المنشورات

(أمراض ثقب العنبي)

الضّيق والأتساع لحدة الْبَصَر جدا وَأَن كَانَ حَادِثا أضرّ بالبصر وَذَلِكَ أَنه يعرض أما لِأَن الطَّبَقَة العنبية رطبت فاسترخت وتعصبت أَو لِأَن الرُّطُوبَة الْبَيْضَة استفرغت فَصَارَ لذَلِك لَا تمدد الطَّبَقَة العنبية فضاف لذَلِك الثقب وَهَذَا ضار لِأَن هَذِه الرُّطُوبَة تحجب الشعاع عَن أَن يَقع على الجليدي دفْعَة وينديها ويحفظ مزاجها فَإِذا فقدت هَذِه عرض للجليدي اليبس وَذَهَاب الْبَصَر كَمَا يعرض لمن ينظر إِلَى الشَّمْس.
قَالَ وضيق النَّاظر الْعَارِض من ألف استفراغ الرُّطُوبَة الْبَيْضَة الَّتِي هِيَ محصورة فِي العنبية فعسر بُرْؤُهُ والعارض من ترطيب العنبية يسهل بُرْؤُهُ.
قَالَ فضيق الحدقة إِذا كَانَ من يبس لَا يبرؤ وَهَذَا أَكثر مَا يعرض للشيوخ فَأَما الضّيق الْحَادِث من نقص العنبية للرطوبة فَأَنَّهُ يبرؤ وَأما اعوجاج ثقب العنبية فَأَنَّهُ لَا يضر الْبَصَر الْبَتَّةَ ويعوج من أجل قرحَة حدثت فِي القرنية فَإِذا كَانَت صَغِيرَة نتاشيء قَلِيل من العنبي وَهُوَ المورسرج فيعوج بذلك ثقبتها وَلَا يضر الْبَصَر وَأَن نتاشيء كثير أبطل الْبَصَر لِأَن الثقب العنبي يبطل الْبَتَّةَ ويحاذي الجلدي جرم العنبي وَرُبمَا نتا العنبي كُله وَبَطل الثقب الْبَتَّةَ. 











مصادر و المراجع :

١-الحاوي في الطب

المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)

المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي

الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م

عدد الأجزاء: 7

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید