المنشورات

ابْن الْهَيْثَم

هُوَ أَبُو عَليّ مُحَمَّد بن الْحسن بن الْهَيْثَم أَصله من الْبَصْرَة ثمَّ انْتقل إِلَى الديار المصرية وَأقَام بهَا إِلَى آخر عمره
وَكَانَ فَاضل النَّفس قوي الذكاء متفننا فِي الْعُلُوم
لم يماثله أحد من أهل زَمَانه فِي الْعلم الرياضي وَلَا يقرب مِنْهُ
وَكَانَ دَائِم الِاشْتِغَال كثير التصنيف وافر التزهد محبا للخير
وَقد لخص كثيرا من كتب أرسطوطاليس وَشَرحهَا وَكَذَلِكَ لخص كثيرا من كتب جالينوس فِي الطِّبّ
وَكَانَ خَبِيرا بأصول صناعَة الطِّبّ وقوانينها وأمورها الْكُلية إِلَّا أَنه لم يُبَاشر أَعمالهَا وَلم تكن لَهُ دربة بالمداواة وتصانيفه كَثِيرَة الإفادة
وَكَانَ حسن الْخط جيد الْمعرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ
وحَدثني الشَّيْخ علم الدّين بن أبي الْقَاسِم بن عبد الْغَنِيّ بن مُسَافر الْحَنَفِيّ المهندس قَالَ كَانَ ابْن الْهَيْثَم فِي أول أمره بِالْبَصْرَةِ ونواحيها قد وزر وَكَانَت نَفسه تميل إِلَى الْفَضَائِل وَالْحكمَة وَالنَّظَر فِيهَا ويشتهي أَن يتجرد عَن الشواغل الَّتِي تَمنعهُ من النّظر فِي الْعلم
فأظهر خبالا فِي عقله وتغيرا فِي تصَوره وَبَقِي كَذَلِك مُدَّة حَتَّى مكن من تبطيل الْخدمَة
وَصرف من النّظر الَّذِي كَانَ فِي يَده
ثمَّ إِنَّه سَافر إِلَى ديار مصر وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ فِي الْجَامِع الْأَزْهَر بهَا
وَكَانَ يكْتب فِي كل سنة إقليدس والمجسطي ويبيعهما ويقتات من ذَلِك الثّمن
وَلم تزل هَذِه حَاله إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله
وَوجدت الصاحب جمال الدّين أَبَا الْحسن بن القفطي قد ذكر أَيْضا عَن ابْن الْهَيْثَم مَا هَذَا نَصه قَالَ أَنه بلغ الْحَاكِم صَاحب مصر من العلويين وَكَانَ يمِيل إِلَى الْحِكْمَة خَبره وَمَا هُوَ عَلَيْهِ من الإتقان لهَذَا الشَّأْن فتاقت نَفسه إِلَى رُؤْيَته
ثمَّ نقل لَهُ عَنهُ أَنه قَالَ لَو كنت بِمصْر لعملت فِي نيلها عملا يحصل بِهِ النَّفْع فِي كل حَالَة من حالاته من زِيَادَة وَنقص فقد بَلغنِي أَنه ينحدر على مَوضِع عَال هُوَ فِي طرف الإقليم الْمصْرِيّ
فازداد الْحَاكِم إِلَيْهِ شوقا وسير إِلَيْهِ سرا جملَة من المَال وأرغبه فِي الْحُضُور فَسَار نَحْو مصر وَلما وَصلهَا خرج الْحَاكِم للقائه والتقيا بقرية على بَاب الْقَاهِرَة المعزية تعرف بالخندق وَأمر بإنزاله وإكرامه واحترامه وَأقَام ريثما استراح وطالبه بِمَا وعد بِهِ من أَمر النّيل
فَسَار وَمَعَهُ جمَاعَة من الصناع المتولين للعمارة بِأَيْدِيهِم ليستعين بهم على هندسته الَّتِي خطرت لَهُ
وَلما سَار إِلَى الإقليم بِطُولِهِ وَرَأى آثَار من تقدم من ساكنيه من الْأُمَم الخالية وَهِي على غَايَة من أَحْكَام الصَّنْعَة وجودة الهندسة وَمَا اشْتَمَلت عَلَيْهِ من أشكال سَمَاوِيَّة ومقالات هندسية وتصوير معْجزَة تحقق أَن الَّذِي يَقْصِدهُ لَيْسَ بممكن
فَإِن من تقدمه فِي الصُّدُور الخالية لم يغرب عَنْهُم علم مَا عمله
وَلَو أمكن لفعلوه
فَانْكَسَرت همته ووقف خاطره وَوصل إِلَى الْموضع الْمَعْرُوف بالجنادل قبلي مَدِينَة أسوان وَهُوَ مَوضِع مُرْتَفع ينحدر مِنْهُ النّيل فعاينه وباشره واختبره من جانبيه فَوجدَ أمره لَا يمشي على مُوَافقَة مُرَاده وَتحقّق الْخَطَأ وَالْغَلَبَة عَمَّا وعد بِهِ
وَعَاد خجلا ومنخذلا وَاعْتذر بِمَا قبل الْحَاكِم ظَاهره وَوَافَقَهُ عَلَيْهِ
ثمَّ إِن الْحَاكِم ولاه بعض الدَّوَاوِين فتولاها رهبة لَا رَغْبَة وَتحقّق الْغَلَط فِي الْولَايَة فَإِن الْحَاكِم كَانَ كثير الاستحالة مريقا للدماء بِغَيْر سَبَب أَو بأضعف سَبَب من خيال يتخيله
فأجال فكرته فِي أَمر يتَخَلَّص بِهِ فَلم يجد طَرِيقا إِلَى ذَلِك إِلَّا إِظْهَار الْجُنُون والخبال
فاعتمد ذَلِك وشاع فأحيط على موجوده لَهُ بيد الْحَاكِم ونوابه وَجعل برسمه من يَخْدمه وَيقوم بمصالحه وَقيد وَترك فِي مَوضِع من منزله
وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن تحقق وَفَاة الْحَاكِم وَبعد ذَلِك بِيَسِير أظهر الْعقل وَعَاد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ
وَخرج عَن دَاره واستوطن قبَّة على بَاب الْجَامِع الْأَزْهَر أحد جَوَامِع الْقَاهِرَة
وَأقَام بهَا متنسكا متعزيا مقتنعا
وأعيد إِلَيْهِ مَاله من تَحت يَد الْحَاكِم واشتغل بالتصنيف والنسخ والإفادة
وَكَانَ لَهُ خطّ قَاعِدَته فِي غَايَة الصِّحَّة كتب بِهِ الْكثير من عُلُوم الرياضة
قَالَ وَذكر لي يُوسُف الفاسي الإسرائيلي الْحَكِيم بحلب قَالَ سَمِعت أَن ابْن الْهَيْثَم كَانَ ينْسَخ فِي مُدَّة سنة ثَلَاثَة كتب فِي ضمن اشْتِغَاله وَهِي اقليدس والمتوسطات والمجسطي ويستكملها فِي مُدَّة السّنة فَإِذا شرع فِي نسخهَا جَاءَهُ من يُعْطِيهِ فِيهَا مائَة وَخمسين دِينَارا مصرية وَصَارَ ذَلِك كالرسم الَّذِي لَا يحْتَاج فِيهِ إِلَى مواكسة وَلَا معاودة قَول فيجعلها مؤونته لسنته
وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة أَو بعْدهَا بِقَلِيل
وَالله أعلم
أَقُول ونقلت من خطّ ابْن الْهَيْثَم فِي مقَالَة لَهُ فِيمَا صنعه وصنفه من عُلُوم الْأَوَائِل إِلَى آخر سنة سبع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة لهجرة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْوَاقِع فِي شهور سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ الْهِلَالِيَّة من عمره مَا هَذَا نَصه قَالَ إِنِّي لم أزل مُنْذُ عهد الصِّبَا مُرْتَابا فِي اعتقادات هَذِه النَّاس الْمُخْتَلفَة وَتمسك كل فرقة مِنْهُم بِمَا تعتقده من الرَّأْي فَكنت متشككا فِي جَمِيعه موقنا بِأَن الْحق وَاحِد وَأَن الِاخْتِلَاف فِيهِ إِنَّمَا هُوَ من جِهَة السلوك إِلَيْهِ
فَلَمَّا كملت لإدراك الْأُمُور الْعَقْلِيَّة انْقَطَعت إِلَى طلب مَعْدن الْحق ووجهت رغبتي وحدسي إِلَى إِدْرَاك مَا بِهِ تنكشف تمويهات الظنون وتنقشع غيابات المتشكك الْمفْتُون وَبعثت عزيمتي إِلَى تَحْصِيل الرَّأْي المقرب إِلَى الله جلّ ثَنَاؤُهُ الْمُؤَدِّي إِلَى رِضَاهُ الْهَادِي لطاعته وتقواه فَكنت كَمَا قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة السَّابِعَة من كِتَابه فِي حِيلَة الْبُرْء يُخَاطب تِلْمِيذه لست أعلم كَيفَ تهَيَّأ لي مُنْذُ صباي أم شِئْت قلت بِاتِّفَاق عَجِيب وَإِن شِئْت قلت بإلهام من الله وَإِن شِئْت قلت بالجنون أَو كَيفَ شِئْت أَن تنْسب ذَلِك أَنِّي ازدريت عوام النَّاس واستخففت بهم وَلم ألتفت إِلَيْهِم واشتهيت إِيثَار الْحق وَطلب الْعلم وَاسْتقر عِنْدِي أَنه لَيْسَ ينَال النَّاس من الدُّنْيَا أَشْيَاء أَجود وَلَا أَشد قربَة إِلَى الله من هذَيْن الْأَمريْنِ
قَالَ مُحَمَّد بن الْحسن فخضت لذَلِك فِي ضروب الآراء والاعتقادات وأنواع عُلُوم الديانَات فَلم أحظ من شَيْء مِنْهَا بطائل وَلَا عرفت مِنْهُ للحق منهجا وَلَا إِلَى الرَّأْي اليقيني مسلكا مجددا
فَرَأَيْت أنني لَا أصل إِلَى الْحق إِلَّا من أراء يكون عنصرها الْأُمُور الحسية وَصورتهَا الْأُمُور الْعَقْلِيَّة
فَلم أجد ذَلِك إِلَّا فِيمَا قَرَّرَهُ أرسطوطاليس من عُلُوم الْمنطق والطبيعيات والإلهيات الَّتِي هِيَ ذَات الفلسفة وطبيعتها وَحين بَدَأَ بتقرير الْأُمُور الْكُلية والجزئية والعامية والخاصية ثمَّ تلاه بتقرير الْأَلْفَاظ المنطقية وتقسيمها إِلَى أجناسها الْأَوَائِل ثمَّ أتبعه بِذكر الْمعَانِي الَّتِي تتركب مَعَ الْأَلْفَاظ فَيكون مِنْهَا الْكَلَام الْمَفْهُوم الْمَعْلُوم ثمَّ أفرد من ذَلِك الْأَخْبَار الَّتِي هِيَ عنصر الْقيَاس ومادته فَقَسمهَا إِلَى أقسامها وَذكر فصولها وخواصها الَّتِي تميزها بَعْضهَا من بعض وَيلْزم مِنْهُ صدقهَا وكذبها ويعرض مَعَه اتفاقها واختلافها وتضادها وتناقضها
ثمَّ ذكر بعد ذَلِك الْقيَاس فقسم مقدماته وشكل أشكاله وَنَوع تِلْكَ الأشكال وميز من الْأَنْوَاع مَا لَا يلْزم دَائِما نظاما وَاحِدًا وأفردها مِمَّا يلْزم أدبا نظاما وَاحِدًا
ثمَّ ذكر النتائج الَّتِي تلْزم مِنْهَا مَعَ اقترانات عناصر الْأُمُور الَّتِي هِيَ الْوَاجِب والممكن والممتنع وَبَين وُجُوه اكْتِسَاب مُقَدمَات الْقيَاس الضرورية والإقناعية وَمَا هُوَ من جِهَة الأولى وَالْأَشْبَه وَالْأَكْثَر وَمَا يلْزم من جِهَة الْعَادَات والاصطلاحات وَسَائِر الْأُمُور القياسية
وَذكر صور الْقيَاس وَفصل فصوله وَنَوع أَنْوَاعه ثمَّ ختم ذَلِك بِذكر طبيعة الْبُرْهَان وَشرح مواده وأوضح صوره وَبَين الشّبَه المغلطة فِيهِ وكشف عَن مستوره وخافيه
ثمَّ تَلا ذَلِك بالْكلَام فِي الصناعات الْأَرْبَع الجدلية والمرائية والخطبية والشعرية فأوضح من ذَلِك مَا يكون سَببا مُمَيّزا لصناعة الْبُرْهَان من هَذِه الصناعات الْأَرْبَع وفصلا فاصلا لَهَا من جِنْسهَا ثمَّ أَخذ بعد ذَلِك فِي شرح الْأُمُور الطبيعية
فَبَدَأَ فِي ذَلِك بكتابه فِي السماع الطبيعي فقرر فِيهِ الْأُمُور الْمَعْلُومَة بالطبع الَّتِي لَا تحْتَاج إِلَى برهَان إِنَّمَا يُؤْخَذ من الِاسْتِقْرَار وَالْقِسْمَة والتحليل وَبرهن على بطلَان الاعتراضات فِيهَا وكشف عَن أغلاط من شكّ فِي شَيْء مِنْهَا وَكَانَ مُجمل كَلَامه فِي ذَلِك على سِتَّة أُمُور المبادئ الكونية والطبيعية وَالْمَكَان والخلاء وَمَا لَا نِهَايَة لَهُ وَالزَّمَان وَالْحَرَكَة والمحرك الأول
ثمَّ أتبع ذَلِك بكتابه فِي الْكَوْن وَالْفساد فأوضح فِيهِ قبُول الْعَالم الأرضي الْكَوْن وَالْفساد
ثمَّ تلاه بكتابه فِي الْآثَار والعلوية وَهِي الَّتِي تعرض فِي الجو كالسحاب والضباب والرياح والأمطار والرعد والبرق الصَّوَاعِق وَسَائِر مَا يكون من أَنْوَاع ذَلِك
وَذكر فِي آخِره أُمُور المعدنيات وَأَسْبَاب كَونهَا
ثمَّ أتبعه بكتابه فِي النَّبَات وَالْحَيَوَان فَذكر ضروب النَّبَات وَالْحَيَوَان وطبائعهما وفصولهما وأنواعهما وخواصهما وأعراضهما
ثمَّ أتبع ذَلِك بكتابه فِي السَّمَاء والعالم فأبان عَن طبيعة الْعَالم وذاتيته واتصال الْقُوَّة الإلهية بِهِ
ثمَّ وَالَاهُ بكتابه فِي النَّفس فَتكلم على رَأْيه فِي النَّفس وَنقض آراء جَمِيع من قَالَ فِيهَا قولا يُخَالف قَوْله واعتقد فِي ذاتيتها اعتقادا غير اعْتِقَاده وَقسمهَا إِلَى الغاذية والحاسة والعاقلة
وَذكر أَحْوَال الغاذية وَشرح أُمُور الْحَواس وَفصل أَسبَاب الْعقل
فَذكر من ذَلِك مَا كشف كل مَسْتُور وأوضح عَن كل خَفِي
ثمَّ ختم جَمِيع ذَلِك بكتابه فِيمَا بعد الطبيعة وَهُوَ كِتَابه فِي الإلهيات فَبين فِيهِ أَن الْإِلَه وَاحِد وَإنَّهُ حَكِيم لَا يجهل وقادر لَا يعجز وجواد لَا يبخل
فأحكم الْأُصُول الَّتِي فِيهَا يسْلك إِلَى الْحق فيدرك طَبِيعَته وجوهره وتوحيد ذَاته وماهيته
فَلَمَّا تبينت ذَلِك أفرغت وسعي فِي طلب عُلُوم الفلسفة وَهِي ثَلَاثَة عُلُوم رياضية وطبيعية وإلهية
فتعلقت من هَذِه الْأُمُور الثَّلَاثَة بالأصول والمبادئ الَّتِي ملكت بهَا فروعها وتوقلت بأحكامها من حَيْثُ انخفاضها وعلوها
ثمَّ إِنِّي رَأَيْت طبيعة الْإِنْسَان قَابِلَة للْفَسَاد متهيئة إِلَى الفناء والنفاد
وَأَنه من حِدة الشَّبَاب وعنفوان الحداثة تملك على فكرة طَاعَة التَّصَوُّر لهَذِهِ الْأُصُول فَإِذا صَار إِلَى سنّ الشيخوخة وَأَوَان الْهَرم قصرت طَبِيعَته وعجزت قوته الناطقة مَعَ إخلاق آلتها وفسادها عَن الْقيام بِمَا كَانَت تقوم بِهِ من ذَلِك
فشرحت ولخصت واختصرت من هَذِه الْأُصُول الثَّلَاثَة مَا أحَاط فكري بتصوره ووقف تمييزي على تدبره
وصنفت من فروعها مَا جرى مجْرى الْإِيضَاح والإفصاح عَن غوامض هَذِه الْأُمُور الثَّلَاثَة إِلَى وَقت قولي هَذَا وَهُوَ ذُو الْحجَّة سنة سبع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة لهجرة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَأَنا مَا مدت لي الْحَيَاة باذل جهدي ومستفرغ قوتي فِي مثل ذَلِك توخيا بِهِ أمورا ثَلَاثَة أَحدهَا إِفَادَة من يطْلب الْحق ويؤثره فِي حَياتِي وَبعد وفاتي وَالْآخر إِنِّي جعلت ذَلِك ارتياضا لي بِهَذِهِ الْأُمُور فِي إِثْبَات مَا تصَوره وأتقنه فكري من تِلْكَ الْعُلُوم وَالثَّالِث إِنِّي صيرته ذخيرة وعدة لزمان الشيخوخة وَأَوَان الْهَرم
فَكنت فِي ذَلِك كَمَا قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة السَّابِعَة من كِتَابه فِي حِيلَة الْبُرْء إِنَّمَا قصدت وأقصد فِي وضع مَا وَضعته وأضعه من الْكتب إِلَى أحد أَمريْن إِمَّا إِلَى نفع رجل أفيده إِيَّاه وَإِمَّا أَن أتعجل أَنا فِي ذَلِك رياضة أروض بهَا نَفسِي فِي وَقت وضعي إِيَّاه وأجعله ذخيرة لوقت الشيخوخة
قَالَ مُحَمَّد بن الْحسن وَأَنا أشرح مَا صَنعته فِي الْأُصُول الثَّلَاثَة ليوقف مِنْهُ على مَوضِع عنايتي بِطَلَب الْحق وحرصي على إِدْرَاكه وَتعلم حَقِيقَة مَا ذكرته من عزوف نَفسِي عَن مماثلة الْعَوام الرعاع والأغبياء وسموها إِلَى مشابهة أَوْلِيَاء الله الأخيار الأتقياء
فَمَا صَنعته فِي الْعُلُوم الرياضية خَمْسَة وَعِشْرُونَ كتابا
أَحدهَا شرح أصُول أقليدس فِي الهندسة وَالْعدَد وتلخيصه
وَالثَّانِي كتاب جمعت فِيهِ الْأُصُول الهندسية والعددية من كتاب إقليدس وأبلونيوس ونوعت فِيهِ الْأُصُول وقسمتها وبرهنت عَلَيْهَا ببراهين نظمتها من الْأُمُور التعليمية والحسية والمنطقية حَتَّى انتظم ذَلِك مَعَ انْتِقَاض توالي إقليدس وأبلونيوس
وَالثَّالِث شرح المجسطي وتلخيصه شرحا وتلخيصا برهانيا لم أخرج مِنْهُ شَيْئا إِلَى الْحساب إِلَّا الْيَسِير
وَإِن أخر الله فِي الْأَجَل وَأمكن الزَّمَان من الْفَرَاغ استأنفت الشَّرْح المستقصي لذَلِك الَّذِي أخرجه بِهِ إِلَى الْأُمُور العددية والحسابية
وَالرَّابِع الْكتاب الْجَامِع فِي أصُول الْحساب وَهُوَ كتاب استخرجت أُصُوله لجَمِيع أَنْوَاع الْحساب من أوضاع إقليدس فِي أصُول الهندسة وَالْعدَد وَجعلت السلوك فِي اسْتِخْرَاج الْمسَائِل الحسابية بجهتي التَّحْلِيل الهندسي وَالتَّقْدِير العددي
وَعدلت فِيهِ عَن أوضاع الجبريين وَأَلْفَاظهمْ
وَالْخَامِس كتاب لخصت فِيهِ علم المناظر من كتابي إقليدس وبطلموس وتممته بمعاني الْمقَالة الأولى المفقودة من كتاب بطليموس
وَالسَّادِس كتاب فِي تَحْلِيل الْمسَائِل الهندسية
وَالسَّابِع كتاب فِي تَحْلِيل الْمسَائِل العددية بِجِهَة الْجَبْر والمقابلة مبرهنا
وَالثَّامِن كتاب جمعت فِيهِ القَوْل على تَحْلِيل الْمسَائِل الهندسية والعددية جَمِيعًا
لَكِن القَوْل على الْمسَائِل العددية غير مبرهن بل هُوَ مَوْضُوع على أصُول الْجَبْر والمقابلة
وَالتَّاسِع كتاب فِي المساحة على جِهَة الْأُصُول
والعاشر كتاب فِي حِسَاب الْمُعَامَلَات
وَالْحَادِي عشر مقَالَة فِي إجارات الحفور والأبنية بِجَمِيعِ الأشكال الهندسية حَتَّى بلغت فِي ذَلِك إِلَى أشكال قطوع المخروط الثَّلَاثَة المكافئ وَالزَّائِد والناقص
وَالثَّانِي عشر تَلْخِيص مقالات أبلونيوس فِي قطوع المخروطات
وَالثَّالِث عشر مقَالَة فِي الْحساب الْهِنْدِيّ
وَالرَّابِع عشر مقَالَة فِي اسْتِخْرَاج سمت الْقبْلَة فِي جَمِيع المسكونة بجداول وَضَعتهَا وَلم أورد الْبُرْهَان على ذَلِك وَالْخَامِس عشر مقَالَة فِيمَا تَدْعُو إِلَيْهِ حَاجَة الْأُمُور الشَّرْعِيَّة من الْأُمُور الهندسية وَلَا يسْتَغْنى عَنهُ بِشَيْء سواهُ
وَالسَّادِس عشر رِسَالَة إِلَى بعض الرؤساء فِي الْحَث على عمل الرصد النجومي
وَالسَّابِع عشر كتاب فِي الْمدْخل إِلَى الْأُمُور الهندسية
وَالثَّامِن عش مقَالَة فِي انتزاع الْبُرْهَان على أَن الْقطع الزَّائِد والخطان اللَّذَان لَا يلقيانه يقتربان أبدا وَلَا يَلْتَقِيَانِ
وَالتَّاسِع عشر أجوبة سبع مسَائِل تعليمية سُئِلت عَنْهَا بِبَغْدَاد فأجبت
وَالْعشْرُونَ كتاب فِي التَّحْلِيل والتركيب الهندسيين على جِهَة التَّمْثِيل للمتعلمين وَهُوَ مَجْمُوع مسَائِل هندسية وعددية حللتها وركبتها
وَالْحَادِي وَالْعشْرُونَ كتاب فِي آلَة الظل اختصرته ولخصته من كتاب إِبْرَاهِيم بن سِنَان فِي ذَلِك
وَالثَّانِي وَالْعشْرُونَ مقَالَة فِي اسْتِخْرَاج مَا بَين بلدين فِي الْبعد بِجِهَة الْأُمُور الهندسية
وَالثَّالِث وَالْعشْرُونَ مقَالَة فِي أصُول الْمسَائِل العددية الصم وتحليلها
وَالرَّابِع وَالْعشْرُونَ مقَالَة فِي حل شكّ ردا على إقليدس فِي الْمقَالة الْخَامِسَة من كِتَابه فِي الْأُصُول الرياضية
وَالْخَامِس وَالْعشْرُونَ رِسَالَة فِي برهَان الشكل الَّذِي قدمه أرشميدس فِي قسْمَة الزاوية ثَلَاثَة أَقسَام وَلم يبرهن عَلَيْهِ
وَمِمَّا صَنعته من الْعُلُوم الطبيعية والإلهية أَرْبَعَة وَأَرْبَعُونَ كتابا
أَحدهَا تَلْخِيص مدْخل فرفوريوس وَكتب أرسطوطاليس الْأَرْبَعَة المنطقية
وَالْآخر اخْتِصَار تَلْخِيص مدْخل فرفوريوس وَكتب أرسطوطاليس السَّبْعَة المنطقية
وَالثَّالِث رِسَالَة فِي صناعَة الشّعْر ممتزجة من اليوناني والعربي
وَالرَّابِع تَلْخِيص كتاب النَّفس لأرسطوطاليس وَإِن أخر الله فِي الْأَجَل وَأمكن الزَّمَان من الْفَرَاغ والتشاغل بِالْعلمِ لخصت كِتَابيه فِي السماع الطبيعي وَالسَّمَاء والعالم
وَالْخَامِس مقَالَة فِي مشاكلة الْعَالم الجزئي وَهُوَ الْإِنْسَان للْعَالم الْكُلِّي
وَالسَّادِس مقالتان فِي الْقيَاس وَشبهه
وَالسَّابِع مقَالَة فِي الْبُرْهَان
وَالثَّامِن مقَالَة فِي الْعَالم من جِهَة مبدئه وطبيعته وكماله
وَالتَّاسِع مقَالَة فِي المبادئ والموجودات
والعاشر مقَالَة فِي هَيْئَة الْعَالم وَالْحَادِي عشر كتاب فِي الرَّد على يحيى النَّحْوِيّ وَمَا نقضه على أرسطوطاليس وَغَيره من أَقْوَالهم فِي السَّمَاء والعالم
وَالثَّانِي عشر رِسَالَة إِلَى بعض من نظر فِي هَذَا النَّقْض فَشك فِي معَان مِنْهُ فِي حل شكوكه وَمَعْرِفَة ذَلِك من فهمه
وَالثَّالِث عشر كتاب فِي الرَّد على أبي الْحسن عَليّ بن الْعَبَّاس بن فسا نجس نقضه آراء المنجمين
وَالرَّابِع عشر جَوَاب مَا أجَاب بِهِ أَبُو الْحسن بن فسا نجس نقض من عَارضه فِي كَلَامه على المنجمين
وَالْخَامِس عشر مقَالَة فِي الْفضل والفاضل
وَالسَّادِس عشر مقَالَة فِي تشويق الْإِنْسَان إِلَى الْمَوْت بِحَسب كَلَام الْأَوَائِل
وَالسَّابِع عشر رِسَالَة أُخْرَى فِي هَذَا الْمَعْنى بِحَسب كَلَام الْمُحدثين
وَالثَّامِن عشر رِسَالَة فِي بطلَان مَا يرَاهُ المتكلمون من أَن الله لم يزل غير فَاعل ثمَّ فعل
وَالتَّاسِع عشر مقَالَة فِي خَارج السَّمَاء لَا فرَاغ وَلَا ملاء
وَالْعشْرُونَ مقَالَة فِي الرَّد على أبي هَاشم رَئِيس الْمُعْتَزلَة مَا تكلم بِهِ على جَوَامِع كتاب السَّمَاء والعالم لأرسطوطاليس
وَالْحَادِي وَالْعشْرُونَ قَول فِي تبَاين مذهبي الجبريين والمنجمين
وَالثَّانِي وَالْعشْرُونَ تَلْخِيص الْمسَائِل الطبيعية لأرسطوطاليس
وَالثَّالِث وَالْعشْرُونَ رِسَالَة فِي تَفْضِيل الأهواز على بَغْدَاد من جِهَة الْأُمُور الطبيعية
وَالرَّابِع وَالْعشْرُونَ رِسَالَة إِلَى كَافَّة أهل الْعلم فِي معنى مشاغب شاغبه
وَالْخَامِس وَالْعشْرُونَ مقَالَة فِي أَن جِهَة إِدْرَاك الْحَقَائِق جِهَة وَاحِدَة
وَالسَّادِس وَالْعشْرُونَ مقَالَة فِي أَن الْبُرْهَان معنى وَاحِد وَإِنَّمَا يسْتَعْمل صناعيا فِي الْأُمُور الهندسية وكلاميا فِي الْأُمُور الطبيعية والإلهية
وَالسَّابِع وَالْعشْرُونَ مقَالَة فِي طبيعتي الْأَلَم واللذة
وَالثَّامِن وَالْعشْرُونَ مقَالَة فِي طبائع اللَّذَّات الثَّلَاث الحسية والنطقية والمعادلة
وَالتَّاسِع وَالْعشْرُونَ مقَالَة فِي اتِّفَاق الْحَيَوَان النَّاطِق على الصَّوَاب مَعَ اخْتلَافهمْ فِي الْمَقَاصِد والأغراض
وَالثَّلَاثُونَ رِسَالَة فِي أَن برهَان الْخلف يصير برهَان استقامة بحدود وَاحِدَة
وَالْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ كتاب فِي تثبيت أَحْكَام النُّجُوم بِجِهَة الْبُرْهَان
وَالثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ رِسَالَة فِي الْأَعْمَار والآجال الكونية
وَالثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ رِسَالَة فِي طبيعة الْعقل
وَالرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ كتاب فِي النَّقْض على من رأى أَن الْأَدِلَّة متكافئة
وَالْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ قَول فِي إِثْبَات عنصر الِامْتِنَاع
وَالسَّادِس وَالثَّلَاثُونَ نقض جَوَاب مَسْأَلَة سُئِلَ عَنْهَا بعض الْمُعْتَزلَة بِالْبَصْرَةِ وَالسَّابِع وَالثَّلَاثُونَ كتاب فِي صناعَة الْكِتَابَة على أوضاع الْأَوَائِل وأصولهم
وَالثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ عهد إِلَى الْكتاب
وَالتَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ مقَالَة فِي أَن فَاعل هَذَا الْعَالم إِنَّمَا يعلم ذَاته من جِهَة فعله
وَالْأَرْبَعُونَ جَوَاب قَول لبَعض المنطقيين فِي معَان خَالف فِيهَا من الْأُمُور الطبيعية
وَالْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ رِسَالَة فِي تَلْخِيص جَوْهَر النَّفس الْكُلية
وَالثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ فِي تَحْقِيق رَأْي أرسطوطاليس أَن الْقُوَّة الْمُدبرَة هِيَ من بدن الْإِنْسَان فِي الْقلب مِنْهُ
وَالثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ رِسَالَة فِي جَوَاب مَسْأَلَة سُئِلَ عَنْهَا ابْن السّمع الْبَغْدَادِيّ المنطقي فَلم يجب عَنْهَا جَوَابا مقنعا
وَالرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ كتاب فِي تَقْوِيم الصِّنَاعَة الطبية نظمته من جمل وجوامع مَا نظرت فِيهِ من كتب جالينوس وَهُوَ ثَلَاثُونَ كتابا كِتَابه فِي الْبُرْهَان كِتَابه فِي فرق الطِّبّ كِتَابه فِي الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة كِتَابه فِي التشريح كِتَابه فِي القوى الطبيعية كِتَابه فِي مَنَافِع الْأَعْضَاء كِتَابه فِي آراء أبقراط وأفلاطن كِتَابه فِي الْمَنِيّ كِتَابه فِي الصَّوْت كِتَابه فِي الْعِلَل والأعراض كِتَابه فِي أَصْنَاف الحميات كِتَابه فِي البحران كِتَابه فِي النبض الْكَبِير كِتَابه فِي الاسطقسات على رَأْي أبقراط كِتَابه فِي المزاج كِتَابه فِي قوى الْأَدْوِيَة المفردة كِتَابه فِي قوى الْأَدْوِيَة المركبة كِتَابه فِي مَوَاضِع الْأَعْضَاء الآلية كِتَابه فِي حِيلَة الْبُرْء كِتَابه فِي حفظ الصِّحَّة كِتَابه فِي جودة الكيموس ورداءته كَلَامه فِي أمراض الْعين كِتَابه فِي أَن قوى النَّفس تَابِعَة لمزاج الْبدن كِتَابه فِي سوء المزاج الْمُخْتَلف كِتَابه فِي أَيَّام البحران كِتَابه فِي الْكَثْرَة كِتَابه فِي اسْتِعْمَال الفصد لشفاء الْأَمْرَاض كِتَابه فِي الذبول كِتَابه فِي أفضل هيئات الْبدن جمع حنين بن إِسْحَاق من كَلَام جالينوس وَكَلَام أبقراط فِي الأغذية
ثمَّ شفعت جَمِيع مَا صَنعته من عُلُوم الْأَوَائِل برسالة بيّنت فِيهَا أَن جَمِيع الْأُمُور الدُّنْيَوِيَّة والدينية هِيَ نتائج الْعُلُوم الفلسفية
وَكَانَت هَذِه الرسَالَة هِيَ المتممة لعدد أقوالي فِي هَذِه الْعُلُوم بالْقَوْل السّبْعين وَذَلِكَ سوى رسائل ومصنفات عدَّة حصلت لي فِي أَيدي جمَاعَة من النَّاس بِالْبَصْرَةِ والأهواز ضَاعَت دساتيرها وَقطع الشّغل بِأُمُور الدُّنْيَا وعوارض الْأَسْفَار عَن نسخهَا وَكَثِيرًا مَا يعرض ذَلِك للْعُلَمَاء
فقد اتّفق مثله لِجَالِينُوسَ حَتَّى ذكر ذَلِك فِي بعض كتبه فَقَالَ وَقد صنفت كتبا كَثِيرَة دفعت دساتيرها إِلَى جمَاعَة من أخواني وقطعني الشّغل وَالسّفر عَن نسخهَا حَتَّى خرجت إِلَى النَّاس من جهتهم
قَالَ مُحَمَّد بن الْحسن وَإِن أَطَالَ الله لي فِي مُدَّة الْحَيَاة وفسح فِي الْعُمر صنفت وشرحت ولخصت من هَذِه الْعُلُوم أَشْيَاء كَثِيرَة تترد فِي نَفسِي ويبعثني ويحثني على إخْرَاجهَا إِلَيّ فكري وَالله يفعل مَا يَشَاء وَيحكم مَا يُريدهُ وَبِيَدِهِ مقاليد كل شَيْء وَهُوَ المبدئ المعيد
وَهَذَا مَا وَجب أَن أذكرهُ فِي معنى مَا صنعنه واختصرته من عُلُوم الْأَوَائِل قصدت بِهِ مذاكرة الْحُكَمَاء الأفاضل والعقلاء الأماثل من النَّاس كَالَّذي يَقُول
(رب ميت قد صَار بِالْعلمِ حَيا ... ومبقى قد مَاتَ جهلا وغيا)
(فاقتنوا الْعلم كي تنالوا خلودا ... لَا تعدوا الْبَقَاء فِي الْجَهْل شيا) الْخَفِيف
وَهَذَانِ البيتان هما لأبي الْقَاسِم بن الْوَزير أبي الْحسن عَليّ بن عِيسَى رَضِي الله عَنْهُمَا وَكَانَ فيلسوفا قالهما ووصى بِأَن يكتبا على قَبره لم أقصد بِهِ مُخَاطبَة جَمِيع النَّاس لَا غير الْفَاضِل مِنْهُم
وَقلت فِي ذَلِك كَمَا قَالَ جالينوس فِي كِتَابه فِي النبض الْكَبِير لَيْسَ خطابي فِي هَذَا الْكتاب لجَمِيع النَّاس بل خطابي لرجل مِنْهُم يوازي أُلُوف رجال بل عشرات أُلُوف رجال إِذْ كَانَ الْحق لَيْسَ هُوَ بِأَن يُدْرِكهُ الْكثير من النَّاس لَكِن هُوَ بِأَن يُدْرِكهُ الْفَهم الْفَاضِل مِنْهُم ليعرفوا رتبتي فِي هَذِه الْعُلُوم ويتحققوا منزلتي من إِيثَار الْحق جلّ وَعلا من طلب الْقرْبَة إِلَى الله فِي إِدْرَاك الْعُلُوم والمعارف النفسية ويعلموا تحققي بِفعل مَا فرضته هَذِه الْعُلُوم عَليّ من مُلَابسَة الْأُمُور الدُّنْيَوِيَّة وكلية الْخَيْر ومجانية كُلية الشَّرّ فِيهَا فَإِن ثَمَرَة هَذِه الْعُلُوم هُوَ علم الْحق وَالْعَمَل بِالْعَدْلِ فِي جَمِيع الْأُمُور الدينوية وَالْعدْل هُوَ مَحْض الْخَيْر الَّذِي يَفْعَله يفوز أَيْن الْعَالم الأرضي وبنعيم الْآخِرَة السماوي ويعتاض عَن صعوبة مَا يلقاه بذلك مُدَّة الْبَقَاء الْمُنْقَطع فِي دَار الدُّنْيَا دوَام الْحَيَاة منعما فِي الدَّار الْأُخْرَى
وَإِلَى الله تَعَالَى أَرغب فِي توفيقي لما فزت إِلَيْهِ وأزلف لَدَيْهِ
أَقُول وَكَانَ تَارِيخ كِتَابَة ابْن الْهَيْثَم لهَذِهِ الرسَالَة فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة
وَكَانَ تلوها أَيْضا بِخَطِّهِ مَا هَذَا مِثَاله مَا صنعه مُحَمَّد بن الْحسن بن الْهَيْثَم بعد ذَلِك إِلَى سلخ جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة
تَلْخِيص السماع الطبيعي لأرسطوطاليس
مقَالَة لمُحَمد بن الْحسن فِي الْمَكَان وَالزَّمَان على مَا وجده يلْزم رَأْي أرسطوطاليس فيهمَا
رِسَالَة إِلَى أبي الْفرج عبد الله بن الطّيب الْبَغْدَادِيّ المنطقي فِي عدَّة معَان من الْعُلُوم الطبيعية والإلهية نقض مُحَمَّد بن الْحسن عَليّ أبي بكر الرَّازِيّ المتطبب رَأْيه فِي الإلهيات والنبؤات
مقَالَة لَهُ فِي أبطال رَأْي من يرى أَن الْعِظَام مركبة من أَجزَاء كل جُزْء مِنْهَا لَا جُزْء لَهُ
مقَالَة لَهُ فِي عمل الرصد من دَائِرَة أفق بلد مَعْلُوم الْعرض
كتاب لَهُ فِي إِثْبَات النبوات وإيضاح فَسَاد رَأْي الَّذين يَعْتَقِدُونَ بُطْلَانهَا وَذكر الْفرق بَين النَّبِي والمتنبي
مقَالَة لمُحَمد بن الْحسن فِي إِيضَاح تَقْصِير أبي عَليّ الحياتي فِي نقضه بعض كتب ابْن الراوندي ولزومه مَا ألزمهُ إِيَّاه ابْن الراوندي بِحَسب أُصُوله وإيضاح الرَّأْي الَّذِي لَا يلْزم مَعَه اعتراضات ابْن الراوندي
رِسَالَة لَهُ فِي تأثيرات اللحون الموسيقية فِي النُّفُوس الحيوانية
مقَالَة فِي أَن الدَّلِيل الَّذِي يسْتَدلّ بِهِ المتكلمون على حُدُوث الْعَالم دَلِيل فَاسد وَالِاسْتِدْلَال على حُدُوث الْعَالم بالبرهان الاضطراري وَالْقِيَاس الْحَقِيقِيّ
مقَالَة لَهُ يرد فِيهَا على الْمُعْتَزلَة رَأْيهمْ فِي حُدُوث صِفَات الله تبَارك وَتَعَالَى
رِسَالَة لَهُ فِي الرَّد على الْمُعْتَزلَة رَأْيهمْ فِي الْوَعيد
جَوَاب لَهُ عَن مَسْأَلَة هندسية سُئِلَ عَنْهَا بِبَغْدَاد فِي شهور سنة ثَمَان عشرَة وَأَرْبَعمِائَة مقَالَة ثَانِيَة لمُحَمد بن الْحسن فِي إبانة الْغَلَط مِمَّن قضى أَن الله لم يزل غير فَاعل من فعل
مقَالَة فِي أبعاد الأجرام السماوية وأقدار أعظامها
تَلْخِيص كتاب الْآثَار العلوية لأرسطوطاليس
تَلْخِيص كتاب أرسطوطاليس فِي الْحَيَوَان وَبعد ذَلِك مقَالَة فِي المرايا المحرقة مُفْردَة عَمَّا ذكرته من ذَلِك فِي تَلْخِيص كتابي إقليدس وبطلميوس فِي المناظر
كتاب فِي اسْتِخْرَاج الْجُزْء العملي من كتاب المجسطي
مقَالَة فِي جَوْهَر الْبَصَر وَكَيْفِيَّة وُقُوع الْأَبْصَار بِهِ
مقَالَة فِي الرَّد على أبي الْفرج عبد الله بن الطّيب رَأْيه الْمُخَالف بِهِ لرأي جالينوس فِي القوى الطبيعية فِي بدن الْإِنْسَان
أَقُول وَهَذَا آخر مَا وجدته من ذَلِك بِخَط مُحَمَّد بن الْحسن بن الْهَيْثَم المُصَنّف رَحمَه الله
وَهَذَا أَيْضا فهرست وجدته لكتب ابْن الْهَيْثَم إِلَى آخر سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة
مقَالَة فِي هَيْئَة الْعَالم
مقَالَة فِي شرح مصادرات كتاب إقليدس كتاب فِي المناظر سبع مقالات
مقَالَة فِي كَيْفيَّة الأرصاد
مقَالَة فِي الْكَوَاكِب الْحَادِثَة فِي الجو
مقَالَة فِي ضوء الْقَمَر
مقَالَة فِي سمت الْقبْلَة بِالْحِسَابِ
مقَالَة فِي قَوس قزَح والهالة
مقَالَة فِيمَا يعرض من الِاخْتِلَاف فِي ارتفاعات الْكَوَاكِب
مقَالَة فِي حِسَاب الْمُعَامَلَات
مقَالَة فِي الرخامة الأفقية مقَالَة فِي رُؤْيَة الْكَوَاكِب
كتاب فِي بركار القطوع مقالتان
مقَالَة فِي مراكز الأثقال
مقَالَة فِي أصُول المساحة
مقَالَة فِي مساحة الكرة
مقَالَة فِي مساحة المجسم المكافئ
مقَالَة فِي المرايا المحرقة بالدوائر
مقَالَة فِي المرايا المحرقة بالقطوع
مقَالَة مختصرة فِي الأشكال الْهِلَالِيَّة
مقَالَة مستقصاة فِي الأشكال الْهِلَالِيَّة
مقَالَة مختصرة فِي بركار الدَّوَائِر الْعِظَام
مقَالَة مشروحة فِي بركار الدَّوَائِر الْعِظَام
مقَالَة فِي السمت
مقَالَة فِي التَّنْبِيه على مَوَاضِع الْغَلَط فِي كَيْفيَّة الرصد
مقَالَة فِي أَن الكرة أوسع الأشكال المجسمة الَّتِي أحاطتها مُتَسَاوِيَة وَأَن الدائرة أوسع الأشكال المسطحة الَّتِي أحاطتها مُتَسَاوِيَة
مقَالَة فِي المناظر على طَريقَة بطلميوس
كتاب فِي تَصْحِيح الْأَعْمَال النجومية مقالتان
مقَالَة فِي اسْتِخْرَاج أَرْبَعَة خطوط بَين خطين
مقَالَة فِي تربيع الدائرة
مقَالَة فِي اسْتِخْرَاج خطّ نصف النَّهَار على غَايَة التَّحْقِيق
قَول فِي جَمِيع الْأَجْزَاء
مقَالَة فِي خَواص الْقطع المكافئ
مقَالَة فِي خَواص الْقطع الزَّائِد
مقَالَة فِي نسب القسى الزمانية إِلَى ارتفاعها
مقَالَة فِي كَيْفيَّة الأظلال
مقَالَة فِي أَن مَا يرى من السَّمَاء هُوَ أَكثر من نصفهَا
مقَالَة فِي حل شكوك الْمقَالة الأولى من كتاب المجسطي يشكك فِيهَا بعض أهل الْعلم
مقَالَة فِي حل شكّ فِي مجسمات كتاب إقليدس
قَول فِي قسْمَة المقدارين الْمُخْتَلِفين الْمَذْكُورين فِي الشكل الأول من الْمقَالة الْعَاشِرَة من كتاب إقليدس مَسْأَلَة فِي اخْتِلَاف النّظر
قَول فِي اسْتِخْرَاج مُقَدّمَة ضلع المسبع
قَول فِي قسْمَة الْخط الَّذِي اسْتَعْملهُ أرشميدس فِي كتاب الكرة والأسطوانة قَول فِي اسْتِخْرَاج خطّ نصف النَّهَار بِظِل وَاحِد
مقَالَة فِي عمل مخمس فِي مربع
مقَالَة فِي المجرة مقَالَة فِي اسْتِخْرَاج ضلع المكعب
مقَالَة فِي أضواء الْكَوَاكِب
مقَالَة فِي الْأَثر الَّذِي فِي الْقَمَر
قَول فِي مَسْأَلَة عددية
مقَالَة فِي أعداد الوفق
مقَالَة فِي الكرة المتحركة على السَّطْح
مقَالَة فِي التَّحْلِيل والتركيب
مقَالَة فِي المعلومات
قَول فِي حل شكّ فِي الْمقَالة الثَّانِيَة عشرَة من كتاب إقليدس
مقَالَة فِي حل شكوك الْمقَالة الأولى من كتاب إقليدس
مقَالَة فِي حِسَاب الخطأين
قَول فِي جَوَاب مَسْأَلَة فِي المساحة 
مقَالَة مختصرة فِي سمت الْقبْلَة
مقَالَة فِي الضَّوْء
مقَالَة فِي حَرَكَة الالتفاف
مقَالَة فِي الرَّد على من خَالفه فِي مَاهِيَّة المجرة
مقَالَة فِي حل شكوك حَرَكَة الالتفاف
مقَالَة فِي الشكوك على بطلميوس
مقَالَة فِي الْجُزْء الَّذِي لَا يتَجَزَّأ
مقَالَة فِي خطوط السَّاعَات
مقَالَة فِي القرسطون
مقَالَة فِي الْمَكَان
قَول فِي اسْتِخْرَاج أعمدة الْجبَال
مقَالَة فِي علل الْحساب الْهِنْدِيّ
مقَالَة فِي أعمدة المثلثات
مقَالَة فِي خَواص الدَّوَائِر
مقَالَة فِي شكل بني مُوسَى
مقَالَة فِي عمل المسبع فِي الدائرة
مقَالَة فِي اسْتِخْرَاج ارْتِفَاع القطب على غَايَة التَّحْقِيق
مقَالَة فِي عمل البنكام
مقَالَة فِي الكرة المحرقة
قَول فِي مَسْأَلَة عددية مجسمة
قَول فِي مَسْأَلَة هندسية
مقَالَة فِي صُورَة الْكُسُوف
مقَالَة فِي أعظم الخطوط الَّتِي تقع فِي قِطْعَة الدائرة
مقَالَة فِي حَرَكَة الْقَمَر
مقَالَة فِي مسَائِل التلاقي
مقَالَة فِي شرح الأرثماطيقي على طَرِيق التَّعْلِيق
مقَالَة فِي شرح القانون على طَرِيق التَّعْلِيق
مقَالَة فِي شرح الرومنطيقي على طَرِيق التَّعْلِيق
قَول فِي قسْمَة المنحرف الْكُلِّي
مقَالَة فِي الْأَخْلَاق
مقَالَة فِي آدَاب الْكتاب
كتاب فِي السياسة خمس مقالات
تَعْلِيق علقه إِسْحَق بن يُونُس المتطبب بِمصْر عَن ابْن الْهَيْثَم فِي كتاب ديوفنطس فِي مسَائِل الْجَبْر
قَول فِي اسْتِخْرَاج مَسْأَلَة عددية














مصادر و المراجع :      

١- عيون الأنباء في طبقات الأطباء

المؤلف: أحمد بن القاسم بن خليفة بن يونس الخزرجي موفق الدين، أبو العباس ابن أبي أصيبعة (المتوفى: 668هـ)

المحقق: الدكتور نزار رضا

الناشر: دار مكتبة الحياة - بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید