المنشورات
مجمل في الزوائد والصلات التي هي من سنن العرب.
منها: الباء الزائدة كما تقول: أخَذتُ بزمام النَّاقة. وقال الشاعِر الراعي: [من البسيط]
هن الحرائر لا ربات أحمرة ... سودُ المَحاجِرِ لا يَقرَأْنَ بالسُّوَرِ.
أي لا يقرأن السوَر. كما قال عنترة: [من الكامل]
شربت بماء الدّحرضين فأصبحت. ... زواراء تنغر عن حياض الديلم1
أي ماء الدحرضين وفي القرآن حكاية عن هارون: {لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي} 2 وقال عزَّ ذِكره: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} 3 فالباء زائدة والتقدير: ألم يعلم أن الله يرى كما قال جلَّ ثناؤه: {وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} 4. ومنها التاء الزائدة في: ثم ورُبِّ ولا تقول العرب: رُبَّتَ امرَأةٍ وقال الشاعر: [من الوافر]
وربّتما شفيت غليل صدري.
وتقول: ثُمَّتَ كانت كذا كما قال عبدة بن الطّيب: [من البسيط]
ثُمَّتَ قُمنا إلى جُردٍ مُسَوَّمَةٍ ... أَعرافُهُنَّ لأيدينا مَناديلُ.
أي ثُمَّ قمنا. وتقول: لآت حين كذا وفي القرآن: {وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ} 5 أي لا حين والتاء زائدة وصلة: ومنها: زيادة "لا" كقوله عزَّ وجلَّ: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} 6: أي أقسم. وكقول الحجاج: [من الرجز]
في بئرِ لاحُورٍ سَرَى وما شِعِرْ.
أي بئر حور. قال أبو عبيدة: لا. من حروف الزوائد كتتمة الكلام والمعنى إنقاؤها كما قال عزَّ ذِكره: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} 7: أي والضالين وكما قال زهير: [من البسيط]
مُوَرِّثُ المَجدِ لا يَغتالُ هِمَّتَهُ ... عنِ الرياسَةِ لا عجَزٌ ولا سَأَمُ.
أي عجز وسأم وقال الآخر: [من البسيط]
ما كان يَرضى رَسولُ الله دينَهُمُ ... والطَّيِّبان أبو بكرٍ ولا عمر.
وقال أبو النّجم: [من الرجز]
فما ألومُ اليَومَ أنْ لا تَسْخَرا.
أي أن تسخرا. وفي القرآن: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} 1 أي ما منعك أن تسجد. ومنها زيادة "ما" كقوله عزَّ وجلَّ {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} 2 أي فبرحمة من الله وكقوله: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ} 3 أي فبِنَقْضِهِم ميثاقهم وكقوله عزَّ وجلَّ: {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} 4 أي قليلٌ هم. وكقول الشاعر: [من الوافر]
لأمرٍ مَّا تصرَّفَتِ اللَّيالي ... لأمْرٍ مَّا تَصَرَّفَتِ النُّجُومُ.
أي لأمر تصرفت. وقد زادت "ما" في رُبَّ كقول بعض السَّلف: رُبَّما أَعْلَمُ فأَذَرُ. وفي القرآن: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} 5 ومنها زيادة "مِنْ" كما في قوله تعالى: {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا} 6 والمعنى: وما تسقط ورقةٌ وكما قال عزَّ ذكره: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ} 7 أي وكم ملك وكما قال جلَّ اسمه: {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا} 8. وكما قال عزَّ وجلَّ: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} 9. ومنها زيادة اللام كما قال عزّ وجلّ: {لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} 10 أي رَبِّهِم يرهَبون. وكما قال تقدَّسَت أسماؤه: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ} 11 أي إن كنتم الرؤيا تعبرون. ومنها: زيادة "كان" كما قال عز ذكره:
{وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 1: أي بما يعملون. وكما قال الشاعر: [من الوافر]
فكيف إذا رأيت ديار قوم ... وجِيرانٍ لنا كانوا كِرام.
ومنها زيادة "الإسم" كقوله: {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا} 2 والمراد: بالله ولكنه امّا أشبه القسم زيد فيه الإسم. ومنها زيادة "الوجه" كقوله عزَّ وجلَّ: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} 3 أي ويبقى رَبُّك. ومنها زيادة "مثل" كقوله تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ} 4: أي عليه وقال الشاعر:
يا عاذِلي دَعني مِن عَذلِكا ... مِثلِي لا يَقْبَلُ مِنْ مِثْلِكا.
أي أنا لا أقبل منك وقال آخر: [من المنسرح]
دَعني مِنَ العُذْرِ في الصَّبوحِ فَما ... تُقْبَلُ مِنْ مِثْلِكَ المَعاذيرُ.
مصادر و المراجع :
١-فقه اللغة وسر العربية
المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
المحقق: عبد الرزاق المهدي
الناشر: إحياء التراث العربي
الطبعة: الطبعة الأولى 1422هـ - 2002م
11 سبتمبر 2024
تعليقات (0)