المنشورات

فَخر الدّين بن الساعاتي

هُوَ رضوَان بن مُحَمَّد بن عَليّ بن رستم الْخُرَاسَانِي الساعاتي
مولده ومنشؤه بِدِمَشْق
وَكَانَ أَبوهُ مُحَمَّد من خُرَاسَان وانتقل إِلَى الشَّام وَأقَام بِدِمَشْق إِلَى أَن توفّي
وَكَانَ أوحدا فِي معرفَة السَّاعَات وَعلم النُّجُوم
وَهُوَ الَّذِي عمل السَّاعَات عِنْد بَاب الْجَامِع بِدِمَشْق صنعها فِي أَيَّام الْملك الْعَادِل نور الدّين مَحْمُود ابْن زنكي
وَكَانَ لَهُ مِنْهُ الإنعام الْكثير والجامكية والجراية لملازمته السَّاعَات
وَبَقِي كَذَلِك إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله وَخلف وَلدين أَحدهمَا بهاء الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن الساعاتي الشَّاعِر الَّذِي هُوَ يقْضِي على الْخَادِم بالاسترقاق وعَلى الدولة خلدها الله بمزايا الِاسْتِحْقَاق وَكلما أَشَارَ الْمولى عَلَيْهِ فَهُوَ كَمَا نَص عَلَيْهِ لكنه يعلم بسعادته أَن الفرص تمر مر السَّحَاب وان الامور الْمعينَة فِي الاوقات المحدودة تحْتَاج الى تلافي الاسباب وَقد ضَاقَ الْوَقْت بِحَيْثُ لَا يحْتَمل التَّأْخِير وَالْمولى يعلم أَن الْمصلحَة تَقْدِيم النّظر فِي المهم على جَمِيع أَنْوَاع التَّدْبِير وَمَا الْخَادِم مَعَ الْمولى فِي هَذَا المهم الْعَظِيم الا كسهم وَالْمولى مدده وَسيف وَالْمولى جرده فَالله الله فِي العجلة والبدار وَقد ظَهرت مخايل السَّعَادَة والانتصار والحذر الحذر من التَّأْخِير والاهمال فنتفوت وَالْعِيَاذ بِاللَّه الْأَوْقَات الَّتِي نرجو من الله فِيهَا بُلُوغ الآمال والمرجو من كرم الله ان ينْهض الْمَمْلُوك فِي خدمَة مَوْلَانَا السُّلْطَان بِمَا يبيض وَجه أمله وَيكون ذَلِك على يَد الْمولى وَبِقَوْلِهِ وَعَمله ان شَاءَ الله تَعَالَى
وَمن شعره وَهُوَ مِمَّا انشدني لنَفسِهِ فَمن ذَلِك قَالَ فِي الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَهُوَ مُتَوَجّه الى خدمته عِنْد عودته من الديار المصرية وانشدها عِنْد بَاب السرداب وَهُوَ قَائِم فِي ذِي الْقعدَة سنة احدى وَسِتِّينَ وسِتمِائَة
(هذي المهابة والجلال الهائل ... بهرا فَمَاذَا ان يَقُول الْقَائِل)
(لَو أَن قسا حَاضرا متمثلا ... يَوْمًا لديك حسبته هُوَ بَاقِل)
(هَل تقدر الفصحاء يَوْمًا ان يرَوا ... وبيانهم عَن ذِي الْجلَال يناضل)
(وَبِك اقْتدى جلّ النَّبِيين الأولى ... ولديك اضحت حجَّة وَدَلَائِل)
(أظهرت ابراهيم اسباب الْهدى ... وَالْخَيْر وَالْمَعْرُوف انت الْعَامِل)
(شيدت اركان الشَّرِيعَة مُعْلنا ... ومقررا ان الاله الْفَاعِل)
(مَا زَالَ بَيْتك مهبط الْوَحْي الَّذِي ... لجلاله مقفر ربعك آهل)
(وبهرت فِي كل الامور بمعجز ... مَا أَن يُخَالف فِيهِ يَوْمًا عَاقل)
(وَكَفاك يَوْم الْفَخر أَن مُحَمَّدًا ... يَوْم التناسب فِي النجار مواصل)
(مَا زلت تنقل للنبوءة سرها ... حَتَّى غَدا لمُحَمد هُوَ حَاصِل)
(فعليكما صلوَات رب لم يزل ... يأتيكما مِنْهُ ثَنَا وفواضل)
(وَقد التجأت الى جنابك خاضعا ... متوسلا وَأَنا الْفَقِير السَّائِل)
(أرجوك تسْأَل لي لَدَى رب الْعلَا ... غفران مَا قد كنت فِيهِ ازاول)
(وَأرى وَقد غفرت لَدَيْهِ خطيتي ... وَبَلغت مقصودي وَمَا أَنا آمل)
(وَرجعت مُنْقَطِعًا الى ابوابه ... لَا ألتقي عَن غَيره أَنا سَائل)
(وَلَقَد سَأَلت لكامل فِي جوده ... يُعْطي بِلَا من وَلَا هُوَ باخل)
(فحقيقة أَنِّي بلغت ارادتي ... سِيمَا وَأَنت لما سَأَلت الْحَامِل) الْكَامِل
وَقَالَ ايضا فِي الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام عِنْد عوده من الديار المصرية فِي شهر جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وانشدها عِنْد بَاب السرداب
(أَلا يَا خَلِيل الله قد جِئْت قَاصِدا ... الى بابك الْمَقْصُود من كل مَوضِع)
(أؤدي حقوقا وَاجِبَات لفضلك ... مننتم بهَا قدما على كل من يعي)
(فأرشدت أقوما بهديك اقتدوا ... فصاروا بِذَاكَ الْهَدْي فِي خير مهيع)
(وأظهرت أَعْلَام الشَّرِيعَة مُعْلنا ... فأضحت بمرأى للأنام ومسمع)
(وأودعتها أسرار كل خُفْيَة ... فَكنت بِمَا أودعته خير مُودع)
(وأظهرت برهانا غَدا بك قَاطعا ... قطعت بِهِ من لم يكن قبل يقطع)
(وَهَا أَنا قد وافيت ببابك سَائِلًا ... بوقفة مِسْكين وذل تخضع)
(بِأَن تسْأَل الله الْكَرِيم فانه ... لأَفْضَل مسؤول واكرم من دعِي)
(بِأَن يحمني من شَرّ كل بلية ... وَيصرف عَن صرف الْحَوَادِث مجمعي)
(وَلَا يبلني من بعْدهَا بمصيبة ... وَلَا التقي خلا بأنة موجع)
(ويفرج لي مِمَّا ابْتليت بهمه ... فقد بت مهموما بقلب مصدع)
(فَانِي اذا مَا نابني خطب حَادث ... جعلت الى مغناك قصدي ومفزعي)
(لتشفع لي عِنْد الاله فانثني ... بتبليغ آمالي وَتَحْصِيل مطمعي)
(فأفرغ عَن اشعال دنيا وأنثني ... الى امْر اخراي بقلب موسع)
(وتسأله ان يعف عني تكرما ... وان أحظ من أنواره بتمتع)
(وَمن كَانَ مشفوعا وانت شفيعه ... فَلَا بُد فِي الجنات يحظى بمرتع) الطَّوِيل
وَرَأى الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِيمَا بَين النَّائِم وَالْيَقظَان عقيب حَال كَانَت اتّفقت لَهُ يَقُول لَهُ
(لَا تأسفن على خيل وَلَا مَال ... وَلَا تبيتن مهموما على حَال)
(مَا دَامَت النَّفس والعلياء سَالِمَة ... فَانْظُر الى سَائِر الاشيا باهمال)
(فانما المَال أَعْرَاض مجددة ... معرضات لتضييع وابدال)
(وَلَذَّة المَال ان النَّفس تصرفه ... فِيمَا تجدّد من هم واشغال)
(وَخير مَا صرفت كَفاك مَا جمعت ... فِي صون عرضك عَن قيل وَعَن قَالَ)
(فكم جمعت من الاموال مقتدرا ... وفرقتها يَد الاقدار فِي الْحَال)
(وَلم تَرَ قطّ مُحْتَاجا الى أحد ... وَلم تزل أهل حاجات وآمال)
(وسوف يجْزِيك رب الْعَرْش عَادَته ... على عوائد إِحْسَان واجمال)
(وتلتقي كل سير بت ترقبه ... كَمَا مضى سالفا فِي عصرك الحالي) الْبَسِيط
وَقَالَ ونظمه فِي الْقُدس الشريف عِنْد عوده من مصر فِي منتصف جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة
(أَلا يَا خَلِيل الله عِنْدِي صبَابَة ... وشوق إِلَى لقياك زَاد بهَا كربي)
(فَأَنت الَّذِي سننت للنَّاس مذهبا ... فَكنت بِهِ الْهَادِي إِلَى السّنَن الرحب)
(وأوضحت فِي طرق النُّبُوَّة منهجا ... فراح من الأشواق يَعْلُو على الشهب)
(بِمَا كنت مبديه من الْحجَج الَّتِي ... قوين فَلَا يدفعن بالقدح والثلب)
(وَكَانَ بودي لَو أَتَيْتُك زَائِرًا ... أعفر فِي مغناك خدي على الترب)
(وأقضي حقوقا وَاجِبَات لفضلكم ... غَدَتْ لكم بِالْفَضْلِ فِي أفضل الْكتب)
(وأنهي مَا عِنْدِي من الوجد والأسى ... وَمَا بَات من هم وَأصْبح فِي قلبِي)
(وَأَن اللَّيَالِي قد رمتني بصرفها ... بِمَا حط من شاني وقلل من غربي)
(وَأَنت الَّذِي أرجوك فِي كل شدَّة ... لتكشف عني كل مستكره صَعب)
(وَتشفع لي عِنْد الْإِلَه فأنثني ... وَقد فرج الرَّحْمَن مَا بِي من الْخطب)
(وَلَا سِيمَا وَالْعَبْد فِي شِيمَة الَّذِي ... بِهِ شرفت كل الْأَعَاجِم وَالْعرب)
(وَذَلِكَ خير النَّاس أَعنِي مُحَمَّدًا ... وَمن كَانَ فِي الْأُمَرَاء فِي غَايَة الْقرب)
(وَمن كنتما ذخْرا لَهُ ووسيلة ... وكنزا عَظِيما رَاح فِي السّلم وَالْحَرب)
(فَلَا عجبا أَن رَاح وَهُوَ مُسلم ... من الْبَأْس وَالضَّرَّاء والعتب وَالسَّلب)
(وَغير بديع أَن يرى غير خَائِف ... يبات قريرا آمن الْقلب والسرب)
(فيا صَاحِبي طرق النُّبُوَّة وَالْهدى ... أقيلا عثاري شافعين إِلَى رَبِّي)
(فحسبكما لي شافعان فإنني ... لأعْلم أَن الله حِينَئِذٍ حسبي) الطَّوِيل
وَقَالَ أَيْضا
(كلما خفت قد تناءى الرَّجَاء ... ووثوقي بِاللَّه فِيهِ اكْتِفَاء)
(فدع الْخَوْف والرجاء جَمِيعًا ... واصطبر رَاضِيا فَذَاك الرضاء)
(لَيْسَ عَمَّا قضى الْإِلَه محيد ... فدع الْهم فَهُوَ عِنْدِي عناء)
(وتيقن أَن الْإِلَه لطيف ... أَن أَتَى الْغم أعقب السَّرَّاء) الْخَفِيف
وَقَالَ أَيْضا
(إِذا ضَاقَ أَمر فاصبر سَوف ينجلي ... فكم حر نَار أعقبت بِسَلام)
(وَلَا تسْأَل الْأَيَّام دفع ملمة ... فلست ترى أمرا حَلِيف دوَام) الطَّوِيل
وَقَالَ وَكتبه إِلَى الْملك النَّاصِر يُوسُف بن مُحَمَّد
(لِيَهنك نيروز أَتَاك مبشرا ... بنيل الَّذِي تهواه يَوْمًا وتطلب)
(وَأَن بَقَاء الْملك مَعَ غير أَهله ... عَجِيب وحالي مِنْهُ عنْدك اعْجَبْ)
(أسوق إِلَيْك الْملك طَوْعًا فتلقه ... وَمن عِنْد غَيْرِي فِي تقاضيه ترغب)
(وتدأب فِي تَحْصِيل مَا أَنا قَادر ... عَلَيْهِ من الْملك الَّذِي رَاح يصعب)
(وَأقسم لَو ساعدتني بعض مُدَّة ... لأمسى الَّذِي استعبدته وَهُوَ يقرب) الطَّوِيل
وَقَالَ أَيْضا
(سأرحل عَنْكُم لَا لكرهي لفضلكم ... عَليّ وَمن لي أَن أَقْْضِي بِهِ عمري)
(ولكنما رِزْقِي قَلِيل وحاسدي ... كثير وَقد طَالَتْ بِنَا نوب الدَّهْر)
(تبدلت عَن جاه جليل بذلة ... وَعَن سَعَة فِي الرزق بالضيق والفقر)
(وعادقصارى منيتي فِي ذراكم ... أساوي بِمن لَا يستعد بِأَن يدْرِي)
(وَلَو كَانَت العلياء تَأتي إِلَى الحجى ... عَلَوْت مَحل الشهب مَعَ مَوضِع الْبَدْر)
(على أَنه قد طَال مَا صرفت يَدي ... صنوف الورى بالجود وَالنَّهْي وَالْأَمر)
(فصبرا على جور اللَّيَالِي وَحكمهَا ... فَمَا بَرحت لَا تستمر على أَمر)
(وَمن عجب أَنِّي أرجي سواكم ... وأرحل عَنْكُم أطلب الْبر بِالْبرِّ)
(واستخبر الْآفَاق عَن كل منعم ... وأقطع بالتطواف مستصعب القفر)
(وَأَنت صَلَاح الدّين أكْرم ذَا الورى ... وَمن جوده يزري بمندفق الْبَحْر)
(وَأَنت مليك الأَرْض طرا فَمَا يرى ... لملك سواكم فِي البسيطة من قدر)
(وَإِنِّي وَأَنا الْقِنّ الَّذِي لَيْسَ يَدعِي ... سواي حقوقي اللاء تقطع بالنصر) الطَّوِيل
وَقَالَ أَيْضا
(لَئِن كَانَ جسمي سَار عَنْك مفارقا ... فقلبي فِي أكناف ربعك سَاكن)
(وَأَن فُؤَادِي من تنقلك خَائِف ... على أَن قلبِي من تنقله آمن) الطَّوِيل
وَقَالَ أَيْضا
(أيا قمري أوحشتني وتركتني ... حَلِيف سهاد دَائِم الْهم والفكر)
(بودي لَو أمسيت عِنْدِي حَاضرا ... وأمسي عديم الْعقل والسمع وَالْبَصَر) الطَّوِيل
وَقَالَ
(يَا مَالك مهجتي وَيَا متلفها ... كم تسعفك النَّفس وَكم تعسفها)
(إِن كنت أَنا فِي الْحبّ يَعْقُوب هوى ... هَا أَنْت على حسانها يوسفها) دوبيت
وللصاحب نجم الدّين بن اللبودي من الْكتب مُخْتَصر الكليات من كتاب القانون لِابْنِ سينا
مُخْتَصر كتاب الْمسَائِل لحنين ابْن إِسْحَق
مُخْتَصر كتاب الإشارات والتنبيهات لِابْنِ سينا
مُخْتَصر كتاب عُيُون الْحِكْمَة لِابْنِ سينا
مُخْتَصر كتاب الملخص لِابْنِ خطيب الرّيّ
مُخْتَصر كتاب المعاملين فِي الأصولين
مُخْتَصر كتاب أوقليدس
مُخْتَصر مصادرات أوقليدس
كتاب اللمعات فِي الْحِكْمَة
كتاب آفَاق الأشراق فِي الْحِكْمَة
كتاب المناهج القدسية فِي الْعُلُوم الْحكمِيَّة
كَافِيَة الْحساب فِي علم الْحساب
(غَايَة الغايات فِي الْمُحْتَاج إِلَيْهِ أوقليدس والمتوسطات
تدقيق المباحث الطبية فِي تَحْقِيق الْمسَائِل الخلافية على طَرِيق مسَائِل خلاف الْفُقَهَاء
مقَالَة فِي البرشعثا
كتاب إِيضَاح الرَّأْي السخيف من كَلَام الْمُوفق عبد اللَّطِيف وَألف هَذَا الْكتاب وَله من الْعُمر ثَلَاث عشرَة سنة
غَايَة الإحكام فِي صناعَة الْأَحْكَام
الرسَالَة السّنيَّة فِي شرح الْمُقدمَة المطرزية
الْأَنْوَار الساطعات فِي شرح الْآيَات الْبَينَات
كتاب نزهة النَّاظر فِي الْمثل السائر
الرسَالَة الْكَامِلَة فِي علم الْجَبْر والمقابلة
الرسَالَة المنصورية فِي الْأَعْدَاد الوفقية
الزاهي فِي اخْتِصَار الزيج المقرب الْمَبْنِيّ على الرصد المجرب
















مصادر و المراجع :      

١- عيون الأنباء في طبقات الأطباء

المؤلف: أحمد بن القاسم بن خليفة بن يونس الخزرجي موفق الدين، أبو العباس ابن أبي أصيبعة (المتوفى: 668هـ)

المحقق: الدكتور نزار رضا

الناشر: دار مكتبة الحياة - بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید