المنشورات

(كتاب العلامات)

يعرض لصَاحب الْحَيَّات كَثْرَة الْأكل وينحف مَعَ ذَلِك الْجِسْم ويضعف ويجد نخسا على فُؤَاده ونخسا عِنْد سرته وخاصة إِذا خلا من الطَّعَام وخاصة إِذا كَانَ من الطَّعَام هَذِه الْحَيَّات العراض وَأما المدورة فَإِنَّهَا تكون فِي الشَّبَاب أَكثر مِنْهَا فِي الشُّيُوخ وَفِي الصّبيان أَكثر مِمَّا تكون فِي الشَّبَاب ويعرض مَعهَا لذع فِي المعي ومغس وغثى حَتَّى يضْطَر صَاحبهَا إِلَى إِدْخَال يَده فِي فِيهِ وَذَلِكَ عِنْد صعودها إِلَى فَم الْمعدة ويستطلق بَطْنه مِنْهَا وَرُبمَا خرجت من فَوق بالقيء ويعرض لَهُ ضعف شَدِيد وَقلة شَهْوَة الطَّعَام وصفرة وهزال وسعلة يابسة وَرُبمَا غشي عَلَيْهِ وَرُبمَا عرض للصبيان الِاضْطِرَاب فِي النّوم وصرير الْأَسْنَان وَالنَّوْم على بطونهم من شدَّة الْأَلَم وَرُبمَا عرض مَعَه التشنج والحمى والسبات ويحم وُجُوههم ويبرد أَطْرَافهم ويلقون بِأَيْدِيهِم إِلَى النواحي من الكرب ويعرقون عرقا بَارِدًا وَإِذا لمست بطونهم وجدت شَيْئا جاسيا وَرُبمَا تحركت تَحت الْيَد ويأخذهم مَعَ ذَلِك مغس ومجستهم ضَعِيفَة مُخْتَلفَة وَرُبمَا خرجت من الْأنف وَقل مَا تخرج بالقيء عِنْد شدَّة الْحمى وَالِاضْطِرَاب وَأما فِي حَال لَا حمى فَتخرج من أَسْفَل وَيُشبه بعض أعراضها قرانيطس إِلَّا أَنهم لَا يلقطون زئبر الثِّيَاب وَلَيْسَ فِي رؤوسهم وجع وَلَا فِي آذانهم طنين لكِنهمْ يَجدونَ مغسا ولذعا ونخسا وَالِاخْتِلَاف فيهم مُنْقَطع سَاعَة بعد سَاعَة وتنقطع أَصْوَاتهم سَاعَة فساعة. ويميز بَينهَا وَبَين الصرع بوجع الْبَطن وَأَنه لَا وجع بهم فِي الرَّأْس وتميزه من القولنج أَن بطونهم لَيست معتقلة الْبَتَّةَ وألوانهم صفر وينبطحون على وُجُوههم. وَيفرق بَينهم وَبَين تصرير أسنانهم من النّوم فَإِن تصرير الْأَسْنَان من الْحَيَّات إِنَّمَا يكون حينا فحينا. وَإِذا خرجت من المرضى ميتَة كَانَت من عَلَامَات الْمَوْت وَإِذا خرجت حَيَّة كَانَ دَلِيلا صَحِيحا على الْقُوَّة.
وَأما الديدان الصغار الَّتِي تكون فِي المقعدة فَإِن صَاحبهَا يجد حكاكا فِي المقعدة وَقد يشْتَد ذَلِك حَتَّى يغشى عَلَيْهِ ويجد قبل أَن يتبرزها ثقلا تَحت شراسيفه وَفِي صلبه. قَالَ: وَإِذا)
خرجت الْحَيَّات من المحموم ميتَة دلّت على مَوته وَمَتى خرجت بِلَا حمى وَهِي حَيَّة مَعَ دم فَهُوَ ردي وَمَتى اخْتلف الْمَرِيض حيات وَهِي حَيَّة دلّت على صِحَة قوته وَمَتى خرجت بالقيء دلّت على أخلاط ردية فِي معدته وَخُرُوج الْحَيَّات أجمع فِي الحميات ردي إِلَّا أَن الْحَيّ خير من الْمَيِّت. وَإِذا خرجت مِنْهُ قبل الهبوط فَذَلِك ردي وَمَتى خرجت بعد الهبوط فَصَالح يدل على قُوَّة الطبيعة وَقبل الهبوط يدل على ضعف وَسُقُوط الْقُوَّة وعَلى أخلاط ردية.
الأولى من الثَّانِيَة من ايبذيميا: الديدان تولد فِي الخريف من أجل الْفَوَاكِه أَكثر. وَقد تتولد فِي سَائِر الْأَوْقَات من أجل فَسَاد الْأَطْعِمَة. والديدان أَنْفسهَا من شَأْنهَا أَن تتحرك فِي الْأَزْمَان وتهيج فِي الخريف عِنْد الْمسَاء بالْعَشي.
السَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ: 3 (الْحَيَّات تحدث من التخم) المتواترة وَأكل الْأَشْيَاء الَّتِي قد شابتها عفونة وَالْخبْز الخشن والحيات تحدث ألم الْفُؤَاد واختلال الشَّهْوَة والسبات واختلاط الذِّهْن والسهر والحمى وتصرير الْأَسْنَان فِي النّوم لى والصرع وانطلاق الْبَطن وتحدث مثل هَذِه الْأَعْرَاض عِنْد الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام وتتولد الْحَيَّات أَيْضا فِيمَن يكثر من الطَّعَام فَإِذا كثرت فِي الْجِسْم أفرط عَلَيْهِ الهزال وانطلاق الْبَطن. وَإِذا رَأَيْت شَيْئا من هَذِه الْأَعْرَاض فَلَا تحكم بِأَن تِلْكَ الْعلَّة ذاتية حَتَّى تسْأَل عَن أَمر الدُّود وتفقد بعناية لَا يُمكن أَن تكون عارضة فِيهِ.
الْيَهُودِيّ فِيمَا عد لنا مِمَّا يخرج الْحَيَّات: الباقلي والحمص أَنَّهُمَا يخرجَانِ الْحَيَّات. قَالَ: وَبَعض النَّاس يسْقِي لَبَنًا حليبا أَيَّامًا ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة حَتَّى تأنس إِلَيْهِ الْحَيَّات ويغتذي بِهِ فَإِذا كَانَ فِي الْيَوْم الرَّابِع أَخذ سرخسا وأبرنجا مقشرا وشيحا وقنبيلا وتربدا ضعفها وترمسا أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِلَبن حليب. والأبرنج المقشر مَتى أَخذ مِنْهُ خَمْسَة دَرَاهِم أسقط كيس حب القرع الْبَتَّةَ. قَالَ: فَإِن أردْت معرفَة هَل الْحَيَّات فِي الْبَطن فرش على معدة العليل ماءا بَارِدًا بِالْغَدَاةِ فَإِنَّهُنَّ يجتمعن إِلَى ذَلِك الْموضع شبه الكبة.
مَجْهُول: مَتى شربت دَوَاء الْحَيَّات فَشد منخريك شدا شَدِيدا جدا وَلَا تفتحهما حَتَّى تتمضمض وَيذْهب طعم الدَّوَاء الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ من الأجود أَن تحبس فِي النَّفس إِذا شربت الْأَدْوِيَة الَّتِي تخرج الْحَيَّات. قَالَ: وَحب النّيل يخرج الْحَيَّات.)
الطَّبَرِيّ: الحمص الْأسود مَتى أنقع بخل ثمَّ أكل مِنْهُ على الرِّيق وصبر عَلَيْهِ قتل الدُّود فِي الْجوف. وَله دَوَاء يخرج الْحَيَّات: يشرب ثَلَاثَة أَيَّام لَبَنًا حليبا بِالْغَدَاةِ ويتحسى أسفيذباجا بعد ذَلِك بساعات ثمَّ يُؤْخَذ سِتّ مَثَاقِيل أبرنج وَثَلَاثَة دَرَاهِم من سرخس وقنبيل ثَلَاثَة فتدق وتداف بخل خمر حامض ثمَّ يمص أَولا الكباب لِأَن الدُّود تبارد إِلَى ذَلِك وَإِلَى طلب اللَّبن وتعلى رؤوسها وتفتح أفواهها وَبعد ذَلِك اتبعهُ الدَّوَاء فِي الْحِين.
أهرن قَالَ: 3 (حب القرع) مَتى خرجت بالبراز فَإِنَّهُ دَلِيل على الْحَيَّات الْكِبَار. 











مصادر و المراجع :

١-الحاوي في الطب

المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)

المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي

الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م

عدد الأجزاء: 7

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید