المنشورات
(الْمقل الْأسود)
اللين بليغ فِي الإلانة جدا البهار الْمُسَمّى عين الثور أَكثر تحليلا من البابونج حَتَّى أَنه يشفي الورم الصلب إِذا خلط بالقيروطي الأشنة تحلل وتلين وَهِي قريبَة من الفتورة دَقِيق الترمس مَتى طبخ بخل وضمدت بِهِ الأورام الصلبة حللها ورق الْكبر وقشر أَصله خَاصَّة يحل الورم الصلب سَرِيعا وَيَنْبَغِي أَن يخلط بالمقل وَنَحْوه القنطوريون الصَّغِير يلين الأورام الصلبة اللاذن يلين تَلْيِينًا نعتدلا ويحلل الكرنب يحلل الأورام الَّتِي قد صلبت وَصَارَت فِي حد مَا يعسر انحلاله ورماده مَتى خلط بشحم عَتيق أَبْرَأ الورم الصلب المزمن المصطكى الْأسود ملين للأورام الصلبة التِّين الَّذِي فِيهِ شَيْء من لبنه مَتى ضمد بِهِ الأورام الصلبة حللها السمسم يلين ويسخن إسخانا معتدلا الميعة تلين وتنضج التِّين يحل ويلين الورم الصلب إِذا ضمد بِهِ الحلبة تلين وتحلل السّمن يلين ويحلل وخاصة الأورام الَّتِي فِي أصل الْأذن والغدد شَحم الاسد والنمر ينفع الأورام الصلبة ويحلها غَايَة الْحل شَحم البط كثير الْحل مَعَ التليين وَلذَلِك ينفع الورم الصلب مخ الْعِظَام يلين الصلابات والتحجر فِي الرباطات والأوتار والأحشاء وَالَّذِي جربته فَوَجَدته ينفع نفعا عَظِيما مخ عِظَام الأيل وَبعده مخ الْعجل. ج: الْمقل يلين الصلابة الكائنة فِي الأعصاب مَتى حل بشراب وضمدت بِهِ السمسم إِذا دق وضمد بِهِ لين الأعصاب الغليظة المرزنجوش يلين الأورام الصلبة وخاصة الَّتِي فِي الدبر والأثنيين مَتى (ألف ج) طبخ بالميبختج وخاصة مَتى خلط بِهِ صفرَة بيض ودقيق الحلبة أَو دَقِيق بزر الْكَتَّان أَو غُبَار الرَّحَى قَالَ: الألية تحل الورم الجاسي وتلين العصب القلهمان: دهن البان يلين العصب الصلب جدا وَكَذَلِكَ ثجيره. الخوز والقلهمان: ورق الدفلى مَتى طبخ وضمدت بِهِ الأورام الصلبة حللها بِقُوَّة بليغة. لى قد قَالَ دج فِيهِ: إِنَّه كثير التَّحْلِيل جدا. الخوز قَالَت: الزفت الرطب أَجود شَيْء للمثانة وَالرحم الَّتِي فِيهَا سقيروس وخاصة مَعَ الشَّحْم والمخاخ. لى وَحب البان والمقل والأشق. 4 (صمغ البطم) يلين تَلْيِينًا كَافِيا ويحلل باعتدال. الكنكرزذ د: يحلل جَمِيع الأورام الصلبة سَرِيعا. ماسرجويه: المغاث يلين صلابة الدشبد فِي المفاصل إِذا طلي عَلَيْهِ قَالَ: وصلابة العصب الممتد. أَبُو جريج: الشمع يلين الأعصاب الممتدة إِذا طلي عَلَيْهَا مَعَ دهن. قَالَ: وَحب القرع أبلغ الملينات للعقدة الممتدة. إِسْحَاق: الَّذِي يصلح لهَذِهِ مَا كَانَ يجمع التليين والتحليل وَيجب أَن يبْدَأ بالملينة كمخ الأيل وشحم التيس وأشق ومقل وأصطرك فَإِذا لَان فَاسْتعْمل المحللة كالحلبة وبعر التيس وخل ممزوج وَنَحْو ذَلِك من المراهم المحللة. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: الْخَلْط الْفَاعِل لهَذِهِ الأورام وأشباهها لَا يَخْلُو من أَن يكون إِمَّا لزجا وَإِمَّا غليظا وَإِمَّا جَامعا للأمرين وَيجب أَن يسخن ويرطب فليلا ليلين ثمَّ يحلل فَإِن حمل عَلَيْهِ بالمحللة قبل أَن يلين نقص نقصا كثيرا وَظن أَنه قد قرب من الْبُرْء فِي أَيَّام يسيرَة إِلَّا أَنه يبْقى مِنْهُ بَقِيَّة متحجرة وَلَا تنْحَل الْبَتَّةَ لِأَن رَقِيق الْخَلْط أجمع قد انحل واستحجر لذَلِك الْبَاقِي كَمَا يستحجر فِي المفاصل وَكَذَلِكَ لَا تَنْفَع هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي تسخن وتجفف بِقُوَّة وَإِنَّمَا تحْتَاج إِلَى الْأَدْوِيَة الَّتِي تنفى مَعَ التليين بالتحليل بِمَنْزِلَة مخ الأيل والعجل وشحم الْبَقر والتيس والأسد والأشق ونوعي الْمقل وخاصة الصقلى والميعة السائلة أفضل فِيهِ من الْيَابِسَة وَيخْتَلف استعمالك لهَذِهِ بِحَسب الْأَعْضَاء فَإِذا كَانَ الورم الصلب فِي وتر فاخلط مَعَ هَذِه الْأَشْيَاء المحللة شَيْئا مِمَّا يقطع وَخذ من هَذِه وَهُوَ قوي الْخلّ يسْتَعْمل فِي أورام كَثِيرَة فِي الورم الصلب وَأما فِي لج الْوتر والرباط إِذا كَانَ فِيهِ ورم صلب يسْتَعْمل الملينة ثمَّ الْخلّ فَإِن اسْتعْمل الْخلّ فَهَكَذَا: تَأْخُذ حجرا فاحمه بالنَّار ثمَّ يطفي بالخل وَإِن أمكن أَن يكون الْحجر مرقشيشا فَهُوَ أَجود فَإِن لم يتهيأ فحجر الرَّحَى وَأمر العليل أَن يُحَرك ذَلِك الْوتر والرباط فِي بخار ذَلِك الْخلّ ثمَّ أعد عَلَيْهِ الدَّوَاء الملين وصب عَلَيْهِ مُنْذُ أول العلاج إِلَى آخِره فِي كل يَوْم زيتا وَلَا تصب مَاء وَيكون زيتا لطيفا لَا قبض فِيهِ الْبَتَّةَ وَكَثِيرًا مَا يطْبخ فِي الزَّيْت أصُول الخطمي وأصول قثاء الْحمار وَغير ذَلِك مِمَّا أشبهه فَأَما العلاج بالخل فَإِنَّمَا يصلح (ألف ج) وينفع عِنْد طول الْمدَّة من الْعلَّة بعد أَن تتقدم فتأهب لَهُ بتهيئة الْعُضْو بالأدوية الملينة وَقد اتخذ أدوية يَقع فِيهَا خل فضع مِنْهَا على الْعُضْو فِيمَا بَين الْأَيَّام وضع عَلَيْهَا الْأَدْوِيَة الملينة يَوْمًا وَاحِدًا وَذَلِكَ أَن قُوَّة الْخلّ مَتى اقتصد فِيهِ)
بليغة هُنَا لِأَنَّهُ يقطع الأخلاط الغليظة اللزجة ويذيبها فَإِن أفرط فِيهِ أَو اسْتعْمل فِي الْوَقْت الَّذِي لَا يجب فَإِنَّهُ يسلب لطيف الْخَلْط وَلَا يسلم الْبَاقِي من التحجر مَعَ أَنه مَتى أدمن اسْتِعْمَاله زَمنا طَويلا أضرّ بجوهر العصب وأنكاه وَلَا يَنْبَغِي اسْتِعْمَال الْخلّ فِي مداواة الرباطات والأوتار فِي أول الْأَمر وَلَا أَن يكثر مِنْهُ وَلَا فِي زمن طَوِيل وَأما فِي ورم الطحال الصلب والأعضاء اللحمية فَاسْتعْمل الْخلّ فَإِنَّهُ مَأْمُون الْعَاقِبَة وَقد اسْتعْملت أَنا لَهَا الْخلّ والأشق فِي مداواة العضل الصلب فِيمَا بَين كل ثَلَاثَة أَيَّام مرّة وَفِي سَائِر الْأَيَّام الْأَدْوِيَة الملينة وَلم أجد للأدوية الملينة أثرا وَحدهَا إِلَّا أَنَّهَا مَتى اسْتعْملت أياماثم طلي يَوْمًا بالأشق والخل نفع النَّفْع الْعَظِيم وحسبك اسْتِعْمَاله يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ ثمَّ تعاود الملينة أَيَّامًا كَثِيرَة ثمَّ عاوده أَيْضا بالأشق والخل وَلَا يَنْبَغِي أَن تتوانى عَن التليين لِأَنَّك مَتى توانيت صلب الورم صلابة لَا تنْحَل وَلذَلِك أَنا أسْتَعْمل الضماد بِأَصْل الخطمي لِأَن أصل الخطمي إِذا سحق مَعَ شَحم الضَّأْن جَاءَ دَوَاء مَحْمُودًا فِي أَمْثَال هَذِه الأورام وَيجب أَن يكون الشَّحْم شَحم البط وَإِن لم يتهيأ فشحم الدَّجَاج وورق الخباز الْبري مَتى سحق مَعَ احدهما نفع قَالَ وأعني بِقَوْلِي ورم صلب: الَّذِي يجمع صلابة وَعدم الوجع فَلَيْسَ بِوَاجِب أَن يكون مَا هُوَ عديم الوجع عديم الْحس أبدا فَإِن كَانَ كَذَلِك فَلَا برْء لَهُ أصلا وَكلما كَانَ هَذَا الْعُضْو من عدم الْحس أبعد فَهُوَ أسْرع برءا وأسهل وَبِالْعَكْسِ بعد أَن يكون الْعُضْو فِي نَفسه ذَا حس جَوَامِع الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة: سيقروس قد يحدث من بلغم غليظ وَمن دم سوداوي وَهُوَ صلب غير مؤلم وَقد يحدث إِمَّا ابْتِدَاء وَإِمَّا بعقب الورم الرخو إِذا برد تبريدا مفرطا والحادث عَن البلغم يكون لَونه إِلَى الْبيَاض أميل والحادث عَن السَّوْدَاء إِلَى السوَاد. من كتاب العلامات قَالَ: وَلَا وجع لهَذَا الورم ولونه لون الْجِسْم وَفِيه شيبَة الأوتار وَعَلِيهِ شعر شبه الزغب ينْبت سَرِيعا وينتثر سَرِيعا وَلَا برْء لَهُ الْبَتَّةَ. من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: أحد نَوْعي سقيروس يتَوَلَّد عَن البلغم اللزج الغليظ والصنف الثَّانِي عَن عكر الدَّم وَهَذَا الَّذِي يتَوَلَّد عَن العكر صنفان: أَحدهمَا عَن العكر فَقَط وَهُوَ سقيروس وَالْآخر عَن السَّوْدَاء وَهُوَ السرطان. وَيفرق بَين سقيروس السوادوي والبلغمي باللون وهما جَمِيعًا صلبان غير مؤلمين ويتولد إِمَّا فِي أول الْأَمر وَإِمَّا بعقب الفلغموني والترهل إِذا أسرف عَلَيْهِمَا بالتبريد أَو يبردان من ذاتهما (ألف ج) بردا شَدِيدا. الورم الصلب إِمَّا أَن يكون بعقب الورم الْحَار وَإِمَّا بعقب الورم البلغمي الجاسي مِنْهُ إِمَّا سيقروس الْكَائِن من دم سوداوي وَإِمَّا من)
الْمرة السَّوْدَاء الْخَالِصَة وَهُوَ السرطان. أغلوقن: سيقروس مَتى كَانَ خَالِصا كَانَ مَعَ صلابته عديم الْحس وَإِذا لم يكن خَالِصا فَلَا بُد أَن يكون قَلِيل الْحس والعديم الْحس لَا برْء لَهُ والقليل الْحس عسر الْبُرْء لِأَن هَذَا الورم يكون من خلط غليظ يرسخ رسوخا يعسر تحلله وَرُبمَا ابْتَدَأَ هَذَا الورم قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ يتزايد حَتَّى يستحكم وعَلى أَكثر الْأَمر يحدثه الْأَطِبَّاء عَن تبريد الفلغمونيات وتقبيضها قبضا شَدِيدا وَمَتى اسْتعْمل فِي هَذَا الورم الَّذِي يحلل بِقُوَّة نقص فِي أول الْأَمر نقصا قَوِيا وتحجر بَاقِيه فَصَارَ لَا برْء لَهُ فَكَذَلِك يجب أَن يكون الدَّوَاء الَّذِي يداوى بِهِ هَذَا الورم لَيْسَ يجفف جدا لَكِن تكون فِيهِ حرارة فاترة وَيكون معتدلا فِي الرُّطُوبَة واليبس وَذَلِكَ أَن المفرط الرُّطُوبَة لَا يحلل اصلا والقليل الرُّطُوبَة يجفف بِأَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي فَيَنْبَغِي أَن ينَال هَذَا الورم من الدَّوَاء مَا ينَال الشمع من الشَّمْس فَإِنَّهُ يحلله وَلَا تبلغ أَن تجففه وَهَذِه هِيَ الملينة والمقدم عَلَيْهَا هُوَ مخ الأيل ثمَّ مخ الْعجل وَمن الشحوم شحوم الطير وخاصة شَحم البط وَمن ذَوَات الْأَرْبَع شَحم الْأسد خَاصَّة وشحم الدب ثمَّ شَحم الثور. مِثَال: بَقِي فِي فَخذ صبي من فلغموني كَانَ بِهِ سيقروس فِي جَمِيع فَخذه فنطلت فذخه بالدهن وأجلسته فِي زَيْت لطيف ومنعته الْحمام وَبعد النطل كنت أعَالجهُ بِهَذِهِ الأمخاخ والشحوم وأخلط مَعهَا شَيْئا من الْمقل الصّقليّ والمصطكى الْمصْرِيّ والأشق اللين الَّذِي لم يعْتق وَذَلِكَ أَنِّي لما تقدّمت فهيأته للتحليل بِهَذِهِ الْأَشْيَاء حللت الأشق بعد بأثقف مَا يكون من الْخلّ فطليته عَلَيْهِ ثمَّ جعلت أخلط مَعَه فِي الْأَيَّام جاوشيرا أدسم مَا يكون لَبَنًا حَدِيثا وَكَذَلِكَ كنت أخْتَار لَهُ الأشق والقنة وَتَقَدَّمت إِلَيْهِ بَان يحجل على الرجل الصَّحِيحَة كَيْمَا ينبعث الْغذَاء إِلَيْهَا أَكثر مِنْهُ إِلَى العليلة ثمَّ لما رَأَيْت ذَلِك الورم قد ضمر وَخفت أَن يبْقى مِنْهُ بَقِيَّة لَا تنْحَل رجعت فسلكت ضد هَذَا الطَّرِيق فَكنت أطليه بدواء الزفت فَكَانَ ذَلِك الورم الصلب عِنْد استعمالي الأطلية المتخذة بالخل ينقص نقصا بَينا وَعند استعمالي الأطلية الَّتِي ترخي وتلين وَلَا ينقص لَكِن جعلت أسْتَعْمل هَذِه مرّة وَهَذِه أُخْرَى بالمقدار الَّذِي يجب فبرأ ذَلِك الصَّبِي وَلَو اقْتصر مقتصر على أحد هذَيْن العلاجين مَا برأَ وَمَتى كَانَ الورم الصلب فِي أَطْرَاف العضل أَعنِي فِي الأوتار فَإنَّك إِن اسْتعْملت الملينة أَولا ثمَّ اسْتعْملت بعده العلاج بِالْحجرِ الْمَعْرُوف بالمرقشيثا رَأَيْت مِنْهُ نفعا عَظِيما جدا يجب أَن يحمي ذَلِك الْحجر بالنَّار ثمَّ يرش عَلَيْهِ خل فِي غَايَة الثقافة ويعلق الْعُضْو على بخاره ويرجح (ألف ج) عَلَيْهِ بغطاء حَتَّى يلقِي ذَلِك البخار الصلب وينحل بِهِ)
ورمه فقد بَرِئت أَعْضَاء كَثِيرَة قد كَانَت تعفنت أصلا وَثبتت فِيهَا الرمانة بِهَذَا العلاج برءا تَاما وَهِي بعد ترجح فِي بخار ذَلِك الْخلّ حَتَّى يكون نفع هَذَا الدَّوَاء كَأَنَّهُ بِالسحرِ والرقي أشبه لكنه يَنْبَغِي أَن يهيأ الْعُضْو أَولا تهييئا جيدا بالملينة قبل ذَلِك نعما وبنطل بالدهن نظلا كثيرا وَيكون دهنا مسخنا لطيفا كالزيت الشَّامي وَلَا بَأْس أَن يطْبخ فِيهِ الشبت بِوَرَقَة وخاصة الطري مِنْهُ فَإِن لم يجد المرقشيثا فَاسْتعْمل حجر الرَّحَى.
الْأَدْوِيَة المفردة لِجَالِينُوسَ قَالَ: الصلابة تحدث للعضو إِمَّا لامتلائه وَإِمَّا ليبسه وَإِمَّا من أجل أَنه قد دبر فجمد فالممتلئ يستفرغ والجامد يسخن واليابس يرطب وَكَذَلِكَ الْحَال فِيهَا إِذا تركبت تركب العلاج لى ابحث أَولا عَن الصلابة من أَي جنس هِيَ ثمَّ عالج وعلامة الصلابة الْحَادِثَة عَن برودة الْعُضْو ضموره وكمدته والحادثة عَن الامتلاء ترفعه وتنفخه والحادثة عَن اليبس قحله ويبسه وسل عَن الْأَسْبَاب ثمَّ أقصد العلاج. قَالَ: والورم الصلب إِنَّمَا يكون عِنْد مَا تلحج مَادَّة غَلِيظَة فِي بعض الْأَعْضَاء وينفش عَنْهَا ألطف مَا فِيهَا وأرقها وَيبقى الغليظ وَلذَلِك لَا يحْتَاج أَن يعالج بأدوية قَوِيَّة الأسخان وَلَا قَوِيَّة التجفيف لِأَن هذَيْن جَمِيعًا يحجرانه بل شفاؤه بالأدوية الملينة وَهَذِه تلينه أَولا أَولا وتحلله أَولا أَولا والأدوية الملينة كَأَنَّهَا فِي الثَّانِيَة من الأسخان فَأَما يبوستها فَأَقل من ذَلِك بِمَنْزِلَة الْمقل وَعسل اللبني والميعة والأشق وشحم الأيل وشحم الْبَقر قَالَ: والورم الصلب مِنْهُ بِلَا وجع يكون مَعَه أَو يكون عسر الْحس قَلِيل الوجع وَكَثِيرًا مَا يحدث فِي رُؤُوس العضل وَهِي أورام سرطانية وتحدث عَن السَّوْدَاء والبلغم الغليظ أَو عَنْهُمَا مَعًا وَهَذِه تهيجها الْأَدْوِيَة الملينة كَمَا أَنَّهَا تهيج السرطان قَالَ وَسَنذكر علاج هَذِه فِي حِيلَة الْبُرْء. لى قد ذكره وَهُوَ علاج بخار الْخلّ وَمَا يتَّصل بِهِ. قَالَ: وَأما الأورام الصلبة الَّتِي حدثت عَن أخلاط غَلِيظَة. لى هَذَا هُوَ الَّذِي فِي آخر الأورام الحارة. قَالَ: فَيَنْبَغِي أَن تكون أدويته مَا يسخن فِي الثَّانِيَة إِلَى آخرهَا أَكثر شَيْء وَلَا تجفف الْبَتَّةَ أَو تجفف قَلِيلا كمخ الأيل وشحمه والأشق وَعسل اللبني والبارزذ والمقل الصّقليّ ولتكن حَدِيثه لِأَن الْعَتِيق أَكثر تجفيفا وخاصة الشحوم فَإِنَّهَا إِذا عتقت كَانَت أَكثر تجفيفا وَالزَّيْت الْعَتِيق ودهن السوسن وأصول الخطمي وأصول قثاء الْحمار وورق الْخَبَّازِي وشحم الْخِنْزِير الْعَتِيق بِلَا ملح وبالواجب يَنْبَغِي أَن تكون الملينات حارة من أول الثَّانِيَة إِلَى وسط الثَّالِثَة لَا تجوزها وَتَكون يسيرَة اليبس مَا أمكن وَلها شَيْء من تغرية لَا تكون كَثِيرَة لِأَنَّهَا مَتى كَانَت كَثِيرَة قَوِيَّة التَّعْزِيَة سدت المسام فَلم تحلل)
الْبَتَّةَ. ابْن سرابيون: وَهُوَ نَوْعَانِ: مِنْهُ مَا لَا حس لَهُ وَلَا علاج لهَذَا وَمِنْه مَا يحس حسا ضَعِيفا وَهُوَ صَعب العلاج وعلاجه يتم بالأدوية الملينة وَمِمَّا لَا يشْتَد إسخانها لِأَن هَذِه تحلل تحليلا كثيرا ثمَّ تتحجر الْمَادَّة فَيجب أَن يكون إسخانها فِي آخر الثَّانِيَة وتحليلها فِي الأولى لِأَنَّهَا إِن كَانَت أسخن من هَذِه حجرت الْمَادَّة وَإِن لم تكن يابسة فِي الأولى لم تتحلل لِأَن الرُّطُوبَة لَا تحلل فَاسْتعْمل المخاخ والشحوم وَأقوى مِنْهَا الأشق والمقل الْأَزْرَق فَإِنَّهُ (ألف ج) أرطب والميعة السائلة وَالزَّيْت اللَّطِيف الْعَتِيق وَإِذا حدث فِي الرباطات والعصب فاخلط مَعَ الملينة الْمُقطعَة زنجار الْخلّ نَافِع فِي هَذِه الْمَوَاضِع ورش على حجر مرقشيثا وَحجر الرَّحَى محمي وَاجعَل الْعُضْو قبالته سَاعَة ثمَّ يضمد بالأضمدة وَالزَّيْت اللَّطِيف ويطبخ فِيهِ أصُول قثاء الْحمار ودهن الشبث والأشق يحل بالخل ويطلي الْعُضْو فَإِنَّهُ جيد فَإِن الْخلّ مقطع وَلَا تكْثر اسْتِعْمَال الْخلّ فِي الْمَوَاضِع العصبية وَأما فِي الْأَعْضَاء اللحمية إِذا حدث فِيهَا سقيروس فَاسْتَعْملهُ بِلَا حذر وخاصة الاعضاء الممتدة.
حِيلَة والبرء الأولى: إِذا حدثت القرحة عَن الورم الصلب فَإِنَّهُ يقْصد إِلَى ذَلِك الورم بالتنطيل وَالشّرط والأدوية المحللة. لى إِذا أزمن الورم الصلب شَرط ثمَّ ضمد بالمحللة القوية. لى الملينة العطرية: الأشنة الميعة دهن الميعة دهن البان اللاذن حب المحلب المصطكى دهن الْحِنَّاء دهن السوسن المرزنجوش العنبر المر. ج: فِي الْمقَالة الثَّامِنَة: ورق الدفلى وورده قوي التَّحْلِيل جدا. ماسرجويه والخوز: مَتى طبخ ورقه وَوضع على الورم الصلب حلله. د: خاصته تَحْلِيل الورم الصلب.
الْهِنْدِيّ: المرطبة تحل كل ورم قَالَ: وَكَذَا يفعل الجرحير الرطب وَهُوَ أقوى.
وَقع الْفَرَاغ من طبع هَذَا الْجُزْء يَوْم الْجُمُعَة الثَّانِي وَالْعِشْرين من شهر جُمَادَى الْآخِرَة سنة هـ سمبر سنة م ويتلوه الْجُزْء الثَّانِي عشر أَوله فِي السرطان والقروح السرطانية.
مصادر و المراجع :
١-الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م
عدد الأجزاء: 7
20 سبتمبر 2024
تعليقات (0)