْض ونالوا جهدا شَدِيدا لَيْسَ من أجل الوباء فَقَط وَلَكِن من جِهَة أَن الْأَمر فاجأهم فِي وسط الشتَاء
وَمَات لوقيوس فِي الطَّرِيق فَحمل أنطونينوس بدنه إِلَى رُومِية فدفنه هُنَاكَ
وهم بغزو أهل جرمانيا وحرص الْحِرْص كُله أَن أَصْحَبهُ فَقلت إِن الله تَعَالَى لما خلصني من دبيلة قتالة كَانَت عرضت لي أَمرنِي بِالْحَجِّ إِلَى بَيته الْمُسَمّى هيكل أسقليبيوس وَسَأَلته الْإِذْن فِي ذَلِك فشفعني وَأَمرَنِي بِأَن أحج
ثمَّ انتظرت إِلَى وَقت انْصِرَافه إِلَى رُومِية فَإِنَّهُ قد كَانَ يَرْجُو أَن يَنْقَضِي حربه سَرِيعا
وَخرج وَخلف ابْنه قومودس صَبيا صَغِيرا وَأمر المتوالين لخدمته وتربيته أَن يجتهدوا فِي حفظ صِحَّته فَإِن مرض دَعونِي لعلاجه أتولاه
فَفِي هَذَا الزَّمَان جمعت كل مَا جمعته من المعلمين وَمَا كنت استنبطته وفحصت عَن أَشْيَاء كَثِيرَة وَوضعت كتبا كَثِيرَة لأروض بهَا نَفسِي فِي معَان كَثِيرَة من الطِّبّ والفلسفة احْتَرَقَ أَكْثَرهَا فِي هيكل أريني وَمعنى أريني السَّلامَة وَلِأَن أنطونيوس أَيْضا فِي سَفَره أَبْطَأَ خلاف مَا كَانَ يقدر فَكَانَ ذَلِك الزَّمَان مهلة فِي رياضة نَفسِي
فَهَذِهِ الْأَقَاوِيل وَغَيرهَا مِمَّا لم نورده لطلبة الِاخْتِصَار فقد بَان أَن جالينوس كَانَ فِي أَيَّام هَذَا الْملك وَكَانَ عمره فِي الْوَقْت الَّذِي قدم فِيهِ رُومِية الْقدوم الأول ثَلَاثِينَ سنة وَذَلِكَ بِدَلِيل قَوْله فِي هَذَا الْكتاب الْمُقدم ذكره عِنْد وَصفه مَا وَضعه من الْكتب فِي التشريح قَالَ جالينوس
وَوضعت أَربع مقالات فِي الصَّوْت كتبتها إِلَى رجل من الوزراء اسْمه بويئس يتعاطى من الفلسفة مَذْهَب فرقه أرسطوطاليس وَإِلَى هَذَا الرجل كتبت أَيْضا خمس مقالات وَضَعتهَا فِي التشريح على رَأْي أبقراط وَثَلَاث مقالات وَضَعتهَا بعْدهَا فِي التشريح على رَأْي أرايسطراطس نحوت فِيهَا نَحْو من يحب الْغَلَبَة والظهور على مخاليفه بسب رجل يُقَال لَهُ مرطياليس وضع مقالتين فِي التشريح هما إِلَى هَذِه الْغَايَة موجودتان فِي أَيدي النَّاس وَقد كَانَ النَّاس بهما فِي وَقت مَا وضعت هَذَا الْكتاب معجبين
وَكَانَ هَذَا الرجل حسودا شَدِيد الْبَغي والمراء على كبر سنه فَإِنَّهُ قد كَانَ من أَبنَاء سبعين سنة وَأكْثر فَلَمَّا بلغه إِنِّي سُئِلت فِي مجْلِس عَام عَن مَسْأَلَة فِي التشريح فاعجب بِمَا أَحْبَبْت بِهِ فِيهَا وَاسْتَحْسنهُ جَمِيع من سَمعه وَكثر مدح النَّاس لي عَلَيْهِ سَأَلَ عني بعض أصدقائنا بقول من أَقُول من أهل فرق الطِّبّ كلهَا
قَالَ لَهُ إِنِّي أسمى من لَيست نَفسه إِلَى فرقهب من الْفرق وَقَالَ إِنَّه من أَصْحَاب أبقراط وَمن أَصْحَاب بركساغورس وَغَيرهم وَإِنِّي اخْتَار من مقَالَة كل قوم أحسن مَا فِيهَا
وَاتفقَ يَوْمًا إِنِّي حضرت مَجْلِسا عَاما ليمتحن حذقي بكتب القدماء فَأخْرج كتاب أرسطراطس فِي نفث الدَّم والقيء فِيهِ نامر على الْعَادة الْجَارِيَة فَوَقع على الْموضع الَّذِي يُنْهِي فِيهِ أرسطراطس عَن فصد الْعرق فزدت فِي المعاندة لأراسطراطس لغم مرطياليس لِأَنَّهُ ادّعى أَنه من أَصْحَابه فأعجب ذَلِك القَوْل من سَمعه
وسألني رجل من أوليائي وأعداء مرطياليس أَن أملي الْكَلَام الَّذِي قلته فِي ذَلِك الْمجْلس على كَاتب لَهُ بعث بِهِ إِلَيّ ماهر بِالْكتاب الَّذِي يكْتب بالعلامات سَرِيعا فِيهِ ليقوله لمرطياليس إِذا صادفه عِنْد المرضى فَلَمَّا اشخصني الْملك إِلَى مَدِينَة رُومِية فِي الْمرة الثَّانِيَة وَكَانَ الرجل الَّذِي أَخذ مني تِلْكَ الْمقَالة قد مَاتَ وَلَا أَدْرِي كَيفَ وَقعت نسختها إِلَى كثير من النَّاس فَلم يسرني ذَلِك لِأَنَّهُ كَلَام جرى على محبَّة الْغَلَبَة فِي ذَلِك الْوَقْت أَن لَا أَخطب فِي الْمجَالِس العامية وَلَا أباري لِأَنِّي رزقت من السَّعَادَة والنجاح فِي علاج المرضى أَكثر مِمَّا كنت أَتَمَنَّى
وَذَلِكَ إِنِّي لما رَأَيْت غير أهل المهنة إِذا مدح أحد الْأَطِبَّاء بِحسن الْعبارَة سموهُ طَبِيب الْكَلَام أَحْبَبْت أَن اقْطَعْ ألسنتهم عني فامسكت عَن الْكَلَام سوى مَا لَا بُد مِنْهُ عِنْد المرضى وَعَما كنت أَفعلهُ من التَّعْلِيم فِي المحافل وَمن الْخطب فِي الْمجَالِس العامية واقتصرت على إِظْهَار مبلغ علمي فِي الطِّبّ على مَا كنت أَفعلهُ فِي علاج المرضى
وأقمت برومية ثَلَاث سِنِين أخر فَلَمَّا ابْتَدَأَ فِيهَا الوباء خرجت مِنْهَا مبادرا إِلَى بلادي وَكَانَ رجوعي إِلَى رُومِية وَقد أَتَى عَليّ من السنين سبع وَثَلَاثُونَ سنة
قَالَ عبيد الله بن جِبْرَائِيل فَمن وَقت هَذَا يكون مولد جالينوس فِي السّنة الْعَاشِرَة من ملك طرينوس الْملك لِأَنَّهُ زعم أَنه وَضعه لكتاب علاج التشريح كَانَ فِي مقدمه الأول إِلَى رُومِية وَذَلِكَ فِي ملك أنطونينوس كَمَا ذكرنَا وَأَنه كَانَ لَهُ من عمره على مَا ذكرنَا ثَلَاثُونَ سنة مضى مِنْهَا من مُدَّة ملك أدريانوس إِحْدَى وَعِشْرُونَ سنة وَكَانَ مُدَّة الْملك طرينوس قَيْصر تسع عشرَة سنة
وَإِذا كَانَ هَذَا هَكَذَا أصبح أَن مولد جالينوس كَانَ فِي السّنة الْعَاشِرَة من ملك طرينوس فَتكون الْمدَّة الَّتِي من صعُود الْمَسِيح إِلَى السَّمَاء وَهِي من سنة تسع عشرَة من ملك طيباريوس قَيْصر إِلَى السّنة الْعَاشِرَة من ملك طرينوس الَّتِي ولد فِيهَا جالينوس على مُوجب التَّارِيخ الْمَذْكُور ثَلَاثًا وَسبعين سنة
وعاش جالينوس على مَا ذكره إِسْحَاق بن حنين فِي تَارِيخه وَنسبه إِلَى يحيى النَّحْوِيّ سبعا وَثَمَانِينَ سنة مِنْهَا صبي ومتعلم سبع عشرَة سنة وعالم معلم سبعين سنة
قَالَ إِسْحَق بَين وَفَاة جالينوس إِلَى سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ لِلْهِجْرَةِ وَهِي السّنة الَّتِي عمل فِيهَا التَّارِيخ ثَمَانمِائَة وَخمْس عشرَة سنة
وَقَالَ عبد الله بن جِبْرَائِيل وينضاف إِلَى ذَلِك مِمَّا بَين هَذِه السّنة الَّتِي عَملنَا فِيهَا هَذَا الْكتاب وَهِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة لِلْهِجْرَةِ الْوَاقِعَة فِي سنة ألف وثلاثمائة واثنتين وَأَرْبَعين للإسكندر وَبَين سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ مائَة وَاثْنَتَانِ وَثَلَاثُونَ سنة فَيكون من وَفَاة جالينوس إِلَى سنتنا هَذِه وَهِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة تِسْعمائَة وَسبع وَأَرْبَعُونَ سنة
وَإِذا أضيف إِلَى هَذِه الْجُمْلَة عمر جالينوس وَمَا بَين مولده إِلَى صعُود الْمَسِيح إِلَى السَّمَاء وَهُوَ مئة وَسِتُّونَ سنة يصبح الْجَمِيع أَعنِي من صعُود الْمَسِيح إِلَى سنتنا هَذِه ألف وَمِائَة وَسبع سِنِين الْجُمْلَة غلط وَهِي تنقص بالتفصيل
وَمن مثل هَذَا التَّارِيخ يضل النَّاس لأَنهم يقلدون أَصْحَاب التواريخ فيضلون
وَوجه الْغَلَط فِي هَذِه الْجُمْلَة يتَبَيَّن من جِهَتَيْنِ إِحْدَاهمَا من تَارِيخ الْمَسِيح وَالْأُخْرَى من تَارِيخ جالينوس
وَقد ذكرناهما فِيمَا تقدم ذكرا شافيا فَمن أحب امتحان ذَلِك فَليرْجع إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يتَبَيَّن لَهُ من التَّفْصِيل الْمَذْكُور
فَإِن للمسيح مُنْذُ ولد ألف سنة وثماني عشرَة سنة وجالينوس تِسْعمائَة وَثَلَاث عشرَة سنة وَهَذَا خلف عَظِيم وَغلط بَين
قَالَ وَأَنا استطرف كَيفَ مر مثل هَذَا مَعَ بَيَان الْمَوَاضِع الَّتِي استدللنا بهَا من كَلَام جالينوس وَمن أوضاع أَصْحَاب التواريخ الصَّحِيحَة
واستطرف أَيْضا كَيفَ لم يتَنَبَّه إِلَى فصل ورد فِي كتاب الْأَخْلَاق تبين فِيهِ غلط تَارِيخ هَذِه الْمدَّة فَصَارَت الْمِائَة سنة
وَقد يكون سَبَب هَذَا الْغَلَط من النساخ وَيسْتَمر حَتَّى تحصل حجَّة يضل بهَا من لم يفحص عَن حقائق الْأُمُور
وَهَذِه نُسْخَة الْفَصْل من كتاب الْأَخْلَاق بِعَيْنِه قَالَ جالينوس
وَقد رَأينَا نَحن فِي هَذَا الزَّمَان عبيدا فعلوا هَذَا الْفِعْل دون الْأَحْرَار لأَنهم كَانُوا فِي طبائعهم أخيارا
وَذَلِكَ أَنه لما مَاتَ فرونيموس وَكَانَ مَوته فِي السّنة التَّاسِعَة من ملك قومودس وَفِي سنة خَمْسمِائَة وست عشرَة من ملك الْإِسْكَنْدَر وَكَانَ الوزيران فِي ذَلِك الْوَقْت ماطروس وأيروس تتبع قوم كثير عَددهمْ وعدت عبيدهم ليفشوا على مواليهم مَا فعلوا
وَهَذَا خلف عَظِيم لَا سِيمَا لما ذكره إِسْحَق لِأَنَّهُ يحصل بَينه اخْتِلَاف عَظِيم إِلَى وَفَاة جالينوس يَقْتَضِي بِأَن تكون على مَا ذكره إِسْحَق من أَن عمره كَانَ سبعا وَثَمَانِينَ سنة فِي هَذِه السّنة الْمَذْكُورَة وَهِي سنة خَمْسمِائَة وست عشرَة للاسكندر
وَيَقْتَضِي أَن يكون هَذَا الْكتاب آخر مَا عمله أَعنِي كتاب الْأَخْلَاق لِأَنَّهُ وَقت وَفَاته يجب أَن يكون الْوَقْت الَّذِي ذكر فِيهِ أَمر العبيد والتاريخ
وَقد رَأَيْنَاهُ ذكره فِي كتاب آخر يدل على أَنه قد عمل بعده وَأَنه عَاشَ بعد هَذَا الْوَقْت زمَان مَا يجوز السّنة الْمَذْكُورَة عدته فقد بَان تنَاقض تَارِيخه وَفَسَاد جملَته
وَلَو فَرضنَا الْأَمر على مَا ذكره لم يجب لَهُ أَن يغْفل مثل هَذَا التَّارِيخ الْبَين الْجَلِيّ وبثبت جملَة مَا تحصل وَلَا يَصح
وَمَا يشْهد بِأَن الْمَسِيح كَانَ قبل جالينوس بِمدَّة من الزَّمَان مَا ذكره جالينوس بِمدَّة من الزَّمَان مَا ذكره جالينوس فِي تَفْسِير كتاب أفلاطون فِي السياسة المدنية وَهَذَا نَص قَوْله
قَالَ جالينوس من ذَلِك قد نرى الْقَوْم الَّذين يدعونَ نَصَارَى إِنَّمَا اخذوا إِيمَانهم عَن الرموز والمعجزة وَقد تظهر مِنْهُم أَفعَال المتفلسفين أَيْضا
وَذَلِكَ أَن عدم جزعهم من الْمَوْت وَمَا يلقون بعده أَمر قد نرَاهُ كل يَوْم
وَكَذَلِكَ عفافهم عَن الْجِمَاع وَأَن مِنْهُم قوما لَا رجال فَقَط لَكِن نسَاء أَيْضا قد أَقَامُوا أَيَّام حياتهم ممتنعين عَن الْجِمَاع
وَمِنْهُم قوم قد بلغ من ضبطهم لأَنْفُسِهِمْ فِي التَّدْبِير فِي الْمطعم وَالْمشْرَب وَشدَّة حرصهم على الْعدْل أَن صَارُوا غير مقصرين عَن الَّذين يتفلسفون بِالْحَقِيقَةِ
قَالَ عبد الله بن جِبْرَائِيل فَبِهَذَا القَوْل قد علم أَن النَّصَارَى لم يَكُونُوا ظَاهِرين فِي زمن الْمَسِيح بِهَذِهِ الصُّورَة أَعنِي الرهبنة الَّتِي نعتها جالينوس وإيثار الِانْقِطَاع إِلَى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
وَلَكِن بعد الْمَسِيح بِمِائَة سنة انتشروا هَذَا الانتشار حَتَّى زادوا على الفلاسفة فِي فعل الْخَيْر وآثروا الْعدْل والتفضل والعفاف وفازوا بِتَصْدِيق المعجز
وَحصل لَهُم الحالان وورثوا المنزلتين واغتبطوا بالسعادتين أَعنِي السَّعَادَة الشَّرْعِيَّة والسعادة الْعَقْلِيَّة
فَمن هَذَا وَشبهه يتَبَيَّن تَارِيخ جالينوس
وَهَذَا آخر مَا ذكره عبد الله بن جِبْرَائِيل من أَمر جالينوس
ونقلت من خطّ الشَّيْخ موفق الدّين أسعد بن إلْيَاس بن المطران قَالَ
الْمَوَاضِع الَّذِي ذكر جالينوس فِيهَا مُوسَى والمسيح قد ذكر مُوسَى فِي الْمقَالة الرَّابِعَة من كِتَابه فِي التشريح على رَأْي أبقراط إِذْ يَقُول هَكَذَا يشبهون من تعين من المتطببين لمُوسَى الَّذِي سنّ سننا لشعب الْيَهُود لِأَن من شَأْنه أَن يكْتب كتبه من غير برهَان إِذْ يَقُول الله أَمر وَالله قَالَ
وَيذكر مُوسَى فِي كتاب مَنَافِع الْأَعْضَاء
وَيذكر مُوسَى والمسيح فِي كتاب النبض الْكَبِير إِذْ يَقُول لَا الْخَشَبَة المتفتلة تستوي وَلَا الشَّجَرَة العتيقة إِذا حولت تعلق فيسهل أَن يعلم الْإِنْسَان أهل مُوسَى والمسيح من أَن يعلم الْأَطِبَّاء والفلاسفة الممارين بالأحزاب
وَيذكر مُوسَى والمسيح فِي مقَالَته فِي المحرك الأول وَيَقُول لَو كنت رَأَيْت قوما يعلمُونَ تلاميذهم كَمَا كَانَ يعلمُونَ أهل مُوسَى والمسيح إِذْ كَانُوا يأمرونهم أَن يقبلُوا كل شَيْء بالأماتة لم أكن أريكم أحدا
وَفِي مَوَاضِع أخر قَالَ سُلَيْمَان بن حسان الْمَعْرُوف بِابْن جلجل وَكَانَ جالينوس من الْحُكَمَاء اليونانيين الَّذين كَانُوا فِي الدولة القيصرية بعد بُنيان روميه ومولده ومنشؤه بفرغامس وَهِي مَدِينَة صَغِيرَة من جملَة مَدَائِن آسيا شَرْقي قسطنطينية وَهِي جَزِيرَة فِي بَحر قسطنطينية وهم روم إغريقيون يونانيون
وَمن تِلْكَ النَّاحِيَة انْدفع الْجَيْش الْمَعْرُوف بالقوط من الرّوم الَّذين غنموا الأندلس واستوطنوها
وَذكر لشيذر الإشبيلي الْحَرَّانِي أَن مَدِينَة فرغامس كَانَت مَوضِع سجن الْمُلُوك وهنالك كَانُوا يحبسون من غضبوا عَلَيْهِ











مصادر و المراجع :      

١- عيون الأنباء في طبقات الأطباء

المؤلف: أحمد بن القاسم بن خليفة بن يونس الخزرجي موفق الدين، أبو العباس ابن أبي أصيبعة (المتوفى: 668هـ)

المحقق: الدكتور نزار رضا

الناشر: دار مكتبة الحياة - بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید