المنشورات

(علامة من به حصى في المثانة)

أن منهم من يبول في آخر البول بلا إرادة ويوجعه طرف الذكر ويحكه ومتى تعب وارتاض أحس في الذكر تحدر وربما انسد بولهم وإذا هو بال اشتهى أن يبول بعد الفراغ من البول أو يبول أيضا وأحب ذلك وإنما يتجع الذكر ويحك باشتراك المثانة كما تجمع الأربية إذا نكيت بالإصبع وأما شهوتهم أن يبولوا بعد خروج البول كله فلأن المثانة تهيج لدفع ما فيها من الحصى كأنه يؤيد إخراجه لكثرة البول. قال: وإذا كانت الحصاة عظيمة أو خشنة فإنها كثيرا ما يبول صاحبها الدم وأما الصغيرة الملساء فلا يبول صاحبها الدم ويكون عسر البول مع الصغيرة أكثر منه مع الكبيرة لأن الصغيرة يمكن أن تقع في فم المثانة وبول الحصى في الصبيان أسهل لأن قضيبهم رطب لين. قال: ومن أصحاب الحصى من تخرج مقعدته وتحس بثقل في حالبيه وخصيتيه.
قال: وإذا كان في المثانة حصاتان أو ثلاثا دفع بعضها بعضا ويبول الرمل. قال: والذين تصير الحجارة منهم في عنق المثانة يبولون بلا وجع على هذه الأشكال: أحدها أن يركب رجلا ويمر بطنه على صلبه وهو مثنى أو يكبه ويركب ركبتيه ويضم نفسه ما أمكن فيضطر ذلك عنق المثانة إلى دفع الحصاة إلى خلف ويجعل رجله على الحائط ويمسح أسفل البطن إلى فوق أو يضعون أيديهم تحت ركبهم ويدنونها من صدورهم فيسهل بهذه الأشياء عليهم البول. لى وما ذكر جالينوس من شيل الرجلين وأمرهما قال: وقد يؤخذ نصف مثقال من زجاج أبيض مسحوق كالكحل يشرب بزنة اثني عشر مثقالا من الماء السخن. قال: وقد يكون الحصاة في الذكور أكثر لأن عنق المثانة منهم قصير واسع مستو فلا يحتبس فيها الكدر.
علامة الحصى حكاك في المذاكر وربما بال قليلا بعسر وربما كان دما إذا كانت خشنة ويهزل صاحبها ويدخل الإصبع في الحلقة فيلمس الحصاة. قال: ماء الحمات يفت الحصى. قال: إذا كانت المرأة بكرا فأدخل الإصبع في الدبر وإن كانت ثيبا ففي القبل وعصر اليد الأخرى وادلك المراق أو السرة حتى تنزل الحصاة إلى فم المثانة ثم شق عن الحصا شقا بالوارب قليلا قليلا وإياك أن تصيب القضيب. قال: فإن عرض من الشق عن الحصاة ورم فاستعمل الجلوس في المياه الملينة والحقن.
قال: يؤخذ نصف مثقال من الزجاج الأبيض مسحوقا كالكحل يشرب بزنة اثني عشر مثقالا من الماء الحار.
من التذكرة للحصى: نصف درهم من عقارب محرقة في كوز جديد وقردمانا وحب الغار ولوز مر وسعد وقفل اليهودي وحب القلب يسقى بماء الفجل أوقية وقد يسقى بماء الكرفس وماء الحسك وماء كزبرة البئر ويسقى نصف درهم من عقارب محرقة مع درهم من حب القلب بماء الفجل أوقية.
روفس إلى العوام قال: من بال بولا أسود بلا مرض ولا وجع كان يبوله فإنه مستولد في كلاه حصاة بعد زمان يسير وخاصة إن كان شيخا فليبادر الطبيب فيعطيه إما ملينا وإما الأدوية المدرة للبول وأمره بالسكون لأن كثرة التعب يولد الحصى في الكلى.
ابن ماسويه في الأدوية المنقية قال: التي تفتت الحصاة قردمانا حب الغار سعد لوز مر وحلو مقل اليهود متى أخذ منها درهمان بماء برنجاسف أو بماء أصل الخطمى مطبوخا أو بماء الحسك أو بماء كزبرة البئر أو نصف درهم من العقارب المحرقة يشرب بماء ورق الفجل أو ثلاثة دراهم من حب القلب متى شرب بماء الفجل أو بماء الفوذنج.
افطيلش: إذا كان صاحب الحصاة يبول رملا فإن ذلك يدل على أن حصاة رخوة متفركة وهذه متوانية التفرك بالأدوية وإذا كان البول شديدا لصقا جدا فذلك دليل على حجر أملس صلب لا يواتي التفرك بالأدوية البتة.
بولس دلائل الحصى: البول المائي الذي فيه ثفل رملي مع حك القضيب وصلابته وانتشاره لا لعلة وعبث العليل به كأنه يفتشه ولا سيما إن كان صبيا ويحتبس البول بغتة بعقب هذه العلامات فذلك لأن الحصاة وقعت إلى عنق المثانة. قال: ويسهل برء الصبيان إلى أن يبلغوا)
أربعة عشر عاما للين أجسامهم ويعسر برء المشايخ ليبس المزاج الذي لهم وما بينهم من الأسنان فبحسب ذلك ومن كانت حصاته عظيمة يكون ما يعرض لهم من الأعراض منها أقل لأنهم لعظم الحصاة وخشونتها قد اعتادوا الآلام والأوجاع فلا يسرع إليهم الورم من الوجع وإذا أردت العلاج فإن كان صغيرا فمر الخدم ينقضونه ويحركونه وإن كان العليل صبيا يمكنه الوثوب فمره بالوثوب والظفر من موضع مرتفع لتصير الحصاة في عنق المثانة ثم أقعده منتصبا وتجعل يديه تحت فخذيه لتصير المثانة كلها مائلة إلى أسفل ثم جس الموضع والمسه خارجا وإن أحسست الحصاة وإنها نشبت بالظفر في عنق المثانة شق عليها من ساعتك ومتى لم تحس بالحصاة باللمس خارجا فامسح الإصبع خارجا بدهن أما السبابة وأما الوسطى على قدر سن الغلام من الصغر والكبر وأدخلها في الدبر وفتش عن الحصاة بالإصبع وانقلها قليلا قليلا إلى عنق المثانة فإن رفعتها هناك فاكبس عليها بالإصبع تدفعها إلى خارج جدا ومر خادما آخر يمد بيده اليمنى الأنثيين ناحية عن الموضع الذي يكون فيه الشق ثم اربط عن الحصاة بعمادين ويكون الشق مؤذيا ليكون خارجا في اللحم واسعا وإما داخلا في المثاتة فضيق بقدر ما يمكن أن تخرج منه الحصاة فقط فربما ضغطت الإصبع فوثبت لذلك فإن لم تخرج لذلك فأخرجها بالمجرة وبعد ذلك إن هاج نزف الدم فاجعل عليه الأدوية التي تقطع الدم كالصر والكندر والزاج وما أشبه ذلك حتى إذا كف النزف فاجعل على الموضع رفافد مبلولة بزبد أو سمن ويستلقى العليل وبل الرفافد في كل قليل وحل الرباط في اليوم الثالث وأنطل الموضع بماء وزيت كثير ويعالج بمرهم الباسليقون ويحل في كل قليل لمكان الجراحة للبول فإن عرض ورم حار فاستعمل الأضمدة والنطولات التي تصلح لذلك وصب في المثانة دهن ورد ودهن بابونج أو سمن وإن لم يمنع من ذلك مانع ورم حار وكذلك متى صار في الخراج أكال أو فساد آخر فليعالج كل نوع بعلاجه حتى إذا ذهب الورم الحار فجعهم واستعمل المراهم اللينة على الصلب والظهر وأسفل البطن وفي جميع أوقات العلاج اربط الفخذين معا والرجلين كي تلبث الأدوية ولئلا يتحرك ويجود التحام ويسرع فإن كانت الحصاة صغيرة وصارت إلى مجرى القضيب فلا يقوى العليل على بولها فخذ جلد القضيب إلى قدام واربط من طرف الكسرة ثم شد خاف الحصاة القضيب شدا جيدا ثم شد بحذاء الحصاة من تحت القضيب. قال: وقد يكون في الإناث حصاة ويحسونها بأصابعهن وتظهر سائر الدلايل من أجل فم الرحم في عنق المثانة فإن كان)
العليل صبيا أقعده رجلا على كرسي مرتفع لتحاذي ركبتيه اربتيه ويجلس العليل على ركبتيه ويمسك يديه كلتيهما كل واحدة بصاحبتها وليكن للخادم شيء على فخذيه وشيء على بطنه من الثياب ليضطر العليل إلى الانتعاظ في موضع ضيق لأنه إذا كان كذلك كان ايسر لمسها فإذا فعلت ذلك فجس الذكر واصله والمثانة فإن الحصاة ربما اندفعت بهذا الضغط إلى أصل القضيب فإن لم تحس خارجا بثنى من ذلك فامسح الإصبع بلزوجة الكثيرة أو نحوها وادخلها في الدبر أو فتش عن الحصاة وامسك الحصاة بالإصبع التي في المقعدة ثم امسح باليد اليمنى العانة إلى أسفل واحصر الحصاة حصرا جيدا مستوثقا بين الكف اليمنى التي تمسح بها وبين الأصابع الداخلة في المقعدة وإن احتجت أن تدبر الحصاة فحرك المفصل الأول من إصبعك لتدفعه به وتجعله حيث شئت. قال: وللحصاة أشكال يعسر دفعها ويسهل في بعض فما كان عريض الزوايا فليحصر جيدا فإنه لا يندفع بسرعة وأما ما كان شبيه البلوط فإنه يندفع بسرعة حتى يأتي عظم العانة. قال: وإن عسر في حال دفع الحصاة إلى عنق المثانة بالإصبع فلا تشق لكن انظر اتدعها من تلقاء نفسها وعليك بالظفر والوثوب فإنها تدنو من هذا المكان ضرورة فأما الرجل فإنه ينبغي أن يجلس رجلان على كرسي ويشدا فخذيهما لئلا يزولا ثم يجلس الرجل على فخذيهما فتكون جميع حاله حالة الصبي. قال: وليغمر أسفل البطن خدم كما يأمر الطبيب لأن الطبيب يحتاج أن يستعمل يديه. قال: فلان الثفل ربما منع من جس الحصى ومسها فينبغي أن يحقن العليل قبل ذلك وخاصة إن حبست في أمعائه رجيعا ينشاء لأن الأمعاء إذا فرغت ما فيها سهل جس الحصى وسهل غمر البطن فإن كان العليل إذا امسك بهذه الصفة تمتد عضلاته وتمتد مثانته فتحول بينها وبين المجسة فاضجع العليل على ظهره ثم جسه لأن العضلات لا تمتد في هذه الحالة فإذا أحسناه على هذه الصفة واصلناه إلى عنق المثانة أقمناه حينئذ وأجلسناه على كرسي نحو ما ذكرنا. قال: وإن كانت أكثر من واحدة فادفع الكبير أولا إلى فم المثانة ثم شق عليها ثم ادفع الأخرى. قال: وتعرف ذلك بإصبعك لأنها تخشخش فتعرف ذلك.
في الشق عن الحصاة اجتهد في حصر الحصاة لأنك قصرت في ذلك كان علاجها باطلا وإن كان ذلك عسيرا فأمر خادما أن يضغط العانة ويعصرها وآخر أن يجر القضيب إلى فوق ويشيله ويمده مع ذلك خلاف جهة الشق ثم يشق بالعمادين الذي هو ليس يمحكم الاستدارة ليمكن أن)
يغوص فشق عن الحصاة الكبيرة شقا معوجا وعن الحصاة الصغيرة شقا مستويا فإن وقع الشق في عنق المثانة التحم لأنها لحمية وإنما يعرض تقطير البول وإلا يلتحم إذا وقع الشق في بدن المثانة حيث هي رقيقة جودية وأما في العنق فلا. قال: فما ارتفعت من المقعدة إلى فوق فإنه يبعد من جرم المثانة ويجئ نحو رأسها وهو أصلح وبالضد. قال: وليس هذا فقط لكنه لا يهيج منه وجع ولا تشنج وجملة فليدفع إلى فوق العانة غاية ما يمكن الدفع فإذا نشبت في مكان ولم تندفع أكثر منه فحينئذ يضطر إلى ذلك الشق في ذلك الموضع ضرورة. وربما نشبت لعظمها في موضع ليس بالجيد فيضطر إلى البط عنها هناك. قال: واكبسها جهدك لتبدر إذا شققت وتثب. قال: وانظر أن يكون الشق في الجلد واللحم بقدر ما تخرج عنه الحصى بسهولة فأما في عنق المثانة فبقدر ما لا يخرج إلا بشدة وجهد لأن ذلك إن عظم أهاج تقطير البول. قال: وإذا كانت صغيرة ستثب من الشق لغمز الأصابع لها من داخل وإن كان لها من العظم ما لايثب فجرها بالكلبتين التي تشبه مجرى السهام فإذا بلغ أمرها أن تكون عظيمة جدا فإنه جهل أن تشق شقا عظيما فيهيج لذلك تقطير البول ولا يلتحم البتة ولكن ادفعها حتى تخرج أحد جوانبها واقبض عليها بهذه الآلة حتى تنكسر ولا تحل عنها ثم ادفعها واقبض عليها حتى تكسرها على هذا قطعا حتى تخرجها.
افطيلش: إذا خرجت الحصى فتفرس لعل في المثانة بقية فإن كانت فأخرجها فإنها متى بقيت في المثانة أهاجت وأكلت ودعت وكان الموت ينظر في هذا إن شاء الله. قال: إذا كانت الحصى ملسا لصغرها فحينئذ ادخل الإصبع في المقعدة وادفعها إلى فم المثانة وشق إذا شققت فحينئذ فادفع الحصاة إلى عمق المثانة فإنها تنشب في الشق ولا تترك فيما تدبر به بعد البط. قال: إن كان البط بلا وجع شديد بعده ولا نزف دم أخذنا على المكان بعد خروج الحصاة سمنا مذابا فصببناه في الموضع أو شحم الإوز والدجاج وإن كان مع خروج الحصاة وجع شديد جدا صببنا طبيخ الملوخيا وبذر الكتان والبابونج فاجلس العليل فيه فاتوا ثم إذا سكن الوجع تقيمه وتصب فيه السمن إن كان شتاء وإن كان صيفا بدهن ورد فإن تبع ذلك نزف الدم أجلسناه في طبيخ الأشياء القابضة إلى سرته واجعل فيها ملحا قليلا وإن كان صيفا أجلسه في الماء والخل وليكن باردا جدا ثم أمره بعد أن تشده أن يمشي قليلا لترجع المثانة إلى شكلها الطبيعي وفي أول يوم يوضع عليها رفافد بدهن ورد قليل وخل حتى يسكن الوجع ثم خذ في)
علاج ما ينبت اللحم وإن أسرف نزف الدم فانفع سحق الزاج والكندر والصبر وانثره عليه فإن جاشى مسرف فأجلسه في خل حاذق فإن لم ينقطع فضع المحاجم على السرة والأنثتين فإن لم ينقطع فافصد الباسليق وإن جمد دم في المثانة وهيج عسر البول وتعرف ذلك من خروج البول قليلا قليلا فادخل الإصبع في الشق وأخرج الدم الجامد ثم صب فيه ملحا وخلا حتى تنقيه بالعسل وإياك أن تدع الدم فيها فإنها تدعو مع ذلك إلى فساد المثانة وعفونتها فإذا غسلته بالخل والماء والملح فقد أمنت العفن وعالجه بعد بشرب الكندر ونحوه.
قال: إذا اشتكى العليل وجعا شديدا فعالجه في الربيع والخريف بالماء والدهن وفي الشتاء بالخمر والدهن وفي اليقظ بدهن ورد وماء وأجلسه في اليوم الثاني والثالث في الماء والدهن. قال: فإن احتجت أن تزيد يوما آخر من أجل الوجع فعلت ذلك ثم خذ في الالحام من لم يعرض له وجع ولا نزف ولا عرض ردي حللت في اليوم الثالث ووضعت عليه اللبان ونحوه فإن عرض ورم بعد البط فضمده بالخبز وغيره دائم لأنه يفسد بالبول كل حين فإن كان الورم عظيما فإنك تعرف ذلك فإن ترى فوق الشد أحمر وارما فأجلسه والشد عليه في ماء فاتر قد طبخ فيه حلبة وبزر كرفس وكتان وخطمى وضع على المثانة دهن ورد وسمنا. قال: وإذا أردت إنبات اللحم فشد الفخذين والعانين بعضهما ببعض لتسخن فضل سخونة فتكثر نبات اللحم فإن عرضت أكلة وازدت أن تعرض وعلامتها ورم أحمر جدا صلب فاشرط الورم من ساعتك وعمق الشرط ويسيل الدم ثم ضمده بماء وملح وخل وضع فوقه خرقة كتان مبلولة بماء. قال: وتخوف الأكلة على من لم يخرج منه عند الجرح دم كثير. قال ويعرض جودة العلاج وردائته وحسن الحال وردائتها من حسن عقل المريض وحسن لونه وقيام الشهوة وأما الأعلام الرديئة فمن برودة الأطراف ووجع تحت السرة ونافض وحمى حادة جدا ويبس اللسان وخشونته وحركة الرأس وتتابع قيء المرة فأما من قرب منه الموت فإن الفواق يعرض له وشدة الوجع في الموضع وتشنج في عضل البطن في اليوم الخامس. قال: وينبغي أن لا تغفل أن يكون البطن لينا فإنه لا تضغط المثانة ولا تجع ويقل البول. قال: واترك جميع ما يدر البول فإنه إذا أقل البول أسرع التحام ومرخ المثانة بالزيت المطبوخ فيه شراب وسخنها بالدثار لأن المثانة إذا سخنت لم يهيج البول بل فيدر البول عنها ولا يجتمع إليه بكثرة. قال: وإذا أراد العليل أن يبول فليكثر المحاجم على الرفادة لئلا تصيبه البول البتة إذا كانت الحصاة قد صارت في مجرى البول)
ونشبت فأما وادامته في الكلى تكون في الظهر وأقعد العليل في الآبزن الذي قد طبخ فيه حلبة وخطمى وشبث وبابونج فإنه يسكن الوجع ويسهل خروج الحصى وإن انعقل البطن وجب أن تلينه تلينا بتا لئلا يضغط الكلى الأمعاء فيشتد الوجع جدا ولينه بالحقن فإن صاحب هذه العلة لا يستقر في جوفه شيء من المسهلة لكن نقه وأدم الأضمدة بالشحوم والحلبة والخطمى وبزر كتان وبابونج وشبث ورطبه فأن شأنها تسكين الوجع وتسكين المجاري وقد يحدث مع الحصى ورم فيعظم الوجع ويشتد وقد يحدث معها ريح فانظر فإن كان الحادث ورما فإن أمكن الفصد فلا تؤخر وأقبل عليه بالنطولات والضمادات ليرخى الورم ويفشه إلا أن يكون الجسم شديد الإمتلاء فإنه حينئذ يجب ألا تسرف في هذه واستعمل معه شيئا من المقوية. لى يعطي علامة الورم والريح مع الحصى وإذا كان ورم يحتاج فيه إلى تنقية فأسهل بقوة بالأشياء المخرجة لذلك الخلط فإن ظننت أن هناك ريح غليظة وهي تعين على الوجع خلطت بالأضمدة السذاب والأنيسون والشبث والنانخة والكمون والكرويا والشونيز يخلط مع الماء الذي يخلط فيه الآبزن يكمد أيضا بكماد يابس ويستعمل المحاجم واسق منها التي تدر البول فهذا تدبير الحصى الناشبة في الكلى ومجاري البول وأما حصى المثانة فلا تهيج وجعا إلا أن تنشب في فم الإحليل الداخل فحينئذ تحتاج من النطول والآبزن والماء الحار إلى أضعاف ما تحتاج إليه الكلى لأن ذلك العضو أبرد وأصلب وأقل مواتاما وتمردا فأطبخ في الآبزن أشياء أقوى ومرخ المثانة بالأدهان القوية في تسكين الوجع وحمل الأشج والمقل خاضة في الدهن ومرخ به المثانة وضمدها أيضا ومتى ظننت أن المرخيات قد أبلغت فلا تذر إن تمرخها ببعض ما يرد قوتها على دفع ما فيها كدهن الناردين ونحوه لأن كثرة الإرخاء يضعف قوة العضو الدافع.
قال: الأدوية البسيطة التي تفت الحصى التي هي أضعف. اصل الثيل وسقولوقندريون وبزر الخطمى وكزبرة البئر ومزمار الراعي والسعد والحسك والكمون وبزر البطيخ وطبيخ قنطافلن وطبيخ أصل القصب وماء السلق وخل الإشقيل وأما المقوية فحجر الإسفنج والكمافيطوس والنار مشك والجعدة والحمص الأسود وأصل الهليون والمقل العربي وقشور السعد المصري وأصل الفليق وقشر الغار وبزر الفجل والزجاج المحرق والقلب ودم التيس ورماد العقارب وأفضل من هذه اجمع عصفور الاخصاص لونه رمادي إلى الصفرة في جناحيه تخطيط ومنقاره دقيق وفي ذنبه نقط بيض كثير لذنبه يصفر دائما وما أقل ما يستعمل هذا الطائر)
الطيران بل النهوض الخفيف ويظهر في الشتاء خاصة وينزل على الحيطان والسباخات وقوته أفضل من كل دواء يفت الحصى التي قد تولدت ويمنع ما لم تتولد يؤخذ فيملح ويسحق ويؤخذ ويحرق ويخلط رماده بفلفل وساذج ويستعمل بالشراب الصافي قال: ويستعمل مع المفتتة للحصى المدرة للبول الغليظ كالفوة وقشور أصل الكبر والأشق والتي تبول بولا كثيرا جدا كالوج والدوقوا والنانخة والأنيسون والرازبانج فليستعمل مع تحذر شديد ويطرح معه أيضا العطرية وتخلط بها أيضا ما يسرع النفوذ كالفلفل والساذج فمن هذه تركيب الأدوية المفتتة للحصى أعني ما يدر بولا كثيرا ومما يدر بولا غليظا ومما يقوي آلات البول مع ادرار ويفتت الحصاة. 












مصادر و المراجع :

١-الحاوي في الطب

المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)

المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي

الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م

عدد الأجزاء: 7

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید