المنشورات

مجمل في وقوع بعض حروف المعنى مواقع بعض.

"أم": تقع موقع بل كما قال عزّ وجلّ: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ} 6 أي بل يقولون شاعر. وقال سيبويه: أم تأتي بمعنى الاستفهام كقوله تعالى: {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلوا رَسُولَكُمْ} 7 والله أعلم.

"أو": تأتي بمعنى واو العطف كما قال تعالى: {وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً} 8 أي آثما وكفورا. وبمعنى بل كما قال تبارك وتعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} 9 أي بل يزيدون. وبمعنى إلى كما قال امرؤ القيس: 
فقلتُ لهُ لا تَبْكِ عَيْنُكَ إنَّما ... تُحاوِلُ مُلكاً أو تَموتَ فَتُعذرا.
وبمعنى حتى كما قال الراجز:
ضَرباً وطَعناً أو نموتَ الأعْجَلُ.
أي حتى يموت. "أنَّ": بمعنى لعلَّ كما قال عزَّ وجلَّ: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ} 1 والمعنى: لعلها إذا جاءت. والله أعلم.
"إنِ" الخفيفة بمعنى إذ كما قال تعالى {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} 2 أي إذ كنتم مؤمنين.
"إنِ - الخفيفة": بمعنى لقد كما قال تعالى: {إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ} 3 أي ولقد كنا.
"إلى": بمعنى مع كما قال تعالى: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} 4 أي مع الله وكما قال: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} 5 أي مع أموالكم وكما قال عزّ ذكره: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} 6 أي مع المرافق.
"إلا" بمعنى بل كما قال عزّ وجلَّ: {طهَ, مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى*إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى} 7 والمعنى بل تذكرة لمن يخشى والله أعلم. وكما قال عزّ وجلَّ: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ, إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} 8 معناه: بل الذين آمنوا وعملوا الصالحات.
"إلا": بمعنى لكن كما قال الله عزّ ذكره: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ, إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ} 9 معناه لكن من تولى وكفر وقيل في معنى قول الشاعر: [من الرجز] 
وبَلدَةٍ ليسَ بها أنيسُ ... إلا اليَعافِرُ وإلا العيسُ.
أي ولكن اليعافر على مذهب من ينكر الاستثناء من غير الجنس. "إذ": بمعنى إذا كما قال عزَّ وجلَّ: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ} 1 ومعناه: إذا فَزِعوا وقال عزّ وجلَّ: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى} 2 والمعنى: وإذا قال الله يا عيسى لأن إذا وإذ بمعنى واحد في بعض المواضع كما قال الراجز:
ثمَّ جزاه الله عني إذا جزى ... جَنَّاتِ عَدْنٍ في العلاليِّ العُلى.
والمعنى إذا جزى لأنه لم يقع بعد. فأما قوله عز وجل: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ} 3 فترى: مستقبل وإذ للماضي وإنما قال كذلك لأن الشيء كائن وإن لم يكن بعد وهو عند الله قد كان لأن علمه به سابق وقضاؤه نافذ فهو لا محالة كائن.
"أنىَّ": بمعنى كيف:
كما قال تعالى: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} 4 أي كيف يحيي وكما قال سبحانه عن حكاية مريم: {أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ} 5 أي كيف يكون.
"أيَّان": بمعنى متى:
كقول الله سبحانه: {وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} 6 أي متى. وقال بعض أهل العربية: أصلها أي أوان فحذفت الهمزة وجعلت الكلمتان كلمة واحدة كقولهم: أيش وأصله: أي شيء.
"بل": بمعنى إنَّ:
كقوله تعالى: {ص, وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ, بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ} 7 معناه إنَّ الذين كفروا في عزَّة وشقاق لأن القسم لابدَّ له من جواب.
"بعد": بمعنى مع:
يقال: فلان كريم وهو بَعْدَ هذا أديب أي مع هذا ويَتَأول قول الله عزَّ وجلَّ: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} 1 أي مع ذلك والله أعلم.
"ثم": بمعنى واو العطف:
كما قال تعالى: {فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ} 2 أي والله شهيد على ما يفعلون.
"عن": بمعنى بعد كما:
قال امرؤ القيس: [من الطويل]
وتضحي فتيت المسك فوق فراشها ... نَؤومُ الضُحى لم تَنْطِقْ عن تَفَضُّلِ.
أي بعد تفضل.
"كَأيِّنْ": بمعنى كم:
فيها لغتان بالهمزة والتشديد وبالتخفيف قال جلَّ وعال: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ} 3 أي وكم من قرية عتت عن أمر ربها ورسله.
"لو": بمعنى إنِ الخفيفة:
قال الفرَّاء: "لو" تقوم وقام إنِ الخفيفة كما قال عزَّ وجلَّ: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} 4 ولولا أنها بمعنى إنْ لاقتضت جوابا لأن لولا بدَّ لها من جواب ظاهر أو مضمون مضمر كقوله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} 5.
"لولا": بمعنى هلَّا:
كقوله عزّ وجلَّ: {فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا} 6 أي فهلَّا وقوله تعالى: {لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} 7 أي هل تأتينا؟ وما زيادة وصلة.
"لما": بمعنى لم:
لا تدخل إلا على المستقبل كما تقول: جئتُ ولما يجيء زيد وكما قال عزَّ ذِكره: {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ} 1 أي لم يذوقوا وكما قال عزّ ذكره: {كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ} 2 أي لم يقضِ. فأمَّا لمَّا التي للزمان فتكون للماضي نحو: قصدتُكَ لمَّا ورد فلان.
"لا": بمعنى لم:
كقوله عزَّ اسمه: {فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى} 3 أي لم يصدّق ولم يصلّ. وينشد: [من الرجز]
إن تَغْفِرِ اللهُمَّ تَغْفِر جَمَّا ... وأيُّ عَبدٍ لكَ لا ألَمَّا.
أي وأيُّ عبد لك لم يُلِم بالذنب.
"لَدُن": بمعنى عند:
كقوله تعالى: {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً} 4 أي من عندي. وكقوله عزَّ وجلَّ: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} 5 أي عند الباب.
"ليسَ": بمعنى لا:
تقول العرب: ضربت زيدا ليس عمرا أي لا عمرا وكما قال لبيد: [من الرمل]
فإذا جوزيت قرضا فاجزه ... إنما يجزى الفتى ليسَ الجَمَلْ.
أي لا الجمل.
"لعل": بمعنى كي:
كما قال تعالى: {وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} 6 يريد كي تهتدوا.
"ما": بمعنى مَنْ:
كقوله تعالى: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} 7 أي ومن خَلَق وكذلك قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} 8 إلى قوله: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} 9: أي ومن سوَّاها وأهل مكة يقولون إذا سمعوا صوت الرَّعد: سبحان ما سبحت له الرَّعد أي من سبحت له الرعد.
"في": بمعنى على:
قال تعالى: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} 1 لأنَّ الجذع للمصلوب بمنزلة القبر للمقبور. وينشد: [من الطويل]
هُمُ صَلَّبوا العَبديَّ في جِذْعِ نَخْلَةٍ ... فلا عَطَسَتْ شيبانُ إلا بِأجدَعا.
"مِنْ": بمعنى على:
قال تعالى: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا} 2 أي على القوم.
"حتى": بمعنى إلى:
كما قال تعالى: {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} 3.






مصادر و المراجع :

١-فقه اللغة وسر العربية

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

المحقق: عبد الرزاق المهدي

الناشر: إحياء التراث العربي

الطبعة: الطبعة الأولى 1422هـ - 2002م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید