المنشورات
(علامات سوء المزاج البارد في الكبد)
البراز الشبيه بماء اللحم تكون في أول الأمر شهوة الطعام ثم تسقط الشهوة عند ما يعرض للعليل الحمى حتى تفسد تلك الأخلاط في الكبد.
وعلامات سوء المزاج الحار القوي المرى: العطش وذهاب الشهوة ويخرج في البراز أولا دم مائي ثم أسود غليظ. لى يفرق بينهما أن مع أحدهما عطش وحمى أول الأمر.
السادسة من العلل والأعراض: محل الاختلاف الشبيه بماء اللحم الطري إذا غسل محى القيء من المعدة متى ضعفت عن احتمال الغذاء وإحالته ويكون هذا من الكبد لضعف قوتها المغيرة للدم وأما الاختلاف الشبيه بالدردى فإنه عند ما لا ينفذ الدم من الكبد ويبقى مدة طويلة.
من تشريح أرسطاطاليس قال: الشركة بين الكبد وفم المعدة بعصبة رقيقة جدا وإذا حدث فواق عن ورمها دل على أن الكبد بها آفة عظيمة وذلك أن كل عضو تكون مشاركته للآخر مشاركة ضعيفة جدا لا تناله من أجله آفة إلا من مرض قوي جدا بذلك العضو وذلك حال الكبد مع فم المعدة وإن مشاركتها يسيرة.
3 - (جوامع العلل والأعراض)
(ألف ب) قال: مزاج الكبد الحار يولد السوداء والبارد يولد الدم البلغمي ومتى لم يكن مفرط الحرارة ولد الصفراء وإذا لم يفرط في الحرارة جدا بل قليلا ولد البلغم قليلا.
اختلاف الدم الأسود يكون إذا كانت الكبد تعمل الدم على ما يجب إلا أنه قد عرض فيها سدد أو ورم أو غيره مما يمنع نفوذ الدم إلى قدام فيبقى فيها مدة طويلة فيحترق ويسود فإذا دفعته الكبد دفعته إلى الأمعاء وأما الشبيه بغسالة اللحم فيكون لضعف القوة.
لى يعالج هذا بتقوية الكبد مع اسخان وذلك بما يحلل السدد ويبرد الدم.
الثامنة من الميامر قال: لأن أطراف العروق التي في الجانب المقعر من الكبد ضيقة عند انتهائها إلى الأطراف التي في الجانب المحدب كثيرا ما يعرض فيها السدد وتلحج فيها الرطوبات الرديئة ويتبع هذين العفونة إذا كانت حرارة سريعا وإن لم تكن حرارة لكن كان مع ذلك برد في الكبد عفن على طول المدة ولم يكن ذلك سريعا قال: وأمراض الكبد التي تعرض فيها الأورام والخراجات وسوء المزاج فمتى ضعفت قوة الكبد حتى لا تجذب غذاءا البتة خرج الغذاء من أسفله رطبا وإن كانت المعدة مع ذلك قد ضعفت خرج مع رطوبة غير منهضم قال: وأمامتى كانت القوة الجاذبة سليمة والمعدة ضعيفة فإنه يعرض في الثفلى ضروب اختلاف كما يعرض عند ضعف المعدة عن الهضم ويكون ذلك على ثلاثة أضرب لا في الكبد بل في جميع الأجزاء إما أن يتغير إلى كيفية مضادة للأمر الطبيعي البتة وإما ألا يتغير أصلا وإما أن يتغير نصف تغير أو بعضه قال: ونصف القوة المغيرة إذا كانت لم تستكمل غاية الضعف أن يخرج في البراز شبه غسالة اللحم الطري وأكثر علل الكبد إنما يبتدىء بعد هذه الحال إذا بردت عليه الكبد لم يخرج في البراز شيء من ذلك ولكن يخرج في أشياء لها كيفية مختلفة ومتى كان في الكبد سوء مزاج حار حدث عنه ذوبان أولا في الأخلاط ثم في لحم الكبد ويخرج في البراز مرة منتنة جدا غليظة مشبعة اللون يصير له بمنزلة التي تخرج ممن تصيبه الحمى الوبائية وإذا كان سوء مزاج بارد فإن الاختلاف لا يكون دائما ولا كثيرا يخرج لعلة تطول ويخرج شيء لا يشبه ما يخرج ممن له حرارة لا يشبهه لا في منظره ولا في لونه لكنه يكون أقل نتنا ويكون منظره كمنظر الدم المتعفن غير شبيه باللحم الذائب وكثيرا يخرج في علل الكبد شبه علق الدم أسود وإن)
كان سوء المزاج الحار أو البارد رطوبة خرجت الأثفال التي تدل على ذلك السوء المزاج إن كان مع ذلك الرطوبة وإن كان مع يبس ثم مدح الدواء المعروف بالقفى مدحا عظيما لعلة الكبد قال: هو مؤلف من الطيوب والأفاوية التي تفتح السدد وتنقى المسام وتدر البول والشراب والعسل وهو يحلل ويقلع ويدر البول (ألف ب) وهو موافق وفيه مقل وأدوية ملينة للورم إن كان فيه وإلى هذه الخصال تحتاج الكبد الضعيفة أعنى إلى ما يقوى جوهرها ويغذوه كالزبيب وإلى ما يفتح السدد كالأفاوية وإلى ما يلين الورم كالمقل قال: فإن طرح في هذه الأدوية أفيونا كان صالحا للكبد الحارة وكذلك الفلونيا هي شفاء للكبد الحارة ولتستعن بهذه المقالة من حيث وصف الكلام في الكبد.
مصادر و المراجع :
١-الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م
عدد الأجزاء: 7
20 سبتمبر 2024
تعليقات (0)