المنشورات

فالج المثانة

(الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: قد يكون)
3 - (فالج المثانة) عَن استرخاء العضلة الملقمة لعنق المثانة فيقطر الْبَوْل بِلَا إِرَادَة. لى إِنَّمَا يكون تقطير الْبَوْل لِأَن مَا يجِئ يخرج أَولا فأولاً وَلَا يجْتَمع ديابيطش السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: صَاحب هَذِه الْعلَّة يعطش جدا وَيشْرب ويبول مَا يشربه سَرِيعا كَهَيْئَته وَهَذِه الْعلَّة من الكلى بِمَنْزِلَة زلق الأمعاء وَمَتى أردْت أَن تعرف السَّبَب فَاسْتَعِنْ بِهَذِهِ الْمقَالة نَحْو الثَّلَاثِينَ مِنْهَا وَجُمْلَة ذَلِك أَن الكلى يحدث بهَا مزاج حَار يضطرها إِلَى اجتذاب الرُّطُوبَة ويضعف قوتها الماسكة فيضطرها إِلَى نَقصه عَنْهَا بِسُرْعَة إِلَى المثانة لِأَن المثانة لَيست بجاذبة للبول من الكلى بل الكلى دافعة عَنْهَا فيجذب أَولا مَا فِي الْعُرُوق من الكبد والكبد من الْمعدة والأمعاء فَحِينَئِذٍ يهيج الْعَطش وَيعود الْأَمر أَيْضا إِلَى مَا كَانَ. قَالَ: وبرؤها عسير. لى الْعلَّة بِالْحَقِيقَةِ فِي هَذِه الْعلَّة هُوَ مزاج حَار ويعرض للكلى حَتَّى يصير كَأَنَّهُ نارى فَإِن هَذَا المزاج يجتذب الرُّطُوبَة جدا وَلَا ينقى لِأَن مِقْدَار الْحَرَارَة يكون زَائِدا على مِقْدَار عظم الجرم فَإِذا جذبت الكلى عَنْهَا بحرارتها فَوق مَا تطيقها دَفعته عَنْهَا بِسُرْعَة لثقله عَلَيْهَا وَأَقْبَلت تجذب فَإِذا أضرت بهَا الرُّطُوبَة دفعتها أَيْضا وَلَو كَانَت تجذب بِقدر مَا تُطِيقهُ لم تلجأ إِلَى)
الدّفع بِقُوَّة وَبِزِيَادَة الْحَرَارَة أَيْضا تقل قُوَّة الماسكة وَالدَّلِيل على ذَلِك أَن مداواتها بالمبردات وبالكافور وَنَحْوه. لى هَذِه الْعلَّة مَتى طَالَتْ أورثت الْبدن هزالًا شَدِيدا ونحولاً. لى قَالَ: إِذا استرخت العضلة المطوقة على فَم المثانة وَالَّتِي على المعي الْمُسْتَقيم عرض للبول والثقل أَن يخرجَا قَلِيلا قَلِيلا من غير إِرَادَة. فالج قَالَ: سقط رجل على قطنه فأعقبه أَن بَوْله يخرج بِلَا إِرَادَة فقصدنا لذَلِك إِلَى عظم الصلب بالمداواة لأننا علمنَا أَن العضلة الَّتِي تأتى عضل المثانة نالتها آفَة. فالج جَمِيع الْأَعْضَاء الألمة قَالَ فِي السَّادِسَة: زَوَال خرز الصلب إِذا كَانَ إِلَى خَارج تبعه خُرُوج الْبَوْل بِلَا إِرَادَة لى احسب وَالْبرَاز لِأَن النخاع يعتل.
السَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ: تقطير الْبَوْل بِلَا عسر بل سَلس قد يكون من حِدته وَيكون من ضعف الْقُوَّة الماسكة الَّتِي فِي المثانة وَذَلِكَ لضعف يكون من سوء مزاج مفرط وخاصة فِي المزاج الْبَارِد. لى قد صَحَّ هَاهُنَا أَن تقطير الْبَوْل الْكَائِن بالمشايخ يكون من المزاج الْبَارِد فِي الْأَكْثَر 3 (التقطير الَّذِي من برد المثانة) من ابيذيميا قَالَ: قد نرى قوما يغلب على نواحي المثانة مِنْهُم الْبرد فَيعرض لَهُم على الْمَكَان تقطير الْبَوْل فَإِذا سخنت تِلْكَ الْمَوَاضِع مِنْهُم سكن ذَلِك. ديباطيش على مَا رَأَيْت ينفع من ديباطيش الْجُلُوس فِي مَاء بَارِد عذب إِلَى أَن يحضر الْجلد ويكمد لِأَنَّهُ يشد عصب المثانة ويبرد الكلى ويسكن الْعَطش. لى قرص بليغ: طباشير نصف دِرْهَم رب السوس مثله كثيراء مثله كافور قِيرَاط افيون مثله يسقى بِمَاء التَّمْر الْهِنْدِيّ ويقرص بِمَاء بزر قطونا. العضيوط وَمِمَّا ينفع العضيوط أَن يكون طَبِيعَته يابسة ويتبرز قبل الْجِمَاع ثمَّ يتَحَمَّل على مقعدته ثلجاً حَتَّى يشْتَد دبره.
الْيَهُودِيّ: قَالَ: ينفع من ديباطش أَنهم يطْعمُون اسفيذباجات دسمة ويسقون بزر قطونا بدهن ورد. لِكَثْرَة الْبَوْل بِلَا عَطش وتقطير الْبَوْل وكثرته: بلوط ينقع فِي خل ثَقِيف ويجفف وكندر وَسعد أَو مصطكي يستف مِنْهُ ويبيت بِاللَّيْلِ على الاطريفل الصَّغِير.
العضيوط قَالَ: وَحمل العضيوط دهن الآس مَعَ قاقيا ورامك. لى يَنْبَغِي أَن يسقى العضيوط أَقْرَاص عجم الزَّبِيب ويتبرز قبل ذَلِك نعما وأخل بَطْنه وجلسه فِي مَاء القمقم وَيحمل هَذِه اهرن طَعَام صَاحب ديابيطش: دراج بِمَاء حصرم وسمك نحل والإوز والمصوص والسفرجل ونبيذ الذبيب وينفع مِنْهُ رب االحماض الاترجي ويعرق فِي الْحمام المجفف ويضمد قطنه وبطنه)
بالأضمدة الْبَارِدَة القابضة وينفعهم الفصد وينفعهم نفعا عَظِيما ادهان مَاء الْفَوَاكِه القابضة.
كَثْرَة الْبَوْل بِلَا عَطش من تقطير الْبَوْل الدَّائِم: بلوط حب الآس كندر جلنار يسقى بِمَاء وخل حَتَّى أَن الرّيح يخرج مِنْهُم بِغَيْر إِرَادَة وخاصة إِذا سعلوا أَو صاحوا وَيكون فِي الخصيان لغَلَبَة الْبُرُودَة والرطوبة عَلَيْهِم وعلاجهم علاج يحْمُونَ الْأَطْعِمَة الْبَارِدَة الرّطبَة والسمك والألبان والبقول والفواكه وَشرب المَاء الْبَارِد واعطهم الترياق والانقرديا والفلافلى واحقنهم بالحقن الحادة والكمادات ويغتذون بِمَا فِيهِ خَرْدَل وفلفل وصعتر وكمون وَيَشْرَبُونَ الشَّرَاب الْعَتِيق الصّرْف أَو نَبِيذ الْعَسَل.
الاختصارات: وَقد يكون خُرُوج الثفل بِلَا إِرَادَة من حرارة وَذَلِكَ لشدَّة حرارة الْبَوْل وَلَكِن ذَلِك يكون بِأَن يشْعر حِدته ولذعه ثمَّ تجلبه لشدَّة ذَلِك عَلَيْهِم. 3 (الْحَادِث فِي الْحَامِل) وَقد يُصِيب الْحَامِل خُرُوج الْبَوْل وَذَلِكَ لضغط الرَّحِم المثانة. قَالَ: وَالَّذِي يعرض من حِدة الْبَوْل للشباب مَعَ لذع وحرقة فَإِنَّهُنَّ يبرأن مَتى ولدن. قَالَ: 

أَصْحَاب ديباطش أَجود علاجهم أَن يحقنوا بالأدهان والأسمان والشحوم واسقهم مَاء الشّعير واطعمهم الأدمغة والمخاخ وَلُحُوم الجداء والألبان الدسمة وسمك الطري والبقول الْبَارِدَة وَمَتى كَانَت الْقُوَّة مُحْتَملَة فابدأ بالفصد أَولا.
الْفُصُول تَفْسِير افلاذيوش قَالَ: مَتى حدث فِي الرَّحِم أَو فِي السُّرَّة ورم مؤلم تبع ذَلِك تقطير الْبَوْل. 3 (من اختيارات حنين) الَّذِي يَبُول فِي الْفراش بِاللَّيْلِ: خولنجان يشرب بِمَاء فَإِنَّهُ عَجِيب فِي ذَلِك. القلهمان: العدس يقل الْبَوْل ويحبسه لِأَنَّهُ يغلظ الدَّم. لى لتقطير الْبَوْل: قد يكون من سوء مزاج وَمِنْه ضرب لَا يكَاد صَاحبه يشفى مِنْهُ وَمَتى ظن أَنه قد شفي مِنْهُ قطر مِنْهُ أَيْضا قطرات وَيكون من اخْتِلَاط حاد وَبَوْل غليظ وعلاجه يسحق المثانة وينضج الأخلاط الْبَتَّةَ وينفع من تقطير الْبَوْل للشيوخ أَن يُؤْكَل الثوم وَأَن يحقن بالجندبادستر وادهن الثنة ويحقن بِسَائِر الأدهان الَّتِي تسخن الكلى وتقويها.
تياذوق قَالَ: ينفع من كَثْرَة الْبَوْل مَعَ الْعَطش طبيخ حب الآس والكمثرى الْيَابِس وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ وتموهيروق وَيشْرب مِنْهُ كل يَوْم أوقيتان على الرِّيق وَتَنْفَع مِنْهُ هَذِه القرصة. أخلاطها: أقاقيا مِثْقَال ورد يَابِس مثقالان جلنار مِثْقَال صمغ نصف مِثْقَال يسقى مِنْهُ قرص فِيهِ مِثْقَال وَيشْرب مَعَه أوقيتان من المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ عَجِيب لديباطيش وَيُزَاد فِيهِ طين مختوم وَمِمَّا يعظم نَفعه لَهُم طبيخ الْفَوَاكِه القابضة وَمَاء التَّمْر الْهِنْدِيّ اعْتمد فِي أدوية ديباطش على مَا يسكن الْعَطش ويغلظ الدَّم ويبرد المزاج. قرصة لديباطش: يُؤْخَذ من الْورْد جُزْء وَمن رب السوس نصف جُزْء وَمن بزر القرع الحلو والطباشير وبزر الْخِيَار وبزر الخس المقشر والجلنار والكثيراء والطراثيث والصندل والكافور ويقرص الشربة دِرْهَمَانِ بأوقيتين من المَاء والخل قد مزجا والغذاء الرجلة والخس والقرع وَالشرَاب الغليظ الْأسود إِن لم يكن مِنْهُ برْء. هَذِه قرصة تعقل الْبَوْل: جلنار وقاقيا وكندر وبلوط وَحب المحلب يقرص ويسقى مِنْهُ دِرْهَم.
اوريباسيوس قَالَ: أعظم شَيْء نفعا لهَؤُلَاء شرب المَاء الْبَارِد ثمَّ يتقيؤنه على الْمَكَان وَأكل الْبُقُول وَشرب مَاء السويق وَلَا يقرب مَا يدر الْبَوْل فَإِنَّهُ أفضل علاجه ويسقى الأقراص الَّتِي يسقى فِي الْحمى المحرقة ويضمد بِتِلْكَ الأضمدة وَاجعَل شرابه نَقِيع التَّمْر وَحب الآس والكمثرى وينفع فِي أَوَائِل الْعلَّة فصد الْعرق من الْمرْفق وليستعمل فِي بعض الْأَوْقَات المخدرة سقيا وحملاً.
مَجْهُول قَالَ: ينفع من الْبَوْل فِي الْفراش أَن يسقى الحلتيت والزعفران يشرب مِنْهُ مَا يحمل الظفر تياذوق قَالَ: وينفع لديباطيش أَن يسقى كل يَوْم أَربع أَوَاقٍ من لبن بِنصْف أُوقِيَّة سكر إِلَى ان يبرأ وليحذر الْجِمَاع ويعتمد على مَا يبرد من الأغذية وَاللَّبن والرايب جيدان لَهُ مَعَ برد. قَالَ: فَإِن اشْتَدَّ برد الكلى والمثانة حَتَّى لَا يمسك الْبَوْل فليشرب الكمونى ويتمرخ بدهن الناردين أَو)
دهن الْقسْط أَو الْمُسَمّى ميغلا أَو دهن السوسن أَو دهن السذاب وينفع أَن يذاب شَحم ودهن ناردين ويذاب اشق بشراب وَيجمع إِلَى القيروطى ويلقى عَلَيْهِ شَيْء من جندبادستر وتطلى بِهِ المثانة أَو الكلى إِن كَانَ ذَلِك مِنْهَا. لى يَنْبَغِي أَن يفرق بَينهمَا. نياذوق لمن لَا يملك بَوْله: بلوط ينقع فِي خل خمر ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يجفف وَيُؤْخَذ مِنْهُ جُزْء كندر نصف جُزْء مر ربع جُزْء سرو مثله يَجْعَل أقراصاً ويسقى.
من رِسَالَة فليغريوس فِي ذيابيطس: اقصد فِي الأول لتسكين الْعَطش بِأَن تسقيه مَاء الْورْد أَو عصير الْورْد فِي ابانه اسْقِهِ قدر قوطولين ولتكن فِي هَوَاء بَارِد أَو مَوضِع كنين رطب جدا وضمده بالأضمدة الْبَارِدَة واغذه بهَا حَتَّى يسكن عطشه وَإِذا سكن فَعَلَيْك بالاحقن المسهلة وتليين الْبَطن. قَالَ: واجلب لَهُ النّوم بِكُل حِيلَة. قَالَ: وَمَتى أزمن السهر والتخم وَالسكر وَشرب المَاء الْبَارِد وَبرد الْجِسْم كُله وَضعف الكبد وَلم يَأْتِ فِي ذَلِك بعلة مقنعة وَأمر أَن يعالج بعد سُكُون الإسهال بحب الصَّبْر بعد الحقن وبلوغاذيا بعده وَاسْتِعْمَال الْقَيْء وضماد الْخَرْدَل وَلم من معجون الصُّحُف معجون جيد لاسترخاء المثانة حب الْغَار وورقه ثَلَاثَة ثَلَاثَة جندبادستر مِثْقَال أرميني مِثْقَال تجمع بدهن الصنوبر ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة مِثْقَال وَالطَّعَام قلية وشواء ويحقن بطبيخ الفنجنكشت والسذاب والكمون ودهن السوسن.
للتقطير الْبَارِد من المنقية لِابْنِ ماسويه: النافعة من تقطير الْبَوْل يسقى من الجوشير والساساليوس من كل وَاحِد دِرْهَم على الرِّيق بِمَاء حَار أَيَّامًا. وللتقطير والبلل قَالَ انطيلش فِي بَاب الْحَصَى: مرخ المثانة بدهن السذاب وَنَحْوه فَإِن المثانة مَتى سخنت قل الْبَوْل وَقل الْقيام الْبَتَّةَ. لى هَذَا علاج يعرض للمشايخ. قَالَ: وَحمله فِي مقعدته مِنْهُ وَمن سَائِر مَا يسخن فَإِن الْبَوْل يقل.
سرابيون قَالَ: الْبَوْل يسلس إِمَّا لضعف عضل المثانة أَو لضعف قوتها الماسكة أَو لفساد مزاج فِيهَا وَأكْثر مَا يعرض سوء المزاج لحدة الْبَوْل من حِدة الأخلاط أَو لقروح مَعَ حرقة. قَالَ: مَتى حدث خُرُوج الْبَوْل مَعَ حرقة ووجع وَكَانَ ذَلِك لَيْسَ لقرح بل لحدة الأخلاط فَعَلَيْك بِمَاء الشّعير والخس والهندباء والاستحمام بالمياه العذبة الفاتر وَترك الحريفة بعد اسهال الصَّفْرَاء مَرَّات ويسقون دَائِما بزر قطونا ودهن ورد. وللبرودة قَالَ: إِذا حدث خُرُوج الْبَوْل عَن فَسَاد مزاج بَارِد فِي المثانة كَمَا يعرض للشيوخ اسْتعْملت الْخمر والأنقرذيا والمثروديطوس وينفعهم نفعا عَظِيما: الاطريفل الصَّغِير إِذا مزج بالشخزنايا والاطريفل إِذا دق فِيهِ كندر وكمون كرماني وَسعد وَمَاء) 












مصادر و المراجع :

١-الحاوي في الطب

المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)

المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي

الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م

عدد الأجزاء: 7

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید