المنشورات
أَبُو الْقَاسِم هبة الله بن الْفضل
بغدادي المولد والمنشأ وَكَانَ يعاني صناعَة الطِّبّ ويباشر أَعمالهَا ويعد من جملَة الموصوفين بهَا
وَكَانَ أَيْضا يكحل إِلَّا أَن الشّعْر كَانَ أغلب عَلَيْهِ وَكَانَ كثير النَّوَادِر خَبِيث اللِّسَان وَله ديوَان شعر
وَكَانَ بَينه وَبَين الْأَمِير أبي الفوارس سعد بن مُحَمَّد بن الصيفي الشَّاعِر الْمُسَمّى حيص بيص شنآن وتهاتر وَكَانَا قد يصطلحان وقتا ثمَّ يعودان إِلَى مَا كَانَا فِيهِ
وَسبب تَسْمِيَة الحيص بيص بِهَذَا إِنَّه كَانَ الْعَسْكَر بِبَغْدَاد قد هم بِالْخرُوجِ إِلَى السُّلْطَان السلجوقي وَذَلِكَ فِي أَيَّام المقتفي لأمر الله فَكَانَ النَّاس من ذَلِك فِي حَدِيث كثير وحركة زَائِدَة
فَقَالَ مَا لي أرى النَّاس فِي حيص بيص فلقب بذلك وَكَانَ الَّذِي ألصق بِهِ هَذَا النَّعْت أَبُو الْقَاسِم هبة الله بن الْفضل وَكَانَ الحيص بيص يقْصد فِي كَلَامه أبدا وَفِي رسائله الفصاحة البليغة والألفاظ الغريبة من اللُّغَة
وَمن ذَلِك حَدثنِي بعض الْعِرَاقِيّين أَن الحيص بيص كَانَ قد نقه من مرض عَاده فِيهِ أَبُو الْقَاسِم ابْن الْفضل فوصف لَهُ أكل الدراج فَمضى غُلَامه وَاشْترى دَرَّاجًا واجتاز على بَاب أَمِير وَبِه غلْمَان ترك أصاغر يَلْعَبُونَ فخطف أحدهم الدراج من الْغُلَام وَمضى
فَأتى الْغُلَام إِ ليه فَأخْبرهُ الْخَبَر فَقَالَ لَهُ ائْتِنِي بِدَوَاةٍ وبيضاء فَأَتَاهُ بهما فَكتب لَو كَانَ مبتر دراجه فتخاء كاسر وقف بهَا السغب بَين التدوين والتمطر فَهِيَ تعقى وتسف وَكَانَ بِحَيْثُ تنقب أَخْفَاف الْإِبِل لوَجَبَ الإغذاذ إِلَى نصرته فَكيف وَهُوَ ببحبوحة كرمك وَالسَّلَام
ثمَّ قَالَ لغلامه امْضِ بهَا وَأحسن السفارة فِي وصلتها إِلَى الْأَمِير فَمضى وَدفعهَا لحاجبه فَدَعَا الْأَمِير بكاتبه وناوله الرقعة فقرأها ثمَّ فكر ليعبر لَهُ عَن الْمَعْنى فَقَالَ لَهُ الْأَمِير مَا هُوَ فَقَالَ مَضْمُون الْكَلَام إِن غُلَاما من غلْمَان الْأَمِير أَخذ دَرَّاجًا من غُلَامه فَقَالَ اشْتَرِ لَهُ قفصا مملوءا دَرَّاجًا فاحمله إِلَيْهِ
فَفعل
وحَدثني شَيخنَا الْحَكِيم مهذب الدّين عبد الرَّحِيم بن عَليّ رَحمَه الله أَن حيص بيص الشَّاعِر بِبَغْدَاد كَانَ قد كتب إِلَى أَمِين الدولة بن التلميذ ورقة يقْصد فِيهَا أَن ينفذ إِلَيْهِ شياف أبار وَهِي أزكنك أَيهَا الطِّبّ اللب الآسي النطاسي النفيس النقريس أرجنت عنْدك أم خنور وسكعت عَنْك أم هوير إِنِّي مستأخذ أشعر فِي حنادري رطسا لَيْسَ كاسب شبوة وَلَا كنخر المنصحة وَلَا كنكز الحضب بل كسفع الزخيخ فَأَنا من التباشير إِلَى الغباشير لَا أعرف ابْن سمير من ابْن جمير وَلَا أحسن صَفْوَان من همام بل آونة أرجحن شاصيا وفينة أحبنطي مقلوليا وَتارَة أعر نزم وطورا وأسلنقي كل ذَلِك مَعَ أح وَأَخ وحس وتهم قرونتي أَن ارْفَعْ عقيرتي بيعاط عاط إِلَى هياط ومياط وهالي أول وأهون وجبار ودبار ومؤنس وعروبة وشيار وَلَا أحيص وَلَا أكيص وَلَا اغرندي وَلَا أسرندي فتبادرني بشياف الْأَبَّار النافع لعلتي الناقع لغلتي
قَالَ فَلَمَّا قَرَأَ أَمِين الدولة الورقة نَهَضَ لوقته وَأخذ حفْنَة شياف أبار وَقَالَ لبَعض أَصْحَابه أوصله إِيَّاهَا عَاجلا وَلَا نتكلف قِرَاءَة ورقة ثَانِيَة
وَكتب الحيص بيص إِلَى المقتفي لأمر الله سبع رقاع عِنْد طلبه بعقوبا مِنْهُ
الأولى أَنَّهَا لطايا وَلَاء حملت سفر ثَنَاء غرد بهَا حادي رَجَاء والمنزل الفناء
الثَّانِيَة أجري جِيَاد حمد فِي ساحات مجد إِجْرَاء ممطر نهد من غير باعثة وَجهد منتجعا غب الْغَايَة كرماء
الثَّالِثَة جد يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بوفر دثر لَا بكي وَلَا نزر لمفصح شعر يمم لجة بَحر يرتاد عتاد دهر فالقافية سحر وَالسَّامِع حبر وَالعطَاء غمر
الرَّابِعَة أَن الْموصل واليغاران هما اقطاع ملكَيْنِ سلجوقيين وكانتا جائزتين لشاعرين طائيين من إمامين مرضيين أَحدهمَا معتصم بِاللَّه وَالْآخر متوكل على الله وَالْبناء الْأَشْرَف أعظم وعطاؤه أرزم فعلام الحرمان
الْخَامِسَة خَامِسَة من الخدم فِي انتجاع شابيب الْكَرم من الْقُدس الْأَعْظَم حلوان قافية تجْرِي كناجية بمخترق بادية تهدي سفرا وتسهل وعرا والرأي بنجح آمالها أَحْرَى
السَّادِسَة أَن وَرَاء الْحجاب المسدل لَا يهم طود وخضم يم مخرس خطب وَقَاتل جَدب جلّ فبهر وَعز فقهر ونال فغمر صلوَات الله عَلَيْهِ مَا هبت الرّيح وَنبت الشيج
السَّابِعَة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مائَة بَيت شعر أَو سبع رقاع نثر اتذاد عَن النجح ذياد الحائمات كلا إِن الأعراق لبوية والمكارم عباسية والفطنة لوذعية وَكفى بالمجد محاسبا
(مَاذَا أَقُول إِذا الروَاة ترنموا ... بفصيح شعري فِي الإِمَام الْعَادِل)
(وَاسْتحْسن الفصحاء شَأْن قصيدة ... لأجل ممدوح وأفصح قَائِل)
(وترنحت أعطافهم فَكَأَنَّمَا ... فِي كل قافية سلافة بابل)
(ثمَّ انثنوا غب القريض وَضَمنَهُ ... يتساءلون عَن الندى والنائل)
(هَب يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بأنني ... قصّ الفصاحة مَا جَوَاب السَّائِل) الْكَامِل
وَكَانَت وَفَاة أبي الْقَاسِم بن الْفضل فِي سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة وَمن شعر أبي الْقَاسِم هبة الله أَنْشدني مهذب الدّين أَبُو نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْحلَبِي قَالَ أَنْشدني بديع الدّين أَبُو الْفَتْح مَنْصُور بن أبي الْقَاسِم بن عبد الله بن عبد الدَّائِم الوَاسِطِيّ الْمَعْرُوف بِابْن سَواد الْعين قَالَ أَنْشدني أَبُو الْقَاسِم هبة الله بن الْفضل لنَفسِهِ
(فِي الْعَسْكَر الْمَنْصُور نَحن عِصَابَة ... مرذولة أخسس بِنَا من معشر)
(خُذ عقلنا من عَقدنَا فِيمَا ترى ... من خسة ورقاعة وتهور)
(تكريت تعجزنا وَنحن بجهلنا ... نمضي لنأخذ ترمذا من سنجر)
(أما الحويزي الدعي فَإِنَّهُ ... دلو يشوب تكبرا بتمسخر)
(يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَهُوَ بذلة ... حكمت عَلَيْهِ وأسجلت بِمَعْمَر)
(فِي كف وَالِده وَفِي أقدامه ... آثَار نيل لَا يزَال وعصفر)
(يمشي إِلَى حجر القيان بنشطة ... ويدب فِي الْمِحْرَاب نَحْو الْمِنْبَر)
(وَحَدِيثه فِي الْحق أَو فِي بَاطِل ... لم يخله من وَحْشَة وتمهزر)
(وَإِذا رأى البركيل يرعد خيفة ... ذِي الهاشمية أَصْلهَا من خَيْبَر)
(نسب إِلَى الْعَبَّاس لَيْسَ شبيهه ... فِي الضعْف غير الباقلاء الْأَخْضَر)
(والحيص بيص مبارز بقناته ... وَأَنا بشعشعتي طَبِيب الْعَسْكَر)
(هذاك لَا يخْشَى لتقل بعوضة ... وَأَنا فَلَا أَرْجَى لبرء مُدبر)
(أجري بمبضعي الدِّمَاء وسيفه ... فِي الْعمد لم يعرض لظفر الْخِنْصر)
(لقرينه فِي الْحَرْب طول سَلامَة ... وصريع تدبيري بِوَجْه مُدبر) الْكَامِل
وأنشدني أَيْضا قَالَ أَنْشدني البديع أَبُو الْفَتْح الوَاسِطِيّ قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ يمدح سديد الدولة أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن الْأَنْبَارِي كَاتب الْإِنْشَاء بِبَغْدَاد
(يَا من هجرت فَمَا تبالي ... هَل ترجع دولة الْوِصَال)
(مَا أطمع يَا عَذَاب قلبِي ... أَن ينعم فِي هَوَاك بالي)
(الطّرف من الصدود باك ... والجسم كَمَا تَرين بالي)
(وَالْقلب كَمَا عهِدت صاب ... باللوعة والغرام صالي)
(والشوق بخاطري مُقيم ... مَا يُؤذن عَنهُ بارتحال)
(يَا من نكأت صميم قلبِي ... بالحزن وَصُورَة الخبال)
(هَيْهَات وَقد سلبت غمضي ... أَن أظفر مِنْك بالخيال)
(لَو شِئْت وقفت عِنْد حد ... لَا يسمح مِنْك فِي الدَّلال)
(مَا ضرك أَن تعلليني ... فِي الْوَصْل بموعد محَال)
(أهواك وَأَنت حَظّ غَيْرِي ... يَا قاتلتي فَمَا احتيالي)
(وَالْقَتْل لظاهري شعار ... أَن أَنْت عززت باختيال)
(ذَا الحكم عَليّ من قُضَاة ... من أرخصني لكل غالي)
(أَيَّام عنائي فِيك سود ... مَا أشبههن بالليالي)
(واللوم فِيك يزجروني ... عَن حبك مَا لَهُم وَمَالِي)
(الْعِشْق بِهِ الشغاف أضحى ... عَن ذكر سواك فِي اشْتِغَال)
(وَالنَّار وَإِن خبت لظاها ... فِي الصَّدْر تشب باشتعال)
(يَا ملزمي السلو عَنْهُمَا ... الصب أَنا وَأَنت سالي)
(وَالْقَوْل بِتَرْكِهَا صَوَاب ... مَا أحْسنه لَو اسْتَوَى لي)
(دَعْنِي وتغزلي بخود ... ترنو وتغن عَن غزال)
(حوراء لطرفها سِهَام ... أمضى وأمض من نبال)
(فِي الْقلب لوقعها جراح ... لَا برْء لَهَا من اغتيال)
(فَارْحَمْ قلقا بهَا وقيذا ... واعذره فَمَا العذار خَالِي)
(مَا يجمل أَن تلوم صبا ... إِن هام بربة الْجمال)
(إياك وخلني وويلي ... فِي الوجد مُسلما لحالي)
(إِن كنت تعده صلاحا ... دَعْنِي فهداي فِي ضلالي)
(فِي طاعتها بِلَا اخْتِيَاري ... قد صَحَّ بعشقها اختلالي)
(طلقت تجلدي ثَلَاثًا ... والصبوة بعد فِي حبالي)
(من أَيْن وَكَيف لي بصبر ... عَن حسن بعيدَة الْمِثَال)
(لم أحظ بطائل لَدَيْهَا ... إِلَّا بزخارف الْمحَال)
(كم قد نكلت عقيب عهد ... فالقلب لذاك فِي نكال)
(كَمَا غرني الخداع مِنْهَا ... فِي القاع على ظمأ الزلَال)
(هلا صدقت كأريحي ... من أكْرم معشر وَآل)
(راجية لَدَيْهِ فِي جناب ... بالأنعم سابغ الظلال)
(مَا الْغَيْث يسح من يَدَيْهِ ... كالغيث يسح فِي الفعال)
(من موئله ذرى سديد ... الدولة ذِي الندى المدال)
(لَا تطمع أَن تنَال مِنْهُ ... بالضيم مرادها اللَّيَالِي)
(والغدر لَعَلَّه حمام ... قد رقن لَهُ بِلَا المنذال)
(تسقيه يَد النجاح مِنْهَا ... مَا شَاءَ ببارد زلال)
(فِي ربع مهنأ العطايا ... فِي الأزمة مُسبل العزالي)
(أستصرخ مِنْهُ حِين أَشْقَى ... بالشدة أرْحم الموَالِي)
(من جود يَدَيْهِ لي كَفِيل ... فِي الْقَحْط براتب الْعِيَال)
(لَا ينظر فِي سوى صلاحي ... إِن أبصرني بِسوء حَال)
(مَا زَالَ وَلَا يزَال طبعا ... يُعْطي كرما وَلَا يُبَالِي)
(لَا يُعجبهُ ملام ناه ... فِي الذب عَن العلى بِمَال)
(فالسؤدد شَمله جَمِيع ... فِي دَار مفرق النوال)
(من يلق مُحَمَّدًا بمدح ... يحمده بِأَحْسَن الْخلال)
(والوجد بغادة رداح ... فالأعظم مِنْهُ كالخلال)
(والجود بكف ذِي سماح ... من خير مَنَاقِب الرِّجَال)
(مولَايَ نِدَاء مستجير ... يَدْعُوك لدائه العضال)
(يَا أكْرم منعم عَلَيْهِ ... فِي دفع مآربي اتكالي)
(دبر محني لَعَلَّ جرحي ... يجْبرهُ نداك باندمال)
(كم أوقفني غَرِيم سوء ... فِي حَال وُقُوفه حيالي)
(كالمفلس من يهود هطرى ... فِي قَبْضَة عَامل الجوالي)
(مَا صَحَّ لي الْخَلَاص مِنْهُ ... إِلَّا بصحاحك الثقال)
(وَالْعَادَة فِي صَلَاح عدمي ... فِي الْعود لمثلهَا سُؤَالِي)
(تقريظك مَا حييت دأبي ... بالظاء على فرَاغ بالي)
(مَا أكحل بالهجاء لَكِن ... بِالْقَصْدِ لكفك اشتغالي)
(فالعرض أرده سمينا ... والكيس محالف الهزال)
(من دبر هَكَذَا مزاجا ... بالحذق لصورة الْكَمَال)
(فالصبغ إِذا أَتَاهُ عفوا ... وافاه برزقه الْحَلَال)
(يَا خير مُؤَمل إِلَيْهِ ... شددت بمدائحي رحالي)
(لم يقضك خاطري حقوقا ... مذ أصبح ظَاهر الكلال)
(أَن أثن عَلَيْك أبدا عَجزا ... عَن نعت مُعظم الْجلَال)
(أوصافك فِي الفخار جَازَت ... فِي الْكَثْرَة عدَّة الرمال)
(فالخط طوالها قصار ... عَن خطك سَاعَة النزال)
(كم رَاع بك القنا يراع ... فِي كفك وَاسع المجال)
(أقلامك أسْهم قواض ... والنقش لَهُنَّ كالنصال)
(تقضي ثعل لَهَا بفخر ... والقارة سَاعَة النضال)
(لَو شاجرت الرماح كَانَت ... فِي الروع لكفها العوالي)
(أَو صافحت الصفاح فَلت ... غربي متشعشع الصقال)
(أَو حبرت المثالث أبدت ... مَا دق وَجل عَن مِثَال)
(تملى فقرا من الْمعَانِي ... سددن مفاقر الْمَعَالِي)
(ينفثن على الصَّباح لَيْلًا ... ناهيك بسحرها الْحَلَال)
(كتب ضمنت بِلَا اشْتِرَاط ... تمزيق كتائب جلال)
(هاروت إِذا أَتَتْهُ ولى ... لَا يخْطر بابلا ببال)
(فِيهَا سبح على لجين ... أَسْنَى قيمًا من اللآلي)
(فِي النشر كأوجه العذارى ... غلفن بفاخر الغوالي)
(ألفاظك للوعول حطت ... مستنزلة من الفلال)
(بالكيد تقتل الأعادي ... فِي السّلم لَهَا بِلَا قتال)
(كم رضت من الورى جموحا ... لِلْعَقْلِ فَعَاد فِي عقال)
(لَا زلت موفق المساعي ... بالجد مُشَفع السُّؤَال)
(تنقاد لَك الْأُمُور طَوْعًا ... يَا خير بَقِيَّة الرِّجَال)
(يَا أكْرم وَالِد لنجل ... يتلوه مهذب الْخلال)
(أكْرم بفتاك من ولي ... للدولة مخلص موَالٍ)
(إِن جاد يخجل الغوادي ... أَو قَالَ أَجَاد فِي الْمقَال)
(يَا شمس علا زهت ببدر ... حاشاه يُقَاس بالهلال)
(لَا زَالَ مشرقا منيرا ... فِي ظلك دَائِم الْكَمَال)
(مَا عادك بالسرور عيد ... ترعاه بِأَحْسَن اشْتِمَال)
(فِي أَسْبغ نعْمَة وعيش ... بالطيبة دَائِم التوالي)
(لَا زَالَ علاك فِي ثبات ... لَا يُسلمهُ إِلَى زوالي)
(عَن أخْلص نِيَّة بِصدق ... فِي طول بقائك ابتهالي)
(مَا يلتبس الصَّحِيح يَوْمًا ... تالله عَلَيْك بالمحال)
وأنشدني أَيْضا قَالَ أَنْشدني البديع الوَاسِطِيّ قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ
(لَا أمدح الْيَأْس وَلكنه ... أروح للقلب من المطمع)
(أَفْلح من أبْصر عشب المنى ... يرْعَى فَلم يرع وَلم يرتع) السَّرِيع
وأنشدني أَيْضا قَالَ أَنْشدني البديع الوَاسِطِيّ قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ
(يَا معشر النَّاس النفير النفير ... قد جلس الهردب فَوق السرير)
(وَصَارَ فِينَا آمرا ناهيا ... وَكنت أَرْجُو أَنه لَا يصير)
(فَكلما قلت قذى ينجلي ... وظلمة عَمَّا قَلِيل تنير)
(فتحت عَيْني فَإِذا الدولة ... الدولة وَالشَّيْخ الْوَزير الْوَزير) السَّرِيع
وأنشدني أَيْضا قَالَ أَنْشدني البديع الوَاسِطِيّ قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ
وَقَالَ فِي الحيص بيص الشَّاعِر وَكَانَت قد نبحت عَلَيْهِ كلبة مجرية فَقتل جروا لَهَا بِالسَّيْفِ
(يَا أَيهَا النَّاس إِن الحيص بيص أَتَى ... بفعلة أورثته الخزي فِي الْبَلَد)
(هُوَ الجبان الَّذِي أبدى شجاعته ... على جري ضَعِيف الْبَطْش وَالْجَلد)
(فأنشدت أمه من بَعْدَمَا احتسبت ... دم الابليق عِنْد الْوَاحِد الصَّمد)
(أَقُول للنَّفس تأساء وتعزية ... إِحْدَى يَدي أصابتني وَلم ترد)
(كِلَاهُمَا خلف من فقد صَاحبه ... هَذَا أخي حِين أَدْعُوهُ وَذَا وَلَدي) الْبَسِيط
وأنشدني أَيْضا قَالَ أَنْشدني البديع الوَاسِطِيّ قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ
(يَا ابْن المرخم صرت فِينَا حَاكما ... خرف الزَّمَان ترَاهُ أم جن الْفلك)
(إِن كنت تحكم بالنجوم فَرُبمَا ... أما شَرِيعَة أَحْمد من أَيْن لَك) الْكَامِل
وأنشدني أَيْضا قَالَ أَنْشدني البديع الوَاسِطِيّ قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ يهجو البديع الاصطرلابي
(لَا غرو أَن دهي الحجيج وَإِن ... رموا مِنْهُ بنكبه)
(حج البديع وعرسه ... وفتاه فَانْظُر أَي عصبَة)
(فَثَلَاثَة من منزل ... علق وقواد وقحبة) الْكَامِل المرفل
وَمن شعر أبي الْقَاسِم هبة الله بن الْفضل أَيْضا قَالَ يهجو أَمِين الدولة بن التلميذ
(هَذَا تواضعك الْمَشْهُور عَن ضعة ... قد صرت فِيهِ بِفضل اللؤم مُتَّهم)
(قعدت عَن أمل الراجى وَقمت لَهُ ... هَذَا وثوب على القصاد لَا لَهُم) الْبَسِيط
وَقَالَ أَيْضا
(غزال قطّ لَا يهوى ... سوى المطبوعة التبر)
(وَلَا يُعجبهُ المطبوع ... من نظمي وَلَا نثري) الهزج
وَقَالَ أَيْضا
(أَحْسَنت يَا عَسْكَر دين الْهدى ... مُنْهَزِمًا فِي خَمْسمِائَة ألف)
(كَأَنَّهُ الحبال فِي سيره ... يزْدَاد إقداما إِلَى خلف) السَّرِيع
وَقَالَ أَيْضا
(أَلا قل ليحيى وَزِير الْأَنَام ... محوت الشَّرِيعَة محو السطور)
(كسرت الصِّحَاح بتصحيحها ... وأصبحت تضربها فِي الجذور)
(وَمَا أَن قصدت لتهذيبها ... وَلَكِن لتهذي بهَا فِي الصُّدُور) المتقارب
وَقَالَ أَيْضا
(وَقَالُوا قد تحجب عَنْك مولى ... وَصَارَ لَهُ مَكَان مستخص)
(فَقلت سيفتح الأقفال شعري ... ويدخلها فَإِن الْبرد لص) الوافر
وَقَالَ يمدح الدَّوَاء الْمَعْرُوف ببر شعثا لما ألف تركيبه أوحد الزَّمَان
(تجرعت برشعثا وحالي أَشْعَث ... فَمَا نزلت بِي بعده عِلّة شعثا)
(وَلَو بعد عِيسَى جَازَ إحْيَاء ميت ... لَا صبح يحيا كل ميت ببرشعثا) الطَّوِيل
وَقَالَ أَيْضا
(هَذَا يَقُول اسْتَرَحْنَا ... وَذَا يَقُول عصينا)
(ويكذبان ويهذي ... الَّذِي يصدق منا) المجتث
وَقَالَ أَيْضا
(كم ترددت مرَارًا ... وتجرعت مراره)
(ثمَّ لما وفْق الله ... وَوَقعت بكاره)
(لم يكن فِيهَا من الْحِنْطَة ... مَا تقْرض فاره) الرمل
وَقَالَ أَيْضا
(أمدحه طورا وأهذي بِهِ ... طورا وَلَا أطمع فِي رفده)
(مثل إِمَام بَين أهل الْقرى ... صلى بهم وَالزَّيْت من عِنْده) السَّرِيع
وَقَالَ أَيْضا
(يَا خَائِف الهجو على نَفسه ... كن فِي أَمَان الله من مَسّه)
(أَنْت بِهَذَا الْعرض بَين الورى ... مثل الخرا يمْنَع من نَفسه) السَّرِيع
وَقَالَ أَيْضا
(كلما قلت قد تبغدد ... قومِي تحمصصوا)
(لَيْسَ إِلَّا ستر يشال ... وَبَاب مجصص)
(والغواشي على الرؤوس ... عَلَيْهَا المقرنص)
(وَأَنا الْكَلْب كل يَوْم ... لقرد أبصبص)
(كلما صفق الزَّمَان ... لَهُم قُمْت أرقص)
(فَمَتَى اسْمَع النداء ... وَقد جَاءَ مخلص) الْخَفِيف
وَلأبي الْقَاسِم هبة الله من الْكتب تعاليق طبية مسَائِل وأجوبتها فِي الطِّبّ ديوَان شعره
مصادر و المراجع :
١- عيون الأنباء في طبقات
الأطباء
المؤلف: أحمد بن
القاسم بن خليفة بن يونس الخزرجي موفق الدين، أبو العباس ابن أبي أصيبعة (المتوفى:
668هـ)
المحقق: الدكتور
نزار رضا
الناشر: دار
مكتبة الحياة - بيروت
21 يوليو 2024
تعليقات (0)