المنشورات

(أسباب امتناع الحبل)

متى كان الرحم باردا متكاثفا لم تحمل أو متى كان رطبا جدا لأن الرطوبة تغمر المني وتطفئه ومتى كان أخف مما ينبغي وكان حارا محرقا لم تحبل لأن المني يعدم الغذاء فيفسد ومتى كان مزاج الرحم معتدلا كانت المرأة ولودا. قال ج: إذا غلبت على الرحتم برودة مفرطة وضعف مفرط حتى يصير إلى حد التكاثف من أجل أنه لا يمكن أن يتصل بأفواه تلك العروق مشيمة ولولا كان ذلك يكون كان يمكن أن يغتذى الطفل على ما يجب لأن الطمث إما ألا يجري من المرأة التي هذه جالها أو يكون الذي يجري منها النزر القليل أو يكون مع ذلك ردئ إنما يخرج منها ما كان من الرحم أرق وأقرب إلى المائية فقط ومن بلية هذه العروق أيضا يسرع إليها السدد سريعا والدم المجتمع في بدن مثل هذه المرأة إلى البلغم أميل لأن ذلك حال بدنها في الأمر الأكثر وممكن أن يبرد مني الذكر في هذا الرحم إلا أن يكون طبعه في غاية الحرارة قال: وقد يعرض للمني في الرحم الرطب ما يعرض للحب إذا ألقى في الأرض السخنة والنقائع والبطائح وللرحم اليابسة ما يعرض إذا ألقى في النورة والرماد. قال: والتبخير الأفاوية يدل على جميع ضروب فساد الرحم وذلك أنه إذا كان الرحم باردا متكاثفا لك ترتفع الريح إليه وكذا إذا كان شديد اليبس وكذا الرطوبة الكثيرة في الرحم فإنها لا تدع رائحة البخور ترتفع بل يعرض له أن تطفئه وتجمده وقال: فأما الحرارة فإنها تفسد طيب رائحة ذلك البخور فلا تدعها ترتقي إلى الفم والمنخرين وهما باقيان بحالهما ثم تستمليهما ريح عفنة والتبخر بالطيوب وإن كان كافيا في الاستدلال على هذا المزاج أيضا أعنى الحر فيجب أن ينظر في دلائل أخر معه على أن هذا المزاج قل ما يكون وذلك أن جملة النساء باردات المزاج إلا في الندرة في المرأة القضيفة الادماء الزباء.
السابعة: متى حدث بالحامل زحير شديد دائم أسقطت لأن الرحم يألم بمشاركة المعي المستقيم والقوة تضعف وتسقط.
من كتاب العلامات: المني الذي لا يثمر مني السكران والصبي والشيخ المفرط في السن والكثير الباءة والذي يكون منه نسل معيب من ليست أعضاؤه سليمة صحيحة فإن أبقراط قال في كتاب المني: إنه ينصب من الأعضاء الصحيحة مني صحيح ومن السقيمة سقيم. 3 (المرأة السريعة الاشتمال) النساء اللواتي يشتملن سريعا بنات خمس عشرة سنة إلى أربعين سنة ولا تكون أبدانهن جاسصية ولا رخوة وأرحامهن كذلك تكون ويكون طهرهن معتدلا ولا يكون طمثهن رقيقا ولا رطوبة رقيقة مائية رديئة معتدلات الدم ويكون الرحم قريبا من الفرج غير مائل عن المحاذاة فإن فم الرحم البعيد المائل ردئ وإن يكن قليلات اللحم وسيلان الطمث فإن ذلك ردئ يدغدغ الجنين ما اشتملن وكذا إذا كن غضوبات لأن الغضب يدغدغ الجنين ولا يكن شهلا ولازرقا فإن هذا الصنف من النساء يسقطن أجنتهن سريعا فأما الكحلاء العين فأوفق في الاشتمال وتربية الجنين لأن حرارتها معتدلة.
علامات الحبل: علامات الاشتمال أن يعرض بعد الفراغ من الباءة قشعريرة وبرد وانضمام فم الرحم بملاسة غير صلابة ثم يحتبس الطمث بعد ذلك بزمان يسير وتطمث وتجد ثقلا في وركها وترم ثدياها مع وجع يسير ويهيج فيها الغثيان وينتو صدرها قليلا ويصفر لونها وتغور غيناها ويظهر في وجهها كلف والاعتبار يسقى ماء العسل فليس بصحيح أبدا لأنه ربما كانت المرأة معتادة له فإذا مضى له شهر وثلاثة هاجت فيها شهوات رديئة وضعف الطعم والغثى والصداع وغور البصر.
علامات الذكر: أن ترى المرأى حسنة نشيطة وثديها الأيمن أكبر والحامل بأنثى أصفر إلى الخضرة وثديها الأيسر أكبر وحركتها بطيئة ويكون الكسل وتتابع الغثى فيها أكثر.
يعرض لها في السابع أو الشهر التاسع ثقل في أسفل البطن ووجع في الأربية وحرارة في البطن وانتفاخ فم الرحم وترطيبه فإذا قرب وقت المخاض والولادة استرخى عجزها وانتفخت أربيتها فإذا وضعت اليد على فم الرحم وجد قد انتفخ جدا. 













مصادر و المراجع :

١-الحاوي في الطب

المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)

المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي

الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م

عدد الأجزاء: 7

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید