المنشورات

الواوات

لا تكون الواو زائدة في الأول وقد تزاد في الثانية نحو كوثر وثالثة نحو جَرْوَل ورابعة نحو قَرْنُوة وخامسة نحو قَمَحْدُوة. ومن الواوات واو النسق وهو العطف كقولك: رأيت زيدا وعمرا. وواو العلامة للرفع كقولك: أخوك والمسلمون. والواو التي في قولك: لا تأكل السمك وتشرب اللبن وقول الشاعر: [من الكامل]
لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وتأتيَ مثله. ... عار عليك إذا فعلت عظيم
وفي القرآن العزيز: {وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} 3 ومنها واو القَسَم في قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} 4 {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} 5 {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} 6. ومنها واو الحال كقولك: جاءني فلان وهو يبكي أي في حال بكائه وفي القرآن: {تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} 7. 
ومنها واو رُبَّ كقول رؤبةَ: [من الرجز]
وقاتِمُ الأعماقِ خاوي المُخْتَرَقْ.
أي وربَّ قائم الأعماق. ومنها الواو بعنى مع كقولك: استوى الماء والخشبة. أي مع الخشبة ولو تُرِكَتْ وفصيلها لرضعها أي مع فصيلها. ومنها واو الصلة كقوله تعالى: {إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ} 1. ومنها الواو بمعنى إذ كقوله عزَّ وجلَّ: {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} 2 يريد إذ طائفة كما تقول: جئتُ وزيد راكب تريد: إذ زيد راكب. ومنها واو الثمانية كقولك: واحد إثنان ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة وثمانية. وفي القرآن: {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} 3 وكما قال تعالى في ذكر جهنّم: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} 4 بلا واو لأنَّ أبوابها سبعة. ولما ذكر الجنَّة قال: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا} 5 فألحق بها الواو لأنَّ أبوابها ثمانية وواو الثمانية مستعملة في كلام العرب. 










مصادر و المراجع :

١-فقه اللغة وسر العربية

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

المحقق: عبد الرزاق المهدي

الناشر: إحياء التراث العربي

الطبعة: الطبعة الأولى 1422هـ - 2002م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید