المنشورات

جيرون

بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده راء مهملة، على وزن فعلون، أو فيعول. قال الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمدانى: نزل جيرون بن سعد بن عاد دمشق، وبنى مدينتها، فسميت باسمه جيرون. قال: وهى إرم ذات العماد.
ويقال إن بها أربعمائة ألف عمود من حجارة. قال: وإرم ذات العماد المعروفة:
بتيه أبين. قال «3» : وبجانب هذا التّيه منهل أهل عدن، ويسمّى الحيّق، بضمّ الحاء، وتشديد الياء. هكذا قال الهمدانى وضبط. قال: وبتيه أبين سكن إرم بن سام بن نوح، فلذلك»
يقال إن إرم ذات العماد فيه، والله أعلم.
فولد إرم عوض بن إرم (بالضاد وفتح العين) ، فولد عوض عاد بن عوض، فسكنوا بالأحقاف، من «1» مشارق اليمن.
واختلف أهل التأويل «2» فى معنى إرم، فقال بعضهم: إرم بلدة.
وروى ابن أبى ذئب، عن المقبرى: أنها دمشق. وقال محمد بن كعب: هى الإسكندرية. ووجد بالإسكندرية حجر قد زبر فيه؛ أنا شدّاد بن عاد، الذي نصب العماد، إذ لا شيب «3» ولا هرم، وإذ الحجارة فى «4» اللين مثل الطين. وقال مجاهد: إرم أمّة. وقال غيره: من عاد. وهذا أشبه الأقوال بالصواب، لأنّه لو كان اسم بلدة لجاءت القراءة بالإضافة: (ألم تر كيف فعل ربّك بعاد إرم) ، والله أعلم. ومعنى ذات العماد على هذا القول: ذات الطول. روى ذلك عن ابن عبّاس ومجاهد. وذهبوا فى ذلك إلى قول العرب:
رجل معمّد إذا كان طويلا. وروى سعيد «5» عن قتادة قال: ذات العماد، أى أهل عمود، لا يقيمون، سيّارة.
ومن قال، وزن جيرون: فعلون، فهو من لفظ جير؛ ومن قال وزنه:
فيعول، فهو من جرن على الأمر، أى مرن. وهذا القول أقرب إلى الصواب، لأنّه لو كان فعلون لوجب أن يتغيّر ما قبل النون فى الإعراب، وتلزم النون الفتحة، فتقول هذه «6» جيرون، ومررت بجيرين. قال أبو دهبل:
طال ليلى وبتّ كالمحزون ... وملك الثّواء فى جيرون
وقد قيل جيرين، فيقوّى قول من قال: وزنها فعلون.
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید