المنشورات

ليثرغس وقرانيطس وقادس (وَالْفرق بَين ليثرغس) وقرانيطس وانتقاله إِلَى قرانيطس وقرانيطس اليه.

الْمقَالة الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ صَاحب السبات يكون ملقى لَا يحس وَلَا يَتَحَرَّك إِلَّا أَن تنفسه صَحِيح وَهَذَا الْفرق بَينه وَبَين السكتة وينحل فِي أَكثر الْأَمر إِلَى الْعَافِيَة فَأَما قاطوخس وَهُوَ الجمود والشخوص فَإِن الآفة تنَال فِيهَا مُؤخر الدِّمَاغ أَكثر وَتَكون الأجفان مَعَه مَفْتُوحَة وَفِي السبات مغمصة لي يستعان بِالثَّانِيَةِ وَالثَّالِثَة من هَذَا الْكتاب وبجوامع الثَّالِثَة مِنْهُ ألف.
من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض فِي الْعين المقلصة قَالَ الْفرق بَين السبات والجمود فتح الْعين وتغميضها والسبات يكون من الْبرد والرطوبة والجمود من الْبرد واليبس.
الْمقَالة من الأخلاط نتف الشّعْر ينْتَفع بِاسْتِعْمَالِهِ فِي الَّذين يعرض لَهُم السبات.
الْمقَالة الأولى من الْفُصُول إِذا غلب على الدِّمَاغ برد قوي ثمَّ خالطه رُطُوبَة حدث ليثرغس وَإِذا خالطه يبس حدث الجمود.
الْإِسْكَنْدَر فِي كِتَابه فِي البرسام قَالَ ليثرغس تعترى الرَّأْس من البلغم كَمَا أَن قرانيطس يَعْتَرِيه)
من الصَّفْرَاء قَالُوا ويثقل مَعَه الدِّمَاغ حَتَّى لَا يذكر العليل الْكَلَام الَّذِي تكلم بِهِ وَيجب تغميض عَيْنَيْهِ دَائِما والسكون وبقدر غَلَبَة الصَّفْرَاء فِي هَذَا الْخط تصعب هَذِه الْأَعْرَاض ويخلو من البلغم وبقدر برده يعظم وَإِذا كَانَا متكافيين كَانَ السهر والهذيان حَاله كحاله وَمن كَانَ مِنْهُم مَرضه قَوِيا فَلَا يُجيب إِذا سُئِلَ وَلَا يَتَحَرَّك وَتَكون مجسته صَغِيرَة بطيئة وَأما من كَانَت علته ضَعِيفَة فَإِنَّهُ يُجيب وَيفتح عَيْنَيْهِ إِذا صَوت بِهِ ثمَّ يعود فيغمضها فافحص عَن الْقُوَّة وَإِن أمكنت فافصد ثمَّ صب الْخلّ ودهن الْورْد على الرَّأْس وَبعد ذَلِك بأيام إِذا انحطت الْعلَّة فاطل جَبهته بالجندباستر والفوتنج والسعتر المحرقة بالخل فَإِن هَذَا الْخَلْط عَظِيم النَّفْع ثمَّ عطسه بالكندس مَعَ شَيْء يسير من جندباستر وَلَا تكْثر العطوس فَإِنَّهُ يمْلَأ الرَّأْس وادهن رَأسه بدهن قثاء الْحمار مَعَ خل العنصل فَإِن هَذَا وَحده رُبمَا أَبرَأَهُ من السبات واغمز أَطْرَافه وأربطها فَإِن أزمن فَاحْلِقْ الرَّأْس واطل عَلَيْهِ الْأَشْيَاء اللذاعة واسقه المسخنات وَإِذا انْتَهَت الْعلَّة فاسقه الشَّرَاب وأسهل الْبَطن وَأدْخلهُ الْحمام فَإِنِّي قد رَأَيْت نَاسا مِنْهُم لم ينبههم شَيْء غير الْحمام وَإِن كَانَت قواهم ضَعِيفَة فأجلسهم فِي المَاء الْحَار إِلَى الْعُنُق وَلَا يقرب الرَّأْس ماءا الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ يوهنه ويضعفه ويخشى عَلَيْهِ نكاية ويعظم ضَرَره.
وَأما الثَّبَات الْمُسَمّى بالقادس فَإِن علاجه قريب من علاج ليثرغس وَيكون فِي مقدم الرَّأْس وتفسد قوتة الْحَواس وَيكون هَذَا الوجع من وجع شَدِيد يعرض فِي الدِّمَاغ وَقد يعرض هَذَا أَيْضا إِذا ثقب القحف فَوق الخطاء بحجاب الدِّمَاغ.
العلامات قَالَ ليثرغس شَبيه قرانيطس وَيفرق بَينهمَا بِكَوْن الوجع والتنفس والمجسة وَشدَّة الْحمى فَإِن ليثرغس ألف الْحَرَارَة ضَعِيفَة والتنفس صَغِير بطيء والنبض موجى وَأَصْحَاب ليثرغس ينحدرون نَحْو أَرجُلهم على فرشهم وَأَصْحَاب قرانيطس يتصاعدون نَحْو رؤوسهم وَإِذا رَأَيْت قرانيطس قد غارت بِهِ الْعين ودام التغميض وسال الرِّيق وَأَبْطَأ النبض فَإِن قرانيطس قد انْتقل إِلَى ليثرغس لي عَلامَة التهيء للوقوع فِي ليثرغس ثقل الرَّأْس وطنين فِي الْأذن وَحمى لينَة مَعَ نظام المجسة وثتاوب دَائِم وتهبج الْوَجْه وَشدَّة النّوم وَغَلَبَة النسْيَان والبلادة وإبطاء الْجَواب فِي الْكَلَام وَلَا يُمكن إِخْرَاج لِسَانه من فِيهِ إِلَّا بإبطاء.
قاطوخس وَهُوَ الشخوص يعرض مَعَه حمى مَعَ إبطاء انْقِطَاع الصَّوْت فِيهِ وشخوص الْبَصَر وَلَا يطرف الْبَتَّةَ حَتَّى تَنْتَهِي نوبَة الْحمى فَإِذا انْتَهَت حركوا أَعينهم وتدمع أَبْصَارهم وترم ويشتهون)
شم الطّيب ويكرهون النتن ويحولون وُجُوههم عَنهُ وَإِن مسهم أحد وَغَيرهم كَرهُوا ذَلِك وامتنعوا مِنْهُ فَإِذا كَانَ عِنْد هبوط الْحمى عرقوا عرقا كثيرا دايما وأقلعت الْحمى عَنْهُم سَاعَة ثمَّ عَادَتْ فَإِذا رَأَيْت فِي هَذَا الْقسم الْحمى الشَّدِيدَة وَالنَّفس عَال وَالْعين منقلبة والعرق كثيرا حارا وبثوراً فِي الْوَجْه والصدر مُدَوَّرَة وبردا فِي الْأَطْرَاف فَإِنَّهُم يموتون وَالْفرق بَينه وَبَين ليثرغس أَن هَؤُلَاءِ أَعينهم مَفْتُوحَة وَأَصْحَاب ليثرغس أَعينهم مغمضة ووجوه هَؤُلَاءِ حمر وَالْوُجُوه فِي ليثرغس صفرا ورصاصي قَالَ ليثرغس يَنْقَطِع أَصْوَاتهم وَلَا يسمع لَهُم لفظا الْبَتَّةَ لي يستعان بِهَذَا الْكتاب.
الْمقَالة الْحَادِيَة عشر من النبض قَالَ أَصْحَاب ليثرغس كثيرا مَا يغمضون أَعينهم وينغمسون وينخرون ويمكثون زَمَانا طَويلا مفتوحي الْأَعْين شاخصين لَا يطرفون بِمَنْزِلَة مَا يعرض فِي قاطوخس وَهُوَ الجمود وَإِن سئلوا عَن شَيْء واستدعى مِنْهُم الْكَلَام فيكرهون مَا يحسون وَكَثِيرًا مَا يخلطون وَلَا يجيبون بِجَوَاب صَحِيح ويهدؤون ويتكلمون بِكَلَام لَا يعْنى لَهُ فَهَذِهِ صفة ليثرغس وَقَالَ أبدان أَصْحَاب ليثرغس مهيجة كَأَنَّهَا أموات وَأَصْحَاب الجمود لم يبلغ بهم الْأَمر إِلَى غَلَبَة الْبرد بِالْكُلِّيَّةِ على أبدانهم كالحال فِي ليثرغس وَفِيهِمَا جَمِيعًا مَوضِع الْعرق أسخن من سَائِر الْجَسَد.
الْمقَالة الثَّالِثَة عشر قَالَ الجمود يعرض من قبل شرب مَاء بَارِد ألف فِي غير وقته أَو بِمِقْدَار لَا يَنْبَغِي أَو استحمام بِمَاء بَارِد أَو أكل فَاكِهَة مبردة على الثَّلج فِي وَقت لَا يَنْبَغِي وَبِالْجُمْلَةِ فالجمود يحدث من كل شَيْء يُولد فِي الْبدن بلغما بَارِدًا غَايَة الْبرد وَهُوَ البلغم الزجاجي لي يَنْبَغِي هَذَا للمستعد لهَذِهِ الْعِلَل أَن يتَجَنَّب جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي يبرد.
الْخَامِسَة من ابيذيميا قَالَ الْعِلَل الَّتِي يضعف فِيهَا الْفِكر كالسبات والجمود ينفع مِنْهَا أَن يسمع العليل وَيرى مَا يغتم بِهِ ليهيج الْفِكر بذلك وَيُرَاجع. بولس قَالَ يكون فِي ليثرغس حمى لينَة وسبات والنبض عَظِيم متفاوت مرتعش وَالنَّفس عَظِيم متفاوت بطيء ويبطئون بالانتباه وَالْجَوَاب ويعرض لَهُم اخْتِلَاط الْعقل وتثاوب كثير فَتبقى عِنْد التثاوب أَفْوَاههم مَفْتُوحَة كَأَنَّهُمْ قد نسوا إطباقها ويعرض لأكثرهم خَلفه برَاز رطب وَفِي الندرة تكون بطونهم يابسة وأبوالهم مثل أَبْوَال الْحمير وَمِنْهُم من يعرض لَهُ ارتعاش وتعرق أَطْرَافه فابدأ بالفصد إِن أمكن إِن احتملت الْقُوَّة فَإِن لم تحْتَمل فالحقن الحادة وَيكون العليل فِي بَيت وَاسع معتدل الضَّوْء وضع على رَأسه دواءا قد)
فتق بِهِ جندباستر وَقد يوضع عَلَيْهِ خل ودهن ورد مَعَ جندباستر لتقوي الرَّأْس بهما ويسخن بالجندباستر يدلك الْأَطْرَاف وَسَائِر الْجَسَد بالزيت والنطرون أَو بالعا قرقرحا والفلفل وَحب المازريون ليلذع ويشموا أَشْيَاء حريفة مثل الصعتر الْمَطْبُوخ بالخل والحشا والفوتنج ويحتكون بالخردل والعنصل وَالْعَسَل ويتغرغرون بالسكنجبين وخردل وفوتنج ويسقون من شراب رَقِيق الصّرْف فليلطف ملعقة مَعَ مَاء وخل وَإِن كَانَت الْعلَّة مزمنة وَكَانَ مَعهَا ارتعاش فليعطوا جندبادستر اثْنَا عشر قيراطا إِلَى ثَمَانِيَة عشر قِيرَاط وَإِن كَانَ الْخَلْط كثيرا فاخلط مَعَه سِتَّة قراريط سقمونيا وَإِن ثبتَتْ الْعلَّة فَاحْلِقْ الرَّأْس وكمده بالملح والجاوشير والطخه بعد بالخردل وعطسه وضع المحاجم على النقرة والفقار بِلَا شَرط بل بِنَار كَثِيرَة وَفِي بعض الْأَوْقَات بِشَرْط وَلَا تمهل الْبَتَّةَ إسهال الْبَطن وإدرار الْبَوْل بالحقن وبالتي يدر الْبَوْل ويدلك الْعنَّة بدهن السداب وبدهن قثاء الْحمار مَعَ جندبادستر وليدمن تجرع المَاء الْحَار مَعَ شَيْء من الْأَشْرِبَة الحارة الملطفة وَإِن لم ينتبه فاغمز أَطْرَافه حَتَّى يتوجع مِنْهَا ويحلق شعر رَأسه وينتف وينخس لِئَلَّا ينَام ويدلك الْفَخْذ والساق حَتَّى يحمر ألف فَإِن نَفعه يعظم حَتَّى إِذا انحطت الْعلَّة ريض بِرِفْق وَاسْتعْمل فِيهِ تَدْبِير الناقه.
فَأَما قاطوخس فَإِنَّهُ مثل السكتة وَيكون العليل قد انجذب عُنُقه إِلَى فَوق حَتَّى لَا يقدران وَلَا يتَبَيَّن لَهُ نفس بل يكون ملقى كالميت لَكِن عَيناهُ مفتوحتان ونبضه صَغِير ضَعِيف متدارك وَلَا يتْرك مَا يُصِيب فِي حلقه فَإِن كَانَت علته شَدِيدَة ومادة هَذَا الْمَرَض بَارِدَة يابسة فَإِذا لحق هَذَا الْمَرَض إنْسَانا بَقِي بِحَالهِ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا وعلاجه كعلاج السكتة وَإِن عرض بعد السكتة فَهُوَ قَاتل وَإِن عرض فَسَاد الطَّعَام أَو تخمه يَنْبَغِي أَن يقيء ويكمد الْبَطن ويتجرع.
الْإِسْكَنْدَر قَالَ خير علاج ليثرغس خل خمر ودهن ورد يضربان وَيَضَع على الرَّأْس وَإِن كَانَ البلغم بَارِدًا فليجعل مَعَه طبيخ الفوتنج والجندبادستر ولتنطل جَبهته بالجندبادستر وبشعر إِنْسَان محرق وَإِن عسر انتباهه فعطسه وَاجعَل على رَأسه أَشْيَاء ملزعه مثل خل العنصل فَإِنَّهُ جيد لمن يسبت سباتا شَدِيدا وَإِن اضطررت فَاحْلِقْ رَأسه واطله بالجمرة فَإِنِّي قد رَأَيْت قوما تخلصوا بِهِ وَحده ولطف غذاؤه وَلَا يكون جَدِيدا وَلَا ضَارِبًا إِلَّا الرَّأْس لَكِن أعْطه عصارة اللوز مَعَ عسل أَو عصارة الشّعير المقشر أَو مَاء الشّعير مَعَ شراب الْعَسَل وَلَا تبل رَأس العليل الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ إِن بل رَأسه غشى عَلَيْهِ وأضره حَتَّى إِذا أحسست مَرَّات حِينَئِذٍ أغسل رَأسه. سرابيئون)
قَالَ قاطوخوس مَعْنَاهُ الآخذة وَذَلِكَ إِنَّه إِذا أصَاب الْإِنْسَان بَقِي على الْحَال الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا حِين أحدثه قَائِما كَانَ أَو نَائِما أَو قَاعِدا أَو يكون إِذا حدث فِي الْبَطن الْمُؤخر من الدِّمَاغ سمى سوء مزاج بَارِد يَابِس ونبضهم أَصْلَب من نبض ليثرغس وَأقوى فاحقنهم إِن كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة وَإِلَّا فأسهلهم إِن كَانُوا أقوياء بِالَّتِي يخرج السَّوْدَاء ولطف التَّدْبِير واجعله سهل الهضم وَإِن احتاجوا إِلَى الفصد فافصد القيفال فَإِن لم يحتملوا ذَلِك فاحجم السَّاق وَقد يحدث ليثرغس وَمَعَهُ مزاج صفراء وَتَكون أعراضه مركبة من أَعْرَاض قراينطس وليثرغس فَلْيَكُن علاجه أَيْضا بِحَسب ذَلِك وَأما ليثرغس الْخَالِصَة فسببه بلغم قد عفن بعض العفونة فِي بطُون الدِّمَاغ فَلذَلِك يحدث عَنهُ حمى بعفونة وسبات من أجل البلغم فَإِن أمكنت الْقُوَّة فافصد وَإِن لم يُمكن فاحقنه بالحقن الحادة لتجذب الْمَادَّة ألف إِلَى أَسْفَل ثمَّ خُذ فِي علاج الرَّأْس فصب عَلَيْهِ دهن ورد مَعَ خل وَمَعَ جندبيدستر وأدلك الْأَطْرَاف بالدهن مَعَ النطرون والعاقرقرحا يشمون الحاشا والفوتنج ويغرغرون وَإِن طَال الوجع فأشمهم الجندباستر وأحلق رؤوسهم وكمدها بالملح والجاويرس وحري أَن يديم بِلَبن الْبَطن ودرور الْبَوْل وَإِذا انحطت الْعلَّة فَاسْتعْمل الْحمام.
ابْن ماسويه قَالَ أَصْحَاب قادس يحْتَاج أَن يضمد معدهم بالمسخنة مَعَ قبض.
قَالَ جالينوس الْإِكْثَار من البصل يُورث ليثرغس. دياسقوريدوس إِذا حلق الرَّأْس من أَصْحَاب ليثرغس ويضمد بِهِ الْخَرْدَل عَلَيْهِ حَتَّى يتنفط نفع.
النمام إِن طبخ فِي الْخلّ وَجعل مَعَه دهن ورد وَوضع على الرَّأْس نفع فِي ليثرغس وقرانيطس لِأَن شَأْنه تَقْوِيَة الدِّمَاغ لي لَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل الصَّبْر فِي ليثرغس وقرانيطس فَإِن قوته مسبتة.
قَالَ والقسط يسْتَعْمل فِي هَذَا الْمَرَض فَهُوَ جيد مِمَّا اسْتعْمل فِيهِ.
روفس قَالَ يعرض فِيهِ الْحمى اللين من حمى السرسام المطبقة ويبس مَعهَا وَلَا قحل مَعهَا وَلَا تعظم المجسة وَيذْهب الْحس وَيصير اللَّوْن رصاصيا ويعرض كسل فِي الْحَرَكَة وَثقل فِي الْجَسَد وثبات فَإِذا انتبه فزع وينسى مَا تكلم بِهِ وَلَا يتَبَيَّن كَلَامه ويضطجع على قَفاهُ ويشتد اخْتِلَاج رَأسه قبل أَن يَقع فِيهِ ويضيق النَّفس ويتقلص الشراسيف ويعرض من كَثْرَة الشَّرَاب والفاكهة والتخم وَإِذا عرض كَانَت أعراضه قَوِيَّة كَانَ مَعَه عرق كثير قبل لِأَن الْعرق يسْقط الْقُوَّة وَقد يعرض لَهُم يبس فِي أبدانهم وهزال شَدِيد وَإِذا رَأَيْت أحدهم قد خفت حركاته وَفهم وَحفظ وخف ضيق نَفسه وَخرجت خراجات خلف آذانهم نَحْو المجاري قد يعرض من هَذَا الْقسم)
فَسَاد الرية.
مَجْهُول يَنْبَغِي أَن يبتدأ بالإسهال أَولا ثمَّ بالحقن الحادة وتضمد الرَّأْس بالحادة ويشم الجندباستر والفوتنج ويطلى الحنك بإيارج ويكمد الرَّأْس بالملح ويعطس بالكندس وَإِن كَانَت عَلَامَات الامتلاء كاسرة فصدته.
حِيلَة الْبُرْء وَيصب الْخلّ ودهن الْورْد على رُؤُوس هَؤُلَاءِ لِأَن شَأْنه منع الْخَلْط الرَّدِيء عَن الرَّأْس وتقويته وَإِلَى ذَلِك يحْتَاج وَمن كَانَت علته مَعَ نوم كثير جدا وسهر وَسُكُون الْحَرَكَة وضعفها فَيَنْبَغِي أَن تنبهه وتسخن وَيقطع الْخَلْط الغليظ لِأَن هَذَا الْخَلْط إِن لم يكن قد تمكن وَبَقِي بِحَالهِ أحدث ضروبا من ألف السبات الْمُسْتَغْرق بِغَيْر حمى وَهِي الَّتِي يسميها سكات وجمود واستغراق وَإِن تمكن فِي وَقت مَا أحدث أشباه هَذِه مَعَ حمى وَسميت الْعلَّة حِينَئِذٍ ليثرغس وَهِي الْعلَّة الَّتِي يغلب على صَاحبهَا السهر وَذَلِكَ يدنى من آنافهم طبيخ الفوتنج والحاشا بخلّ كَيْمَا يقطع بذلك البخار غلظ الْخَلْط الَّذِي فِي أدمغتهم ويحتكهم ويعطسهم بالأدوية الحادة وَيَضَع المحمرة على الرَّأْس ثمَّ إِن طَالَتْ الْعلَّة استعملنا المحاجم والجندباستر فِي علاجهم وعلاج قرانيطس لِأَن الجندباستر تنضج هَاتين العلتين جَمِيعًا بعد أَن يمر الْأَيَّام فَلذَلِك مداواة قرانيطس إِذا انحط مثل ليثرغس.












مصادر و المراجع :

١-الحاوي في الطب

المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)

المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي

الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م

عدد الأجزاء: 7

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید