المنشورات
(عَلَامَات التقيح)
سُكُون الوجع والحميات وتهيج الْحَرَكَة فِيهِ والخدر فَإِن كَانَ ظَاهرا صَار لَهُ رَأس محدد أَبيض لين المجسة تغور الْأصْبع فِيهِ وَتَكون الْجلْدَة الَّتِي على رَأسه تمتد إِذا مد. قَالَ: وَإِذا كَانَت الدُّبَيْلَة فِي جَانب توجع صَاحبهَا من النّوم على الْجَانِب الْمُقَابل لَهُ وَذَلِكَ أَنه يتَعَلَّق فيهيج التمدد والوجع والبط بِحَسب الْموضع إِذا كَانَ عِنْد الْعين فبطه بطاً يشبه وضع الْعين وَفِي الْأنف بطول الْأنف وَفِي الفك وَقرب الْأذن بشق مستو لِأَن تركيب هَذَا الْموضع مستو وَيعرف ذَلِك من أجساد الشُّيُوخ وَأما خلف الْأذن فبط مستوياً والذراع والساق والفخذ والعضد كُله مستوياً يصير بالطول وَكَذَلِكَ فِي عضل الْبَطن وَفِي الظّهْر وَفِي الأربية والابط واجعله بطاً يَأْخُذ من الْعرض أَيْضا لِئَلَّا يصير فِيهِ مخبأ يصير ناصورا وَكَذَلِكَ مَا كَانَ قرب المقعدة فَخذ فِيهِ من الْعرض أَيْضا لِئَلَّا يحدث مخبأ فَيصير ناصورا والأنثيين والقضيب مستوياً بالطول وَفِي الْجنب والأضلاع هَذَا بِالْعرضِ أَيْضا ليَكُون مقرناً لِأَن وضع هَذَا الْعُضْو أَعنِي الأضلاع كَذَلِك وَاللَّحم الَّذِي عَلَيْهَا. قَالَ: وتفقد أَيْضا وضع لحم الْموضع ولف عضلته لأَنا إِنَّمَا نحرص على أَن نبط بأتباع الْموضع لِئَلَّا يحدث قطع ولكي يكون مَوضِع الالتحام حسنا غير وَحش وَليكن فِي كل حَال من همك أَلا تقطع شرياناً أَو عرقاً عَظِيما أَو عصبَة أَو ليفاً يكون لعضلة بِحَسب عظم الْخراج مَتى كَانَ صَغِيرا يسيل مَا فِيهِ من حَتَّى إِذا انفجر جَاءَ نافض شَدِيد على قدر حَال الْموضع الَّذِي ينصب إِلَيْهِ وسكنت الحميات الْبَتَّةَ وهاج ذَلِك الْعُضْو لدفع الْمدَّة. وَقد رَأَيْت ذَلِك فِي ذَات الْجنب وَفِي الكلى فِي غير مَوضِع تكون على هَذَا.
الْخَامِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: الْأَدْوِيَة المقيحة يجب أَن تكون حَرَارَتهَا مُسَاوِيَة لحرارة الْجِسْم وَيكون مَعَ ذَلِك لَهَا تغرية وَلَا يجب أَن تسخن أَكثر من ذَلِك لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ تحلل وَلَيْسَ شَيْء أسْرع فِي التقيح مِمَّا مزاجه وقوامه هَذَا القوام لِأَن مَا هَذَا سَبيله لَا يحلل من الْعُضْو شَيْئا وَيمْنَع رطوباته بلزوجته أَن تتحلل مِنْهُ. قَالَ: وَالَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ أَن يقيح شَيْئَانِ: أَحدهمَا اللَّحْم الَّذِي ينشرح وَالثَّانِي الْخَلْط الْفَاعِل للورم وَلَا يجب أَن تكون حَاله مجففة لِأَن هَذِه تحلل من الورم رطوبات كَثِيرَة وَلَا تنضج لَكِن معتدلة فِي الْحَرَارَة مغرية تسد المسام وتحصر البخار فَلذَلِك أبلغ وَمن الأضمدة دَقِيق الْحِنْطَة الْمَطْبُوخ قَلِيلا بِالْمَاءِ وَالزَّيْت وَالْخبْز الْمَطْبُوخ كَذَلِك والشحوم الْغَيْر اللطيفة بل الغليظة والزفت والراتينج المذوب بِزَيْت أَو دهن خروع إِذا كَانَ الورم بَارِدًا غليظاً فَإِن كَانَ حاراً يغلي فليذوب بدهن الْورْد وَقد يفتح هَذَا الشمع ودهن الْورْد ولباب الحلبة والشمع يذوب بدهن السوسن جيد مفتح للأورام الحارة. لي يجب أَن تعلم أَن الدَّوَاء المقيح لَيْسَ هُوَ المقرح لِأَن المقيحة إِنَّمَا تحلل مَا قد حصل خَارِجا عَن الطَّبْع إِلَى الْمدَّة وَهَذِه لَا يحْتَاج أَن تكون محللة فَأَما المقرحة فقوية الاسهان كالكبيكج والشيطرج والعنصل والتافسيا فَإِن هَذِه تقرح اللَّحْم الصَّحِيح.
جالينوس:
الخطمي ينضج الخراجات الْعسرَة نضجاً تَاما. د: النعنع مَتى تضمد بِهِ مَعَ دَقِيق الشّعير حل الدبيلات الَّتِي تحْتَاج إِلَى شقّ. لي اسْتعْمل ذَلِك فِي الْمَوَاضِع المخوفة. ج: علك البطم ينضج الخراجات.
ابْن ماسويه: الْحَرْف ينضج ويفتق الدبيلات الدَّاخِلَة مَتى شرب.
(مَا يحلل جسأ القروح) 3 (والدشبد والمفاصل الصلبة من الْكسر وَمَا يحلل تعقد العصب ويلينه) قَالَ د: 3 (قشر الغرب) مَتى أحرق وعجن بخل وتضمد بِهِ حل جسأ القروح الزوفا الرطب يحل جسأ القروح ويلين جفافها. د: قشر الغرب مَتى أحرق وطلي على الْموضع حلل جسأ القروح فِي السمسم مَتى تضمد بِهِ حلل غلظ الأورام.
من الْكَمَال والتمام للدشبد ووجع الْوَرِكَيْنِ يُؤْخَذ بعر الشَّاة ودقيق الشّعير ويطلي بخل عَلَيْهِ يدلك الدشبد بورق الحماض الرطب وورق الْجَوْز ورماد الْقصب قصب الْكَرم إِذا تضمد بِهِ مَعَ شَحم عَتيق أَبْرَأ تعقد العصب الْمقل مَتى تضمد بِهِ حلل عقد الأعصاب. د: مخ سَاق الأيل يحل الصخر فِي العضل وَالْوتر والرباط فضلا عَن غَيرهَا. ج: 3 (دهن السوسن) يلين تعقد العصب السمسم ان تضمد بِهِ حلل ورم الأعصاب. د: الزوفا الرطب يلين ذَلِك اسْتِخْرَاج جيد اسْتَعِنْ بِبَاب الْخَنَازِير فَإِن فِيهِ مراهم ملينة. لي لتليين المفاصل: شدّ عَلَيْهَا قِطْعَة آلية حَتَّى تلين ثمَّ ترفع.
فِي 3 (السّلع والعق) السّلع خراجات تكون فِي أغشية وعلامتها أَلا تكون لَازِمَة الْأُصُول بل تَجِيء وَتذهب كَأَنَّهُ نفاخة تَحت ثوب أَو غُدَّة تَحت جلد يشق ويسلخ غشاؤها أجمع حواليها بذنب المجس وَتعلق بالصنانير وتشال حَتَّى تخرج وَرُبمَا كَانَت مِنْهَا عسلية وضروب رطوبات ومجستها تخْتَلف وَرُبمَا كَانَ فِيهَا حجر وَالْحجر فِي جلدتها إِلَى فَوق صلب رَقِيق لَازم ومجسته مجس حجر وَيكون التعقد يذهب إِذا غمزته وعلاجه أَن يغمز وَيمْسَح يَده فَإِن ذهب فشده وَاجعَل على مَوْضِعه خميرة أَيَّامًا فَإِنَّهُ لَا يعود. لي رَأَيْت امْرَأَة ضربت بعصا على زندها فَحصل هُنَاكَ شَيْء غددي غمزناه فَذهب سَرِيعا لِأَنَّهُ كَانَ قريب الْعَهْد وَلم يكن قد جمد جموداً شَدِيدا وشددناه فبرأ وَهَذِه كلما كَانَت أقرب عهدا كَانَ يفشيها الغمز أسْرع.
انطيلس قَالَ: يبط بطاً مستديراً ويعنى بِهِ أَن يقور فِي موضِعين وَأما إِذا كَانَ رَأس الْخراج عفنا كُله فَإِن ذَلِك الْموضع كُله يجب أَن يكشط وَأما إِذا كَانَ مَا يعلوه جلد فَقَط لَا ثخن لَهُ لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ ان بططت مستوياً احتجت أَن تقور الْجلد بعد ذَلِك وَإِلَّا اجْتمع تَحْتَهُ شَيْء وَلَيْسَ هُوَ مِمَّا يلصق لرقته فتقويره من أول الْأَمر أصلح.
مصادر و المراجع :
١-الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م
عدد الأجزاء: 7
21 سبتمبر 2024
تعليقات (0)