المنشورات

أَبُو شَاكر بن أبي سُلَيْمَان

هُوَ الْحَكِيم موفق الدّين أَبُو شَاكر بن أبي سُلَيْمَان دَاوُد وَكَانَ متقنا لصناعة الطِّبّ متميزا فِي علمهَا وعملها جيد العلاج مكينا فِي الدولة وَقَرَأَ صناعَة الطِّبّ على أَخِيه أبي سعيد بن أبي سُلَيْمَان وتميز بعد ذَلِك واشتهر ذكره
وَكَانَ السُّلْطَان الْملك الْعَادِل قد جعله فِي خدمَة وَلَده الْملك الْكَامِل فَبَقيَ فِي خدمته وحظي عِنْده الحظوة الْعَظِيمَة وَتمكن عِنْده التَّمَكُّن الْكثير ونال فِي دولته حظا عَظِيما وَكَانَت لَهُ مِنْهُ إقطاعات ضيَاع وَغَيرهَا
وَلم يزل أبدا يفتقده بالهبات الوافرة والصلات المتواترة
وَكَانَ أَيْضا الْملك الْعَادِل يعْتَمد عَلَيْهِ فِي المداواة ويصفه بِحسن العلاج
وَكَانَ يدْخل أَيْضا فِي جَمِيع قلاعه وَهُوَ رَاكب مثل قلعة الكرك وقلعة جعبر وقلعة الرها وقلعة دمشق ثمَّ قلعة الْقَاهِرَة مَعَ صِحَة جِسْمه
وَلَقَد بلغ من أمره عِنْد سكن الْملك الْكَامِل بقصر الْقَاهِرَة المحروسة أَن أسْكنهُ عِنْده فِيهِ
وَكَانَ الْملك الْعَادِل سَاكِنا بدار الوزارة وَأَنه ركب ذَات يَوْم على بغلة النّوبَة الَّتِي لَهُ وَخرج إِلَى بَين القصرين فَركب فرسا آخر وسير بغلته الَّتِي كَانَ رَاكِبًا عَلَيْهَا إِلَى دَار الْحَكِيم الْمَذْكُور بِالْقصرِ وَأمر بركوبه عَلَيْهَا وَخُرُوجه من الْقصر رَاكِبًا وَلم يزل رَاكِبًا بَين القصرين إِلَى أَن وصل إِلَيْهِ فَأخذ بِيَدِهِ وسايره يتحدث مَعَه إِلَى دَار الوزارة وَسَائِر الْأُمَرَاء يَمْشُونَ بَين يَدي الْملك الْكَامِل
وللعضد ابْن منقذ فِي أبي شَاكر
(هَذَا الْحَكِيم أَبُو شَاكر ... كثير المحبين والشاكر)
(خَليفَة بقراط فِي عصرنا ... وثانيه فِي علمه الباهر) المتقارب
وَتُوفِّي أَبُو شَاكر بن أبي سُلَيْمَان فِي سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وَدفن بدير الخَنْدَق عِنْد الْقَاهِرَة



















مصادر و المراجع :      

١- عيون الأنباء في طبقات الأطباء

المؤلف: أحمد بن القاسم بن خليفة بن يونس الخزرجي موفق الدين، أبو العباس ابن أبي أصيبعة (المتوفى: 668هـ)

المحقق: الدكتور نزار رضا

الناشر: دار مكتبة الحياة - بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید