المنشورات
(دواء يفت الحصى)
وهو سر عظيم وله خير ينبغي ألا يكون على من في بدنه خاتم حديد: ولا في رجله خف فيه مسامير حديد ولا في بدنه ذلك فإنه يفت الحصى ويخرجها قليلا قليلا حتى يخرج البتة ولا تتولد بعدها بزر دوقو كرفس جبلي مر بزر القثاء. وفي أخرى: بزر الكرسنة ستة ستة سليخة سوداء دار صيني سنبل من كل واحد أربعة دراهم ينعم سحقه ويسقى منه مقدار ترمسة في كل يوم ثلاثين يوما مع ثلاثة قوانوس مفت للحصى: حب بلسان وحجر الاسفنج وبزر بنج وبزر خيار وبادروج يابس يدق ويخلط ويسقى ملعقة ثلاثين يوما والأجود أن يسقى المفتة للحصى كل يوم بعد دخول الحمام. 3 (الشراب المعسل) جيد لمن يتولد في كلاه حصاة وينبغي أن يلقى فيه ما يدر البول وما يفتت الحصاة.
الثالثة من الأخلاط: المياه النقية التي تمر بالمعادن. لى والكدرة الشديدة من كتاب ما بال الحصى يكون من كثرة الملح في البول. لى قد جربت فوجدت الملح في أبوال الصبيان أكثر ويكون أبدا كدرة والكدرة تكون أبدا لقوة النشى فيهم لأن النفوذ فيهم شديد جدا قوي لكثرة التحلل منهم فأما الملح فلشدة الطبخ مع المكدر.
الفصول الثانية: في الحصى في الكلى في المشايخ لا يبرأ لأن النضج فيهم ضعيف جدا والعلل التي يعسر نضجها في الشباب لا تنضج البتة في المشايخ ومنها قد تكون الحصاة خاصة بالسن من ثلاثة إلى اثني عشر عاما لكثرة تخليطهم لأن بولهم يغلظ وحرارتهم تتحجر.
ومن الرابعة: من كان يبول ويرسب فيه شبه الرمل والحجارة تتولد في كلاه أو مثانته.
من تشريح الأموات قال: قد يعرض من شق الحصاة على غير الواجب نزف الدم أو جري البول دائما أو ذهاب النسل لأن القطع إذا وقع على أوعية المنى انقطع النسل وإن وقع في الجزء العصبي من المثانة لم يلتحم ومتى وقع على شريان تولد نزف الدم ومن كان عارفا من تشريح الميت لوضع المثانة والموضع الذي يتصل به من عنقها أوعية المني والموضع اللحمي من المثانة وموضع الشريان لم يلحقه شيء من هذا.
ايبذيميا الثالثة من الثانية قال: تولد جميع الحصى في البدن في الكلى والمثانة والمفاصل تكون من مواد لزجة تعمل فيها حرارة واحدة على نحو ما تتولد في قدور الحمامات لأن هذه)
اللزوجة تحتاج إلى حرارة نارية قوية حتى تقدر أن تهيء وتفنى ما في ذلك من الرطوبات اللطيفة وطبخ الباقي.
الأولى من السادسة: أصحاب الحجارة في الكلى يصيبهم أشد ما يكون من الوجع في تولدها وفي وقت مرورها ونزولها إلى المثانة خاصة وأما في سائر الأوقات فإنما يجدون شيئا ثقيلا موضوعا في موضع الكلى ومن ظن أن الحصى يتولد في بطون الكلى فإن الوجع عنده لا يكون في وقت التوليد وإنما يكون في وقت المرور ومن ظن أنه يتولد في لحم الكلى بمنزلة ما يتولد في المفاصل فيتم هذا الكلام. قال: وليس يمتنع أن يكون تولد الحصى في الكلى على الوجهين جميعا وأشد ما تكون أوجاع الكلى في الوقت الذي يمتلئ أصحابه من الطعام وخاصة في الوقت الذي ينزل فيه الثقل إلى الأمعاء من أجل ضغط المعي للكلى وحين تخرج الفضول من أسفل يخف الوجع بل يسكن أصلا ويتقدم تولد الحصى في الكلى رسوب في البول ويكون لون الرسوب بقدر حال الدم في حرارته وبرودته ويشبه هذا الرسوب رسوب يكون من وجع الكبد. لى يفرق بينهما بالأعراض لئلا يظن في كل رسوب يكون أنه من وجع الكبد. لى يفرق بينهما بتفقد اللون ومكان الوجع لتعلم ذلك فأما بول الرمل الأصغر الذي مثل الشهلة فلا يكون إلا من الأثقال. قال: وإذا اتسع المجرى الذي يحمل مائية الدم إلى الكلى دخل فيه شيء غليظ فإذا انفلق في بطون الكلى وانطبخ بالحرارة فإذا جمد مرة أمكن أن يتعلق به أبدا ما يجيء حتى تعظم الحصاة قال: وليس يتولد الحصى في الكلى متى عنيت بالرياضة واجتناب الامتلاء من الطعام والأدوية المدرة للبول فأما الشباب ومن قد أزمن به هذا وأردت أن تعالجه فنقه به الخربق بعد أن تقوه له فإن تلطف اخلاطه وترفقها وتجعلها مواتية لجذب الخربق منها لى القيء نافع للمنع من تولد الحصاة. قال: ومن كان في عروقه دم غليظ كثير فابدأ بفصد مابض الركبة والصافن ثم قيئه وإنما يستعمل القيء بالخربق بعد الازمان وبعد ما تريد استيصال علة الكلى رجل عندما يبول كل شهرين حصاة وقبل أن يبولها تجف طبيعته فلا يخرج منه براز أصلا كالحال في القولنج ويصيبه وجع شديد ويبول حصاة والصواب في هؤلاء أن تبرأ كما يهيج الوجع بالآبزن ودلك الخواصر والذكر بالدهن بالماء الفاتر ليتسع وخاصة الذكر فإنه إذا كان كذلك فإنه احرى ألا ينتشب الحجر ل افي مجاري البول إلى المثانة ولا في الاحليل لكن سهل خروجه وشكله أيضا وحركه أشكال مختلفة لتزعزع الحصاة واحقنه بماء يخرج الثفل ولايأكل)
إلا غذاء لا يثقل ويغذون كثيرا ويجب أن يطلب لمن تجف طبيعته صاحب الحصى في الكلى ولا يهيج القئ وأنا أرى أن ذلك يكون لأن المعي يتجع أن يمر بها الثفل للوجع قال: ويمنع من تولد الحصى فصد الصافن ومابض الركبة والقئ وتلطيف التدبير نافع في علل الكلى وما يدر البول.
الثانية من السادسة للصبيان يبولون بولا غليظا وغلظ البول هو السبب الأقوى والأول في تولد الحصاة ثم بعد كثرة الحرارة الكلية قال: وهي في الصبيان كثيرة. قال: وإذا اتفق في وقت ما أن ينقى بقية من ذلك الخلط في المثانة عملت فيه الحرارة الغريزة وصلب وإذا صلب مده سهل أن يجتمع إليه ويلتزق به من البول الشيء الغليظ ويجتمع ويصير حجرا كما تتولد في قدور الحمامات. قال: فغلظ البول هو السبب الأعظم فأما الحرارة فقد يكتفي منها أن تكون فاترة ولذلك ترى يولد في قدور الحمام وإن كان الماء فاترا. قال: ويعين على غلظ البول في الصبيان كثرة أكلهم وعدوهم بعقبة ومن شرب منهم اللبن فاللين حينئذ أسرع شيء إلى توليد الحصى وإذا أكثر من الجبن ولد الحصى في الكلى والحصى يكون في الكلى في الكهول أكثر وذلك لأن الأفعال الطبيعية فيهم قد ضعفت ونقصت فالمائية التي تنفصل من الدم الذي فيهم ليست في غاية الرقة والانطباخ لكن فيها غلظ ماء فلذلك يتحجر فيها شيء في بطون الكلى في بعض الأحوال. لى وفي بعض الأحوال يتولد في نفس جرم الكلى كما يتولد في المفاصل إذا كان غذاؤها من شئ غليظ خام. قال: فأما الصبيان فإن مائية البول الذي تحقن به الكلى فيهم على غاية النضج فلذلك لا ينقى ولا يتحجر منها في الكلى شيء لأنه رقيق نضيج فإذا بلغ المثانة فإنه لسعة فضاء المثانة ولأنه بعد عن معدن الحرارة الكثيرة ويبرد فيغلظ لذلك أكثره ويمكن فيه أن يلزق بعضه بالمثانة. لى ينظر في علة الكلى وتستقصى إن شاء الله فإن بين الكهول والصبيان اختلافا كثيرا من أجل الكلى.
آخر يفت الحصى بقوة: زجاج أبيض يسحق فينحل بحريرة ثم يشوى في التنور بنار قوية مرات ثم يؤخذ منه عشرة ومن العقارب خمسة ومن الذراريج درهم ومن دم التيس المجفف خمسة دراهم ومن خرؤ الحمام ثلاثة دراهم ومن الدوقوا خمسة يجمع الجميع ويسقى.
الأهوية والبلدان قال: من كان بطنه لينا سهلا ومثانته غير شديدة الحرارة وعنق مثانته غير ضيق فإنه يبول بولا بغير عسر. ولا يبقى كدر بوله في المثانة بل يخرج بسرعة ومن كان بطن مثانته حارا فإن عنق المثانة منه يكون حارا باضطرار فإذا كانت المثانة مجاورة لطبعها في)
الحرارة ورم عنقها ولم يبل منها كدر البول لضيق المجرى فيخرج اللطيف ويجمد الكدر ثم يلصق به دائما حتى تعظم الحصاة فتقبل حينئذ إلى فم المثانة فيسده فيهيج بذلك وجع شديد وتأخذ حكة في المذاكر. لى إنما قد يكون في القضيب لأن الحصاة الواقعة في عنق المثانة تزعزع باطن القضيب حيث أصله فيمد ذلك اللذع في جميع جرم القضيب باتصاله فإذا حكه وجد له لذة ولذلك أنه يتحرك ويلتوي حركات يستريح إليها. قال: ويعرض من شرب المياه الكدرة والغليظة وإنما يعرض للصبيان لأن الأعناق التي لمثاناتهم ضيقة ولا تنفذ فيها الرطوبة الغليظة الكدرة. قال: بول الصبيان إذا كان مائيا دليل على انه يتولد فيهم الحصاة فأما الرجال فأعناق مثاناتهم واسعة وإنما تتولد الحجارة في المثانة ليس بضيق فمها فقط لكن لشدة حرارة المثانة ولم يفك علة ترتضى في سبب سخونة مثانات الصبيان ولا كلى الكهول. قال: واللبن الحار المايل إلى الصفرة يولد الحجارة في مثانات الصبيان لأنه يسخن البطن كله والمثانة منهم.
قال ابقراط: فإنه علاج يشرب الشراب الرقيق نافع للأطفال لأنه لا يخرق ولا يتفتحها ولم يفسر جالينوس ذلك البتة فكأنه يريد به أن ذلك يمنع من تولد الحصاة ولا يبلغ أن يضر بالأطفال. قال: النساء لا تتعول فيهن الحصى لأن مثاناتهم عراض وأفواهها واسعة ليست لها أعناق طوال منفرجة ضيقة فيجري البول الكدر بسهولة ولا يحتبس البتة ويمكنهن أن يلمسن عنق مثاناتهن بأصابعهن وأفواه مثاناتهن واسعة ولا يعبثن بها ولا يحككنها كما يعبث الرجل. جاءنا رجل إلى المارستان فقال أنه يبول في كل ثمانية أشهر حصاة وأنه يأخذ عليها يبس شديد حتى يبولها وفي الثانية من مسائل ابيذيميا: في الصبيان وجدتهم يكون في عنق المثانة ضيق حتى يمنع نفوذ البول الكدر وفيهم تكون المثانة في غاية الحرارة ومن كان من الصبيان لا يخرج الثفل من بطنه على ما يجب وعنق مثانته ضيق وهي حارة فهو مستعد للحصى. 3 (حرارة المثانة) يكون من حرارة المعدة واللبن الذي يسخن المعدة جدا من كان من الصبيان يتولد فيه الحصى ينفعه الشراب الذي في غاية الرقة ممزوجا رقبة مثانة الجواري فصيره واسعة والتواؤها يكون قليلا وبولهن أرق لأنهن أقل شرها وحرارتهن أقل لذلك لا تكاد الحصاة تتولد فيهن.
الأغذية الأولى أعظم الأسباب في تولد الحجارة في الكلى حرارة مزاج الكلى إذا كانت حارة نارية. وقال هاهنا أيضا عند ذكر الحمص: إن الحمص الأسود الصغار يفت الحصى المتولد في الكلى تفتيتا بليغا ويجب أن يشرب طبيخه فقط.
اليهودي قال: الحصى يكون من البول الكثير الملح.
اهرن ما يفت الحصى: العقارب المحرقة والشربة قيراطان فالشراب الذي يسمى حنديقون وتحرق بقدر ما تسخن وتلقى أيضا في الزيت ويحقن بها الإحليل ويتحمل منه بصوفة في المقعدة وتمرخ به العانة والدرز. قال: والعقارب ضد الحصاة ومما يفت الحصى قشور الكندر والكندر درهم.
دواء يفت الحصى ولا تعود قشور أصل الكبر وأصل الجوشير واشقيل وثوم دقه واعجنه الطبري عن اطهورسفس الشربة من العقارب المحرقة دانقان إلى نصف درهم وهو نافع جدا.
اهرن إذا كان الإنسان يبول بولا أبيض خاوا ثم بال بعد ذلك رملا فأخذه وجع شبه القولنج ففي كلاه حصاة وتكون في حصاة الكلى ممرا أبدا وفي المثانة لا تكون ممرا قال: ويستدل على الحصاة في مثانة الصبي أنه يبول بولا أبيض رقيقا في أول مرة شبه الماء ثم لا يزال يحك احليله ويتوتر ويذبل.
اهرن احقن الحصاة في المثانة بطبيخ الأدوية التي يفتها تزرقها في الإحليل فإنه ابلغ ما يكون من ذلك: ماء السذاب وماء المرزنجوش والنفط الأبيض إذا لم يكن وجع شديد ولا حرارة ودهن البلسان أو دهن الناردين.
من اختيارات الكندي قال: يعصر الفجل بلا ورق ويسقى منه على الريق أوقية أياما لتفتيت الحصى الكبار والصغار التي في المثانة ويفعل ذلك بخاصة عجيبة.
وأيضا مجرب: تؤخذ أم جنين وهو الدويبة المعينة الظهر بنفط سود تكون في الثفل والرطوبة فتبلغ صحاحا فإنه يذهب بالحصاة ولا تعود.)
من كتاب الكندي ومسيح الدمشقي: اسق للحصاة مثقالين من دم تيس مجفف بزنة اثني عشر مثقالا من ماء سخن تؤخذ الدود التي تضيء بالليل فتجفف في إناء نحاس ثم ارم رأسها بولس
مصادر و المراجع :
١-الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م
عدد الأجزاء: 7
20 سبتمبر 2024
تعليقات (0)