المنشورات
وقوع فعل واحد على عدة معان.
من ذلك قولهم: قَضى بمعنى حَتَمَ كقوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ} 4 وقَضى بمعنى آمرَ كقوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} 5 أي أمر ويكون قضى بمعنى صنع كقوله تعالى: {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ} 6 أي فاصْنَع ما أنت صانع. ويكون قضى بمعنى حَكَمَ كما يقال للحاكم قاض. وقضى بمعنى أعلم كقوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ} 7 أي أعلمناهم. ويقال للميت: قضى إذا فَرِغَ من الحياة. وقضاء الحاجة معروف ومنه قوله تعالى: {إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا} 8. ومن هذا الباب قوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} 9 أي الصلاة المعروفة. وقوله عزّ وجلّ: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} 10 أي ادعُ لهم. وقوله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} 1 فالصلاة من الرحمة ومن الملائكة الاستغفار ومن المؤمنين الثَّناء والدُّعاء والصلاة: الدِّين من قوله تعالى في قصة شعيب2: {أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ} 3 أي دينك. والصلاة: كنائس اليهود وفي القرآن: {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ} 4.
مصادر و المراجع :
١-فقه اللغة وسر العربية
المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
المحقق: عبد الرزاق المهدي
الناشر: إحياء التراث العربي
الطبعة: الطبعة الأولى 1422هـ - 2002م
11 سبتمبر 2024
تعليقات (0)