المنشورات

(علاج أسر الْبَوْل الَّذِي لضعف المثانة)

اسْتعْمل الطيوب القابضة المسخنة قَلِيلا كَالدَّارِ صيني والسعد والبسباسة والسليخة والقرنفل والسنبل يعْطى مِنْهَا كالنبقة واطبخ هَذِه وَاجْعَلْهَا ضماداً واسقه اميروسيا والقفى وَمن دَوَاء الكركم زنة دِرْهَم من كل وَاحِد واطله من هَذِه أَيْضا وينفع من دهن الناردين ودهن البان وَبَعض الأدهان الحارة ويطبخ فِيهَا بعض القوابض. لعسر الْبَوْل بالطفل: تسقى الربة مِمَّا يدر الْبَوْل.
بولس قَالَ: وَيكون من الفالج فِي المثانة عسر الْبَوْل وَقَالَ: إِذا عسر الْبَوْل وَلم يكن ورم حَار وَلَا حَصى وَلَا علق دم وَلَا خراج وَلَا شَيْء من هَذَا النَّحْو فَانْظُر فَإِن كَانَ فِي الْبَوْل حرافة وَدلّ المزاج وَسَائِر المزاجات على أَن فِي الْجِسْم مرّة فَإِنَّهُ قد يكون عسر الْبَوْل من الْمرة فَاسْتعْمل الْأَشْيَاء الَّتِي تعدلها كَمَاء الشّعير والسمك والحمامات والأشياء المرطبة ويدع الْأَشْيَاء الحريفة وَالشرَاب الْبَتَّةَ والرياضة وَالنّصب وَإِذا كَانَ الْبَوْل رَقِيقا أَبيض وَكَانَت الْأَسْبَاب تدل على سوء مزاج بَارِد فَاسْتعْمل الشَّرَاب الْحَار والأدوية المدرة للبول والآبزن فَإِن كَانَ مَعَ بياضه غليظاً فَاعْلَم أَن ذَلِك من خلط بلغمي قد سد منافذ الْبَوْل وعنق المثانة فَعَلَيْك بالسكنجبين والزوفا والصعتر والعرطنيثا والحاشا والمحروث وَلَا تسْتَعْمل المبولة فِي الورم الْحَار والإلتهاب وَأما عسر الْبَوْل يعرض فِي الحميات فليطل بدهن السذاب ودهن الشبث وَمَتى احْتبسَ الْبَطن حقنوا. وَقد يعرض من الفالج فِي المثانة عسر الْبَوْل مرّة وسلسه أُخْرَى وَذَلِكَ فِي بَاب الفالج.
الاسكندر قَالَ: إِذا كَانَ الْبَوْل عسر الْخُرُوج ورأيته أَبيض أَو غليظاً فَإِن ذَلِك من الْبرد وَكَثْرَة الاستحمام بِالْمَاءِ الْبَارِد فأعطه مدرات الْبَوْل باعتدال ومره بالاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار وَالشرَاب السخن والثوم جيد هَاهُنَا وَمَتى كَانَ أَحْمَر رَقِيقا لذاعاً فابدأ بتعديل المزاج والفصد وبزر الْبِطِّيخ وَالْخيَار والخشخاش وَالْحمام العذب المعتدل وَانْظُر إِذا عسر الْبَوْل هَل مَعَ ذَلِك مرّة أَو حرافة أَو تقدمته حرقة أَو ورم ثمَّ عالج بِحَسب ذَلِك. 

شَمْعُون قَالَ: ادلك الْقطن مِمَّن عسر عَلَيْهِ الْبَوْل بالأدهان المسخنة كدهن السوسن والنرجس والزنبق وَأَقْعَدَهُ فِي مَاء الحسك والحلبة والكرنب والخطمى واللفت وكمد الْعَانَة بالرطبة المسلوقة واحقنها بالموميائي واسقه مَا يدر الْبَوْل. لى على مَا رَأَيْت لشمعون: الْبَوْل يعسر إِمَّا لحصاة وَإِمَّا لعلق دم أَو مرّة وَإِمَّا لخام جامد وَإِمَّا لورم حَار وَإِمَّا لورم بَارِد وَإِمَّا لورم فِي المعي وَإِمَّا)
لفالج فِي العضل والحصاة تعرف بعلاماتها وعلق الدَّم والمدة فَإِنَّهُ يتقدمه قُرُوح وجمود الدَّم يغلظ الْبَوْل وَكَانَ عدم إِعْلَام القروح والحصاة والوجع والورم الْحَار واللهيب وَسُرْعَة وُرُود الْعلَّة والورم الْبَارِد فَإِنَّهُ جَاءَ قَلِيلا حَتَّى اشْتَدَّ ورم الأمعاء أَعنِي ورم المعي الْمُسْتَقيم بامتناع الزبل.
من الاختصارات: عسر الْبَوْل إِذا كَانَ من أجل لحم صلب مستدير ينْبت فِي المجرى لَا برْء لَهُ الْبَتَّةَ وَمَا كَانَ فِيهِ فِي الْبَوْل رملية وصفرة وَحُمرَة فعسره عَن الكلى وَمَا كَانَ فِيهِ بَيَاض وخثورة فَعَن المثانة. قَالَ: وَطَرِيق دفع عسر الْبَوْل عَامَّة الآبزن وَالْحمام والكماد والمدرة للبول ويطلى الْموضع بالعاقرقرحا والبورق والخردل وَالْعَسَل وَيكون ذَلِك فِي الْحمام ويطيلون اللّّبْث فِيهِ حَتَّى يعرق عرقاً شَدِيدا فَهَذَا علاج عسر الْبَوْل الَّذِي يكون من غير حَصَاة وَلَا من قرحَة وَهُوَ الَّذِي من ورم فَأَما الَّذِي من قُرُوح فعلاجه البزور الْبَارِدَة كبزر الْبِطِّيخ وبزر الْخِيَار والألبان لبن الْمعز وَلبن الأتن والحقن اللينة والأضمدة الْبَارِدَة. قَالَ: وينفع من الْأسر أَن يحقن الإحليل بدهن بِلِسَان. لى هَذَا ينفع الضَّرْب المثانة مثل طول عسر الْبَوْل وينفع من الْأسر أَن يحقن بِزَيْت قد انقع فِيهِ فِي نصف رَطْل عشر عقارب بيض ويحقن بقضيب فضَّة وينفخ فِيهِ بعد ليسرع فيصل.
مَجْهُول لعسر الْبَوْل عَجِيب: أَدخل العليل الْحمام وَأَجْلسهُ فِي الْحَوْض الْحَار وَيكون قد جففت قشور الْبِطِّيخ وسحقتها كالكحل واسقه وَهُوَ فِي الْحمام فَإِنَّهُ يَبُول مَكَانَهُ. لى إِن أسرف الْبَوْل الْخَامِسَة من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ: ويعرض ضرب من عسر الْبَوْل فِي الحميات الحادة وَيكون من يبس مفرط. لى يعالج هَذَا بالآبزن والمروخ والأغذية اللينة.
تياذوق: قد يكون نوع من قلَّة الْبَوْل عَن انحلال عروق الكبد. لى عَلامَة ذَلِك لين الْبَطن وَلَا يكون مَعَه الوجع فِي الْقطن والمثانة. قَالَ: إِذا كَانَ الْأسر عَن ورم فَإِنَّهُ يكون قَلِيلا قَلِيلا وَالَّذِي يعسر الْبَوْل ضَرْبَة فَإِنَّهُ حَصَاة أَو علق دم أَو مُدَّة أَو حَصَاة فليجلس العليل على بتكة على عصعصه فَقَط ويمسك من خَلفه لِئَلَّا يَقع وَتُؤْخَذ صوفة فيشد وَسطهَا بخيط وَيدخل الْخَيط الْأَسْفَل من رَأس المبولة ويمد حَتَّى يخرج من الْجَانِب الآخر ثمَّ يقطع مَا فضل كُله بعد أَن يمدها وَلَا تكون عسرة المواتات لِلْخُرُوجِ من المبولة لكَي تخرج إِذا جذب الْخَيط وَإِنَّمَا يَجْعَل الصُّوف هُنَاكَ ليمنع أَن يسْبق إِلَى فَم المبولة علق دم أَو مُدَّة. قَالَ: وَتدْخل المبولة على هَذَا: يجلس العليل على مَا وَصفنَا على بتكة على عصعصه ويمسك من خَلفه وَيرْفَع رُكْبَتَيْهِ قَلِيلا إِلَى فَوق الأربيتين وَيبعد كل وَاحِدَة مِنْهُمَا عَن صاحبتها. قَالَ: فَإِنَّهُ إِذا جلس على عظم الظّهْر اسْتَوَى)
تقليب المثانة أَكثر مَا يكون ثمَّ يدْخل القاثاطير بعد أَن يحم العليل إِن أمكن وتنطله بِالْمَاءِ الفاتر وتمرخه بالدهن ليلين نعما ثمَّ تدخل القاثاطير إِلَى الْجَسَد إِلَى أَسْفَل الذّكر بعد أَن تمسحه بالدهن والألعبة اللزجة. قَالَ: وَإِذا بلغ إِلَى أَسْفَل الذّكر بعد أَن تمسحه بالدهن والألعبة اللزجة أقمناه وأملناه إِلَى السُّرَّة وتدفعه على ذَلِك قَلِيلا بِقدر عقد أَو عقدين فَإِذا دخل هَذَا الْمِقْدَار فَذَلِك غلط وَهَذَا الْموضع المنفرج يحْتَاج بعد ذَلِك وَلَا سِيمَا إِن عسر دُخُوله وَيرجع أَن يمِيل الذّكر رَقَبَة المبولة إِلَى أَسْفَل فَإنَّك ترده إِلَى حَاله واشده استعلاء وَيتبع فِي ذَلِك أبدا سهولة الذّهاب وَقلة الوجع لِأَن ذَلِك يدل على حسن الذّهاب حَتَّى إِذا وصل إِلَى مَوضِع فضاء يحبس ذَلِك بِمد الْخَيط لتخرج الصوفة ويتبعها الْبَوْل وَلِأَنَّهُ رُبمَا دخل بعد ذَلِك علق دم أَو مُدَّة فِي القاثاطير أَو ركب رَأسه فَمنع من خُرُوج الْبَوْل فَيَنْبَغِي أَن يكون ميل يدْخلهُ فِي القاثاطير وَيكون لَهُ عَلامَة إِنَّا نعرفها يكون قد وصل إِلَى رَأس القاثاطير وَلَا يكون مَعَ ذَلِك حاد الرَّأْس وَفضل قَلِيلا من رَأس القاثاطير قدر نصف شَعْرَة. قَالَ: وَكَذَلِكَ فاحقن المثانة إِذا احتجت إِلَى ذَلِك فَإِن تشد على القاثاطير كيساً تجْعَل فِيهِ دواءك وأوفق الأكياس مثانة قد عركت نعما ونقيت. لى المبولة الَّتِي يستعملها المحدثون أَجود من هَذِه لِأَن رَأس تِلْكَ وَله ثقب فِي جوانبه صغَار كَثِيرَة لَا يدْخل مِنْهَا علق الدَّم والمدة الْبَتَّةَ لصغرها وَهِي كَثِيرَة فَإِن ركب بَعْضهَا شَيْء دخل الْبَوْل من الآخر وَلِأَنَّهُ رُبمَا دخل فِي هَذَا الثقب وَإِن كَانَ عسيراً قطع مُدَّة وَاجْتمعَ فِي أنبوب الْآلَة فَإِن لَهُ ميلًا يدْخل فِيهِ وَهَذَا الْميل وَإِن كَانَ لَا ينفذ حَتَّى يخرج ذَلِك الدَّاخِل عَن الْآلَة فَإِنَّهُ يَدْفَعهُ وينحيه وَالَّذِي قدرت أَنا أصلح من ذَلِك كُله وَهِي مبولة تتَّخذ من أسرب ليعوج ويلتوي شكل الثقب وَإِيَّاك والوجع فَإِنَّهُ كثيرا يُورث التبويل قروحاً وأوجاعاً لذَلِك. افطيلش: وَيحْتَاج أَن يهيأ مبولة لكل سنّ وخلقة مبولة على مَا يصلح. 










مصادر و المراجع :

١-الحاوي في الطب

المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)

المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي

الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م

عدد الأجزاء: 7

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید