المنشورات
(دَوَاء يخرج الْحَيَّات)
من قرابادين سَابُور الْأَوْسَط: بودرنج وسرخس وقنبيل وترمس وَتَربد وأفسنتين الشربة خَمْسَة دَرَاهِم بأوقيتين لبن حليب قَتله ثمَّ يشرب هَذَا الدَّوَاء بأوقيتين من مَاء الشيح.
الْيَهُودِيّ: يسْقِي جوزة هندية عفنة فَإِنَّهَا تخرج حب القرع بكيسه. فِي الترياق إِلَى قَيْصر لج: الأربيان يستفرغ حب القرع.
أبيذيميا: يتَوَلَّد فِي وَقت أكل الْفَاكِهَة خَاصَّة. وَقد يتَوَلَّد فِي فَسَاد مَا يُؤْكَل وَهِي ثَلَاثَة أَصْنَاف أَحدهَا كدود الْخلّ تكون فِي المعي الْأَسْفَل وَالثَّانيَِة كالحيات مستديرة طوال غِلَاظ تكون فِي الأمعاء الدقاق والعراض وَهِي حب القرع تكون فِي الْغِلَاظ. قَالَ: وَأكْثر حركاتها من السّنة فِي الخريف وَمن النَّهَار فِي آخِره وَبعد الْعشَاء.
من الْمَنْسُوب لج فِي العلامات: يعرض لصَاحب الْحَيَّات العراض كَثْرَة الْأكل ونحافة الْجِسْم والضعف والنخس على الْفُؤَاد عِنْد الْخَلَاء من الطَّعَام وَعند شرب المَاء الْبَارِد وَقد تكون من هَذِه الْحَيَّات مَا طوله ثَلَاثَة أَذْرع أَعنِي العراض فَأَما المدورة فَإِنَّهَا فِي الصّبيان أَكثر مِنْهَا فِي الشَّبَاب وَفِي الشَّبَاب أَكثر مِنْهَا فِي الْمَشَايِخ وَأكْثر مَا تكون من الحميات الحارة والطويلة ويجد صَاحبهَا لذعا فِي المعي والبطن ومغسا قَوِيا وغثيا حَتَّى يُرِيد الْقَيْء فَلَا يقيء ويحس بِشَيْء صاعد إِلَى فَم الْمعدة حَتَّى يُرِيد إِدْخَال يَده وإخراجها وتقل الشَّهْوَة وَتَعْلُو الصُّفْرَة والهزال وَرُبمَا كَانَ مَعَه سعال يَابِس وغثي وَرُبمَا أوجع حَتَّى يعرض مِنْهُ الغشي وَالنَّوْم على الْبَطن والصرير بالأسنان والتشنج والحمى الحادة جدا والتقلب وَبرد الْأَطْرَاف والعرق الْبَارِد وَمَتى لمست الْأَطْرَاف والبطن فِي أَسْفَله وجدت شَيْئا جاسيا تَحت الْيَد أَو متحركا ويهيج مَعهَا مغس شَدِيد وَأكْثر مَا يخرج بالقيء إِذا اشتدت الْحمى فَأَما عِنْد سُكُون الْحمى فَيخرج من أَسْفَل ويعرض مِنْهُ مثل أَعْرَاض البرسام والليثرغس وَيفرق بَينهمَا أَن هَؤُلَاءِ يتوجعون من الْبَطن وينامون فِي تِلْكَ الْحَال على بطونهم وتختلط عُقُولهمْ سَاعَة بعد سَاعَة ويحفظون مَا يتَكَلَّم بِهِ بحضرتهم.
وَإِذا خرجت فِي هَذِه الْحمى هَذِه الْحَيَّات ميتَة دلّت على موت العليل (ألف ج) وَمَتى خرجت من غير حمى وَهِي حَيَّة مَعَ دم فَهُوَ مَكْرُوه وَمَتى اخْتلف الْمَرِيض حيات وَهِي حَيَّة دلّت على صِحَة وقوته وَمَتى قاءها دلّت على أخلاط ردية فِي معدته والحيات أجمع مَعَ الحميات ردي إِلَّا أَن الْحَيّ خير من الْمَيِّت وَإِذا خرجت ميتَة فِي شدَّة السقم خيف على العليل وَمَتى)
خرجت فِي الهبوط فَهِيَ عَلامَة صَحِيحَة على الصّلاح وَجُمْلَة فَإِن الْحَيَّات مَتى خرجت فِي الِابْتِدَاء تدل على ضعف وَفِي وَقت الهبوط تدل على قُوَّة الطَّبْع. جورجس: يكون من الدُّود أيلاوس ودواؤه: شرب الخربق وَشرب الْحَرْف الْأَبْيَض بِالشرابِ الصّرْف وَالْخمر وَحدهَا نافعة لهَذَا الوجع جدا وَأما الصغار الَّتِي فِي المقعدة فيتخمل النفط الْأَبْيَض. قَالَ: الْحَيَّات المتولدة فِي الْبَطن تحدث ألم الْفُؤَاد واختلاط الشَّهْوَة والسبات واختلاط الذِّهْن والسهر والحمى وصرير الْأَسْنَان.
أَبُو جريج: الْحَيَّات تتولد من أكل الْأَشْيَاء الرّطبَة كالفول والقمح واللوبيا اللينة أكل لُحُوم الْحمير وسف الدَّقِيق فَمَتَى أزمنت صَار صَاحبهَا كالمستسقى وَيحدث لَهُ عَطش لَا يرْوى مَعَه من المَاء وورم البيضتين وأوجاع ردية وَمِمَّا يُخرجهَا: نَقِيع الشيح والأبرنج والتربد والترمس والقنبيل ولحى شَجَرَة التوت. وأسرع مَا رَأَيْت نفعا لَهُ: عشرَة دَرَاهِم أبرنج مدقوقا منخولا بشراب مداف بِلَبن حليب فَإِن هَذِه أما أَن ترمى بعش حب القرع وَإِمَّا أَن يبوله أَحْمَر كالبقّم. أَبُو جريج: القطران يخرج الْحَيَّات شرب أَو احتقن بِهِ أَو صلي بِهِ.
من الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة: ترمس أفسنتين شونيز بِالسَّوِيَّةِ يعجن بمرار الْبَقر ويطلى الْبَطن بِهِ فَإِنَّهُ يخرج الْحَيَّات وَيخرج الْجَنِين أَيْضا فليغربوس قَالَ: نبضهم ضَعِيف عِنْد الوجع فَإِذا اشْتَدَّ الوجع فَرُبمَا بَطل الْبَتَّةَ وسقطوا وتشنجوا والتووا كالمصروعين لشدَّة الوجع على أَن عُقُولهمْ مَعَهم وَرُبمَا تقيوها أَو مَشوا بهَا. وَهِي تعرض من فَسَاد الهضم وَالْغسْل بِالْمَاءِ بعد الطَّعَام كثيرا. قَالَ: ويخرجها أَن يدهن الظّهْر والبطن وأسفل السُّرَّة بالقطران. ويقتلها أَيْضا الشليثا والمثروديطوس والترياق يَقْتُلهَا أَيْضا. والكرنب والترمس والحمص مَتى أنقع فِي خل لَيْلَة وَأكل من الْغَد على الرِّيق وصبر عَلَيْهِ نصف يَوْم قتل الدُّود فِي الْبَطن.
الطَّبَرِيّ وَابْن سراييون: الْمَادَّة الَّتِي تتولد مِنْهَا الْحَيَّات بلغم مَعَه لزوجة وَلَا يكون من غَيره لِأَن الدَّم لَا ينصب إِلَى الأمعاء فَيكون مِنْهُ دود والمرتان لَا يكون عَنْهُمَا دود بل يقتلان سَائِر الْحَيَوَان وَيعلم ذَلِك أَيْضا أَن الْحَيَّات تتولد فِي الْأَطْفَال والأبدان القليلة المرار وَالَّذين يشرهون إِلَى أَطْعِمَة كَثِيرَة غَلِيظَة بَارِدَة ويواترون ذَلِك فانه يكون بهم دَائِما سوء هضم وَالْفَاعِل للديدان حرارة وعفونة وَهِي طوال وعراض وصغار والطوال تتولد فِي الأمعاء الدقاق والعراض)
تتولد فِي الْأَعْوَر والقولن وَالصغَار الَّتِي ألف ج فِي حِكَايَة دود الْخلّ فِي المعي الْمُسْتَقيم.
فِي علاج تولد الدُّود قَالَ: فِي المعي الْأَعْلَى بالتفافه تحتبس فِيهِ رطوبات فِي جوانبها فَإِذا عفنت يكون مِنْهَا دود طوال وَأما الأمعاء الْغِلَاظ فَإِن الرطوبات اللزجة فِيهَا اكثر لبردها وسعتها وَإِن المرار المنصب إِلَى الأمعاء يكون عَن ضعف إِذا جاءها فَإِن مَادَّة الدُّود تكون فِيهَا كَثِيرَة ولكثرتها يتكون ديدان كَثِيرَة لَا وَاحِدَة وَلَا اثْنَتَيْنِ فَلذَلِك تكون الْحَيَّات العراض أشر لِأَنَّهَا تكون من مَادَّة اكثر. فَأَما فِي المعي الْمُسْتَقيم فَإِنَّهُ لما كَانَ كَأَنَّهُ معبر وَيكون الثفل إِذا بلغ إِلَيْهِ قد قلت رطوباته لم تكن فِيهِ مَادَّة كَثِيرَة لتوليد الدُّود فَكَانَ مِنْهُ ديدان صغَار جدا وَإِنَّمَا تولد الديدان لِأَن الطبيعة لَا تدع مَادَّة متهيئة لِأَن يكون مِنْهَا حَيَوَان وَلَا تولده. والحيات العراض وَالصغَار تقف عَلَيْهَا بِسُرْعَة لِأَنَّهُ لَا بُد لمن كَانَت بِهِ أَن تستفرغ مِنْهُ فِي البرَاز إِلَّا أَنَّهَا ضَعِيفَة لصغرها وَهِي قريبَة من الدبر فَلذَلِك لَا يقدر أَن يتشبث بالأمعاء. فَأَما الطوَال فَلِأَنَّهَا عَظِيمَة وَهِي قَليلَة أَيْضا وبعيدة من الدبر تتشبث فَتبقى لذَلِك مُدَّة وَلَا تخرج مِنْهُ فَيُوقف عَلَيْهَا بالعلامات وَهِي أَن يعرض لذع وغثي ومغس وَلَا تكتفي بِهَذِهِ الْحَال لِأَن هَذِه تكون من غير الديدان لَكِن إِن كَانَ التَّدْبِير قبل ذَلِك تدبيرهّم وشره وسهر مَعَ حُدُوث اللذع والغثى عِنْد الْجُوع لِأَن ذَلِك يدل على أَنَّهَا قد اضْطَرَبَتْ عِنْد الْحَاجة إِلَى الْغذَاء فمضت مَا هُنَاكَ ولذعت واضطربت فعفنت. وَإِذا عظمت بليتها سقط النبض فصارصغيرا متواترا وَبرد ظَاهر الْجِسْم واصطكت الْأَسْنَان وصرت وجاشت النَّفس كثيرا وَقد تصعد بالقيء. وَأما الدُّود الصغار فيحس صَاحبهَا بحكة فِي المقعدة.
علاج الْحَيَّات: إِنَّهَا تكون من مَادَّة رُطُوبَة لزجة فَعَلَيْك بالأدوية اللطيفة الْيَابِسَة الْمرة فَإِنَّهَا تقتل هَذِه الْحَيَّات والأغذية الَّتِي لَهَا جلاء وتلين مَعَ ذَلِك الْبَطن فَإِن هَذِه تقتل هَذِه الديدان وَإِذا قتلتها خرجت. وَمِمَّا يَقْتُلهَا: الأفسنتين والشيح والأفتيمون والنعنع والترمس والفودنج والقردمانا وبزر الكرنب وخاصة الْمصْرِيّ والحبة السَّوْدَاء وورق الخوخ شرب أَو تضمد بِهِ والحاشا والسعد والبسبايج وأصول السوسن وطبيخ قشر الرُّمَّان وَمَاء الْخلاف والقسط والمر والكمون والكافور وقشر أصل التوت. ويحقن للديدان الصغار فِي المقعدة بعصارة الفودنج وَيحْتَمل القطران وطبيخ شَحم الحنظل والقنطوريون وَمَاء الزَّيْتُون المملح إِذا حقن بِهِ والمري وطبيخ الأفسنتين والأبرنج والقنبيل. يخرج حب القرع ويطرح بِلَا أَذَى: يُؤْخَذ من الراسن فيعصر مَاؤُهُ)
ويسقى مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ فَإِنَّهُ يُخرجهَا.
دَوَاء يخرج الْحَيَّات: قسط مر أَرْبَعَة شونيز دِرْهَمَانِ أبرنج مقشر ثَلَاثَة دَرَاهِم سرخس أَرْبَعَة دَرَاهِم تَرَبد عشرَة دَرَاهِم الشربة أَرْبَعَة دَرَاهِم بِلَبن أَو بِمَاء فجل أَو بمري بعد أَن يحتمي يَوْمًا. لى يطْبخ أفسنتين وزيت أَخْضَر (ألف ج) وَيحْتَمل مِنْهُ للدود الصغار فَلَا يحْتَاج إِلَى غَيره أَو يحْتَمل دهن خروع أَو دهن سمسم أَو دهن نوى الخوخ فَإِنَّهَا جَيِّدَة نافعة.
الْأَعْضَاء الألمة: الْحَيَّات لَا تتولد إِلَّا فِي الأمعاء. من كنائس الْإِسْكَنْدَر: يكون لصَاحب الْحَيَّات سهر شَدِيد وَقلة هضم ويشتهي الطَّعَام الغليظ الْكثير وَالْحمام كثيرا ويجد مغسا شَدِيدا وَأَحْيَانا يذهب لَونه وَأَحْيَانا يرجع ويحمر وَقد تثور فِي وَجهه حمرَة فِي الْأَحَايِين وَيكون نبضه دَقِيقًا وَنَفسه منتنا وَإِذا اشْتَدَّ الْأَمر عَلَيْهِ صرت أَسْنَانه وعرق عرقا بَارِدًا مَعَ نفس شَدِيد وَمَتى كَانَ بِهِ مَعَ ذَلِك حمى فعالجه بالأشياء اللينة المزلقة وبالهندباء والخس المرين فَإِنَّهُمَا نافعان وبالكرفس المنقع بخل وَالْكبر بخل والبطيخ وَلحم الْحمام ينفع من هَذَا الدَّاء. وَمن لَا حمى بِهِ فدواه بالأشياء الْمرة كالأفسنتين وَنَحْوه وينفع مِنْهُ أَن يشرب مِنْهُ بعد التَّعَب الشَّديد والجوع الْأَشْيَاء المزلقة وَالْمَاء وَالزَّيْت أَو عصارة الرجلة مِقْدَار رطلين بعد تَعب شَدِيد فَإِنَّهُ يُخرجهَا.
زعم أَنه يسقى مَرَّات كَثِيرَة بمرارة بقر ودقيق الترمس تحتمله طلاء على السُّرَّة. ودهن الخروع يقتل الدُّود. والجوز مَتى أَكثر من أكله قتل حب القرع وَيُؤْخَذ على الرِّيق. وطبيخ القردمانا والزوفا والشيح والجوز والحبق والنعنع والهندباء المر والكمون والشونيز إِذا طلي على السُّرَّة أخرجه. وأصل قثاء الْحمار يُخرجهُ شرابًا وضمادا. يَنْبَغِي أَن يشرب شراب التفاح. وَمَتى طبخت الكزبرة الْيَابِسَة بشراب وشربت أخرجت الدُّود. والقطران يُخرجهَا مَتى حقن بِهِ أَو طلي. وَمَتى أَكثر من أكل الثوم قَتلهَا وأخرجها ونحاته الساج تخرجها.
الْفُصُول: الدُّود الدقاق تتولد خَاصَّة فِي أَسْفَل الأمعاء الغليظة وَيكون ذَلِك إِذا كَانَ بالغذاء لَا يستمرأ حسنا وَتَكون فِي الْجِسْم مَعَ ذَلِك حرارة كَمَا يظْهر ذَلِك فِي الدُّود إِذا لم يستمرأ غذاؤها.
وَأما الْحَيَّات المستديرة الْعِظَام فتتولد فِي أَعلَى الأمعاء وَرُبمَا صعدت إِلَى الْمعدة. والحيات تتولد فِي الصّبيان أَكثر من الدُّود فَأَما حب القرع فَقل مَا يتَوَلَّد فِي الصّبيان وَهَذَا النَّوْع هُوَ أطولها كلهَا وَكَثِيرًا مَا تستدير فِي الأمعاء كلهَا.
(البواسير والشقاق والسحوج فِي المقعدة) (والقروح الْحَادِثَة فِي الدبر وَالذكر وَمَا يليهما والورم الْحَار فيهمَا ونتوها) (والنواصير وأمورنداس حَبسهَا وَفتحهَا والتعقد فِي هَذِه الْمَوَاضِع وَفِي البثور) (والحكة فِيهَا وَأما الورم الصلب فَفِي بَاب القيل وَفِيمَا يفتح البواسير وافواه) (الْعُرُوق والبواسير الدامية وَغير الدامية وأرواحها وَمَا يقبلهَا وكل شَيْء يتَّصل) (بالبواسير والنواصير فِي المقعدة) التَّاسِعَة من الميامر قَالَ:
مصادر و المراجع :
١-الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م
عدد الأجزاء: 7
20 سبتمبر 2024
تعليقات (0)