المنشورات
الْمَنِيّ
قَالَ: إِذا كثر الباه اجتذبت البيضتان بِقُوَّة قَوِيَّة جَمِيع ماهو فِيهَا محتبس من رُطُوبَة فِي الْمَنِيّ وَهَذِه الرُّطُوبَة فِي هَذِه الْعُرُوق يسيرَة تخالط الدَّم مُخَالطَة الطل لما يَقع عَلَيْهِ وتحتاج الْعُرُوق إِلَى مثل هَذِه الرُّطُوبَة كي تغتذي بهَا فَإِن دوَام الْجِمَاع يضعف الْجِسْم كُله لِكَثْرَة مَا يتفرغ مِنْهُ من ذَلِك الْخَلْط الَّذِي بِهِ يكون تغذية الْعُرُوق وقوتها من الرّوح من الشرايين وَتعين على ذَلِك اللَّذَّة فَإِنَّهَا وَحدهَا تَكْفِي بِأَن تكْثر التَّحَلُّل من الْبدن بِقُوَّة قَوِيَّة جدا فَإِذا كَانَ ذَلِك من الاستفراغ للشَّيْء الْجيد فَلَيْسَ بعجيب ان تكون كَثْرَة الْجِمَاع تضعف لِأَنَّهُ يفرغ أَجود الدَّم ويفرغ روحاً حيوانياً كثيرا فِي الْمَنِيّ خفِيا والتحلل الْخَفي يكون عِنْد اللَّذَّة وَقد يعرض لقوم غشي شَدِيد عِنْد الْجِمَاع لضعف قوتهم والطائفة من الرّوح الحيواني تخرج مِنْهُم يَعْنِي بِالروحِ هُنَاكَ البخار الْخَارِج مَعَ الْمَنِيّ وَقوم يخرج مِنْهُم هَذَا الرّوح كثيرا فيضعفون لذَلِك ضعفا كثيرا.
الثَّانِيَة من 3 (اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء) قَالَ: ابدأ أبدا فِي كَثْرَة الْمَنِيّ إِذا غلظ أمره بالفصد والقيء الدَّائِم إِن رَأَيْت الْجِسْم يحْتَاج إِلَى استفراغ وَترك الأغذية المولدة للمني وَاسْتعْمل المجففة للمني. لى ينفع مِنْهُ الفصد والتعب الرَّابِعَة من 3 (تَدْبِير الأصحاء) يحدث من كَثْرَة الْجِمَاع مَا يحدث من كَثْرَة الرياضة لِأَنَّهُ يجفف الْجِسْم وَيحل الْقُوَّة. لى ويبرده ويسخنه سخونة قَوِيَّة غَرِيبَة وَيَنْبَغِي ان يكون طَعَام من أسرف فِي الْجِمَاع كثير الرُّطُوبَة لكَي ينهضم انهضاماً جيدا وَيصْلح اليبس الْحَادِث عَن الْجِمَاع وَيكون إِلَى الْحَرَارَة لِأَن الْجِسْم قد يخلخل وَبرد ويبس وَضعف عَن الْجِمَاع فَيجب من ذَلِك أَن يكْشف وَيُقَوِّي ويرطب ويسخن. لى يزْعم: أَن فِي الْعُرُوق والشرايين رُطُوبَة تشبه الْمَنِيّ محدودة كَثِيرَة وَمِنْهَا تغتذي وينسب ضعف الْإِنْسَان بعقب الْجِمَاع وَكَثْرَة الباه إِلَى البيضتين تجتذب ذَلِك إِذا لم يبْق فِيهَا شَيْء لقُوَّة شَدِيدَة حَتَّى تحمى مِنْهَا الْعُرُوق والشرايين فتسترخي بذلك لِأَن بِهَذِهِ غذائها وخاصة الشرايين فَإِنَّهُ يستفرغ مِنْهَا ذَلِك روح كثير واللذة أَيْضا تعين على الضعْف والرياضة وليجعل السَّبَب فِي ذَلِك الدَّم وَهُوَ أشبه لِأَن الْإِنْسَان يستفرغ من الدَّم أَضْعَاف ذَلِك ولايضعف بل يشبه أَن يكون هَذِه الرُّطُوبَة كَأَنَّهَا زبد يَجِيء فِي اللَّبن وَأَنَّهَا تقوى وتغتذى الْعُرُوق وَأَنَّهَا لاتستكمل نوع الْمَنِيّ إِلَّا فِي أوعيته بحرز ذَلِك.
من مسَائِل أرفطاطاليس فِي الباه: إدمان الْجِمَاع يضر بِالْعينِ ويهزلها وَكَذَلِكَ بالخواصر لي ليجتنب الْإِكْثَار من الباه من خاصرته ومراقه رَقِيق وهضمه ضَعِيف.
مُفْردَة: بذر الْفَقْد وشجرته يقْطَعَانِ الباه إِذا أكلا أَو افترش ورقة بزر الخس إِذا شرب قطع تقطير الْمَنِيّ. الشهدانج مَتى أَكثر مِنْهُ جفف الْمَنِيّ. بزر الخس والنيلوفر إِذا شربا قطعا سيلان الْمَنِيّ. السذاب يقطع الباه لِأَنَّهُ يجفف تجفيفاً شَدِيدا فِي الْغَايَة وَيحمل النفخ جدا. مَتى شدّ على ظهر صفيحة أسرب قطعت الأمذاء والإحتلام. وَيجب أَن تطرق حَتَّى ترق ثمَّ تشد على الْعَانَة. د: أَلا يرسا مَتى شرب بالخل قطع الامذاء الْكَائِن بِلَا جماع. الرجلة تقطع شَهْوَة الباه. بزر الخس مَتى شرب مِنْهُ قطع شَهْوَة الباه والاحتلام الدَّائِم. السذاب مَتى شرب قطع شَهْوَة الباه)
وأذهب الْمَنِيّ. بزر الشبث يقطع الْمَنِيّ. أصل النيلوفر أَو بزره مَتى شرب مِنْهُمَا مرّة قطع الِاحْتِلَام فَإِن شرب وأدمن أَيَّامًا أَضْعَف الذّكر وقلصه وأذهب الشَّهْوَة الْبَتَّةَ.
ابْن ماسويه: الحزاء يقطع الباه ماسرجويه: مَاء العدس إِذا شرب قطع الانعاظ مَاء الكزبرة الْيَابِسَة مَتى شربت نقيعاً مَعَ السكر قطعت الِاحْتِلَام بالوا شربت مَعَ سكر. الخوز: كشت بركشت خاصته قطع شَهْوَة الباه.
ماسرجويه: البدسكان يَابِس لطيف بديغورس يَقُول: هُوَ مثل كشت بركشت فِي الْقُوَّة وَلَيْسَ بِهِ. مسيح وماسرجويه: الكافور يقطع الباه. لى أَخذ رجل بلغمى سِتَّة مَثَاقِيل من الكافور فِي ثَلَاث مَرَّات فِي أقل من خَمْسَة عشر يَوْمًا فَانْقَطع عَنهُ الباه الْبَتَّةَ وَبقيت شَهْوَته بِحَالِهَا وضعفت معدته حَتَّى لم تكن تهضم طَعَاما شهرا ثمَّ صلح وَلم يبداه سوء غير هَذَا.
مسيح: الايرسا يقطع الامذاء. شرك: الفلفل يجفف الْمَنِيّ. روفس: الفودنج يقطع الباه بِقُوَّة قَوِيَّة. سندهشار: الْقلب يجفف الْمَنِيّ. الرُّمَّان الحامض يجفف الْمَنِيّ. لى أَقْرَاص ألفتها على مَا رَأَيْتهَا فِي مَوَاضِع كَثِيرَة لسيلان الْمَنِيّ مَعَ حرارة وحدة: ورد احمر مطحون عشرَة دَرَاهِم بزر الخس خَمْسَة دَرَاهِم بزر القثاء ثَلَاثَة دَرَاهِم ورد النيلوفر مجفف ثَلَاثَة دَرَاهِم زهرَة الْخلاف مجففة كافور دِرْهَم الشربة مِثْقَال بأوقية مَاء بَارِد. قرص آخر: ورق السذاب بزر الفنجنكشت فودنج جلنار الشربة مثقالان. لى شكا رجل امذاء شَدِيدا وَكَانَ يسكن عَنهُ فِي الصَّيف عِنْد كَثْرَة الْعرق فألزمته الْحمام فسكن كُله ضَرْبَة. والطباشير يقطع الباه. دَوَاء بَارِد: طباشير ورد بزر القثاء بزر الخس طين خرساني عدس مقشر صندل أصفر بزر الرجلة أصل النيلوفر وبزر القرع سماق جلنار بِالسَّوِيَّةِ كافور قَلِيل قدر دانق فِي الشربة يسقى ثلث دِرْهَم فِي كل يَوْم أَرْبَعَة. دَوَاء حَار: ورق السذاب بزر الفنجنكشت بزر الشبث شهدانج ايرسا كشت بركشت فلفل يستف مِنْهُ. من كتاب روشم فِي الصَّنْعَة: مَاء الْعنَّاب يذهب الانعاظ. لى شراب يذهب ذَلِك يتَّخذ من مَاء الْعنَّاب والعدس والخل ويعلق فِيهِ بعد الْفَرَاغ واقطر الطرخون فِي ذَلِك وَيشْرب.
مسيح: ينفع الامذاء الفصد وَترك الشَّرَاب وَاللَّحم وَاسْتِعْمَال الْقَيْء والاسهال وطلي الحقو ونواحيه بالمبردات بعصارة عِنَب الثَّعْلَب والبنج مَعَ الاسفيذاج والقيموليا ويدمن أكل الشاهترج فَإِنَّهُ يجفف الْمَنِيّ ويستف دَقِيق البلوط بشراب عفص زنة دِرْهَمَيْنِ كل يَوْم وَيدخل المَاء الْبَارِد)
كل يَوْم. قَالَ: قد يعرض للنِّسَاء شَهْوَة الباه حَتَّى يحتك قبلهن فيحككنه فَإِذا جومعن أفرط عَلَيْهِنَّ ويعالجن بِمَا يقل الْمَنِيّ وَيكسر حِدته ولذعه. دَوَاء آخر لذَلِك: شهدانج وصمغ بِالسَّوِيَّةِ أَرْبَعَة دَرَاهِم ثمَّ يشرب بِمَاء الرجلة قوي لقطع الْمَذْي الرَّقِيق أما الرِّجَال فيسقون بزر السذاب جلنارب فنجنكشت وَأما النِّسَاء فليسقين بزر الشبث زنة دِرْهَم بِمَاء حَار أَيَّامًا كَثِيرَة. فِي النَّاس مستفاض: مَتى لبس الْيَاقُوت الْأَحْمَر منع الِاحْتِلَام الْبَتَّةَ. ثَمَرَة الفنجنكشت تقل الْمَنِيّ شرب أَو افترش بِهِ والزهاد يفترشونه لذَلِك قَالَ: بزره يقطع الباه كَيفَ أكل مقلواً وَغير ذَلِك.
وَقد وثق النَّاس بِهِ فَإِنَّهُ يقطع الباه إِذا أكل بل إِذا افترش ورقه. الرجلة تذْهب شَهْوَة الباه مَتى أكلت أَو عصرت وَشرب مَاؤُهَا. الكست يقل الباه خَاصَّة فِيهِ. بديغورس: إدمان شرب المَاء الْبَارِد يقطع الباه. روفس: أصل النيلوفر يقطع الباه مَتى شرب قطع الِاحْتِلَام وَمَتى أدمن شربه أَيَّامًا أَضْعَف الذّكر وبزره يفعل ذَلِك. جالينوس: قَالَ: أصل النيلوفر وبزره يقطع سيلان الْمَنِيّ والاحتلام والأبيض الأَصْل من النيلوفر قوي فِي ذَلِك. الايرسا نَافِع من الامذاء من غير جماع الايرسا نَافِع من سيلان الْمَنِيّ. بزر الخس مَتى شرب بِالْمَاءِ سكن الانعاظ وَكَذَلِكَ طبيخ العدس. السذاب خاصته ييبس الْمَنِيّ ويجففه.
ابْن ماسويه قَالَ جالينوس: السذاب نَافِع من شدَّة شَهْوَة الْجِمَاع والسذاب قَاطع للمني مَتى أكل وطبيخ العدس إِذا شرب سكن الانعاظ قَالَ جالينوس: حكى ذَلِك قوم. عِنَب الثَّعْلَب يقطع الباه. روفس: الفوتنج يقطع الباه والسذاب يقطعهُ والشهدانج إِن أَكثر من أكله يقطع الْمَنِيّ. السذاب يقطع الباه لشدَّة تجفيفه وإحراقه وحله الرِّيَاح فَهُوَ إِذا أَكثر مِنْهُ جفف الْمَنِيّ وَمَتى شدّ الأسرب على الظّهْر أذهب كَثْرَة الِاحْتِلَام إدمان أكل الشبث يجفف الْمَنِيّ. إِن دق الشوكران بورقه وضمد بِهِ الْأُنْثَيَيْنِ أذهب بِكَثْرَة الِاحْتِلَام. وَإِن ضمد بِهِ المذاكير أرخاها قَالَ: جالينوس: خصى الْكَلْب الصَّغِيرَة مِنْهُ الْيَابِس يمْنَع الباه. بزر الخس إِذا شرب نفع من كَثْرَة الِاحْتِلَام وَقطع شَهْوَة الباه وماؤه يقطع الباه. بزر الخس يذهب تقطير الْمَنِيّ ويشفي كَثْرَة الِاحْتِلَام. يُقَال إِن أَكثر الْأَشْيَاء مضرَّة للباه بزر الخس إِذا شرب بِالْمَاءِ. ابْن ماسويه مِمَّا ينفع من سيلان الْمَنِيّ: بزر الفنجنكشت وبزر السذاب من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ جلنار دِرْهَم وَنصف وَيشْرب بِمَاء حَار بعد سحقه أَيْضا وَيُؤْخَذ من الايرسا مِثْقَال وَمن بزر السذاب الْبري دِرْهَم جلنار دِرْهَم يشرب مِنْهُ أَيَّامًا شربة وَاحِدَة. لتجفيف الْمَنِيّ:
يُؤْخَذ أصل الْقصب الْفَارِسِي)
يَابسا وَمن الفودنج الْجبلي والمر وبزر السذاب من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ فربيون نصف دِرْهَم بزر الخس بزر بنج أَبيض ورد منقى من أقماعه دِرْهَم دِرْهَم جلنار فنجنكشت ثَلَاثَة ثَلَاثَة يقرص بِمَاء الفنجنكشت القرص دِرْهَمَانِ ويسقى وَاحِد بِمَاء فنجنكشت رطب أَو طبيخه. آخر يُؤْخَذ بزر السذاب أنيسون دِرْهَم دِرْهَم جند بادستر بزر بنج أَبيض دِرْهَمَانِ ورد بأقماعه جلنار ثَلَاثَة ثَلَاثَة يقرص ويسقى دِرْهَمَيْنِ بِمَاء ورد وَمَاء الخس. اسْتِخْرَاج: بزر الخس بزر بقلة الحمقاء أصل النيلوفر جلنار بزر بنج أَبيض كافور بزر قطونا يَجْعَل أقراصاً بِمَاء الخس ويسقى بِمَاء بَارِد. آخر: بزر الرجلة صندل أَحْمَر يَجْعَل أقراصاً. روفس: إدمان الرّكُوب يقطع الباه وَقد رَأَيْت من زعم كثيرا مِمَّن لزم الرّكُوب كثيرا صَارُوا شبه الخصيان عقماً لَا يَنْسلونَ.
أركاغانيس فِي كِتَابه فِي الْأَمْرَاض المزمنة لسيلان الْمَنِيّ: الزموه الْأَطْعِمَة الغليظة وقووا بدنه فَإِذا قوي بدنه انْقَطع عَنهُ ذَلِك وحجموه بعد فِي الْكَاهِل والقطن ودلكوا مَوضِع الْحجامَة بالملح بعد الْفَرَاغ ثمَّ استعملوا الْأَدْوِيَة المحمرة فِي كل خَمْسَة أَيَّام على الْقطن. فِي فلسفة أرسطاطاليس قَالَ: الْجِمَاع يهرم سَرِيعا لِأَنَّهُ يجفف الْجِسْم. من الْكَمَال والتمام لقطع شَهْوَة الْجِمَاع الَّذِي يصلح لذَلِك يسقى فِي كل يَوْم بزر الخس دِرْهَمَيْنِ أَو بزر السذاب مدقوق بِمَاء بقلة الحمقاء أَو بزر بقلة الحمقاء دِرْهَمَيْنِ بزر الخس والشبث من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ بزر السذاب دِرْهَم وَنصف يُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم دِرْهَمَانِ وَاجعَل الطَّعَام مَا يُوَافق ذَلِك أَو بزر السذاب ثَلَاثَة دَرَاهِم جلنار خَمْسَة دَرَاهِم يشرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار على الرِّيق وطبيخ العدس وتضمد المذاكر بحشيش الشوكران والبنج فَإِن هَذَا يمْنَع الْمَنِيّ المفرط فِي خُرُوجه أَو يكثر أكل الشهدانج. وللامذاء اسْقِهِ بزر الخس أَيَّامًا بِمَاء بَارِد وَيسْتَعْمل الطَّعَام من عدس مقشر وخل وكزبرة. ولبطلان شَهْوَة النِّسَاء: تسقى الْمَرْأَة بزر الشبث دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار أَيَّامًا كَثِيرَة.
الْعِلَل والأعراض قَالَ: الْعلَّة الَّتِي ينتفخ فِيهَا الْقَضِيب وينعظ دَائِما تكون من ريح غَلِيظَة نافخة. فِي حِيلَة الْبُرْء: انتفاخ الذّكر دَائِما يكون إِذا امْتَلَأت الْعصبَة الَّتِي تَجِيء إِلَى الذّكر من ريح بخارية فاستفرغ الْجِسْم أَي ضرب من الاستفراغ أوفق لَهُ ثمَّ ضع على الْعُضْو نَفسه إِن كَانَ أسخن مِمَّا لم يزل عَلَيْهِ وَاحِد من الْأَدْوِيَة المبردة وَاجعَل مِقْدَاره فِي التبريد بِقدر الْحَرَارَة فِي الْعُضْو وَإِن لم يكن قد صَار أسخن مِمَّا كَانَ فِي حَاله الطبيعي وضع عَلَيْهِ فِي ابْتِدَاء الْأَمر دَوَاء يبرد تبريداً معتدلاً وَأما فِي آخر الْأَمر فَلَيْسَ يضْطَر إِلَى أَن يضع عَلَيْهِ مثل هَذَا الدَّوَاء وَكَذَلِكَ)
فَالْزَمْ فِي الْقطن كُله دَوَاء قوته مثل هَذِه الْقُوَّة بِعَينهَا وَاجعَل تَدْبِير الْمَرَض كُله تدبيراً يُولد النضج وَيحل الرِّيَاح ويجفف وَهَذِه الْعلَّة تعرض للشباب خَاصَّة أَكثر وأنفع الْأَشْيَاء لأصحابها إِخْرَاج الدَّم وَقد رددت أَنا رجلا إِلَى حَاله الطبيعية فِي ثَلَاثَة أَيَّام بِإِخْرَاج الدَّم وَبِأَن عملت لَهُ قيروطاً بدهن ورد وشربتهما مَاء بَارِدًا وألزمتهما الذّكر والقطن وَكنت أَسْقِي أَصْحَاب هَذِه الْعلَّة من النيلوفر ثمَّ أسقيهم بعد ذَلِك الفنجنكشت وَمَتى طَالَتْ الْعلَّة أطعمتهم شرابًا كثيرا فَإِنَّهُ قانون عَام أَن يسْتَعْمل فِي أَكثر الْأَمر فِي آخر الْعِلَل الردية فِي جَمِيع الْأَعْرَاض أدوية تسخن وتيبس وَمَعْلُوم أَنه إِذا كَانَ الذّكر هُوَ الوارم فالاستفراغ لَا يجب أَن يكون بادرار الْبَوْل والاسهال والحقن لَكِن بالقيء والفصد.
من تَدْبِير الأصحاء قَالَ: وَمن الْأَبدَان الردية المزاج أبدان يتَوَلَّد فِيهَا مني كثير حَار يَدعُوهُم إِلَى نفضه فَإِذا نفضوه ضعفوا وقضفوا وَغَارَتْ عيونهم واصفرت ألوانهم. وَمَتى أَمْسكُوا عَن الْجِمَاع ثقلت رؤوسهم ومعدهم وَعرض لَهُم غثيان وقيء وَكثر احتلامهم وأصابهم مِنْهُ من الضعْف وَنَحْو ذَلِك وَمِنْهُم من يحس بمنيه حاراً لذاعاً وتحس النِّسَاء مِنْهُ بذلك وَيجب أَلا يَأْكُل هَؤُلَاءِ المولدة للمني ويستعملوا المجففة لَهُ ويروضوا أعالي أبدانهم بلعب الكرة الصَّغِيرَة وَرفع الْحِجَارَة وامرخ حقوبه وَمَا دونهمَا بعد الاستحمام بالأدهان المبردة كدهن الْورْد ويتخذ لَهُم مِنْهَا مَالا يسيل على أبدانهم بِسُرْعَة مثل قيروطى بدهن ورد مشربَة مَاء الخس وعصارة حَيّ الْعَالم وعنب الثَّعْلَب وتشد صفيحة رصاص على الْقطن فَيمْنَع الِاحْتِلَام وجربته وَهُوَ صَحِيح وَأمرت آخر بِأَن افترش الفنجنكشت والسذاب الطري فأحس بنفعها على الْمَكَان وَكَذَلِكَ إِن افترش الْخلاف والورد والبنفسج والنيلوفر.
فليغريوس: الَّذين يخرج مِنْهُم منيهم بِلَا إِرَادَة يهزلون جدا ويضعفون ويموتون إِذا دَامَ بهم ذَلِك وعلاجهم الْجُلُوس فِي مياه قابضة واطل الظّهْر والعانة بشوكران وادلك الْجِسْم دَائِما وأغذيه قابضة والزمهم الرياضة والتعب وَترك الدعة والأطعمة الحلوة الدسمة ويتجوعوا كثيرا فَإِنَّهُ نَافِع لَهُم جدا.
من الْعِلَل والأعراض: الامذاء الدَّائِم يكون إِمَّا من ضعف الْآلَة الَّتِي للمني عَن امساكه وَهَذَا يكون من غير إنعاظ وَإِمَّا عَن التشنج يحدث فِي تِلْكَ الأوعية فيمددها ويهيج الْقُوَّة الدافعة لدفع الْمَنِيّ كَالَّذي يعرض لَهُ فِي الصرع وَهَذَا يكون مَعَ إنعاظ.)
الْيَهُودِيّ قَالَ: قد يخرج بعد هَذَا الْبَوْل شَيْء لزج يتَعَلَّق بِالثَّوْبِ للزوجته وَإِنَّمَا هُوَ شَحم الكلى وَهُوَ إِذا تعرض ينهك الْبدن. وَقَالَ: خُرُوج الْمَنِيّ يكون إِمَّا لِأَنَّهُ حَار حاد مفرط الحدة وَإِمَّا لطول الْعَهْد بِالْجِمَاعِ فتضعف الْآلَة بِكَثْرَة الْمَنِيّ أَو لاسترخاء العضل الممسك للمني وَإِمَّا لرقته.
قَالَ: عالج مِنْهُ إِذا أمكن الزَّمن وَالسّن بفصد الأكحل وتبريد الْعَانَة والقطن والورك بعنب الثَّعْلَب وعصير البنج واعطه الاطريفل الْأَصْغَر واحمه المولدة للمني وَالشرَاب. قَالَ: والسذاب والفنجنكشت والحزاء والحندقوقا والمرو الْأَبْيَض محرقة للمني وَكَذَلِكَ الفودنجات والعنبر.
جورجس قَالَ: يذهب الباه أكل الطباشير.
من الأهوية والبلدان قَالَ: كَثْرَة الرّكُوب يضعف الباه وَيُورث العقم لِأَنَّهُ يرض أوعية الْمَنِيّ. لى كَثْرَة الرّكُوب لَا يضعف الباه فِي أَصْحَاب الأمزجة الْبَارِدَة والرطبة بل يزِيد فِيهِ لِأَنَّهُ يسخن الكليتين وأوعية الْمَنِيّ وَأما أَصْحَاب الأمزجة الحارة الْيَابِسَة فَهُوَ يضرهم لِأَنَّهُ يضعف أوعية الْمَنِيّ.
فِيمَا ذكر أَبُو جريج: مَتى أَدِيم أكل الرجلة أذهب الشَّهْوَة. من مسَائِل أرسطاطاليس: إدمان الباه يذهبه.
الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: قد يكون استفراغ الْمَنِيّ من غير إِرَادَة وَلَا توتر الإحليل فَيكون ذَلِك إِمَّا لرقة الْمَنِيّ وَإِمَّا لضعف الْقُوَّة الماسكة. قَالَ: فَأَما الْعلَّة الَّتِي تسمى فريافيسيموس فَهِيَ أَن ينعظ الْإِنْسَان وَيبقى دَائِما من غير شَهْوَة الْجِمَاع وَقد يكون من كَثْرَة ريح نافخة توتره مَتى وصلت فِي الْعصبَة المجوفة أَو من أجل أَفْوَاه الْعُرُوق الضوارب الْجَارِيَة إِلَى الْقَضِيب إِذا اتسعت وَيكون من أجل اتساع الْعُرُوق أَكثر لِأَن ذَلِك أسهل وَمن كَانَ بِهِ فِيمَا سلف اخْتِلَاج متواتر فِي إحليله كَانَ سَبَب علته ريحًا نافخة وَمن كَانَ ذَلِك بِهِ من أجل اتساع الْعُرُوق فَلَا يحدث ذَلِك بِهِ وَرُبمَا حدث هَذَا الضَّرْب الَّذِي من اتساع الْعُرُوق من الِامْتِنَاع من الْجِمَاع مُدَّة طَوِيلَة وَمن أَطْعِمَة تولد أخلاطاً حارة أَو من اسْتِعْمَال شدّ الْوسط كثيرا على غير عَادَة ويصيب من يكثر منيه وَيمْتَنع من الْجِمَاع والارتياض ويفنى دَمه بِضَرْب آخر وَيَنْبَغِي لهَؤُلَاء أَن يستفرغوا الْمَنِيّ بِالْجِمَاعِ ويأخذوا مَا يقل الْمَنِيّ ويتباعدوا عَن الْأَحَادِيث الَّتِي تهيج الباه.
الْعِلَل والأعراض: مَتى كَانَ سيلان الْمَنِيّ مَعَ انتشار الْقَضِيب فَإِن ذَلِك يكون لعِلَّة تشبه التشنج تحدث فِي أوعية الْمَنِيّ وَإِذا كَانَ الْقَضِيب مسترخياً فَمن ضعف أوعية الْمَنِيّ الماسكة.
أهرن: ينفع من الحكة فِي الرَّحِم وانتفاخه من شدَّة الشَّهْوَة الفصد من الأكحل ثمَّ الصَّافِن)
والأدوية الَّتِي تمشي الْمرة. لى هَذِه تعالج بعلاج الرِّجَال وتنوم على الفنجنكشت وَتلْزم الحامض فِي طعامها.
من كتاب الْحُدُود: سيلان الْمَنِيّ يهزل الْبدن وَيفْسد لَونه.
ابْن سرابيون: عالج الامذاء وسيلان الْمَنِيّ بتلطيف التَّدْبِير وَالنَّوْم على الْفرش الْبَارِدَة وَترك الإسهال وإدرار الْبَوْل وَاسْتِعْمَال الْقَيْء فَإِنَّهُ جيد لَهُ وَلَا تستفرغ من أَسْفَل فَإِنَّهُ يجذب إِلَى أَسْفَل مَادَّة وَلَا ينَام على الْقَفَا فَإِنَّهُ ينعظ ولينم على الْخلاف ويشد على قطنه عِنَب الثَّعْلَب وَيَأْكُل الفرفير وَيشْرب النيلوفر مَعَ السذاب الْأسود الْقَابِض وَمَاء العدس وَمَاء الفرفير وبزر الخس وَإِن لم تكن حرارة ظَاهِرَة فَاسق حب الْفَقْد والسذاب وَحب القنب يجفف الْمَنِيّ إِذا أَكثر مِنْهُ. دَوَاء قوي لذَلِك: أصل الْقصب الْفَارِسِي وفودنج جبلي وبنج أَبيض وبزر الخس وبزر السذاب وفنجنكشت وَورد أَحْمَر بِالسَّوِيَّةِ الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء ممزوج بخل خمر وَإِن لم تكن حرارة نفع من ذَلِك الكمون. كَثْرَة الْجِمَاع يعقل الْبَطن وَيُورث القولنج ويبرد الْجوف تبريداً شَدِيدا. الْهِنْدِيّ: الزَّبِيب يقل الْمَنِيّ.
من كتاب روفس فِي الباه قَالَ: الْجِمَاع يبرد الْجِسْم الْحَار وَيزِيد الْبَارِد برودة وَلَا يكَاد يَصح النضج لمدمن الْجِمَاع وتعلوهم صفرَة والصفرة من غير حمى لَا تكون إِلَّا من عِلّة بَارِدَة وَلَا تكون أَبْصَارهم حادة وَلَا سمعهم وَلَا شَيْء من حواسهم ويغلب عَلَيْهِم السهر والارتعاش وتضرب عَلَيْهِم المفاصل وينفث بَعضهم الدَّم الْكثير وَيصير إِلَى وجع الكلى والمثانة وَمِنْهُم من ينتن فَمه ويوجعه أَسْنَانه ويتورم لِسَانه فَإِذا رَأَيْت هَذِه العلامات فليتقدم بالامساك عَن الْجِمَاع وَكَثْرَة الْجِمَاع بِالرِّجَالِ أضرّ لِأَن تعبهم فِيهِ أَشد ومزاجهم أخف وَلِأَنَّهُم فِي حَال الباه يَمْتَد العصب مِنْهُم أبدا ويحمى الْجِسْم فيخاف أَن يتشنج بعض أَعْضَائِهِ الداخلية وَيَنْقَطِع مِنْهُم عرق قَالَ: وَكَثْرَة الْجَنَابَة أَشد إضعافاً من كَثْرَة المجامعة فَلذَلِك إِذا الحت أرخت الْجِسْم فَيَنْبَغِي أَن يُجَامع لثقل الْجَنَابَة وَمن أَكثر مِنْهُ وَهُوَ شيخ أَو يَابِس المزاج عطب والأغذية الْبَارِدَة الْيَابِسَة كلهَا تذْهب النُّطْفَة وَالْجِمَاع على التَّعَب يورم الحقوين. وينفع من كَثْرَة الِاحْتِلَام قلَّة الْغذَاء ويبسه وبرده وَألا يتعب فَإِن من تَعب استرخى بدنه وَأَكْثَره الِاحْتِلَام يكون لمن استرخى بدنه فَإِذا نَام احْتَلَمَ وَالنَّوْم على الْجَانِب الْأَيْمن يذهبه ويساره يهيجه لاسيما الاستلقاء والانبطاح على فرَاش حَار وينفع أَن يطلى الحقو باسفيذاج وخل وكزبرة أَو شوكران. من كتاب الاغتذاء: قلَّة الْأكل)
وَكَثْرَة التَّعَب يقلل اللَّبن والمنى وَالدَّم.
أبقراط فِي تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: يعرض للمكثرين الْجِمَاع دق ويجدون شَبِيها بدبيب النَّمْل من الرَّأْس إِلَى الصلب ويحتلمون دَائِما ويضعفون وتطن آذانهم ثمَّ يعرض لَهُم حمى حادة فيهلكون فاسقهم اللَّبن واحمهم التَّعَب وَالْحمام وَالسكر.
(مَنَافِع الْجِمَاع فِي الْبدن) (وإنهاض الشَّهْوَة والانعاظ وَالزِّيَادَة فِي الْمَنِيّ وَمَا يحْتَاج أَن يتدبر بِهِ قبله وَبعده) (والرعدة تصيب الْإِنْسَان بعد الْجِمَاع والبخار الشَّديد يصعد إِلَى الرَّأْس بعد) (الْجِمَاع والتعظيم والتضيق والملذذة وَالَّتِي ترى ماءاً كثيرا عِنْد الْجِمَاع وَالَّتِي) (تمنع سيلان الرطوبات والطمث فِي وَقت الْجِمَاع والمني الَّذِي يغلظ حَتَّى) (يخرج كالخيط من غلظه وَقد ذكرنَا هَذَا فِي بَاب الْمَذْي.) السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: الفتيان الْكثير الْمَنِيّ إِذا لم يجامعوا ثقلت رؤوسهم وقلقوا وحموا وَقلت شهوتهم واستمراؤهم وَأعرف قوما كَانُوا كثيري الْمَنِيّ فَلَمَّا منعُوا أنفسهم من الْجِمَاع لضرب من التفلسف وَغَيره بردت أبدانهم وعسرت حركاتهم وَوَقعت عَلَيْهِم الكأبة بِلَا سَبَب وَعرضت لَهُم أَعْرَاض المالنخوليا وَقلت شهوتهم وهضمهم وَرَأَيْت رجلا ترك الْجِمَاع وَقد كَانَ قبل ذَلِك جَامع مجامعة متواترة فقد شَهْوَته للطعام فَصَارَ وَإِن أكل الْقَلِيل لم يستمرئه وَمَتى حمل على نَفسه فَأكل فضلا قَلِيلا تقيأه من سَاعَته وَلَزِمتهُ أَعْرَاض المالنخوليا فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى 3 (الأنعاظ) الإستلقاء على الْقَفَا على فرش لينَة حارة يزِيد فِي الانعاظ عكس قَول ج فِي كَلَامه فِي انتفاخ الذّكر: شدّ الْوسط الدَّائِم يهيج الانعاظ والأدوية المسخنة والنافخة إِذا شربت وَإِذا طليت على الْقطن وعَلى الْأُنْثَيَيْنِ والدبر والأطعمة المولدة للمني الْكثير وَترك الْجِمَاع مُدَّة مَعَ كَثْرَة حَدِيثه وَالسَّمَاع لما يتشوق إِلَيْهِ يُقَوي الانعاظ وَقلة إِخْرَاج الدَّم وَترك الرياضة وَكَثْرَة الْفِكر وَلَا يغيبه بِمدَّة طَوِيلَة إِذا كَانَ قَادِرًا عَلَيْهِ لِأَن الْأَعْضَاء إِذا فقدت أفعالها ضعفت قواها وانسدت مجاريها وَلذَلِك المعتادون للجماع الْكثير أقوى عَلَيْهِ وهم عَلَيْهِ أَصْبِر وَهُوَ لَهُم أقل ضَرَرا فَأَما ترك الْجِمَاع مُدَّة طَوِيلَة والإضراب عَن ذكره فَإِنَّهُ يقلص الذّكر ويجعله شبه ذكر الشُّيُوخ واستعماله كثيرا يُوسع هَذِه الْعُرُوق ويسهل انصباب الأخلاط إِلَيْهَا وَيكثر لَهُ توليد الْمَنِيّ وتكثر لذَلِك الشَّهْوَة. 3 (مَنْفَعَة الْجِمَاع) قَالَ: من كَانَ مُعْتَادا للجماع ثمَّ تَركه فَإِنَّهُ رُبمَا عرضت لَهُ الْعلَّة الْمُسَمَّاة بارسموس وَهُوَ توتر الذّكر دَائِما. لى قَوْلنَا الضَّرْب عَن الْجِمَاع لم يغن مُدَّة طَوِيلَة كَمَا يضْرب عَنهُ من يُرِيد قطعه الْبَتَّةَ لَكِن بِقدر مَا يجْتَمع الْمَنِيّ وَيكثر وَهُوَ فِي ذَلِك يكثر حَدِيثه والإشتياق إِلَيْهِ وَلكُل مَا يُولد الْمَنِيّ واستعماله خَارِجا وَبَاطنا مَا سَنذكرُهُ بعد هَذَا لمن كَانَ ضَعِيف الإنعاظ فَإِذا قوي إنعاظه فليتدرج إِلَيْهِ بِالْعَادَةِ فَإِنَّهُ إِن أَكثر مَا جرت لَهُ بِهِ الْعَادة قوي الْعُضْو على ذَلِك وجلب لنَفسِهِ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ بِحَسب مَا قد جرت لَهُ من الرياضة وَالْحَرَكَة.
من الثَّانِيَة من تَدْبِير الأصحاء: قد يحدث عَن الْجِمَاع فِي الْبدن من اليبس مَا يحدث لَهُ من كَثْرَة الرياضة. قَالَ: يحدث عَن الْجِمَاع فِي الْبدن وَلذَلِك يَنْفَعهُ الرياضة الْيَسِيرَة وَالْحمام والغذاء الرطب وَيكون إِلَى الْحَرَارَة إِن برد الْبدن بِالْجِمَاعِ وَإِلَى الْبُرُودَة إِن سخن وَلَا يُفَارق الترطيب فِي الْحَالين.
من كتاب مابال: ركاب الْخَيل يعتريهم شَهْوَة الباه أَكثر ويعظم أنثييهم. من كتاب بولس فِي الفلاحة قَالَ: كل خبز يخبز بِلَا خمير فَإِنَّهُ يُحَرك الْجِمَاع جدا.
الأولى من تَفْسِير الثَّانِيَة من ابيذيميا قَالَ: الْجِمَاع يحل الإمتلاء ويمنعه لكنه يوهن قُوَّة الْمعدة جدا وَترك الْجِمَاع أبلغ شَيْء فِي حفظ قُوَّة الْمعدة.)
الْخَامِسَة من الثَّانِيَة قَالَ: الْإِكْثَار من الباه ينفع الْأَمْرَاض الَّتِي تكون من البلغم. إِنَّمَا ينفع مِنْهُم من قوته قَوِيَّة فَأَما الضُّعَفَاء فَإِنَّهُم إِذا أَكْثرُوا من الباه وبهم أمراض البلغم صَارُوا إِلَى الْغَايَة القصوى من الضعْف وَالْبرد فيضرهم فَأَما من كَانَت قوته قَوِيَّة والحرارة الغريزية فِيهِ كَثِيرَة فَإِن الْإِكْثَار من الباه لَا يُضعفهُ ويحط الباه من البلغم الَّذِي قد كثر فِي بدنه فَإِن اسْتِعْمَال الباه يجفف الْبدن كَمَا يفعل السهر لِأَنَّهُ يزِيد فِي تَحْلِيل الأخلاط فَمَتَى كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة فَإِن الباه يسخن الْجِسْم وَمَتى كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة فَإِن الباه يسخن الْجِسْم فِي وَقت اسْتِعْمَاله ثمَّ أَنه بعد يبرد تبريداً قَوِيا.
قد يظْهر أَن قَول من قَالَ: إِن الْجِمَاع كَمَا أَنه يجفف دَائِما كَذَلِك يبرد صَحِيح. قَالَ: وَالْمَنْفَعَة الَّتِي ينَال الْإِنْسَان من الْجِمَاع إِنَّمَا ينالها بتبريده بدنه وَذَلِكَ أَن الْجِمَاع لَا ينفع إِلَّا من كَانَ فِي بدنه بخار دخاني لغَلَبَة سوء مزاج حَار بالطبع عَلَيْهِ فَقَط فَإِن هَؤُلَاءِ إِذا احتقن فيهم ذَلِك البخار الدخاني فَلم يتَحَلَّل ضرهم ذَلِك مضرَّة عَظِيمَة فَهَؤُلَاءِ هم الَّذين يَنْتَفِعُونَ بالباه مَتى استعملوه فِي وَقت الْحَاجة وبالمقدار الَّذِي يَنْبَغِي الْجِمَاع يشد الطبيعة مَا لم يفرط حَتَّى تضعف الْقُوَّة فَإِذا أَضْعَف الْقُوَّة فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك ينْطَلق الْجوف لفساد الهضم. لى رَأَيْت فِي كتاب سوء التنفس فِي الثَّالِثَة شَيْئا يُوجب: أَنه قد يعرض عَن الْإِمْسَاك عَن الْجِمَاع مَعَ شدَّة الْحَاجة إِلَيْهِ شَبيه بِمَا يعرض للنِّسَاء الْمُسَمّى اختناق الْأَرْحَام.
الْيَهُودِيّ: عاقرقرحا مِثْقَال دارصيني دِرْهَم فربيون نصف دِرْهَم ينعم سحقه جدا ويطرح فِي نصف أُوقِيَّة من الزنبق الْخَالِص ويمرخ بِهِ الإحليل والخصيتان والعجان وأسفل الرجلَيْن وَيكون المرخ شَدِيدا حَتَّى تحمى تِلْكَ الْمَوَاضِع. السّمك المشوي مَتى أكل مَعَ البصل زَاد زِيَادَة بَيِّنَة فِي الْجِمَاع وَيجب أَن يكون حاراً فَأَما الْبَارِد فَلَا ينفع.
الْيَهُودِيّ: قد رَأَيْت من أَصَابَته فِي رَأسه ضَرْبَة يذهب عَنهُ شَهْوَة الباه وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تعلم أَن الدِّمَاغ فِي ذَلِك أعظم الْخطر فَلذَلِك مَتى ضعف الدِّمَاغ قل الباه وعلاجه السعوط بدهن اللوز والروائح الطّيبَة ليسمن الدِّمَاغ وعلامة ذَلِك أَلا يكون بِالْقَلْبِ والكبد والكلى عِلّة والباه نَاقص وَالْعين مَعَه تكون غير سخن وَلَا رطب. الدغدغة تصيب الْإِنْسَان عِنْد الْجِمَاع وَبعده: اسْقِهِ أَيَّامًا دِرْهَم جوشير بأوقية من مرزنجوش مطبوخ. قَالَ: من النَّاس من يصعد إِلَى رَأسه بعد الْجِمَاع بخار شَدِيد وعلاج هَؤُلَاءِ أَن يتْركُوا شرب النَّبِيذ الصّرْف الْكثير فَإِنَّمَا يُؤْذونَ مِنْهُ.
مَجْهُول: للباه بزر حندقوقا كيلجة دقه واعجنه بِعَسَل وَاجعَل جوزات وتأكل جوزة مَتى أردْت)
ذَلِك. دَوَاء جيد ملذذ فِي بَاب النحب يعظم الذّكر: يدلك ويمرخ شَحم الورل فَإِنَّهُ يعظم وَيكون ذَلِك شَدِيدا وَليكن الدَّلْك شَدِيدا.
حمول مسخن: يُؤْخَذ الكرمدانج ينخل بحريرة صفيقة ويتحمل مِنْهُ قَلِيلا مَعَ دهن زنبق فَإِنَّهُ يسخن حَتَّى يفْطن أَنه علاج إِن أَكثر مِنْهُ جدا فَلَا يكثر مِنْهُ. علاج يطيب ويضيق الرَّحِم عجب فِي ذَلِك سك ومسك قَلِيل زعفران يطْرَح فِي شراب ريحاني ويغلى ويغمس فِيهِ خرقَة كتَّان حَتَّى تشربه ويرفعها عنْدك وَعند الْحَاجة تقطع مِنْهَا قِطْعَة وتحتمل سَاعَة فَإِنَّهُ يطيب رِيحه ويضيق.
عَجِيب حَتَّى لَا يشْبع الرجل مِنْهُ مشهٍ. 3 (ضعف الْمَنِيّ من الدِّمَاغ) أهرن: إِذا كَانَ الْمَنِيّ ضَعِيفا فَإِن ذَلِك عَن الدِّمَاغ. وَإِذا كَانَ الإنتشار ضَعِيفا فَذَلِك عَن الْقلب وَإِذا كَانَت شَهْوَة الباه ضَعِيفَة كَانَ عَن الكبد والكليتين ويهيج الباه أكل البصل المشوي والمثروديطوس جيد لَهُ. وَإِذا كَانَ ذَهَابه لغم الْقلب فدواء الْمسك.
الطَّبَرِيّ للباه قَالَ: يدْخل الْحمام أَو تُوضَع الرجل فِي مَاء حَار سَاعَة ثمَّ يُؤْخَذ عاقرقرحا وفربيون فيجاد سحقه ويعجن مَعَه قَلِيل مسك ويعجن بدهن زنبق ويطلى بِهِ بَاطِن الْقدَم والمذاكر والعجان فَإِنَّهُ مجرب قوي وَيكون ذَلِك بعد الأغذية الجيدة والحقن فَإِنَّهُ جيد بَالغ. لى يجب أَن يحقن مَرَّات وَيَأْكُل مَا يهيج الباه أَيَّامًا كَثِيرَة وَيمْنَع من الباه ثمَّ يمسح بِهَذَا. قَالَ: وينفع من استرخاء الذّكر أَن يدهن بدهن بِلِسَان أَو بدهن الْخَرْدَل. قَالَ وَفِي كتاب الْهِنْد: إِنَّه مَتى نقصت النُّطْفَة جدا فسد اللَّوْن وتوجع الذّكر وَكَانَ صَاحبه ميت الْقلب. البوزيدان يزِيد فِي الباه وَكَذَلِكَ الناركيو والبهمنان. لى تجربة: دهن السعد يصلب الذّكر والتمسع بالسعد يفعل ذَلِك حَتَّى أَنه إِن مسح بِهِ ذَلِك نفع من سَاعَته. لى رَأَيْت مَتى كثر النفخ فِي الْبَطن وَلم يبلغ أَن يكون مرجعه اشْتَدَّ الإنعاظ.
مصادر و المراجع :
١-الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م
عدد الأجزاء: 7
20 سبتمبر 2024
تعليقات (0)