المنشورات
(علاج جيد للاستسقاء الزقى)
اسقهم ما يدر البول وانفخ في آنافهم العطوس وعطسهم فإن العطاس الشديد يدفع الاستسقاء وذلك أنه يهز ويدفع الماء إلى ناحية الكلى فإذا أحسنت العلاج وقويته نزل الماء بكثرة إلى جلد الخصى أيضا فاغرزه بإبرة غرزا نعما ودعه يرشح. قال: فإن كانوا يعطشون شديدا فاسقهم كل يوم نصف درهم فيلزهرج بثلاث أواق من ماء عنب الثعلب فإنه يسكن العطش ويذهب الورم. قال: ولا دواء أبلغ للاستسقاء من دواء اللك فإنه عجيب.
أهرن قال: اخلقها بأن يبدأ اللحمى قال: سبب الزقى إن الغذاء إذا لم ينهضم كله دفعت الكبد منه ما انهضم إلى البدن وما لم ينهضم ردته في الماسريقا إلى الأمعاء فلبث رغم في الأمعاء لأنه ينصب فيها صفراء تلذعها فيصير لذلك بخارا ويخرج من الأمعاء إلى خارجها ويجتمع هناك. لى فما بال الثقل يخرج من المستسقى وهو أغلظ وأشد من ذلك البلغمى وما بالهم ربما كان بهم إسهال ذريع وبراز أصفر قال: إذا سقيت أدوية تخرج الماء فتحر أن لا تكون مضرة بالكبد. لى يمرخ بما ينفع الكبد كالأفسنتين والغافت والهندباء وعنب الثعلب والسنبل والراوند ونحوها. قال: ويسهل الماء الأصفر أن ينقع التين في دهن حل يوما وليلة ثم)
يفتحه ويجعل في جوفه شيئا من شحم الحنظل وأطعمه وأسهله كذا مرات فإنه برؤه ويشرب بعده ماءا فاترا ويمرخ بالبورق والزيت وتعصب أعضاؤه من أسفل إلى فوق فإنه يبرأ. دواء آخر: مازريون منقع بخل يوما وليلة ثم يجفف في الظل ثم اسحقه بخل واجعله قرصا وجففه في الظل ثم اسحقه بخل وجففه مرة أخرى في الظل وارفعه عندك وخذ منه عند الحاجة وروسختج وخرؤ الحمام بالسوية واعجنه بماء الكاكنج واجعله حبا واعطه مثقالا بماء طبيخ الشبث والأنيسون.
ضماد مسهل للماء الأصفر مصلح. لى شحم حنظل جزؤ يدق وتربد جزءان فربيون نصف جزء عصارة قثاء الحمار جزؤ خرؤ الحمام وروسختج جزؤ جزؤ مازريون وحب النيل جزؤ جزؤ شبرم نصف جزء (ألف ب) يجمع الجميع ويسحق بماء الهندباء ويجعل عليه دهن سوسن آسمانجوني ويلزم البطن.
الطبرى دواء يحفظ من الاستسقاء المستعد له ويسهل الماء الأصفر إذا حدث الاستسقاء ويصلح للأصحاء: إهليلج أصفر عشرة دراهم بليلج مثله تربد عشرة ملح هندي مثله مازريون مثله يجمع بعسل الشربة منه مثقالان. وله دواء يخرج الماء بقوة: ملح درهم مر فربيون نصف لى ينظر في هذا فإنه قال ابن سرابيون أيضا يسقى درهما واحدا.
لى سكنجبين يسهل الماء الأصفر اللفتة على ما رأيت: أربعة أرطال ماء يلقى فيها أوقية شبرم وأوقية مازريون ويترك نقيعا ثلاثة أيام ثم يطبخ حتى يبقى رطل واحد بنار فحم رقيقة ثم يصفى بعد المرس نعما ثم يؤخذ ما صفى منه ويؤخذ نصف رطل خل في غاية الصفاء ورطل سكر العشر وذلك الماء الذي صفيته فيطبخ حتى يذهب الماء ويصير له قوام ثم يشد مثقال فربيون في خرقة ويسقى منه أوقية وإذا سقى هذا الدواء فاطل على الكبد أشياء مقوية ويسقى من غد ما يقويها ويبردها مثل الهندباء وعنب الثعلب إن كانت حرارة قوية.
شرب ألبان اللقاح للاستسقاء: يشرب رطل ساعة يحلب مع أوقية من بولها فإن استمرأه بعد ساعة شرب رطلا أيضا ومكث حتى يسهله ويستمرئه ثم يأكل فإن هو لم يسهله لم يعاود شربه لأن يخاف أن يتجبن في معدته فإن أسهله ونفعه شربه من غد بسكنجبين وحده أو حب السكبينج أو مع هليلج أصفر وإن حمض يوما فاترك يومين فإن تمدد جوفه حقن وإن جمد في)
المعدة عولج فإن حمض فلا يشرب ذلك اليوم ماءا بل شرابا ممزوجا حلوا ولا يأكل إلا قليلا ويأكل بين يومين مرة حتى يستنقي نعما ويأكل خبزا مثرودا في الشراب وفي مرق دجاجة فإن نقض الماء كله وبرىء كوى كيات لئلا تعود ولتعلف الناقة الشيح والكرفس والرازيانج. أهرن: وقد يفسد مزاج الكبد فسادا يعرض له استسقاء لطول الحمى ولطول الخلفة والضربة والسقطة على الكبد فيصير منه ورم صلب ومن كثرة أكل البارد بقوة والفعل ومن شدة البرد يصيب البطن.
أهرن: اللحمى يكون من فساد القوة الهاضمة إذا لم تحل الكيموس إلى دم جيد بل إلى دم رهل فيمر في الجسم كله فيرهله وأما الزقى فإنه إذا لم يفسد الهضم كله بل شيء منه أنفذت الطبيعة القدر الذي انهضم فصار دما غليظا فبقي الجسم بحاله إلا أنه يهزل لقلته. قال: والباقي مما لم يستحكم هضمه يرجع إلى الأمعاء في الجداول فيلتزق بها ولا يندفع ويخرج رغم لأن المرة لا تنصب في المعى لقلة مقدارها لغلبة البرد على الكبد وقلة تولد الصفراء فإذا ارتبكت هناك صار منها بخار يبرز من منافس الأمعاء إلى الثرب. لى عليه في هذا لم يخرج الثفل وعليه كيف يكون (ألف ب) الاستسقاء مع الأكباد الحارة وقال خبث هذا أقرب الاستسقاء من البرد اللحمي.
أهرن قال: يمشي الماء كثير جدا يسحق درهم واحد من الفربيون ويذر على بيضة نبمبرشت ويتحسى.
بولس: عالج من فساد المزاج إن كان ابتداء من انقطاع الطمث أو البواسير بالفصد أولا إلا أن يمنع من ذلك مانع وأخرج الدم إلى اليوم الثالث والرابع فإن كان ابتداء من كثرة استفراغ الدم فاجتنب الفصد وأسهلهم بأيارج شحم الحنظل واجعل تدبيرهم مجففا لطيفا وليجلسوا في الحمات الشبية والكبريتية ولا يجلسوا في سائر المياه وخاصة العذب ويستعملون الرياضة ومما يعظم نفعه لهم شراب الأفسنتين على الريق. قال: ويفسد المزاج في الأكثر في حميات طويلة ورداءة حال المعدة ونزف مفرط واحتقان. قال: القانون الطيني في علاج أنواع الحبن كله أعني أصنافه الثلاثة هاهنا في الحبن اللحمي ليكثر الاستفراغ بالبول وفي الزقى بما يسهل الماء وفي الطبلي بما يحلل الرياح.
ضماد يفش الرياح: يؤخذ بعر المعز فيسحق ببول ويطلى به البطن ويؤخذ أخثاء البقر ويعجن)
بالماء والسكنجبين ويضمد به.
ضماد قوي: نورة نطرون إيرسا قردمانا كبريت أشق حب الغاز وزبيب الجبل زبل الحمام البرية يجعل ضمادا فإنه يحلل الماء من المسام تحليلا عجيبا أو خذ كبريتا أصفر ونطرونا وشبثا وأشقا وكمونا فاجعله مرهما بشيء من شمع وعلك البطم وضعه على جلدة البطن كله فإنه قوي جدا.
الأدوية التي تخلف الماء: يؤخذ من حب قنديدس خمسون وما هو دانه ثلاثون فربيون سبعة قراريط قشور النحاس أربعة دراهم يخلط برب الخبز ويسقى منه وينفع منه المازريون وقثاء الحمار والدواء المعمول بالقرنفل يسهل الماء إسهالا بليغا وإن كان البطن منهم يابسا لازما لليبس فاستعمل الحقن الحارة فإن كان لينا فجففه لتحفظ القوة وإذا انفرغ الماء منهم فاعطهم الترياق ونحوه من المصلحة للمزاج وليحمل النساء هذه الفرزجة: قردمانا ونطرونا وكمونا وزراوندا وفوذنجا وحلبة وأنيسونا وجوف التين ودهن السوسن وليستعمل ماء الحمة ويدمن عليها وعلى الاندفان في الرمل الحار والامتناع من الماء العذب وإن كان لا بد من الحمام فليدلكوا أنفسهم فيها بالنطرون والملح والخردل والنورة ونحوها فإن دلك البطن بالنطرون والزيت نفع من الزقى والطبلي إذا دلك به البطن وأما اللحمي فادلك به سائر الأعضاء وليرتاضوا بقدر ما يمكنهم وليستعمل الدلك اليابس في الشمس وليكن تدبيرهم في الجملة مجففا وأطعمهم السمك المالح والخردل والثوم والكبر والكراث والخمر العتيقة اللطيفة وليصابروا العطش ولا يشربوا إلا أقل ما يمكن وإن قدرت على الامتناع منه البتة فافعل ذلك واقتصر على الشراب فإن كان معه حمى فلا تستعمل هذا التدبير إلا بقدر ما يمكن.
قال: فأما الحبن الطبلي فلا تكثر استعمال المسهلة ولا القوية مما يدر البول (ألف ب) لأنه يكثر بهذه الرياح وليكن عليك بما يفش الرياح من داخل ومن خارج ولتعلق محاجم فارغة على الإسكندر: الدلك جيد لأصحاب الحبن والحمام ردىء وإن لم يكن بد أن يستحم وليدلكوا بطونهم وجنوبهم بالنطرون. قال: ومن كان به استسقاء مع حمى فاقتصر به على ماء الهندباء والشاهترج ولا تعطهم المسهلة إلا برفق فإن هذا الحبن يكون من ورم حار في الجوف والأدوية المسهلة الحارة تزيد فيه. شرك الهندي: أعط صاحب الاستسقاء لبنا حليبا. لى يؤخذ ماء الجبن فيجعل في الرطل خمسة دراهم من تربد مسحوق ودرهم ملح دراني يغلى برفق حتى)
تؤخذ رغوته كله ثم يصفى ويسقى منه رطل ثم يزاد إلى رطل فإنه ينفض الماء ولا يسخن وأجود ما يكون أن يتخذ ماء الجبن من لبن اللقاح فإن عدم فلبن المعز.
شمعون قال: أعطه من الإيرسا اليابس خمسة دراهم أو من مائه غررا كثيرا ثم اطله بخثى البقر أو ببعر الغنم وخذ في تقوية الكبد وإسهال الماء. لى دبر من يحتاج إلى البزل هكذا تأخذ له إبرة كبيرة فانخسه ضربة.
الاختصارات: النوع اللحمي أسرع برءا وأسهل أمرا. قال: ويعالج بحب السكبينج والغاريقون والملح الهندي. قال: والزقى يتلوه في سرعة البرء وهو أعسر ويعالج بمثل ذلك وإن كان من فساد مزاج حار فإنه مما يعظم نفعه له: طبيخ الهليلج الأصفر والخيار شنبر وماء عنب الثعلب والسكر وأبوال المعز وألبانها وأما الطبلي فلا يقبل العلاج البتة فلذلك تركنا الكلام فيه.
لى علاج الطبلي: يحمل الأشياف التي تخرج الرياح والتكميد وسقى ماء الأصول وترك الأغذية المنفخة البتة ودلك البطن وإنما يكون هذا لاجتماع الأرواح التي تحتاج أن تخرج من البطن كما يكون الزقى من اجتماع البول.
ابن ماسويه: لبن الشبرم جزؤ ميبختج جزوء يطبخ حتى ينعقد ويجعل حبا كالحمص الشربة حبتان إلى ثلاث حبات قبل الطعام وبعده وفي كل الأحوال ولا يضر أن يخالط الطعام وهو يخلف الماء جدا عجيب في ذلك.
لى طبيخ الاستسقاء: إهليلج أصفر عشرة دراهم أصول السوسن الآسمانجوني درهمان يجمع الجميع ويطبخ ثلاثة أر طال مع الماء حتى يبقى منه رطل ويصفى ويشرب مع نصف درهم غاريقون عجيب جدا.
لى على ما قال يوحنا النحوي في تفسير لكتاب النبض الصغير قال: الاستسقاء الطبلي يكون لن الكيلوس الذي يصير إلى الكبد ينحل أبدا إلى رياح ويكون ذلك من شدة حرارة الكبد.
لى ينظر في ما ينالهم لأنهم لا يعطشون بقدر فيهم ذلك وقد نرى قوما في أكبادهم سوء مزاج حار تظهر فيهم دلائل ذلك من حمرة اللسان وشدة العطش واللهيب والحمى وقد رأينا قوما بهم استسقاء طبلي ليس فيهم ولا دليل واحد يدل على حرارة الكبد وربما كان معه الماء أبيض مائيا ولكن إذا كانت الحرارة في البطن كثيرة وكان الذي يحصل من الماء قليلا قليلا أمكن أن يصير بخارا وريحا وخاصة (ألف ب) إن كان على البطن تراب كبير وبالعكس فتمم الكلام فيه.)
الجوامع من العلل والأعراض قال: المنقيات للدم ثلاثة فالمرارة إن لم تجذب الصفراء حدث اليرقان والطحال إذا لم يجذب السوداء أحدث اليرقان الأسود والكلى إذا لم تجذب مائية الدم حدث استسقاء لحمى. قال: وقد يعرض الدم أن يصير مائيا إما لعلة في الكبد لا يكمل من أجلها نوع الدم وإما لضعف في الكلى عن الجذب أو سدة وإما لأغذية مائية أو لضعف القوة الدافعة التي في العروق إذا لم تدفع ما يجتمع فيها من المائية وإما لتكاثف في الجلد وامتناع التحلل. لى قد يحدث من هذه استسقاء فيميز ذلك بعلامات. لى الاستسقاء اللحمى ربما كان وليس بالكبد علة البتة لكنه من أجل أن الكلى لا تجذب مائية الدم ودليل ذلك قلة البول وأن الشهوة لا تسقط فأما إذا كانت الشهوة ساقطة واللون رديئا وتقدم ذلك سوء مزاج أولا واختلاف كيلوسي فالعلة برد الكبد.
أغلوقن قال: الغرض في الاستسقاء الأول لشفاء الورم الصلب الذي في الكبد وفي سائر الأحشاء وتحليل الرطوبة من البطن بالإسهال والأضمدة وإدرار البول.
فليغريوس: يجب أن يسهل المستسقى بما يسهل الماء قليلا قليلا برفق ولا تسهل الماء أبدا ضربة فإنه قاتل. قال: واسقه فيما بين المسهلين أقراص اللوز المر وما يفتح سدد الكبد. قال: وأنا أسهل الماء بالمازريون والنحاس المحرق والأنيسون بالسوية مثقالا واحدا فيسهل برفق واسقه بماء حار وليكن غذاؤه لحم المعز والجداء شوى وقلايا والعصافير الجبلية ولطاف الطير فإنها يابسة والقنابر جيدة له.
من التذكرة قال: الاستسقاء إذا لم تكن معه حرارة أي صنف كان فاسق الكلكلايخ وحب المازريون بماء الأصول مع الكلكلايخ الصغير البارد.
في الكمال وإلتمام لابن ماسويه قال يسهل المستسقى إذا ضعف جدا بضماد يتخذ من شحم الحنظل وشبرم ومازريون وحب النيل وسقمونيا وتربد ومرارة البقر وقثاء الحمار وإيرسا ولبنى وفربيون يجمع بشمع ودهن. لى هذا رديء جدا إلا أنه يهيج من الحرارة أكثرمما يهيج إذا شرب مثلا. قال: يؤخذ نبات الماهودانة فيطبخ مع فروج ولبلاب أو سلق ونحو ذلك يؤكل فيسهل الماء.
مصادر و المراجع :
١-الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م
عدد الأجزاء: 7
20 سبتمبر 2024
تعليقات (0)