المنشورات

أَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن موراطير

من شَرْقي الأندلس وموراطير قَرْيَة قريبَة من بلنسية
كَانَ فَاضلا فِي صناعَة الطِّبّ خَبِيرا بهَا مزاولا لأعمالها مَحْمُود الطَّرِيقَة حسن الرَّأْي عَالما بالأمور الشَّرْعِيَّة وَسمع الحَدِيث وَقَرَأَ الْمُدَوَّنَة
وَكَانَ أديبا شَاعِرًا محبا للمجون كثير النادرة
حَدثنِي القَاضِي أَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ قَالَ كُنَّا فِي تونس مَعَ النَّاصِر وَكَانَ فِي الْعَسْكَر غلاء وَقل وجود الشّعير فَعمل أَبُو الْحجَّاج بن موراطير موشحا فِي النَّاصِر وأتى فِي ضمنه تَغْيِير بَيت عمله الْحَفِيد أَبُو بكر بن زهر فِي بضع موشحاته وَذَلِكَ أَن ابْن زهر قَالَ
(مَا الْعِيد فِي حلَّة وطاق وشم طيب ... وَإِنَّمَا الْعِيد فِي التلاقي مَعَ الحبيب) 
فَعمل ابْن موراطير
(مَا الْعِيد فِي حلَّة وطبق من الْحَرِير ... إِنَّمَا الْعِيد فِي التلاقي مَعَ الشّعير)
فَأطلق لَهُ النَّاصِر عشرَة أَمْدَاد شعير كَانَت قيمتهَا فِي ذَلِك الْوَقْت خمسين دِينَارا
وَكَانَ أَبُو الْحجَّاج ابْن موراطير قد خدم بصناعة الطِّبّ الْمَنْصُور أَبَا يُوسُف يَعْقُوب
وَلما توفّي الْمَنْصُور خدم لوَلَده النَّاصِر وَهُوَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يَعْقُوب وَمن بعد النَّاصِر أَيْضا خدم لوَلَده أبي يَعْقُوب يُوسُف الْمُسْتَنْصر بن النَّاصِر
وَكَانَ أَبُو الْحجَّاج بن موراطير قد عمر عمرا طَويلا وَكَانَ حظيا عِنْد الْمَنْصُور مكينا عِنْده رفيع الْمنزلَة
وَكَانَ يدْخل مجْلِس الْخَاصَّة مَعَ الْأَشْيَاخ للمذاكرة فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَمَات بالنقرس فِي مراكش فِي دولة الْمُسْتَنْصر















مصادر و المراجع :      

١- عيون الأنباء في طبقات الأطباء

المؤلف: أحمد بن القاسم بن خليفة بن يونس الخزرجي موفق الدين، أبو العباس ابن أبي أصيبعة (المتوفى: 668هـ)

المحقق: الدكتور نزار رضا

الناشر: دار مكتبة الحياة - بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید