المنشورات

(ورم العضل)

من الْمقَالة الأولى من حَرَكَة العضل قَالَ: قد يعرض من ورم العضل اخْتِلَاط الْعقل والتشنج وَبَعض هَؤُلَاءِ صَادف طَبِيبا حكيماً فَقطع ذَلِك العصب الْمُتَّصِل بذلك العضل فأراح العليل بذلك من هَذِه إِلَّا أَنه يفْسد لَا محَالة بعض الحركات أَن انبترت العضلة الَّتِي تنبسط انقبض الْعُضْو وَلم ينبسط وبالضد وَأما إِن ورم فَإِن الورم إِذا كَانَ فِي العضل الَّذِي يقبض الْعُضْو انقبض الْعُضْو وَلم ينبسط فَإِن كَانَ فِي الَّذِي ينبسط لَا ينقبض. وَذَلِكَ إِن الورم الَّذِي يزِيد فِي تمدد العضلة فَيكون الجذب أبدا فِي الْجَانِب الوارم.
الرَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ: من أَصَابَهُ جرح فِي مفصل الرّكْبَة من قُدَّام عِنْد الْعظم الْمَعْرُوف بالرضفة الَّتِي فَوْقه حَيْثُ تجْرِي وترات العضل الَّتِي فِي الفخد فبعضهم مَاتَ وَبَعْضهمْ لم يكد مَا تخلص. وَذَلِكَ أَن الرُّكْبَتَيْنِ عيا عَن الْمَشْي فِي حَال الصِّحَّة فضلا عَن الْمَرَض أَكثر من سَائِر المفاصل. 

اهرن قَالَ: إِذا حدثت فِي العصب فإياك والمبادرة بالحام الْجراحَة لَكِن عَلَيْك بتسكين الوجع بالدهن المسخن حَتَّى إِذا سكن الورم وَأمنت انصباب الفضول والورم فالفصد وَغَيره فَعِنْدَ ذَلِك فَخذ فِي إلحام الْجراحَة.
بولس قَالَ: إِذا وَقع فِي العصب جِرَاحَة ونخسة مَعَ ذَلِك وجع وَرُبمَا تبعه ورم حاد وَلذَلِك يعرض فِي جراحات العصب حميات وامتداد واختلاط فِي الْعقل وَرُبمَا ظَهرت الأورام فِي مَوَاضِع غير مَوضِع الْجراحَة فَوْقهَا وَلذَلِك يجب أَن يتْرك الْجلد مَفْتُوحًا لتسيل مِنْهُ الرطوبات وَمَتى كَانَ الْخراج فِي الركب وَلم يكن وَاسِعًا فلتشق شقين متقاطعين وَإِن كَانَ الْجَسَد ممتلئاً وَكَانَ الورم عَظِيما فابدأ بالفصد وَإِن كَانَ ردي المزاج فالاسهال وَاجعَل حول الْخراج من الْأَدْوِيَة مَا يسكن الوجع وانطله وامسحه بدهن فاتر وعَلى الْجرْح نَفسه مَا لَا يلتحم الْفَم للسيلان وخاصة إِذا لم يُوسع. وَاعْلَم أَن المَاء الْحَار على أَنه مُوَافق لسَائِر الأورام ردي لهَؤُلَاء فانطلهم بدله بدهن لطيف الْأَجْزَاء حَار مَا أمكن لَيْسَ فِيهِ قبض الْبَتَّةَ وَذَلِكَ أَن الْبَارِد والحار جدا ضار لَهُم. وَيَكْفِي الصّبيان والنسوان من الْأَدْوِيَة الَّتِي تُوضَع عَلَيْهِ علك البطم فَإِنَّهُ من أدوية جِرَاحَة العصب. وَفِي الَّذين أَجْسَادهم أَصْلَب اخلط مَعَه الفربيون.
وَإِن عرض فِي جراحات العصب ورم حَار وعفونات فَاسْتعْمل دَقِيق الشّعير أَو دَقِيق الكرسنة)
أَو دَقِيق الباقلي قد طبخت بِمَاء الرماد أَو بِمَاء السكنجبين يوضع على الْموضع مَوضِع العفن وَيفتح الْفَم أبدا وَإِذا أَصَابَت فِي العصب نخسة وَلم يكن هُنَاكَ ورم حَار وَلَا عفن فَاسْتعْمل مرهم الفربيون أَو خرء الْحمام على مَا ذكر جالينوس وزد وانقص بِحَسب الْجِسْم.
وَمن أدوية العصب: الباسليقون بعد أَن يُزَاد عَلَيْهِ نطرون ونورة وفربيون أَو كبريت أصفر أَو زبل الْحمام أَو جاوشير أَو سكبينج أَو حلتيت أَو جندبادستر أَو المراهم الَّتِي تسْتَعْمل لحفظ جِرَاحَة عضة الْكَلْب بعد أَلا يكون مَعهَا ورم حَار وَلَا ضَرْبَان ويلقى فِي الرطل من مرهم الباسليقون أُوقِيَّة وَمن هَذِه الَّتِي ذكرنَا فَإِنَّهُ جيد فِي جراحات العصب وخاصة فِي النخسة والجراحات الضيقة. وَإِذا لم يُوجد شَيْء من هَذِه فليؤخذ الخمير ووسخ الكوارات أَو لبن اليتوع يخلط بِسمن. 3 (خراجات العصب) قَالَ: واجتنب الأضمدة المرخية فِي خراجات العصب. لي ينظر فِيهِ. قَالَ: فَأَما إِن كَانَ الْجرْح وَاسِعًا حَتَّى أَنه يرى العصب ظَاهرا سليما كَانَ فِي نَفسه أَو كَانَ مجروحاً وَكَانَ الشق فِي طول العصب فَلَا تسْتَعْمل حِينَئِذٍ الْأَدْوِيَة القوية لِأَن العصب المكشوف لَا يحْتَمل شدَّة هَذِه بل اسْتعْمل الكلس الَّذِي قد رطب بِزَيْت كثير مَرَّات كَثِيرَة ومرهم الْعَسَل وَلَا يمس الْجرْح شَيْء بَارِد لِأَن العصب مُتَّصِل بالدماغ وَلَا تنطل بالزيت لِأَنَّهُ يشنج بل امسح رطوباته بصوفة لينَة.
قَالَ: فَإِذا رَأَيْت الْجراحَة فِي اقبال لم تخوف أَن ترطبه بميبختج حُلْو وَأما فِيمَن لَهُ قُوَّة جَيِّدَة فَاسْتعْمل المكشوف يلحمه وضع بعد أَن تغطيه على الْجرْح من خَارج شَيْئا من الْأَدْوِيَة الَّتِي تسْتَعْمل فِي نخس العصب وشده بِخرقَة عريضة تَأْخُذ من الْموضع الصَّحِيح شَيْئا كثيرا. قَالَ: وَأما أَن يكون الْجرْح بِالْعرضِ فلتكن أَكثر حرصاً فِي أَن تتغطى العصب لِأَن اللَّحْم لَا يرجع فَوْقه كَمَا يرجع فَوق الَّذِي يرجع بالطول فَلذَلِك يسْتَعْمل فِيهِ الحدب الْخياطَة وَيجب أَن يكون عمقه قَلِيلا وتوق نخس العصب ثمَّ عالج بعلاج الدَّافِع بالطول وَاسْتعْمل فِي جَمِيعهم التَّدْبِير اللَّطِيف والفراش الوطىء وَاسْتعْمل الدّهن المسخن على الابطين والعنق وَالرَّأْس. وَإِذا كَانَ الْجرْح فِي السَّاق يصب الدّهن المسخن على الأربية والعانة والمواضع الْقَرِيبَة من الْجراحَة. وعَلى هَذَا الْقيَاس فامنع من الْحمام الْبَتَّةَ حَتَّى يُؤمن الورم وينحط وَلَا يقرب شَيْئا من المَاء الْبَارِد إِلَى ذَلِك الْعُضْو. وَإِن لم يكن فليتوثق شده وَيحْتَاج أَلا يقرب الْعُضْو المَاء وَلَا يصل إِلَيْهِ ويستحم وَأما)
رض العصب فَإِن كَانَ عرض للجلد مَعَه جرح فَاسْتعْمل الضماد الْمَعْمُول بدقيق الباقلي والسكنجبين وَرُبمَا زيد عَلَيْهِ دَقِيق الكرسنة وأصل السوسن فَإِن كَانَ الورم بِلَا جرح فانطله بدهن مُحَلل وَهُوَ سخن تنطيلاً كثيرا مثل دهن الشبث والسذاب والأقحوان. فَإِن انبتر العصب الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ لَا يتخوف مِنْهُ بلايا مثل الَّذِي يتخوف من انشداخه لَكِن يذهب حس الْعُضْو الَّذِي يَجِيئهُ وحركته أَو هما مَعًا فَاسْتعْمل فِيهِ سَائِر علاجات الْجِرَاحَات.
قاطاجانس الثَّانِيَة: كَانَ معلمي يضعون على جراحات العصب الْأَدْوِيَة الَّتِي تلحم القروح الطرية فَإِن حدث فِيهَا ورم نطلوه بِالْمَاءِ الْحَار نطلاً كثيرا وضمدوا بالمراهم المقيحة. قَالَ: وَهَذَا أشر مَا يكون من العلاج وَذَلِكَ أَن العصب يتَحَلَّل بِالْمَاءِ الْحَار حَتَّى يصير بِمَنْزِلَة الْمَطْبُوخ وفم الْجرْح يلتصق ويجتمع الصديد فيورث الوجع والتشنج والعفونة. قَالَ: وَأَنا لما رَأَيْت مَا يورثه علاجهم هَذَا بالمرخيات المرطبات من العفن علمت أَن العفن إِنَّمَا يكون من الْحر والرطوبة عزمت على أَن أعالج جراحات العصب بالباردة الْيَابِسَة ثمَّ لما علمت أَن الْبَارِد عَدو للعصب كَمَا قَالَ أبقراط علمت أَن أَنْفَع الْأَدْوِيَة للعصب مَا يجفف وَيكون معتدلاً فِي الْحر وَالْبرد أَو يكون إِلَى الْحَرَارَة قَلِيلا وَتَكون لَطِيفَة الْجَوْهَر ليمكن أَن تصل.
قَالَ ج: إِذا توليت علاج جرح فِي العصب أعَالجهُ مرّة بأدوية رطبَة القوام وَمرَّة بمراهم بعد أَن أَضَع عَلَيْهِ من خَارج صُوفًا من غزل لين غَايَة اللين مبلولاً بِزَيْت حَار وَأحل الْجرْح مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فِي النَّهَار وأعرقه بدهن زَيْت مسخن وَإِن كَانَ اللَّيْل طَويلا حللته بِاللَّيْلِ وَأكْثر مَا أفعل ذَلِك إِذْ كَانَت القرحة تلذعها الْأَدْوِيَة فَأَما إِذا لم يصب العليل لذع وَلَا تمدد فَإِنِّي أحل جرحه مرَّتَيْنِ فِي كل يَوْم بِالْغَدَاةِ والعشي وَيكون الدّهن المسخن بِقدر مَا لَا تؤذي العليل سخونته فَإِنَّهُ كَمَا أَن الْبَارِد فِي هَذِه الْعلَّة لَا يُوَافق فَكَذَلِك الفاتر لَيْسَ فِي غَايَة الْمُوَافقَة وَلَا أقرب من الْعُضْو مَاء وَمَتى احتجت إِلَى أَن أغسله من الدَّم غسلته بالزيت فَإِذا خف مَا بالعليل وَدلّ الْحمام لم آذن لَهُ أَن يدْخل ذَلِك الْعُضْو العليل فِي المَاء وَذَلِكَ أَن أَكثر مَا يَقع جراحات العصب بالكفين. 

قَالَ: وَكَانَ رجل أَصَابَته جِرَاحَة مثل هَذِه فِي يَده احتراق الوجع سكن عَنهُ فِي الْيَوْم الرَّابِع غَايَة السّكُون وَرَأى أَن عضوه الْمَجْرُوح لَيْسَ بوارم فَخرج عَن منزله إِلَى عمل اضْطر إِلَيْهِ فِي وَقت برد شَدِيد فَأَبْطَأَ فِي الْعَمَل ثمَّ انْصَرف إِلَى منزله وَهُوَ يحس بتمدد فِي يَده كلهَا إِلَى الرَّقَبَة وَرجع وأتاني رَسُوله فَعرفت مَا كَانَ فِيهِ فَأَمَرته أَن يَرْمِي مَا كَانَ مَوْضُوعا على جرحه من الصُّوف)
لِأَنَّهُ قد برد جدا وعرقت يَده كلهَا بِزَيْت مسخن وعرقت الْموضع المحاذي ليده من رقبته وكمدته بصوف مبلول بِزَيْت وَوضعت على الْجرْح دَوَاء رطبا يَقع فِيهِ فربيون وجندبادستر فهدأ ونام من سَاعَته وَلم يزل نَائِما إِلَى الْعشي وأتيته وَقد بَطل جَمِيع الْأَعْرَاض الَّتِي بِهِ.
قَالَ: وَأمر العليل مَتى كَانَ شَابًّا بِلُزُوم الْبَيْت إِلَى الْيَوْم الْخَامِس أَو السَّابِع وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ العليل إِلَى السَّابِع لَا يظْهر فِيهِ ورم وَلم يكن هُنَاكَ وجع الْبَتَّةَ وَكَانَ الْمَرِيض لَا يحس بامتداد لم يتخوف عَلَيْهِ بعد ذَلِك وَليكن الزَّيْت لَا قبض فِيهِ. قَالَ: وَأما مرّة فَلم يحضرني الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالفربيون وضعت على جرحة وسخ الكوارات وَمرَّة وضعت عَلَيْهِ خميراً عتيقاً وَحده وَآخر عالجته بلين اليتوع مخلوطاً بخمير وَرُبمَا اسْتعْملت خلا ثقيفاً بليغاً فِي ذَلِك اخلطه بِزَيْت وأسخنه وأبل فِيهِ صوفة وأضعها على الْجرْح سَاعَة ورفعته ووثقت بالخل لِأَنَّهُ كَانَ بَالغا فِي ثقافته. وَأما رجل آخر فَإِنِّي صادفته وَقد بردت جراحته لِأَنَّهُ أَصَابَهُ رض فِي عصبه قبل أَن يلقاني بساعة أَو أَكثر من سَاعَة امرته بِأَن يعرق عُضْو الْمَجْرُوح بِزَيْت. وَفِي بعض الْأَوْقَات خلطت مَعَ الزَّيْت خلا لِأَن الْوَقْت كَانَ صائفاً. وَكم مرّة عجنت دَقِيق الشّعير أَو دَقِيق الباقلي بِمَاء الرماد وضمدت بِهِ الْجراحَة فِي أول أمرهَا. وَفِي بعض الْأَحْوَال جَاءَنِي رجل يذكر أَنه أَصَابَهُ عفن فِي وتر من أوتار يَدَيْهِ فَدفعت إِلَيْهِ فربيونا وأمرته أَن يسحقه بِزَيْت حَتَّى يصير فِي ثخن القيروطي الرطب ويضعه على مَوضِع العفن فَسَأَلته بعد سَاعَات: هَل يجد قفي الْموضع مسا من حرارة كَثِيرَة فَزعم أَنه يحس بلذع لَكِن يحس شَبِيها بالحركة والدغدغة فَتركت الدَّوَاء على الْجرْح إِلَى اللَّيْل فَلَمَّا أمسينا وأخدت الدَّوَاء على الْجراحَة رَأَيْت أَن الْحَرَارَة الَّتِي حدثت فِيهَا حرارة معتدلة وَأَن فَم الْجرْح مَفْتُوح لم يَنْضَم رَأَيْت أَن الصَّوَاب إِذا الدَّوَام على اسْتِعْمَال ذَلِك نَفسه ثمَّ أَنِّي عالجته بذلك إِلَى أَن انْقَضتْ علته. فَذهب انسان رَأْي فعلى فعالج مثل تِلْكَ الْعلَّة بفربيون فأحدث فِي الْموضع حرارة ووجعاً ولذعاً فحللت الْجرْح وَأخذت عَنهُ الدَّوَاء وعرقته بالزيت وَوضعت عَلَيْهِ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالخل. وَلَو لم يتهيأ لي لَكُنْت أَضَع عَلَيْهِ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالفربيون بعد أَن أخلط بِهِ شمعاً ودهناً كثيرا. وبقد قُوَّة الفربيون بعد أَن يخلط من القيروطي أما قَلِيلا وَإِمَّا كثيرا الْحَد للْحَدِيث نصف سدس والعتيق سدس وَأكْثر من ذَلِك. قَالَ: وَيَقَع فِي هَذَا القيروطي وسخ الكوارات فَإِنَّهُ جيد لِأَنَّهَا تجذب من العمق. 

قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فَجَمِيع الْأَدْوِيَة الجاذبة مُوَافقَة لجراحة العصب وَلَكِن لِأَن مَعَ كثير من هَذِه)
يكون مَعَه لذع أَو حمضة يجب أَن يعدل ذَلِك.
قَالَ: والأجود أَن لَا يقرب العليل الْحمام وَالْمَاء إِلَى أُسْبُوع أَو أَرْبَعَة أَيَّام. قَالَ: فَإِن لم يكن بُد وَلم يطعك فلف عَلَيْهِ خرقاً كَثِيرَة مبلولة بِزَيْت وعرقها بعد ذَلِك بالزيت وجود شدها ثمَّ يستحم.
قَالَ: وجراحة العصب إِذا وَقعت بِالْعرضِ احْتَاجَت إِلَى خياطَة لِأَن الَّتِي بالطول يجمع شَفَتَيْه الرِّبَاط. قَالَ: وَقد يحدث عَن جراحات العصب والعضل والوترات آفَات عَظِيمَة غَلِيظَة. وَأما الرِّبَاط فَلَا يعرض فِيهِ شَيْء لِأَن نَبَاته من الْعظم.
قَالَ: وَكَانَ صبي أَصَابَهُ نخس فِي الْجَانِب الْأَيْسَر من عضده فِي العضل فَوضع عَلَيْهِ طَبِيب دَوَاء قد امتحنه فِي جراحات أخر فتشنج الْغُلَام وَمَات لِأَن جراحته لم تكن وَاسِعَة لَكِن كَانَت نخسة وَهَذَا شَيْء يجب أَن تعلمه أَن الْجراحَة الَّتِي العصب فِيهَا ظَاهر مَكْشُوف لَا يَنْبَغِي أَن يكون فِي قُوَّة الدَّوَاء الَّذِي يوضع على النخسة وَيجب أَن تَعْنِي بالنخسة الضيقة أَن يكون الْجرْح أبدا مَفْتُوحًا ليَكُون الصديد يسيل بعضه ويتحلل الْبَعْض. وَإِذا وَقعت النخسة بِجنب عصب أَو على عصب عَظِيم كَانَت شَدِيدَة الْخطر وَيجب أَن يكون الْعِنَايَة بِهَذَا أَشد.
قَالَ: وَاحْذَرْ فِي علاج العصب الْأَدْوِيَة القابضة وَعَلَيْك بالجاذبة إِلَّا أَن يكون العصب شَدِيد الانكشاف جدا فَعَلَيْك حِينَئِذٍ بِمَا يَقع فِيهِ القوابض وتغلب عَلَيْهِ الجاذبة أَو يعتدل كأقراص أندرون تذاب بعقيد الْعِنَب حَتَّى تصير كالعسل وتغمس فِيهِ صوفة وتوضع على العصب الْبَارِد المكشوف فَإِذا وضعت عَلَيْهِ وغطيته بهَا فضع فَوق ذَلِك بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا العصب وَهِي المتخذة بألبان الشّجر المتخذة بالفربيون وَالَّذِي يتَّخذ بخرء الْحمام والأشياء الْأُخَر نَحْو وسخ الكوارات والأشياء اللينة الَّتِي تسْتَعْمل فِي علاج العصب المكشوف الَّذِي لَا يواريه شَيْء الْبَتَّةَ وتعرق أعالي الْموضع إِلَى مَسَافَة طَوِيلَة بالنطول مرَّتَيْنِ بِالنَّهَارِ أَو ثَلَاثًا مَتى احْتِيجَ إِلَى ذَلِك ويستعان بِهَذِهِ الْمقَالة وَهِي الثَّالِثَة. وَمَتى رَأَيْت الْعُضْو قد نفر من الْأَدْوِيَة الَّتِي وضعت عَلَيْهِ فعرقته بعد ذَلِك بالشحوم فَإِنَّهُ يسكن اللذع وَيرجع إِلَى الْحَالة الطبيعية وَمَتى لم تَجِد الفربيون فَاسْتعْمل بدله خرء الْحمام أَو حلتيتا.
قَالَ: النخسة تعالج بِمَا تعالج مَخَافَة أَن ينضج فَم الْجرْح فَأَما المكشوف فَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يعالج بأدوية لَهَا قبض يسير وفيهَا مَعَ ذَلِك قُوَّة تحلل وَلَا تسرع.)
قَالَ: وَمَتى وَقعت ضَرْبَة فِي العضل بالطول فَإِن الرِّبَاط تفي بِضَم فَم الْجرْح. وَأما وَقعت ضَرْبَة بِالْعرضِ علمت أَنَّهَا قد عملت إِلَى دَاخل كثيرا فَلِأَنَّهَا تحْتَاج إِلَى خياطَة لِأَنَّهَا مَتى لم تخلط لم تَجْتَمِع نعما وَمَتى خيطت اطرافها فَقَط لم تلتحم مَا كَانَ مِنْهَا بَاطِنا فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن لَا تكون الْخياطَة غائرة منقعرة إِلَّا أَنه رُبمَا كَانَ هُنَاكَ أوتار عريضة كالحال فِي الأوتار الَّتِي عِنْد الرّكْبَة أَسْفَل الفخذين من قُدَّام وَالَّتِي عِنْد جلدَة الْكَتف وَهَذِه الأوتار تشبه الأغشية فِي الْعرض.
وَمَتى خيطت مَعَ العضل جلبت زمانة وبلايا. وَأما الأغشية فَلَيْسَ فِي خياطتها مَكْرُوه. وَإِنَّمَا تفرق من هَذِه من عاقبها وَعرف نوعها بالتشريح على أَن هَذِه الأوتار وَإِن فَإِنَّهَا على حَال أغْلظ وأصلب من الأغشية وَهَذِه الأوتار الدقيقة إِنَّمَا هِيَ فِي مَوَاضِع من الْجِسْم قد ذكرتها فِي بَاب التشريح.
لي إِذا انْكَشَفَ شَيْء يشك فِيهِ أَنه وتر أَو غشاء أَو عضل فَاعْلَم أَن الْوتر إِذا تفرست فِيهِ وجدت ليفه طولا وَلَا يكون اندماجه كاندماج الغشاء لِأَن الغشاء متشابه الْأَجْزَاء فِي كل أَحْوَال النبض وَالْوتر لَا يَخْلُو أَن ترى فِيهِ مسالك الليف. وَأَيْضًا أَنه إِن كَانَ غشاء لم يزل يتَّصل بِقطعِهِ وَلَا عفونته وَلَا لَهُ أَيْضا إِذا نخس حس الْوتر وَإِذا أَنْت مددته لم يحدث لَهُ شَيْء وَهُوَ أَشد صلابة أبدا من الغشاء. قَالَ: والعضل الَّذِي يتَّصل بالعقب وَالَّذِي يتَّصل بالمرفق كل وَاحِد مِنْهُمَا يشْتَرك مَعَه فِي الآفة مَا فَوق الْموضع الْمَوْقُوف حَتَّى يبلغ الدِّمَاغ الْأَلَم وَكَذَلِكَ العضل الَّذِي فِي الْفَخْذ.
الثَّانِيَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: وجع العصب يَمْتَد فِي مَوضِع دَقِيق غائر فِي طول الْجِسْم وَإِن امْتَدَّ إِلَى فَوق حَتَّى يبلغ الرَّأْس حدث التشنج. لي مَتى رَأَيْت فِي جراحات العصب ووتره قديداً وجع فِي طول الْبدن وَأخذ فِي الْعُلُوّ نَاحيَة الرَّأْس فَخذ فِي النطول والمروخ قبل أَن يحدث التشنج.
3 - (الْأَدْوِيَة)
ج: ذَنْب الْخَيل يلحم الْجِرَاحَات العصبية والأعضاء العصبية. والخراطين قد وَقع الاجماع على الحامها لقطع العصب. قَالَ د: دهن الأقحوان مُوَافق لالتواء العصب إِذا بل بِهِ صوف وَوضع عَلَيْهِ مَتى ضمد بِهِ. والأبخرة مَتى ضمد بِهِ مَعَ ملح. ثَمَرَة الفنجنكشت وورقه مَتى ضمد بِأَحَدِهِمَا أَو بهما التواء الأعصاب ابرأه. البلبوس مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل أَو وَحده جيد لالتواء العصب. بزر قطوناً مَتى تضمد بِهِ مَعَ خل ودهن وَمَاء نفع من أورام التواء الأعصاب. ج قَالَ: اسْتعْملت دَقِيق الباقلي بعد أَن طبخته بِعَسَل فِي فسوخ العضل وهتكه. بزر قطونا مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل أَو وَحده جيد لالتواء العصب وَإِذا ضمد بِهِ مَعَ خل ودهن ورد وَمَاء نفع من أورام التواء الأعصاب. البسبايج أَصله مَتى تضمد بِهِ جيد لالتواء العصب.
اوريباسيوس قَالَ: إِذا اسْتعْملت دَقِيق الباقلي فِي فسوخ العضل والعصب فاعجنه بخل. د:
عصارة الجنطيانا مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ نفع من وَهن العضل خلا أطرافها والتواء العصب. وَقَالَ: الجاوشير يشرب بِمَاء القراطن أَو بشراب وَافق وَهن العضل وأطرافه. طبيخ الوج نَافِع من شدخ العضل.
وَقَالَ: زبل الْخِنْزِير الْبري مَتى تضمد بِهِ مَعَ موم ودهن ورد أَبْرَأ التواء العصب. وَقَالَ: الزراوند المدحرج مَتى شرب نفع من شدخ العضل ووهنه. وَقَالَ: إِذا شرب الزراوند المدحرح بِالْمَاءِ هُوَ من أقوى الْأَدْوِيَة لفسوخ أوساط العضل وأطرافها. 

جالينوس: سقومرطين يشرب مَعَ الْخلّ وَالْعَسَل لفسوخ العضل والعصب. رماد ثجير الْعِنَب أَو رماد قضبان الْكَرم مَتى ضمد بِهِ مَعَ خل التواء العصب أَبرَأَهُ. د: رماد قضبان الْكَرم إِذا ضمد بِهِ مَعَ شَحم عَتيق أَو مَعَ زَيْت نفع من شدخ العضل. وَقَالَ: الكمادريوس مَتى شرب أَو طبيخه وَهُوَ طري نفغ من شدخ أَطْرَاف العضل. د قَالَ: قشور أصل الْكبر مَتى شرب بِالشرابِ ثَلَاثِينَ يَوْمًا كل يَوْم زنة دِرْهَمَيْنِ نفع من وَهن العضل. د:
ثَمَرَة الْكبر وقشور أَصله تَنْفَع من هتك رُؤُوس العضل وأطرافها. أصل لوف الْحَيَّة ينفع من وَهن العضل. د: بزر لينابوطس إِن خلط بدقيق شيلم وخل وتضمد بِهِ وَافق شدخ العضل وأطرافها. وَقَالَ: ورق المرزنجوش الْيَابِس يعجن بقيروطي وَيُوضَع على التواء العصب. وَقَالَ: الْمقل نَافِع من شدخ أوساط العضل. ج: يظنّ بِهِ أَنه يشفي فسوخ العضل. الملوخ مَعْرُوف بِالشَّام مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء الْعَسَل نفع من شدخ العضل. وَقَالَ: شراب عنصل نَافِع من شدخ أَطْرَاف العضل. وَقَالَ: البلبوس مَتى سلق وَأكل بالخل كَانَ صَالحا لوهن أوساط العضل ردي لوهن أطرافها. وَقَالَ: الأفسنتين نَافِع من خضرَة لحم العضل. وَقَالَ: الْملح مَتى خلط بالدقيق وَالْعَسَل نفع من التواء العضل. وَقَالَ: بصل النرجس مَتى سحق بِعَسَل وتضمد بِهِ نفع من انفتال الأوتار الَّتِي فِي العقبين. وَقَالَ: النمام نَافِع من ورم العضل مَتى تضمد بِهِ. وَقَالَ: النطرون يضمد بِهِ مَعَ قيروطي نَافِع لالتواء العصب. وَقَالَ: أصل السوسن مَتى خلط بالعسل أَبْرَأ التواء الأعصاب. وَقَالَ: الايرسا جيد للْفَسْخ والهتك فِي العضل. ج: السكبينج جيد لخضرة العضل والأوتار. د: 3 (حب العرعر) مُوَافق لشدخ العضل. وَقَالَ: الفاشرا مِنْهُ يهيأ مَعَ الْعَسَل لعوق نَافِع لشدخ العضل. وَقَالَ: ورق الفاشرا مَتى تضمد بِهِ مَعَ الشَّرَاب وَافق التواء العصب. وَقَالَ: عصارة بخور مَرْيَم ينفع من التواء العصب. وَقَالَ: طبيخ الفوذنج نَافِع من رض العضل فِي أَطْرَافه. الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع من شدخ أوساط العضل هِيَ الَّتِي تَنْفَع من رض اللَّحْم وَالَّتِي تَنْفَع من رض أَطْرَاف اللَّحْم هِيَ الَّتِي تَنْفَع من رض العصب. الْقسْط مَتى شرب بِخَمْر وألسنتين نفع من شدخ العضل. د: الْقسْط نَافِع من الْفَسْخ والهتك فِي العضل.
جالينوس: قصب الذريرة مَتى أَخذ مَعَ بزر الكرفس والنيل أَبْرَأ شدخ العضل. وَقَالَ: أصل الْقصب الْفَارِسِي مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ سكن وجع انفتال العصب ووجع الصلب. وَقَالَ: مَتى شرب ورقه مجففاً مسحوقاً أَو شرب طبيخه نفع من حَضْرَة لحم العضل وأطرافه. وَقَالَ: القنطوريون الْكَبِير مَتى أعطي من أَصله من لَا حمى بِهِ مَعَ الشَّرَاب زنة دِرْهَمَيْنِ وَمن بِهِ حمى دِرْهَمَيْنِ بِالْمَاءِ نفع من وَهن العضل. أصل القنطوريون الْكَبِير نَافِع من الْفَسْخ والهتك فِي العضل.
وَقَالَ: القنة تُؤْخَذ لخضرة العضل. وَقَالَ: الراوند يشفي الفسوخ الْحَادِثَة فِي العصب والعضل. 

ثَمَرَة الشونيز نافعة من شدخ العضل. الزفت الْيَابِس جيد لورم العضل. مرق الضفادع المطبوخة بِمَاء وملح وزيت مُوَافق للأورام المزمنة الْعَارِضَة فِي الأوتار. ذَنْب الْخَيل نَافِع من شدخ أوساط العضل مَتى سقِِي مِنْهُ ثَلَاثَة قراريط. وَقَالَ: الثوم مَتى شرب شفي فسوخ العضل والعصب.
وَقَالَ: الغاريقون مَتى سقِِي مِنْهُ ثَلَاثَة قراريط كَانَ صَالحا لوهن أوساط العضل. وَقَالَ: مَتى جعل من الأسرب صفيحة وَوضع على الغدة الْمَعْرُوفَة بتعقد العصب اذهبته. د: وَرَأَيْت أَنا هَذِه تدق بالمرطقة دقاً جيدا فَذَهَبت بِهِ. الخطمي مَتى ضمد بِهِ وَحده أَو بعد طبخه بِالشرابِ نفع من تمدد الأعصاب وتعقدها لِأَنَّهُ يلين وَيحل ويرخي. د: أصل الخطمي مَتى طبخ بِالشرابِ وَشرب نفع من شدخ أوساط العضل. وَقَالَ: مَتى أَخذ دِرْهَم من أصل الْخُنْثَى نفع من وَهن العضل. وَقَالَ: الْوَسخ الْمُجْتَمع على أبدان المصارعين نَافِع من التعقد الْكَائِن فِي البراجم.
مرهم ملين للعصب الَّذِي فِيهِ صلابة: لعاب بزر الْكَتَّان بزر خطمي حلبة بزر قطوناً ثَلَاثَة أَرْطَال شمع أصفر أَرْبَعَة أَرْطَال علك سِتّ أَوَاقٍ زَيْت رطلان يطْبخ اللعابات حَتَّى يغلظ وَيجْعَل عَلَيْهَا العلك وَالزَّيْت والشمع ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيرجع إِذا برد كالدياخيلون وَيسْتَعْمل. وَأَيْضًا مثله: عصارة بنج وشحم وشمع وارتينج بِالسَّوِيَّةِ يعْمل مرهماً للضربة والسقطة على العصب. ورق الخطمي الرطب يوضع عَلَيْهِ وينفع من التشنج وينفع من الرض الْحَادِث فِي الْأَعْضَاء العصبية وَالْقطع. لحم الصدف وغبار دَقِيق الرَّحَى إِذا خلط مَعَ المر والكندر وضمد بِهِ نفع. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: إِذا حدث الرض فِي العضلة فعالجه بدواء يسكن وَإِن كَانَ قد حدث بِهِ ورم تفجر فَلَا تعالجه بِمَا يحل الورم المتفجر كالرماد وَغَيره لَكِن اقصد إِلَى تسكين الوجع فَاسْتعْمل حِينَئِذٍ الْعِنَب مَعَ شراب وخل يسير وزيت بِمِقْدَار قصد وأسخن هَذِه اسخانا معتدلاً واغمس فِيهَا صُوفًا وسخا وَهُوَ صوف الزوفا الرطب وَضعه عَلَيْهِ فَمَتَى لم تقدر على هَذَا الصُّوف فألق مَعَ هَذِه الْأَشْيَاء شَيْئا من الودج وَهُوَ الزوفا الرطب نَفسه وعالجه بِهِ بصوف وَيجب أَن تسكن وجع المفاصل المرضوض أبدا بدواء قوي مركب مِمَّا ينضج ويحلل وَيقبض قبضا معتدلاً فَإِنَّهُ إِن كَانَ لَا قبض فِيهِ أصلا فكثيراً مَا يزِيد فِي الورم وَلَا سِيمَا فِي الْأَبدَان الممتلئة. وَانْظُر أبدا فِي رض العضل فَمَتَى كَانَ الوجع أَشد من غَيره فاقصد لتسكينه وَمَتى لم يكن هُنَاكَ وجع فَاسْتعْمل العلاج الأبلغ فِي حَال الورم والعلاج الأبلغ يكون بالأدوية القوية جدا كَمَاء الرماد والخل وَبعد هذَيْن الشَّرَاب وَمَتى كَانَت العضلة لَا وجع فِيهَا فقد يمكنك أَن تطرح بدل مَاء الرماد بورقاً أَبيض زبدياً. وَمَتى كَانَ الانتفاخ فِي العضل قد كال مكثه من أجل توان كَانَ عَنهُ فِي المداواة فَيجب أَولا على مَا وصفت أَن يداوي صَاحبه بالدواء الْمُتَّخذ بِمَاء الرماد ثمَّ ثق بِوَاحِد من الْأَدْوِيَة الدَّاخِلَة فِي بَاب المراهم وَمثل ذَلِك يُؤْخَذ من وسخ الْحمام فغله ثمَّ صفه أَو لَا حَتَّى يصفو ثمَّ اجْعَلْهُ فِي طنجير ويلقى عَلَيْهِ نورة مسحوقة قد صَارَت كالدقيق بِمِقْدَار مَا يصير فِي ثخن الطين. والدواء الْمُتَّخذ بالخمير أَيْضا يُوَافق لهَؤُلَاء وَغَيره مِمَّا أشبهه.
الْيَهُودِيّ: مَتى أصَاب العصب هتك وشق فأسمنه دَائِما واحفظ أَلا يلتحم حَتَّى يسكن وَجَعه فَإِنَّهُ مَتى انْضَمَّ قبل سُكُون وَجَعه وينحل مَا فِيهِ عفن. وَقَالَ فِي قاطاجانس: حانى مَتى أَصَابَهُ)
رض بِقرب من مفصل اصبعه من شقَّه الْيُمْنَى فَرَأَيْنَا مَا حول الْعصبَة العليلة قد صَار من الرُّطُوبَة إِلَى التعفن فضمدت هَذَا الْموضع بضماد متخذ من دَقِيق الشّعير معجوناً بِمَاء الرماد الْقوي وعرقت الْموضع الَّذِي لم يكن قد حدث فِيهِ عفونة لَكِن كَانَ قد تمدد بِزَيْت سخن يسْقِيه وَوضعت عَلَيْهِ بعد ذَلِك قيروطي الفربيون. وَقَالَ: من شَأْن النَّاس أَن يسموا الْفَسْخ فِي هَذِه الْأَعْضَاء أَيْضا جراحات العصب والكائن أَيْضا فِي الأوتار والرباط والأعضاء العضلية والعضل هُوَ جراحات العصب وكل هَذِه الْجِرَاحَات يتحد بِعَيْنِه.
لي كَذَلِك قد جعلنَا البَاقِينَ وَاحِدًا ثمَّ جعلت من غَد فِي ضماده مَكَان دَقِيق الشّعير دَقِيق الكرسنة معجوناً بِمَاء الرماد فَأصْبح فِي الْيَوْم الثَّانِي أصلح حَالا. وَلما عالجته فِي الْيَوْم الثَّالِث مثل ذَلِك سكن وَجَعه الْبَتَّةَ إِلَّا أَنه ظهر فِي الْموضع الَّذِي كَانَ تعفن جسم شَبيه بالعصب غليظ فساعة حركته سقط لِأَنَّهُ كَانَ قد عفن فَظن الْحَاضِرُونَ أَنه وتر الْأصْبع وَأما أَنا فَعلمت أَن هَذِه الأوتار تلين الْأَصَابِع وَعَلَيْهَا أغشية غَلِيظَة علمت أَن تِلْكَ هِيَ ذَلِك الغشاء وَرَأَيْت الْوتر تَحْتَهُ سليما فعمدت لذَلِك إِلَى بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي أَحدهَا أَقْرَاص بوليداس واندرون فأدفته بعقيد الْعِنَب وطليت الْموضع المكشوف مِنْهُ ثمَّ ضمدته على الْمِثَال الأول وضعت عَلَيْهِ قيورطي الفربيون كَمَا كنت أفعل فَكنت انْتظر أَن تَبرأ الْعصبَة من الورم ثمَّ الحم الْجرْح. وَإِن لم يكن مَا بِهِ من الورم عالجته بِبَعْض المجففات فَلَمَّا برأَ الورم الحمت الْجرْح فَسلم من كل آفَة حَادِثَة لجراحات العصب. وَأما رجل آخر فَإِنِّي طليت الْمَوَاضِع المكشوفة من جراحته بِهَذِهِ الأقراص مدافة بعقيد الْعِنَب وَوضعت فَوق ذَلِك قيوطي الفربيون حَتَّى برأَ.
لي هَذَا إِذا لم يكن فِي حول الْجراحَة ورم فَلذَلِك لم نعرقه بالزيت وَلَا كَانَ ورم عصبه أَيْضا كثيرا فَلذَلِك لم نضع عَلَيْهَا ضماد الكرسنة.
قَالَ: وَجُمْلَة علاجي للجراحة فِي العصب أعالجها بأدوية بطيئة القوام ذائبة وَمرَّة أداويه بأدوية ازم قوما مِنْهَا. لي هَذَا على نَحْو سَعَة الْموضع وضيقه. قَالَ: وأضع خَارج المرهم صوف مَاعِز لينًا مبلولاً بِزَيْت حَار وأحله فِي النَّهَار وَاللَّيْل مَرَّات ثَلَاثًا أَو أَرْبعا وأعرقه بالزيت. وَأكْثر مَا يسْتَعْمل الْحل عَن القرحة كل قَلِيل إِذا كَانَت الْأَدْوِيَة تلذعها فَإِن لم تلذع فَإِنَّمَا احله مرَّتَيْنِ فِي يَوْم وَلَيْلَة بِالْغَدَاةِ والعشي. وَالزَّيْت الَّذِي كنت أعرق بِهِ يكون مفتراً فَإِنَّهُ كَمَا أَن الْبرد فِي غَايَة المضادة لهَؤُلَاء كَذَلِك الفتورة فِي غَايَة الْمُوَافقَة. فَأَما الدّهن الْحَار فإياك وإياه فَإِنَّهُ يقحل اللَّحْم)
وييبسه والبارد يمدده والفاتر مُوَافق جدا وأهرب أَن يُصِيب الْعُضْو مَاء الْبَتَّةَ. وَأكْثر مَا يَقع جراحات العصب فِي الْكَفَّيْنِ. وَكَانَ رجل قد أَصَابَته جِرَاحَة فِي يَده واعتر بِأَن سكن عَنهُ الوجع فِي الْيَوْم الرَّابِع غَايَة السّكُون وَذهب الورم فتصرف فِي حَاجته فَأَصَابَهُ برد شَدِيد فِي يَده فَانْصَرف وَهُوَ يحس بتمدد فِي يَده يبلغ إِلَى الرَّقَبَة فصرت إِلَيْهِ فَأَمَرته أَن يعرق يَده بِزَيْت مسخن والموضع المحاذي من رقبته وكمدته بصوف مبلول بذلك الزَّيْت وَوضعت مِنْهُ على الْجرْح دَوَاء رطبا يَقع فِيهِ الفربيون وجندبادستر فهدأ من سَاعَته فَنَامَ وأتيته وَقد بطلت تِلْكَ الْأَعْرَاض عَنهُ وألزم الْمَرِيض الْبَيْت مَتى كَانَ مِنْهُ خَمْسَة أَيَّام وَإِيَّاك أَن يُصِيبهُ ريح بَارِدَة الْبَتَّةَ وَذَلِكَ أَنه إِن بَقِي إِلَى السَّابِع لَا يوجعه وَلَا يتمدد وَلم يتخوف عَلَيْهِ بعد ذَلِك الْبَتَّةَ يَنْبَغِي أَن يوضع فَوق الزَّيْت دثار يمْنَع الْعُضْو من الْبرد وَيجب أَلا يكون فِي الزَّيْت قبض الْبَتَّةَ وَقد وضعت على بعض هَذِه وسخ الكور حَيْثُ ظَنَنْت أَن الخمير لَا يبلغ من اسخانه مَا يحْتَاج إِلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ طرياً وَكَانَ هَذَا اللَّبن قَرِيبا منى وخلطت أَيْضا زفتاً رطبا بخمير وَوَضَعته عَلَيْهِ. فَأَما الأضمدة المتخذة بالخل وَالْعَسَل ودقيق الشيلم والترمس فقد استعملتها دَائِما فِي المدن لَا فِي الْقرى وَعند الضرورات فِي جراحات العصب واقتصرت مَرَّات كَثِيرَة حَيْثُ لم يتهيأ. لي شَيْء آخر: إِن ضربت خلا فائق الثقافة بِزَيْت وَوَضَعته بصوف على الْجراحَة سَاعَة وَقعت وأتاني رجل من أهل بيتى قد عرض لَهُ عفن فِي بعض أوتاره فَدفعت إِلَيْهِ فربيوناً عتيقاً وأمرته أَن يخلطه بقيروطي ويضعه على مَوضِع العفن فَلَمَّا رجعت من حَاجَتي سَأَلته: هَل وجد لذعاً فَزعم أَنه وجد فِيهِ دغدغة فَقَط وَتركته كَذَلِك إِلَى أَن أمسيت فَلَمَّا أخذت الدَّوَاء عَن الْموضع رَأَيْت أَن الصَّوَاب اسْتِعْمَال ذَلِك الدَّوَاء بِعَيْنِه وَلم أزل أعَالجهُ إِلَى أَن برأَ. لي غَرَض جراحات العصب أَلا تعفن أَولا وَألا تبرد وَلَا ترم لِأَنَّهُ إِن عفن زمن وَإِن ورم أَو برد تشنج فَلذَلِك يحْتَاج أَن تعالجه بالأدوية الحارة الْيَابِسَة وبالمحللة اللينة الفاترة ليصيبه تجفيف يمنعهُ من قبُول مَادَّة ترطب وتعفن ويتحلل عَنهُ الورم وَلَا يبرد وَإِلَّا يَنْضَم فَم الْجرْح لِأَنَّهُ إِذا اجْتمع ذَلِك الصديد حول الْعصبَة عفنها وَاشْتَدَّ الوجع. فَيَنْبَغِي أَلا يلتحم فَم الْجرْح حَتَّى يسكن ورم الْجرْح ويجف جفوفاً محكماً وَلَا تخشى ورماً وَلَا وجعاً ثمَّ يلحم. قَالَ: وَذهب إِنْسَان رأى فعلى فعالج مثل علاجي بفربيون حَدِيث قوي وخلط بالقيروطي بِمثل ذَلِك الْوَزْن فأحدث فِي الْجراحَة لذعاً ووجعاً شَدِيدا وَلما جىء بِهِ أخذت عَنهُ ذَلِك الدَّوَاء وَوضعت عَلَيْهِ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالخل لِأَنَّهُ قد كَانَ)
أحمى بالفربيون الحَدِيث وَذَلِكَ يجب أَن يتَعَاهَد فَإِن كَانَ اللذع قَوِيا أقللت من الفربيون والدواء الْحَار الَّذِي تستعمله وَإِن قصر عَمَّا تريده زِدْت وَإِن وجدته يحدث حرارة معتدلة اقررته على حَاله فِي الفربيون وَبَين الْعَتِيق والْحَدِيث بون بعيد جدا. وَكَانَ الَّذِي دفعت إِلَيْهِ أَتَى عَلَيْهِ خمس سِنِين وَهَذَا قدير الْقُوَّة وليخلط من الحَدِيث جُزْءا وَعشرَة من القيروطي فَاجْعَلْ الفربيون ضعفيه أَو ثَلَاثَة أضعافه وَإِذا أردْت أَن يكون الدَّوَاء ثخيناً فاحفظ هَذَا الْوَزْن وزد فِي اشمع وَأدْخل فِي الدَّوَاء علكاً وَنَحْو ذَلِك وَيكون وزن الشمع وَالزَّيْت إِذا أردته ثخيناً بِالسَّوِيَّةِ وَمَتى أردته غليظاً أدخلت فِيهِ علك البطم قدر مَا يكون القيروطي على مَا تحْتَاج إِلَيْهِ ثمَّ تزن بالميزان نصف سدسه من الفربيون واخلط بِهِ وجرب هَذَا المرهم بِأَن تضعه على ساقك ودعه ثَلَاث سَاعَات فَإِن اسخنك اسخاناً معتدلاً فَإِن تأليفه جيد وَإِن كَانَ لَا يسخن الْبَتَّةَ فزد فربيوناً وَإِن كَانَ يلذع لذعاً شَدِيدا جدا فزد فِي القيروطي وَمَتى قدرت على وسخ الكور فاجعله بدل العلك فَإِنَّهُ اخود من جَمِيع العلوك وتجنب الرطوبات الردية والرياح البخارية من عمق القرحة إِلَى ظَاهرهَا فَيصير الدَّوَاء لذَلِك فِي غَايَة الْجَوْدَة وَلِأَنَّهُ هُوَ وَحده عَالَجت بِهِ جراحات العصب وَمَعَ لبن اليتوع وَوَجَدته نَافِذا جدا وَقد عَالَجت أَيْضا هَذِه الْجِرَاحَات بمرهم الباسليقون بعد أَن خلطت فِيهِ كبريتاً لم يطفأ ونطرونا وزهرة البورق أَو زهر حجر اسيوس وَنَحْو ذَلِك أَو رغوة البورق وَبِالْجُمْلَةِ فَكل الْأَدْوِيَة الَّتِي تجذب الرطوبات من عمق الْجِسْم إِلَى ظَاهره مُوَافقَة لجراحات العصب بعد أَلا يكون مَعهَا حرارة مفرطة وَلَا برودة مفرطة وَلَا حموضة أَو يخلط مَعهَا مَا يعمع هَذِه من غير أَن يفْسد قواها.
قَالَ: والأجود أَلا يستحم صَاحب هَذِه الْعلَّة فَإِن لم يقبل مِنْك فلف على مَوضِع الْجراحَة طاقات كَثِيرَة من خرق مشربَة زيتاً وَإِذا خرج فارم بهَا وَبِمَا على الْجرْح اجْمَعْ وجدد لَهُ العلاج.
وَيحدث عَن عِلّة الأوتار تشنج إِن عفنت عفن مَعهَا. وَيجب مَتى وَقعت الضَّرْبَة على الْوتر بِالْعرضِ أَن تقطع بَاقِي الْوتر لتأمن التشنج وَكَذَا كنت أفعل وَكنت أَدِيم التعرق بالزيت وَلَا أقرب مِنْهُنَّ المَاء فابرأتها فِي أَيَّام يسيرَة. د: مُوَافق لجراحات العضل مَتى بل بِهِ صوف وَوضع عَلَيْهِ وأصل الاذخر. ج: قد اسْتعْملت دَقِيق الباقلي مَرَّات بعد أَن طبخت دقيقه بالعسل فِي جراحات العصب)
وهتكه وفسوخه.
اوريباسيوس قَالَ: إِذا اسْتعْملت دَقِيق الباقلي فِي فسوخ العصب وجراحاته فاعجنه بخل وَعسل. ج: دهن الْجَوْز لِكَثْرَة تَحْلِيله يداوي بِهِ جراحات العصب. عصارة الجنطيانا مَتى شرب مِنْهَا زنة دِرْهَمَيْنِ نفع من وَهن العضل خلا أطرافها. د: وفوة الصباغين مَتى أنعم دقها وخلطت بخل فَإِنَّهَا لقبضها توَافق جراحات الأعصاب. وَقَالَ: الزّبد يَقع فِي أدوية جراحات العصب وحجب الدِّمَاغ وفم المثانة. بصل النرجس إِذا تضمد أفرق خراجات الأعصاب. جالينوس قَالَ: يبلغ من قُوَّة بصل النرجس أَن يلحم الْجراحَة فِي الأوتار. ج: النّيل البستاني يلحم الْجِرَاحَات وَلَو كَانَت فِي رُؤُوس العضلات أصُول السوسن مَتى سحقت وخلطت بالعسل أبرأت انْقِطَاع الأعصاب. 

د: الدَّوَاء الْمَعْمُول من عصارة السوسن بالخل وَالْعَسَل على مَا فِي انبات اللَّحْم جيد من جراحات العصب. ج: لحم الصدف مَتى سحق مَعَ كندر وَمر الزق الْجِرَاحَات الَّتِي تقع فِي الأعصاب. ج: قد اسْتعْملت لحم الحلزون مرّة فِي قَرْيَة بِأَن سحقته وَوَضَعته على غُبَار الرَّحَى على جِرَاحَة كَانَ مَعهَا قطع وَفسخ فِي العصب فاندملت حسنا وَلم يحدث فِي الْعصبَة ورم. حب الْقرظ لِأَنَّهُ يجفف من غير لذع يصلح جراحات الأعصاب. ج: الخراطين مَتى أنعم دقها وضمدت بهَا الأعصاب المنقطعة ألحمها وَيجب أَلا يحلهَا ثَلَاثَة أَيَّام. د وَج: زعم أَقوام أَنهم جربوا الخراطين مَتى سحقت وَوضعت على العصب الْمَقْطُوع نَفَعت من ساعتها.
ابْن ماسويه فِي الْأَدْوِيَة النافعة لجراحات العصب: قردمانا قسط مر وحلو أصل الاذخر قصب الذريرة راسن اقحوان قنة مَعَ دهن السوسن مقل الْيَهُود حب العرعر غاريقون راوند صيني زراوند طَوِيل قنطوريون علك ايرسا فوتنج. الْيَهُودِيّ: هَذِه جَمِيعًا مَتى شرب مِنْهَا دِرْهَمَانِ نَفَعت من ذَلِك.)
من تذكرة عَبدُوس لقطع العصب: يضمد بالخراطين المدقوقة أَو بِلَحْم الصدف مَعَ غُبَار الرَّحَى ج: فِي حِيلَة الْبُرْء: مَتى أَصَابَت العصت نخسة فَلَا بُد لَهُ ضَرُورَة لفضل جسا أَن يَنَالهُ وجع شَدِيد أَكثر من سَائِر الْأَعْضَاء وَأَنه لَا محَالة يرم مَتى لم يحتل فِي تسكين وَجَعه وَمنع حُدُوث الورم فَلذَلِك رَأَيْت أَن الصَّوَاب أَلا يلحم فِي النخسة بل يمْنَع الالتحام كي يخرج مِنْهَا الصديد وينقي الْجِسْم من الفضول واحرص كل الْحِرْص أَلا يحدث فِي الْعُضْو وجع والحزم أَن توسع الْموضع إِن كَانَ ضيقا واستفرغ جملَة الْجِسْم بفصد الْعرق إِن كَانَ فِي الْقُوَّة محمل وَمَتى كَانَ الْجِسْم ردي الْخَلْط نقيته بالدواء المسهل تبادر بِهِ فِي أول الْأَمر واجتنب المَاء الْحَار فِي جراحات العصب وَذَلِكَ أَن قد شقّ جَوْهَر العصب من مَادَّة رطبَة تجمدها الْبُرُودَة وكل شَيْء يكون قوام جوهره هَذَا القوام فَهُوَ ينْحل ويتعفن من الْأَشْيَاء الحارة الرّطبَة مَعًا وَلِهَذَا يَنْبَغِي أَن لَا يقرب مِنْهُ المَاء الْحَار الْبَتَّةَ واطله بالزيت مفتراً وَيكون الزَّيْت لَا قبض مَعَه أصلا. فَأَما أدويته فلتكن لَطِيفَة الْأَجْزَاء معتدلة الْحَرَارَة تَجف تجفيفاً لَا أَذَى مَعَه فَإِن هَذِه وَحدهَا تقدر على اجتذاب الصديد من عمق الْجِسْم من غير أَن تثور وتهيج وتلذع الْعُضْو الذب تعالج بِهِ وَلِهَذَا جعلت أول شَيْء استعملته علك البطم وَحده مَعَ شَيْء من الفربيون أما وَحده فَفِي الْأَبدَان الرّطبَة وَمَعَ فربيون فِي الْأَبدَان الْيَابِسَة وَكَذَلِكَ وسخ الكور وَحده مَعَ الفربيون وَمَتى تهَيَّأ أَن يكون الْوَسخ صلباً فاعجنه بِزَيْت لطيف غير قَابض فَأَما الْأَبدَان الشَّدِيدَة الصلابة فقد اسْتعْملت فِيهَا السكبينج مَعَ الزَّيْت وعلك البطم والجاوشير أَيْضا فقد اسْتعْملت هَذِه وَأرى أَن الحتيت أَيْضا نَافِع مَتى اتخذ مِنْهُ دَوَاء إِلَّا أَنِّي لم أسخنه بعد والكبريت لِأَنَّهُ لطيف الْأَجْزَاء وَلَيْسَ من جنس الْحِجَارَة ينفع جراحات العصب يخلط مَعَه من الزَّيْت بِمِقْدَار مَا يصير لَهُ الْجَمِيع فِي ثخن وسخ الْحمام فَإِن أَنْت عَالَجت بِهَذَا الدَّوَاء بدناً صلباً فاجعله أثخن وَقد خلطت لهَذِهِ الْعلَّة أَيْضا نورة مغسولة بِزَيْت فنفع وأنفع مَا تكون النورة إِذا غسلت بِمَاء الْبَحْر فِي الصَّيف الْحَار وَإِن غسلتها غسلات كَانَ أَجود وأنفع وَقد عَم النَّاس اسْتِعْمَال الدَّوَاء الَّذِي ألفته واستعملته وَهُوَ مركب من شمع وراتينج وفربيون وزيت والعلك والزفت من كل وَاحِد نصف جُزْء وَمن الشمع جُزْء وَإِن لم يتهيأ علك البطم فَاجْعَلْ مَكَانَهُ راتينجاً. فَأَما الفربيون فَلْيَكُن نصف سدس الشمع وَمَتى أردته أقوى فَأكْثر قَلِيلا فَإِن كَانَ العلك يَابسا قَوِيا بِمَنْزِلَة العلك الْمَطْبُوخ فَإِنَّهُ يَكْفِيهِ حِينَئِذٍ شَيْء يسير من الزَّيْت وَصفَة هَذَا الدَّوَاء مَكْتُوبَة فِي)
المراهم.
وَبِالْجُمْلَةِ فمداواة الْعصبَة الَّتِي يُصِيبهَا نخس ووجبة أَو ينتقص اتصالها بِأَيّ ضرب كَانَ يجب أَن يكون أدويتها تحدث حرارة فاترة وتجفف تجفيفاً غَايَة التجفيف وَيكون جوهرها حَادِثا لطيف الْأَجْزَاء وَيجب أَن تزيد فِي قُوَّة الدَّوَاء وتنقص مِنْهُ وتبقيه على حَاله بِقدر مَا تروم أمره إِذا حللته كل مرّة فَإِن رجلا من الْأَطِبَّاء قد كَانَ داوى بمرهمي مرهم الفربيون النخس الْوَاقِع بالعصب مَرَّات فأنجح ثمَّ أَنه داوى بِهِ رجلا فَلم ينجح وَحدث بالعضو وجع وورم فَسَأَلت العليل: هَل أحس فِي الْيَوْم الَّذِي وضع عَلَيْهِ مرهم بِمَسّ حرارة شَبيهَة بحرارة شمس لينَة فَذكر: أَنه لم يجد ذَلِك. وَسَأَلت الطَّبِيب فَإِذا هُوَ قد اتخذ مِنْهُ أرجح من سنة وَكَانَ الَّذين داواهم بِهِ صبياناً وشباناً وفكرت فِي هَذَا أَن الفربيون نَاقص عَمَّا يَنْبَغِي فزدت فِي مِقْدَاره ووسعت فمي الْجرْح لِأَنَّهُ كَانَ ضيقا وعرقت الْعُضْو بالزيت اللَّطِيف الَّذِي لَا قبض مَعَه وَأمرت أَن يحل بالْعَشي وَأَن يعالج بالزيت اللَّطِيف الَّذِي لَا قبض مَعَه الَّذِي عالجته بِهِ مَعَ الدَّوَاء وَأمرت العليل أَن يمسك عَن الطَّعَام فَلَمَّا فعل ذَلِك أصبح العليل وَقد سكن الوجع عَنهُ وتبرد الورم فَإِن كَانَ الْخرق الْوَاقِع بالعصب لَيْسَ يحسه بل هُوَ خرق فَانْظُر: أهوَ ذَاهِب فِي عرض الْعصبَة أَو فِي طولهَا وَكم مِقْدَار مَا انخرق من الْجلد الَّذِي يعلوها وَانْظُر أَن الْجلد قد انخرق خرقاً بَينا حَتَّى أَن الْعصبَة بقيت مكشوفة وخرقها بالطول فَلَيْسَ يجب أَن تقرب هَذِه الْعصبَة شَيْئا من الْأَدْوِيَة الَّتِي تتَّخذ بالفربيون وَأَمْثَاله لِأَن الْعصبَة لَا تحْتَمل قُوَّة هَذِه الْأَدْوِيَة وَهِي مكشوفة كَمَا كَانَت تحتملها عِنْدَمَا كَانَ بَينهَا وَبَين الْجلد والأجود هَهُنَا أَن تعجن النورة المغسولة بِزَيْت كثيرا وعالجها والدواء الْمُتَّخذ بالتوتيا جيد فِي مثل هَذَا الْموضع مَتى ديف بدهن ورد يخلط بِهِ ملح وَجُمْلَة غرضك فِي مداواة الْعصبَة المكشوفة أَن تجففها تجفيفاً لَا لذع مَعَه وأجود مَا يكون مِنْهَا النورة إِذا غسلت مَرَّات كَثِيرَة بِمَاء عذب فِي وَقت وَاحِد والتوتيا إِذا فعل بِهِ ذَلِك لِأَنَّهُ يسلخ حدتها فِي المَاء والمرهم الْمُتَّخذ بالعسل وَيجب أَن يكون شمعه مغسولاً ودهن ورد لَا ملح فِيهِ. وَإِن وَقع فِي هَذِه الْأَدْوِيَة علك فَلْيَكُن معتدلاً. وَإِن كَانَ العيل نقي الْبدن أمكن أَن يداوي بالأدوية المغسولة المقوية فَإِنِّي داويت شَابًّا معتدل الطَّبْع إِلَّا أَنه كَانَ عرض لبدنه احتراق من الشَّمْس كَانَ قد عرض لَهُ خرق وَاسع فِي زنديه وعصبه فَأخذت شَيْئا من أَقْرَاص بوليداس فأدفنها بعقيد الْعِنَب وسخنتها على مَاء حَار وغمزت فِيهِ فَتِيلَة وَجَعَلته فِي الْجرْح)
وَيجب أَن يكون هَذَا مِمَّا لَا تَفْعَلهُ وَهُوَ أَلا يلقى لموْضِع الْجرْح والعصبة وَشَيْء من الْخرق من الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة. جملَة يُؤمن إِن كَانَ هَذَا العصب من عصب عضلة أَن يحدث التشنج فِي أسْرع الْأَوْقَات وَقد يعرض التشنج أَيْضا عِنْدَمَا يُصِيب الأوتار آفَة فَلَمَّا وضعت على مَوضِع الْجراحَة وعَلى مَوَاضِع كَثِيرَة مِمَّا حوله وفوقه من الدَّوَاء جعلت أعرق مَوضِع الرَّقَبَة والإبطين وَالرَّأْس بِزَيْت حَار لن الْجراحَة كَانَت فِي الْيَد تعريقاً متواتراً وأخرجت أَيْضا دَمًا من فصد فِي الْيَوْم الأول فَلَمَّا كَانَ فِي الرَّابِع حسنت حَاله وضمدت قُرْحَته وانقبضت وَبرئ فِي السَّابِع برءاً تَاما وَمَا كَانَ من القروح فِي مثل هَذِه الْحَال فَلَيْسَ يجب أَن يصب عَلَيْهَا زَيْت لِأَن الزَّيْت مضاد لقُوَّة هَذَا التَّدْبِير الَّذِي ذكرته وَهُوَ مَعَ هَذَا يوسخ القرحة وَلَا تستعمله فِي القروح الْكَبِيرَة كَمَا تستعمله فِي القروح الصَّغِيرَة الَّتِي الْعصبَة فِيهَا مغطاة بِالْجلدِ فَإِن احتجت أَن تغسل الْعصبَة من صديدها فنشفها بصوفة على طرف ميل وَإِن احتجت أَن تبله بِشَيْء لكَي لَا يلقى القرحة وَهِي يابسة فبلها بعقيد الْعِنَب وبالشراب الحلو الْبعيد من الْقَبْض واللذع واترك المَاء دَائِما واهرب مِنْهُ فِي علاج العصب نخسة كَانَت أَو خرقاً وَكَذَلِكَ اهرب من الضماد المرخى فَإِن اسْتعْملت الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالقلقطار فَإِنَّهُ قريب من الأقراص الَّتِي ذكرت فأدف هَذَا أَيْضا فِي الصَّيف بدهن ورد وَفِي الشتَاء بِزَيْت لطيف وأقراص أندرون وفراسيون تقوم مقَام هَذَا الدَّوَاء الَّذِي ألفناه نَحن وَهُوَ أقوى من كلهَا وَقد قلت: أَن الْأَبدَان القوية يجب علاجها بالأدوية القوية وَبِالْعَكْسِ وَمَتى وَقعت الْجراحَة فِي عرض الْعصبَة فَإِن هَذَا أَشد خطراً وَأقرب من أَن يُصِيب صَاحبهَا تشنج وَذَلِكَ أَن الورم يصل الشظايا المقطوعة الَّتِي لم تَنْقَطِع فَيحدث لذَلِك التشنج وعلاج الْجرْح هَهُنَا هُوَ ذَلِك بِعَيْنِه إِلَّا أَنه يجب لصَاحِبهَا أَن يخرج لَهُ من الدَّم بِلَا زحمة أَكثر مِمَّا أخرج لذَلِك ولطف تَدْبيره أَكثر ويحفظه على الهدوء والسكون ولينوم على فرَاش وطىء ويعرق إبطه ورقبته بِزَيْت حَار فَإِن كَانَت الْجراحَة فِي الرجل فليعرق الحالبين ويمرخ عظم الصلب كُله حَتَّى تصير إِلَى الرَّقَبَة وَالرَّأْس وَأما رض العصب فَإِن كَانَ عه رض فِي الْجلد أَو قرحَة فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى أدوية غرضها أَن تجفف تجفيفاً كثيرا وَتجمع وتشد الْأَجْزَاء الَّتِي قد استرخت من أجل الرض. فَأَما أَن اصاب الْعَضُد رض غير أَن يرض مَعَه الْجلد وَمَا أقل مَا يكون ذَلِك فصب عَلَيْهِ زيتاً حاراً منزيت قوته محللة صبا متواتراً واعن عَن أَمر الْجِسْم جملَة مثل مَا وَصفنَا وَهُوَ يبرأ فِي أسْرع الْأَوْقَات بصب الزَّيْت وَأما رض العصب مَعَ الْجلد فقد يكون كثيرا)
وَأَصْحَاب الصِّنَاعَة قد علمُوا بالتجربة مداواته بدقيق الباقلي وخل وَعسل. وبالحق ان هَذَا دَوَاء جيد. وَمَتى كَانَ مَعَ الرض وَجمع فاخلط مَعَه زفتاً عِنْد طبخه وضمد بِهِ وَهُوَ حَار.
وَمَتى أردْت أَن يكون تجفيفه أَشد فاخلط مَعَه دَقِيق الكرسنة وَمَتى أَحْبَبْت تجفيفه أَكثر فاخلط مَعَه الْعَسَل وأصول السوسن. والعناية بِأَمْر الْجِسْم كُله يعم هَذَا وَغَيره. فَإِن انْقَطَعت الْعصبَة فابترها بِلَا خوف على من أَصَابَهُ ذَلِك إِلَّا أَن الْعُضْو الَّذِي كَانَ يَتَحَرَّك بِهِ يفلج ومداواته مداواة سَائِر القروح. فَأَما الرباطات فَإِنَّهَا وَإِن كَانَ نوعها من أَشد شَيْء فقد يحْتَمل من المداواة مَا هُوَ أَشد وَأقوى لِأَنَّهَا تتصل بالدماغ وَلِأَنَّهَا عديمة الْحس. وَأما الأوتار فَلِأَنَّهَا تشارك العصب لِأَنَّهَا من عصب ورباط فقد يحدث من أجلهَا التشنج وتعرف هَل الْجراحَة فِي عصب أَو وتر أَو رِبَاط من جنس تفرك بجوهر كل وَاحِد مِنْهَا بالتشريح وَإِذا أصَاب الرِّبَاط جِرَاحَة فَإِن كَانَ رِبَاطًا ينْبت من عظم ويتصل بِعظم فَلَا مَكْرُوه فِيهِ وَيجوز مداواته بِمَا شِئْت وَإِن فِي الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: إِن الْجراحَة الْوَاقِعَة فِي الأوتار والعصب والعضل لفضل حسها واتصالها بالدماغ تورث التشنج سَرِيعا لَا سِيمَا مَتى لم يتحل الفضول الَّتِي فِيهِ إِلَى خَارج وَذَلِكَ لانسداد فَم الْجرْح فَلذَلِك يجب فِي مداواة هَذِه أَن تفتح فَم الْجرْح وتجفف القرحة بدواء جوهره جَوْهَر لطيف يُمكن أَن يغوص ويصل إِلَى الْعُضْو حَتَّى يصل إِلَى الْعصبَة الَّتِي نالها الشق.
قاطيطريون: اهرب عِنْد علاج هَذِه أَعنِي العصب من الْبرد وَالرِّيح. وَمن هَذَا الْكتاب: مَتى كَانَ سُقُوط الْأَجْسَام العصبية من الْجِسْم فِي القروح بعد أَن يتقيح الْموضع كَانَ سليما لَا خطر فِيهِ وَيكون فِي مُدَّة أطول قَلِيلا فَإِذا استكرهت الْعصبَة الوترة الَّتِي تحْتَاج أَن تقطع بالآلات والأدوية ومددتها حدث عَن ذَلِك أورام وتشنج وحميات فِي بعض الْمَوَاضِع.
قاطاجانس: جراحات العصب لَيست تحْتَاج إِلَى أدوية تقبض بل أدوية تجتذب مَا فِي عمق الْمَوَاضِع من الشَّيْء المؤذي اجتذاباً كَافِيا وَتخرج إِلَى خَارج. قَالَ: وَكنت أرى معلمي يعالجون الْجِرَاحَات الْوَاقِعَة بالعصب بعلاج الْجِرَاحَات الطرية وَهُوَ العلاج الملحم وَكَانُوا يضعون عَلَيْهَا فِي الْأَكْثَر الْأَدْوِيَة الملزقة يُرِيدُونَ بذلك إلزاق الْجراحَة وَإِن كَانَ مَعَ الْجراحَة ورم صبوا عَلَيْهِ مَاء فاتراً كثير الْمِقْدَار ويعرقونه بالزيت ثمَّ يضمدونه بضماد دَقِيق الْحِنْطَة الْمَطْبُوخ بِالْمَاءِ وَالزَّيْت ورأيتهم يعالجون من أصبته جِرَاحَة على ركبته أَو عِنْد الْوتر العريض بِهَذَا العلاج بِعَيْنِه وَهُوَ فَوق عين)
الرّكْبَة بِقَلِيل وَهَذَا بِأَن يكون قَاتلا أولى مِنْهُ بِأَن يكون علاجاً لَهُ فَإِنَّهُ كَانَ حيلهم مِنْهُم يموتون وَمِنْهُم من يتَخَلَّص بعرج وَكَذَلِكَ جَمِيع من عالجوه فِي أوتار كَفه تعقدت أوتارهم كثيرا وعفنت الْجراحَة ببعضهم كثيرا فَلَمَّا رَأَيْت كَثْرَة العفن فِي هَذَا العلاج حكمت أَنه يجب أَن يعالج بالبرد والبنج ثمَّ مَا رَأَيْت الْبرد عدوا للعصب علمت بِأَن أدود أدوية العصب مَا كَانَ يجفف مَعَ توَسط بَين الْحَرَارَة والبرودة وَإِن كَانَ أَيْضا جاراً جَازَ بِأَن يكون بَالغ التجفيف وَذَلِكَ أَنه لَا يُمكن التعفن من العديم الرُّطُوبَة وَعلمت أَيْضا أَن الَّذِي يجب أَن يعالج بِهِ الْعصبَة وَهِي مكشوفة غير مَا يَنْبَغِي أَن تعالج بِهِ وَهِي متوارية إِذا كَانَت هَذِه يسيرَة لَا يلقاها الدَّوَاء بل إِنَّمَا الْوَاصِل إِلَيْهَا قوته فَلذَلِك يجب أَن تكون ألطف وَأقوى وَلَا يكن مَعَ هَذَا أَن يكون هَذَا الدَّوَاء بَالغ الْحَرَارَة لِأَن حرارته تنفذ قبل الْوُصُول إِلَى الْمَوَاضِع. 

قَالَ: وَرَأَيْت رجلا أَصَابَته ضَرْبَة على عضل فَخذه حَيْثُ هِيَ قريب من الرّكْبَة بِالْعرضِ فقور فِيهِ فعزمت أَن أخبطه لِأَن الرِّبَاط إِذا كَانَت الضَّرْبَة بِالْعرضِ لم تضبط فَم الْجرْح وامتنعت من التغرية لِأَنِّي علمت أَن الْأَجْزَاء اللحمية من العضل لَا بَأْس عَلَيْهَا من ذَلِك فأمنت بذلك هَذِه الْجراحَة من جَمِيع المعايب وَذَلِكَ أَن بَعضهم كَانَ يخيط فَم الْجرْح ظَاهرا فَيبقى مَا وَرَاءه غير ملتحم وَكَانَ يخيط الأوتار مَعَ اللَّحْم فَكَانَ يُورث أَشْيَاء ودية من تشنج وَغَيره وَهَذِه الأوتار الَّتِي هَهُنَا عريضة فَأَما الرِّبَاط فَلَيْسَ من جراحته مَكْرُوه مثل مَا فِي جِرَاحَة الْوتر لِأَن منبته من الْعظم. لي فِيهِ استرخاء الْمفصل وزواله عَن مَوْضِعه وَإِذا كَانَت الْجراحَة الَّتِي فِي العصب فالعصب مِنْهَا مَكْشُوف وتحتمل أَن تُوضَع عَلَيْهَا الْأَدْوِيَة الحارة لِأَنَّهَا معراة مكشوفة فَأَما الَّتِي هِيَ تحس فَلَيْسَتْ الْعصبَة فِيهَا ظَاهِرَة فَإِنَّهَا تُوضَع عَلَيْهَا ويحذر التحامها وَمَتى احتجت إِلَى توسعها إِن كَانَت فِي غَايَة الضّيق فوسعها بشقين يتقاطعان على زَوَايَا قَائِمَة لِأَن النخسة إِذا التحم رَأسهَا وَاجْتمعَ الصديد دَاخِلا على العصب حدث بَغْتَة تشنج قَاتل.
فِي تأليف أدوية جراحات العصب: احذر القابضة وخاصة فِي النخسة فِي العصب فَأَما مَا كَانَ يجلو كتوابل النّحاس فَهُوَ مُوَافق واسحق مَعَه المعدنية بالخل ليلطف جوهرها وَليكن خلا غير قَابض عتيقاً جدا والزاج والقلقطار والزنجار وأقراص الدرون وَنَحْوهَا تطلى على العصب المكشوف بعقيد الْعِنَب. لي هَذَا يجفف العصب وَيُوضَع فَوْقهَا الدَّوَاء الْحَار يسحق على مَا قيل.)
قَالَ: وَلَا تسْتَعْمل هَذِه الأقراص إِلَّا فِي الْأَبدَان الرُّخْصَة لَكِن بعض الْأَدْوِيَة الْأُخَر ثمَّ ضع فَوْقهَا المراهم وعرق الْمَوَاضِع الْعَالِيَة فَوق الْجراحَة بالزيت مرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا بِالنَّهَارِ مثل الدَّوَاء المغري الَّذِي لي رَأَيْت العقد الَّتِي تكون فِي ظَاهر الْكَتف الَّذِي يذهب الْفَسْخ مَتى شدت وَوضع عَلَيْهَا خميرة قَوِيَّة الْقَبْض أَيَّامًا لم تعد وَإِن عَادَتْ أقوى مَا يكون: قلقطار محرق جُزْء وَمن الزاج جُزْء توبال النّحاس ثَلَاثَة أَجزَاء هَذَا أقوى مَا يكون فَإِن جعلت الزاج والقلقطار جُزْءا جُزْءا جعلتهما محرقين وتوبال النّحاس أَرْبَعَة أَجزَاء فَهَذِهِ أَضْعَف مَا يكون وَالْوسط أَن تَأْخُذ زاجاً وقلقطاراً محرقين كلهما جُزْءا جَزَاء وتوبال النّحاس ثَلَاثَة أَجزَاء فاسحقهما بالخل كَمَا وصفت وَخذ الدَّوَاء الْأَقْوَى مثلَيْهِ ومقل مثل الشمع مرّة وَنصف زَيْت فِي الْأَوْسَط من هَذَا القيروطي بِهَذَا الْوَزْن مثل الْأَدْوِيَة المعدنية مرَّتَيْنِ وَربع وَفِي الأضعف مرَّتَيْنِ وَنصف ثمَّ عالج كل بدن بِمَا يحْتَملهُ مِنْهَا وَانْظُر الزَّيْت أَن يكون لَا قبض فِيهِ.
قَالَ: وألق على المعدنية مثل نصفهَا من الكندر وعلك البطم وَإِن أردْت أَن يكون الدَّوَاء أقوى فَأَقل من النّصْف وَمثل نصف الكندر وبارزد إِن كنت تداوي بِهِ عصبَة مكشوفة فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ ينفع نفعا عَظِيما لِأَنَّهُ يسكن الوجع وَإِن كنت لَا تداوي عصباً مكشوفاً لَكِن نخسة فَلَيْسَ يَضرك أَن تطرح البارزد وَإِن كَانَ عنْدك أَيْضا شَحم الإوز والدجاج وَنَحْوه من الشحوم اللطيفة فاخلط فِي بعض الْأَحَايِين حِين تُرِيدُ تسكين الوجع.
وَفِي قيروطي الفربيون مَنْفَعَة وَصفه: فربيون حَدِيث جُزْء وَمن الشمع ثَلَاثَة أَجزَاء وزيت اثْنَي عشر جُزْءا تجمع وضع عَلَيْهِ مِنْهُ حَتَّى يحس الْعصبَة بِثِقَة واتكال وَإِن كَانَ الفربيون ضَعِيفا فزد فِيهِ بِحَسب ذَلِك إِلَى أَن يلقى ثَلَاثَة أَجزَاء فِي هَذِه الْأَجْزَاء من الشمع وَالزَّيْت فَإِن حكى الْمَرِيض أَنه شَدِيد اللذع وَرَأَيْت الْموضع الَّذِي حول النخسة حاراً وَقد اتَّسع وتجببت شفتاها ورمت فزد فِي القيروطي وَإِلَّا فزد فِي قُوَّة الدَّوَاء وَإِن اعتدل فَدَعْهُ وَمَتى أَحْبَبْت أَلا تسْقط عَن الْجلد سَرِيعا فَألْقى مَعَه شَيْئا من عروق الشّجر.
دَوَاء متوسط لجراحات العصب: اسحق سكنجبينا بالخل حَتَّى ينْحل فِي هاون ثمَّ ألق عَلَيْهِ علك البطم مَرَّات ووسخ الكور وَبَعض الشحوم.
آخر: وسخ الكور وعلك وشحم اجمعها فَهَذَا أَلين جدا لهَذِهِ الْعلَّة وَإِن شِئْت خُذ دَوَاء الفربيون بِأَن تجْعَل مِنْهُ مَكَان الفربيون خرء الْحمام إِذا عدمت الفربيون وَهَذَا أقل لطافة من)
الفربيون وَإِنَّمَا يصلح أَن تعالج بِهِ الْأَبدَان الجافية. وَقد ألقيت مَكَان الفربيون الحلتيت بِطيب رِيحه بِمثل الأدهان الطّيبَة إِذا اتخذته لذَلِك. قَالَ: النخسة فِي العصب يَنْبَغِي أَن تحفظ لَا تنضم وَأما الْعصبَة المكشوفة فَإِن من الْوَاجِب أَن تعالج بأدوية لَهَا قبض يسير وفيهَا مَعَ ذَلِك قُوَّة تحلل بِلَا لذع.
مرهم لم يؤله جالينوس إِلَّا أَنه رضيه لجراحات العصب: شمع سِتّ أَوَاقٍ زَيْت تسع أَوَاقٍ زاج سِتَّة مَثَاقِيل قلقطار أَرْبَعَة مَثَاقِيل توبال النّحاس أوقيتان كندر أُوقِيَّة وَنصف بارزد أُوقِيَّة تسحق المعدنية بخل ثَقِيف سحقاً نعما وتذاب الذائبة ثمَّ تطرح عَلَيْهَا أَو تجمع. قَالَ: وَقد وصفت علاج العصب والعضل الْمَجْرُوح إِذا كَانَ عَارِيا من الورم وَهُوَ علاجه مَعَ الورم قَالَ: مَتى أَصَابَت عضلة أَو عصبَة جِرَاحَة وأصابت غشاء بِقرب من عظم طعنة وجدت فِي الْموضع بعد الْيَوْم الرَّابِع وجعاً دَائِما مُتَّصِلا وورماً وَحمى مَعَ عوارض ردية أَعنِي سهراً كثيرا واختلاط الْعقل وعطشاً وجفاف اللِّسَان وتزداد الْجراحَة فِي كل يَوْم حرا وَيجْرِي مِنْهَا صديد وعكر خاثر كالدردي وَيكون لون الْجراحَة أَحْمَر وَمَا حولهَا منتفخاً متمدداً فَهَذَا حَكَاهُ جالينوس عَن غَيره وشفاؤه الْأَدْوِيَة الملينة تُوضَع عَلَيْهِ.
مِمَّا يَعْتَقِدهُ ج رَأيا لنَفسِهِ قَالَ: قد تشنج خلق كثير من جراحات العصب من غير أَن يَكُونُوا أحسوا بألم شَدِيد فَدلَّ ذَلِك على أَن الورم فِي عصبهم لم يكن عَظِيما فَإِن لم يكن الوجع عَظِيما يسلم من مضرَّة ذَلِك بالتليين.
بختيشوع: الخراطين ينعم دقها وتوضع على العصب الْمُنْقَطع وَلَا تحل ثَلَاثَة أَيَّام فَإِنَّهَا تلزقه. الألية تحل تعقد العصب وَرَأَيْت المخبرين يستعملون فِي التليين التَّمْر والشيرج.
دَوَاء ينفع من وَهن العصب واضطراب المفاصل وتعقد العصب: يُؤْخَذ حطب الْكَرم فيحرق وَلَا يستقصي حرقه ثمَّ يلقى عَلَيْهِ من المَاء مَا يغمره وَيتْرك أَيَّام ثمَّ ينطل مِنْهُ بعد أَن يصفي على الْمَوَاضِع الْوَاهِيَة من العصب.
ضماد يلين العصب جيد جدا: سمسم مقشر عشرُون يدق مَعَ عشرَة دَرَاهِم من ورق مرزنجوش ويضمد بِهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
ضماد نَافِع للمواضع الصلبة العصبية الَّتِي يحدث فِيهَا غلظ: مقل يَهُودِيّ عشرَة ينقع بِمَاء حَتَّى ينْحل وَيُؤْخَذ عشرَة دَرَاهِم من أصل الخطمي المسحوق وَقد نخل بحريرة يعجن ويلين بعقيد)
الْعِنَب وَيلْزم الْموضع.
ضماد نَافِع من التواء العصب: أصل السوسن ينعم دقه ويخلط بعقيد الْعِنَب ويضمد بِهِ الْموضع واستعن بِبَاب التشنج وبباب الاسترخاء مَتى أردْت مِنْهُ شَيْئا.
شراب نَافِع من تعقد العصب ويلين حركته: يطْبخ عشرَة دَرَاهِم حاشا منخولة بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل ويصفي ويلقى عَلَيْهِ سكر نصف رَطْل وَعسل مثله ويطبخ كالجلاب وَتُؤْخَذ رغوته ويسقى مثل الْجلاب.
أَبُو جريج: الفربيون يحل الأعصاب الجاسية. وَكَذَلِكَ الموم.
اطهورسفس: مَتى سحقت الخراطين وَوضعت على العصب الْمُنْقَطع ألحمته وَمَتى ضمد بهَا الْأَعْضَاء الألمة: يعرض مَعَ جراحات العضل غشي وصفرة اللَّوْن وَضعف النبض وصغره وتواتره ويسترخي العليل ويسخن.
من التشريح الْكَبِير قَالَ: قد يضْطَر مَرَّات كَثِيرَة إِلَى قطع لِيف العضل بِالْعرضِ إِذا أصابتها نخسة فِي الْجُزْء العصبي مِنْهَا وخاصة إِذا كَانَ ذَلِك فِي رَأس وترها وَكَانَت الْجراحَة ضيقَة فيخاف أَن يلتحم ظَاهر الْجراح وَلَا يلتحم بَاطِنه.
من مَنَافِع الْأَعْضَاء: الْأَمْرَاض الْحَادِثَة فِي الغضاريف أما أَلا تَبرأ وَإِمَّا أَن يعسر برؤها. 

(انْقِطَاع الشرايين وَالْعُرُوق) (الَّتِي فِي ظَاهر الْجِسْم والجراحات الَّتِي تَنْقَطِع فِيهَا الْعُرُوق وَالدَّم المنبعث من) (غشاء الدِّمَاغ وفتق الشريان الَّذِي يُسمى أَبُو رسما والقروح الَّتِي لشدَّة) (ضربانها يتفجر مِنْهَا الدَّم وتمنع نزف العلق وَالَّتِي تقطع النزف بِقُوَّة من أَيْن كَانَ) (وقوانين خُرُوج الدَّم من أَي عُضْو كَانَ والفتق الْحَادِث عَن الْحر وَالْبرد والعرق) (الضَّارِب وَمَا يقطع نزف الدَّم الْحَادِث من جِرَاحَة فيستعان بِالَّتِي دَاخل الْبدن) قَالَ ج فِي الثَّالِثَة من حِيلَة الْبُرْء: إِن الشريان مَتى بتر عرضا الْبَتَّةَ لم يُمكن أَن يتَّصل بعد ويلتحم وَانْقطع الدَّم الْجَارِي مِنْهُ.
فِي الْخَامِسَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: مَتى شقّ عرق ضَارب أَو غير ضَارب فَلَا بُد أَن يعرض عَنهُ انبثاق عَظِيم وَمَتى كَانَ هَذَا الشق عَظِيما فِي عرق ضَارب عسر التحامه وَإِن كَانَ عرق ضَارب يخَاف أَلا يلتحم بِحَسب مَا قد قضي بِهِ قوم من الْأَطِبَّاء.
قَالَ: مَتى حدث انبثاق الدَّم فاحتل لشد الْعرق وأمل الدَّم إِلَى نَاحيَة الضِّدّ وَذَلِكَ أَنه إِن قَالَ: 3 (الْخرق الَّذِي فِي الْعُرُوق) وَلَا يُمكن أَن يخاط فَبَقيَ أَن يكون فوهة الْعرق تنسد أما بِدَم يجمد فِيهِ أَو بِأَن يضبطه بِالْيَدِ أَو بالرباط أَو بأَشْيَاء تجْعَل عَلَيْهَا من خَارج والذب يُمكن أَن يلقى عَلَيْهَا من خَارج فِي بعض الْأَحَايِين إِذا كَانَت الْحَرَارَة عَزِيمَة وَلم يُمكن فصده وَنَحْوه لحم الْجراح وَالْجَلد والأشياء الَّتِي احتالها الْأَطِبَّاء كالفتائل والأدوية الَّتِي تعلق وتنشب بالخرق وتعرى وتنسد من أجل مَا لَهَا فِي طبعها من الغلظ والأشياء الَّتِي تحدث عَن فَم الْجرْح قشرة محترقة بالكي والأدوية الشبيهة بالكي فَإِن القدماء إِنَّمَا احْتَالُوا بِهَذِهِ القشرة كي يكون طبقًا لسده.
قَالَ: وَمن عَظِيم المداواة أَن تجْعَل الْعُضْو الَّذِي تنزف مِنْهُ الدَّم مَنْصُوبًا نصبة مُوَافقَة واقصد أَلا يَنَالهُ وجع وَأَن يكون الْموضع الَّذِي مِنْهُ ينبعث الدَّم عَالِيا فَإِن ضد هذَيْن أغْنى أَن يكون الْعُضْو الَّذِي ينزف نَصبه إِلَى أَسْفَل ونصبه لشدَّة وَجَعه بِمَا يحدث انفجار الدَّم وَلَو لم يُمكن فِيهِ أَن تزيد فِيهِ. قَالَ: إِذا حضرت موضعا قد انفجر مِنْهُ الدَّم فَأول مَا تَفْعَلهُ بِأَن تضع اصبعك على الْخرق من الْعرق واغمزه غمزاً رَفِيقًا وَأقرهُ سَاعَة فَإنَّك تدمج فِيهِ أَمريْن أَحدهمَا أَن تستبقي شَيْئا من الدَّم وَلَو مُدَّة وَالثَّانِي أَنه يجمد مِنْهُ شَيْء فَيصير فِي فوهة الْعرق فَيمْنَع الدَّم فَإِن كَانَ الْعرق غائراً بَعيدا فاستقص النّظر حَتَّى تعلمهَا أَيْن مَوْضِعه وَكم مِقْدَار عظمه وضارب هُوَ أَو غير ضَارب فَإِذا علمت ذَلِك مِنْهُ فعلقه بصنارة ومده إِلَى فَوق وافتله فَتلا يَسِيرا فَإِذا انْقَطع الدَّم بِتِلْكَ الْعرق فدم إِن كَانَ عرقاً غير ضَارب قطع الدَّم من غير أَن تربطه بِبَعْض الْأَدْوِيَة الَّتِي تقطع الدَّم وأفضلها مَا كَانَ لَهُ تغرية وتمديد الورم وَهِي الَّتِي تؤلف من العلك الْمَطْبُوخ وغبار الرَّحَى والجبسين وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ شرياناً فَإِنَّمَا يُمكن قطع الدَّم أما بربطه وَإِمَّا ببتره بنصفين وَقد يضْطَر مرَارًا كَثِيرَة إِلَى شدّ الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب برباط مَتى كَانَت عَظِيمَة وَكَثِيرًا مَا تحْتَاج إِلَى بترها وَذَلِكَ إِذا كَانَت تصعد من مَوضِع بعيد الْغَوْر صعُودًا مستوياً منتصباً وخاصة إِذا كَانَ الْموضع من الْبدن ضَعِيفا أَو عضوا من الْأَعْضَاء الألمة.
لي على مَا ذكر: فَإِن شقّ الودج الَّذِي فِي الْعُنُق خطر مَتى كَانَ شقاً عَظِيما.
قَالَ: فَإِن الْعرق إِذا انبتر تقلص من جانبيه وتكمش وَضبط اللَّحْم عَلَيْهِ من جانبيه واحزم الْأُمُور أَن تربطه فِي الْموضع الَّذِي يَلِي أَصله ثمَّ تبتره.
قَالَ: وأصل الْعُرُوق وَهُوَ الْجَانِب الَّذِي يَلِي الكبد وَالْقلب وَهُوَ فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ الْجَانِب)
الْأَعْلَى وَفِي الرّقية الْجَانِب الْأَسْفَل وَفِي كل عُضْو بِحَسب مَا يتعرفه من أمره بالتشريح.
لي مَتى شَككت فِي شَيْء من هَذَا فاربط ثمَّ اقْطَعْ فَإِذا فعلت ذَلِك فبادر بانبات اللَّحْم فِي الْجراحَة قبل أَن يسْقط الرِّبَاط من الْعرق فَإِنَّهُ إِن تبادر اللَّحْم فَيغسل مَا حول مَوضِع الْخرق من الْعرق الضَّارِب وَبَقِي حول الْخرق مَوضِع خلا حدث فِي ذَلِك الْموضع شَيْء يُقَال لَهُ ابورسما وَهُوَ فتق الدَّم وَهُوَ لين المجسة فِي جَوْفه دم مخالط للدم الَّذِي فِي الْعرق الضَّارِب فاربط هَذَا الفتق مَتى أَصَابَته آفَة كَانَ كالحال الأول وَيُسمى بعض النَّاس هَذَا أم الدَّم وَلذَلِك أرى أَن اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة المنبتة للحم أَجود من اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة الَّتِي تكوى وَتحرق لِأَن هَذِه تنْبت اللَّحْم فَيكون حبس الدَّم أوثق وَأبْعد من الْخطر والأدوية الَّتِي تكوى لَا تؤمن إِن سَقَطت القشرة الْمُحْتَرِقَة قبل وَاللَّحم ينْبت إِن يسكن الدَّم ثَانِيَة وَأفضل مَا علمناه لذَلِك مِمَّا استعملنا لذَلِك أَيْضا فِي انبعاث الدَّم من الغشاء المغشي على الدِّمَاغ وَلَا خطر فِيهِ: يُؤْخَذ من الكندر جُزْء وَمن الصَّبْر نصف جُزْء فَإِذا احتجت إِلَيْهِ فاخلطهما ببياض الْبيض بعد سحقهما كالغبار بِقدر مَا يصير الدَّوَاء فِي ثخن الْعَسَل وَتَأْخُذ من وبر الأرنب شَيْئا لينًا فلوثه فِيهِ وضع على الْعرق المنخرق والقرحة كلهَا وَأكْثر مِنْهُ واربطه بِخرقَة تلفهَا على مَوضِع الْخرق ثَلَاث مَرَّات أَو أَرْبعا أَو خمس مَرَّات ثمَّ يمر بهَا إِلَى أصل الْعرق المنخرق فِي الْأَعْضَاء الَّتِي يمكنك أَن تمدها إِلَيْهِ وَهَذَا مُمكن فِي جَمِيع الْمَوَاضِع خلا غشاء الدِّمَاغ ثمَّ حل ذَلِك الرِّبَاط بعد ثَلَاثَة أَيَّام وَانْظُر فَإِن رَأَيْت الدَّوَاء لَازِما للجرح محكماً فَلَا تقلعه لَكِن ضع حوله من الدَّوَاء شَيْئا آخر كَأَنَّهُ يندى بِهِ الْوَبر ثمَّ اربطه أَيْضا كَمَا ربطت وَإِن تَبرأ الْبر الأول من القرحة من تِلْقَاء نَفسه فاغمز بأصبعك غمزاً يَسِيرا على أصل الْعرق كي لَا يسيل مِنْهُ دم واقلع الْوَبر الأول وضع مَكَانَهُ وَبرا آخر وَلَا تزَال تفعل ذَلِك أَيَّامًا حَتَّى ينْبت حول الْعرق لحم واحفظ الْعُضْو فِي علاجك منتصباً إِلَى فَوق وَإِيَّاك أَن يكون مفرطاً فتوجع فَإِنَّهُ لَا شَيْء أَزِيد فِي الورم وانبعاث الدَّم من الوجع.
وَمَا كَانَ من الْأَبدَان صلباً فَاجْعَلْ من أدويته صبرا أَكثر وَرُبمَا كَانَ أَلين فَلْيَكُن الكندر فِيهِ أَكثر. والدواء الَّذِي فِيهِ الصَّبْر أَكثر قبضا وَالَّذِي فِيهِ الكندر أَشد تغرية وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ طَلَبك شدَّة التغرية فاطلب كندرا شَدِيد العلوكة وَهُوَ مَا كَانَ من الكندر أَشد بَيَاضًا وألين إِذا مضغ لم ينفت سَرِيعا.
قَالَ: وَمَتى أردْت أَن تكون قَوِيَّة الْقَبْض وَلم تمل إِلَى التغرية كثير ميل فَاجْعَلْ بدل الكندر دقاق)
الكندر وَالَّذِي اركب من هَذَا الدَّوَاء مرّة على مَا وصفت وَمرَّة بِالسَّوِيَّةِ وأزيد فِي الكندر شَيْئا يَسِيرا. قَالَ: وَلست أعرف دَوَاء أفضل مِنْهُنَّ وَلذَلِك اسْتَعْملهُ أَنا فِي انبعاث الدَّم من الغشاء المغشي على الدِّمَاغ والجراحات الْحَادِثَة فِي الرَّقَبَة حَتَّى أعالج بِهِ انبعاث الدَّم من الْأَوْدَاج لِأَنَّهُ يقطع الدَّم المنبعث من الودج من غير أَن يرْبط الودج برباط.
قَالَ: وَيجب لمن تولى علاج الودج أَلا يُبَادر كَمَا يفعل كثير من معالجي الْجِرَاحَات المجانبين لَكِن يترفق فَيَضَع إِحْدَى يَدَيْهِ على الْخرق الْأَسْفَل من الْعرق ويعصره ويضبطه ضبطاً شديداُ حَتَّى يَنْقَطِع الدَّم وَيَضَع بِالْيَدِ الْأُخْرَى الدَّوَاء على الْجرْح ويربطه من فَوق إِلَى أَسْفَل لِأَن ميل الْعرق هَهُنَا إِلَى أَسْفَل وَكَذَلِكَ يجب أبدا أَن يرْبط ليمر الرِّبَاط نَحْو أصل الْعرق فَيمْنَع انبعاث الدَّم.
قَالَ: وَلَيْسَ فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تفعل هَذَا النَّحْو من الْفِعْل دَوَاء أَجود مِنْهُ لِأَنَّهُ يسْرع انبات اللَّحْم من جَمِيعهَا وَهَذَا هُوَ الْمَطْلُوب فَأَما الْأَدْوِيَة الَّتِي تجذب قشرة محرقة فَإِنَّهَا تغري الْعُضْو وتصلب اللَّحْم عِنْد سُقُوط تِلْكَ القشرة فَأكْثر مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ فَلَا يُؤمن انبعاث الدَّم أَيْضا.
لي الكي عِنْد جالينوس إِنَّمَا يقطع الدَّم بِأَن يجذب غشاء وطبقاً على الْخرق الَّذِي يظْهر من قُوَّة فعله يدل على أَنه يفعل شَيْئا أَكثر وَأقوى من هَذَا وَهُوَ أَنه يكمش الْعرق نَفسه ويزوي اللَّحْم الَّذِي فِيهِ ويصلب الْموضع كُله حَتَّى يَنْضَم ويضيق الْجَمِيع ضيقا شَدِيدا جدا وَتبطل المسالك الَّتِي ينبعث مِنْهَا الدَّم بِشدَّة التكميش وتزوي كَمَا يعرض للجلد فِي النَّار.
قَالَ ج: فَيجب للرجل أَن يتَوَقَّف فِي مثل هَذِه الْمَوَاضِع وَينظر أَي الْأَبْوَاب أسلم وَأبْعد من الْخطر وَيسْتَعْمل سَائِر الْأَبْوَاب من اضْطر إِلَيْهَا.
قَالَ: وَأعظم الْآفَات أَن تضطر إِلَى الكي بالنَّار أَو بالأدوية الكاوية مَتى كَانَ النزف إِنَّمَا هُوَ من أجل آكِلَة وَقعت فِي الْعُضْو وَليكن قصدك فِي الْأَدْوِيَة المحرقة أَن يكون فِيهَا مَعَ حدتها قبض بِمَنْزِلَة القلقطار والقلقنت والزاج. وَأما الَّتِي متخذة بنورة غير مطفأة فَهِيَ لعمري أقوى من هَذِه الْأَدْوِيَة إِلَّا أَنه لَا يكون للقشرة الَّتِي تحدث عَنْهَا بَقَاء وَتسقط سَرِيعا. وَأما القشرة الَّتِي تتولد عَن الْأَدْوِيَة القابضة فَإِنَّهَا تمكث مُدَّة طَوِيلَة فتسبق اللَّحْم فينبت قبل سُقُوط القشرة وَلذَلِك يجب أَن لَا تبادر فِي قلع القشرة كَمَا يفعل كثير من المعالجين قبل أَن ينْبت اللَّحْم وَمَتى بادرت إِلَى كشطها بَقِي الْموضع الَّذِي يضطرك إِلَى الكي عفناً فَقَط. قَالَ: فَأَما مُحَصل جملَة كَلَامي كُله فَأَقُول: إِن الدَّم المنبعث يَنْقَطِع أما من أجل أَن مَجِيئه لتِلْك الْعُرُوق يَنْقَطِع وَإِمَّا)
من قبل أَن الْخرق ينسد وَإِمَّا من الْأَمريْنِ جَمِيعًا وَهُوَ أَجود ومجيء الدَّم إِلَى مَوضِع الْخرق يَنْقَطِع إِمَّا لغشي يعرض لصَاحب الْعلَّة أَو باجتذاب الدَّم إِلَى نَاحيَة الْخلاف أَو بنقله عَن تِلْكَ الْمَوَاضِع إِلَى غَيرهَا وتبريد جملَة الْبدن وخاصة ذَلِك الْعُضْو الَّذِي بِهِ الْجرْح. وَكَثِيرًا مَا يقطع انبعاث الدَّم شربة مَاء بَارِد أَو صب المَاء الْبَارِد على الْبدن والخرق وتنسد أما بقشره وَإِمَّا بالفتل والأدوية وَإِمَّا بعلق الدَّم. لي قَالَ ج: إِنِّي لأجد تبريد الْعُضْو الَّذِي ينزف الدَّم من جِرَاحَة لِأَن ذَلِك يدْفع الدَّم إِلَى بَاطِن الْجِسْم وتملأ بِهِ الْعُرُوق فَيكون النزف الَّذِي من دَاخل لذَلِك أقوى. وَقد رَأَيْت قوما كثيرا رعفوا اضرهم تبريد الرَّأْس وَإِذا كَانَ هَذَا الْحَال فِي النزف الَّذِي من دَاخل فَإِن تبريد الْعُضْو ظَاهر الْجِسْم فِي النزف الَّذِي من ظَاهر الْبدن جيد بَالغ لِأَنَّهُ يدْفع الدَّم من ظَاهر الْجِسْم إِلَى بَاطِنه فَإِن الْخراج الْحَادِث فِي الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب فَإِن مداواتها كمداواة القروح الْحَادِثَة فِي اللَّحْم وَقد وصفناه وكتبناه نَحن فِي قوانين القروح.
قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّهَا إِن كَانَت إِنَّمَا حدثت عَن ضَرْبَة قريبَة الْعَهْد فَمن الْوَاقِعَة أَن القروح إلحامها بالأدوية الملحمة وَإِن كَانَت إِنَّمَا حدثت على جِهَة الْأكلَة فَمثل مَا ذكرت هُنَاكَ فِي القروح الخبيثة الردية ثمَّ عالج بِحَسب مَا تحْتَاج إِلَيْهِ وَكَذَلِكَ فَمَتَى ربطت الْعرق برباط أَو داويته بأدوية من شَأْنه قطع الدَّم أَو كويته بالنَّار وَكَانَ غرضك أَن تنْبت فِي شفتي الْجرْح لَحْمًا فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة الَّتِي تعلمت بِالطَّرِيقِ الصناعي استعاملها فِي مداواة القروح الغائرة وَبِالْجُمْلَةِ فعلاج القروح الْحَادِثَة فِي الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب مثل الْحَادِثَة فِي اللَّحْم.
قَالَ: وَأما الْجرْح الْحَادِث فِي الشرايين فقد ظن قوم من الْأَطِبَّاء أَنه مِمَّا يُمكن التحامه وَبَعْضهمْ ظن أَنه مِمَّا لَا يُمكن التحامه وَبَعْضهمْ يستشد فِي ذَلِك بالتجربة وَبَعْضهمْ يستشهد بِالْقِيَاسِ فَيَقُولُونَ: إِن الضَّارِب أحد صفاقي الشريان صلب غضروفي والأجسام الصلبة لَا تلتحم وَذَلِكَ أَنا لم نجد غضروفاً قطّ اتَّصل بغضروف وَلَا عظما التحم بِعظم بل إِنَّمَا يلتزق الْعِظَام بَعْضهَا بِبَعْض بالدشبد.
وَأَنا أَقُول: إِنِّي رَأَيْت شرايين التحمت وَنبت حول خرقها لحم أما فِي الصّبيان وَالنِّسَاء فَفِي الْجَبْهَة والعنق وَالْكَفَّيْنِ والرسغ وَأما فِي رجل شَاب فَإِن رجلا فصد الشريان على أَنه عرق ضَارب فبادرت إِلَى شفتي الْجرْح فجمعتهما باستقصاء وَوضعت عَلَيْهِ من الْأَدْوِيَة المغرية المسددة وَوضعت فَوق الدَّوَاء اسفنجة لينَة رطبَة وَتَقَدَّمت إِلَيْهِ أَن يرطب الاسفنجة وينديها) 

فِي كل يَوْم وَلَا يحله إِلَّا فِي الْيَوْم الرَّابِع بحضرتنا فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الرَّابِع حللناه فَوَجَدنَا مَوضِع الْخرق قد التحم التحاماً محكماً فأعدنا عَلَيْهِ الدَّوَاء وربطناه أَيَّامًا أخر فبرأ خرق الْعرق الضَّارِب من هَذَا الرجل دون سَائِر من رَأَيْته فصد من مأبضه شرياناً فَأَما سَائِر من فصد من مأبضه شريان فكلهم عرضت لَهُم الْعلَّة الَّتِي تسمى ابورسما إِلَّا أَنَّهَا كَانَت فِي بَعضهم أعظم وَفِي بَعضهم أَصْغَر.
قَالَ ج: وَذَلِكَ أَن الَّذِي برأَ من غير فتق كَانَت الضَّرْبَة الَّتِي وَقعت بالشريان غير عَظِيمَة.
لي وَأَنا أَظن أَيْضا أَن الفتق يكون عظمه وصغره على حسب الضَّرْبَة بل لَا أَشك فِي ذَلِك.
قَالَ ج: صفة الشريان صلب عسر الالتحام إِلَّا أَنه لم يبلغ من صلابته أَلا يلتحم الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي صلابة الغضاريف بل هُوَ أَلين وَأقرب من طبيعة اللَّحْم مِنْهُ كثيرا فَلذَلِك لَيْسَ هُوَ من الصَّوَاب أَن ييأس الْإِنْسَان عَن التحام جُزْء يَقع مِنْهُ إِذا كَانَ الْجُزْء يَسِيرا وَكَانَ الْجِسْم لينًا رطبا والتجارب تشهد للْقِيَاس وَذَلِكَ أَنِّي قد رَأَيْت خروقاً وَقعت فِي عدَّة عروق ضوارب بأبدان نسَاء وصبيان فالتحمت لرطوبة أبدانهم ولينها والتحم أَيْضا فِي الشَّاب الَّذِي ذكرت أمره والعرق الضَّارِب مَتى انخرق فبرؤه أعْسر من برْء الْغَيْر الضَّارِب إِلَّا أَن اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا هَذَانِ العرقان لَيْسَ بمختلف اخْتِلَافا كثيرا بل نوع وَاحِد وَإِنَّمَا الْخلاف بَينهمَا من طَرِيق الْعُضْو وَذَلِكَ أَن الْعرق الضَّارِب يحْتَاج إِلَى أدوية ايبس بِحَسب فضل نَفسه على غير الضَّارِب بالطبع فَأَما إِن احتاجا إِلَى أَن ينْبت حول خرقها لحم فكلاهما يحْتَاج إِلَى أدوية وَاحِدَة بِعَينهَا لِأَن تولد اللَّحْم حول هذَيْن على نَحْو مَا بَيناهُ فِي الْعُرُوق الغائرة. وَقَالَ فِي الثَّانِيَة من قاطيطريون: قد تدخل الفتل وَحدهَا وملوثة فِي الْأَدْوِيَة فِي الْجِرَاحَات الَّتِي ينفجر فِيهَا الدَّم.
لي إِذا كَانَ هَذَا هَكَذَا فَلَيْسَ للخوف من ادخال الفتيلة فِي مَوضِع الفتيلة يمْنَع الالتحام لِأَن اللَّحْم الَّذِي ينْبت لَا يزَال يدْفع الفتيلة قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى ينْبت فَالَّذِي عمله ذَلِك الطَّبِيب الَّذِي حكى لنا عَنهُ الْمخبر هُوَ صَوَاب وَذَلِكَ أَنه فتل فَتِيلَة على مجسة ولوثها فِي دَوَاء ودسها دساً جيدا فِي شريان قد فصد وربطه فالتحم وَإِدْخَال الفتيلة فِي هَذَا الْموضع أعون على قطع الدَّم من كل شَيْء فلوثا فِي بَيَاض الْبيض وَالصَّبْر والكندر وأدخلها فِيهِ واربطه فَإِن هَذَا أحكم مَا يكون لَهُ.
قَالَ: وأجود شَيْء لَهُ أَلا يتبرأ وَيسْقط هَذِه الْأَدْوِيَة عَن الْجرْح الَّذِي تحشى فِيهِ لكَي يلصق بِهِ الأولى من الْفُصُول قَالَ: قد يلْحق الضربان الشَّديد فِي القروح انفجار الدَّم فَإِذا لحقها كَانَ)
انفجار الدَّم ردياً لِأَن الطبيعة قد دَفعته بِقُوَّة.
من كتاب الفصد: 3 (الْأَطِبَّاء يهربون من فصد الشريان) لعسر احتباس دَمه وَأَنَّهُمْ إِن حبسوه لم يلتحم لَكِن يحدث الفتق الَّذِي عاقبه مَخَافَة الشريان.
وَأما أَنا فقد ألحمت مرَارًا كَثِيرَة الشريان وَلم يحدث هَذَا الفتق.
قَالَ: وَقد يعرض مثل هَذَا فِي الْبرد الشَّديد من الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب فِي بعض الْأَحْوَال وَقد يحدث من القوابض دَائِما.
قَالَ: وَإِذا اضطررت من أجل النزف بترته بنصفين ضَارِبًا كَانَ أَو غير ضَارب.
قَالَ: وَكَانَ رجل أَصَابَته ضَرْبَة فِي عُنُقه فأصابت شرياناً فعسر قطع الدَّم فبترت الشريان وَوضعت على الْموضع دَوَاء الصَّبْر والكندر وَبَيَاض الْبيض ووبر الأرنب فالتحم وَلم يحدث شقّ.
لي أَصْحَابنَا فِي المارستان يستعملون الكمون والقلقطار والنورة وَقد انْفَتح شريان عَظِيم فَأَما من اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء: مَتى انبثق دم من جِرَاحَة فَإِن ضم شفتيها برفائد والرباط برأسين يقطع الدَّم وَمَتى خيطت الْجراحَة كَانَ أَجود مَعَ ذَلِك وَمَتى حشيت الْجراحَة بخرق مبلولة بخل قطع الدَّم وبالفصد فِي الْجَانِب الْمُخَالف باستفراغ دم كثير فِي مَرَّات كَثِيرَة فَإِن هَذَا النَّحْو أبلغ فِي جذب الدَّم.
قَالَ: والرباط أَيْضا من فَوق مَوضِع الْجرْح نعم العون على قطع الدَّم وَيجب أَن لَا يكون سلساً فَإِنَّهُ لَا ينفع وَلَا شَدِيدا جدا فَإِنَّهُ ينفع ويوجع.
لي أما سَاعَة بِمِقْدَار مَا تعالج أَنْت مَوضِع الْجرْح بِمَا تُرِيدُ من شَيْء يحبس فِيهِ أَو تخيطه وتربطه وَنَحْو ذَلِك فَإِنَّهُ يجب أَن تشده شداً شَدِيدا ليقطع انبعاث الدَّم الْبَتَّةَ فَإِذا فرغت مِمَّا تحْتَاج إِلَيْهِ من علاج الْجرْح لم تحل الرِّبَاط ضَرْبَة لَكِن ترخيه قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يصير بِحَالَة يقدر العليل أَن يحْتَملهُ وَإِذا رَأَيْت أَن الدَّم قد انْقَطع أرخيته أَيْضا مَا قدرت عَلَيْهِ حَتَّى يصير غير مؤذ الْبَتَّةَ ثمَّ دَعه بِهَذِهِ الْحَالة مُدَّة فَإِن هَذَا التَّدْبِير نعم العون على قطع الدَّم بل لَا يُمكن بِغَيْرِهِ الْبَتَّةَ. وَذَلِكَ أَنه مَا دَامَ يزرق فِي وَجهه لَا يمكنك أَن تستمكن من حَشْو الْجراحَة وَلَا خياطتها وَلَا من وضع دَوَاء عَلَيْهَا وَلَا من شدها وَلَا غير ذَلِك من العلاج.)
3 - (الْأَدْوِيَة المفردة الأولى)
الكي إِنَّمَا يقطع بِهِ القشرة الصلبة الَّتِي يحدثها. قَالَ: وَلذَلِك نستعمل الكي فِي وَقت نزف الدَّم بمكاو قد أحميت غَايَة الإحماء لِأَنَّهُ مَا لم يكن كَذَلِك فَإِنَّهُ مِمَّا لَا ينْتَفع بِهِ من منع الدَّم فقد يزِيد انبعاثه لِأَنَّهُ لَا يبلغ أَن يحدث قشرة عميقة قَوِيَّة ويبلغ أَن يسخن الْمَكَان اسخاناً شَدِيدا.
قَالَ ج فِي الثَّانِيَة من آراء ابقراط وأفلاطن: إِن الْعُرُوق الضوارب مَتى بترت يَنْبَغِي أَن تشد قَلِيلا مِمَّا يَلِي الْقلب وَمن قريب النَّاحِيَة الْأُخْرَى أَيْضا وَأَنا أرى أَنه يحْتَاج إِلَى ذَلِك لِأَنَّهُ يُمكن أَن يكون يتَّصل من أَسْفَله شريان آخر فَيكون لَهُ اتِّصَال بِالْقَلْبِ فَلذَلِك من الحزم شده من الناحيتين. 

الثَّالِثَة من الثَّانِيَة من ابيذيميا: الشد الْغَيْر الشَّديد يهيج انبعاث الدَّم والشديد جدا إِذا كَانَ فَوق الْجراحَة قطعه. قَالَ: جَمِيع أَصْنَاف العلاج الَّتِي يعالج بهَا نزف الدَّم الظَّاهِر الْأَدْوِيَة والفتل حَيْثُ يُمكن والرطوبة البيضية وَشد الْعرق نَفسه والكي. فَإِذا كَانَ ضَرْبَان أَو وجع حاد أَو وجع شَدِيد لم يُمكن فِيهِ لَا دَوَاء حاد وَلَا رِبَاط وَلَا السَّابِعَة من الثَّامِنَة قَالَ: إِذا حدث الغشي انْقَطع جرية الدَّم. والمحجمة تقطع الدَّم من الرعاف وَمن الرَّحِم وَمن المقعدة وَمن جَمِيع الْمَوَاضِع إِذا وضع بحذائها وَشد الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وَأَنا أعلق المحجمة على الْقَفَا مَتى أسرف الرعاف وأبرد الرَّأْس جُزْءا وَذَلِكَ بعد الفصد والمحاجم أَسْفَل.
قَالَ: وَقد رَأَيْتُمُونِي كَيفَ أَشد وَذَلِكَ أَنه يجب أَن يوضع أول الشد فِي الْموضع الَّذِي يجْرِي مِنْهُ الدَّم ويشد ويمد بِهِ إِلَى الْمَوَاضِع الَّتِي مِنْهَا ينصب.
قَالَ: وَرُبمَا أكتفي بِحَبْس الدَّم إِذا كَانَ ضَعِيفا بِأَن تُوضَع الْيَد على فَم الْجراحَة أَو الْعرق سَاعَة جَيِّدَة فيجمد علق الدَّم فِي فوهة الْجرْح وَيصير مَانِعا لجري الدَّم.
الْيَهُودِيّ قَالَ: مَتى سَالَ من إِنْسَان دم كثير من رُعَاف أَو عرق انفجر وَتبع ذَلِك غشي وفواق مَاتَ سَرِيعا فَإِن لم يعرض الغشي لَكِن عرض فوَاق وقيء وخلفة وَتبع ذَلِك رُعَاف مَاتَ أَيْضا.
فِي كتاب الْهِنْد: مِمَّا يحبس الدَّم أَن ينعم دق زبد الْبَحْر وينثر عَلَيْهِ ويشد.
بولس قَالَ: إِذا كَانَ النزف من عرق صَغِير فرم قطعه بالأدوية وَإِن كَانَ لَهُ عظم كَبِير فشقه وعلقه بصنارة والوه وَإِن شدّ مَا يَلِي الكبد ثمَّ ضع على الْموضع الدَّوَاء الملتحم)
وَكَذَلِكَ فِي الشريان إِلَّا أَن يكون عَظِيما فيضطر إِلَى قطعه بنصفين وَإِنَّمَا يقطع بنصفين إِذا كَانَ يرْتَفع من عرق كَبِير فِي عُضْو لحم فَإِنَّهُ يَتَقَلَّص حِينَئِذٍ وينضم اللَّحْم عَلَيْهِ من طَرفَيْهِ.
انطيلس فِي فتوق الشريانات قَالَ: إِن الشريانات تنفتق فِي الْعُنُق والأربية والمأبض فَيعرض من ذَلِك ورم لين تدخل الْأصْبع إِذا غمز وَيرجع وَله نبض الشريان وَقد يعرض ذَلِك من الفصد إِلَّا أَن الْعَارِض من الفصد مستدير وَالْآخر مستطيل. قَالَ: وَالَّذِي من الفصد إِذا غمز عَلَيْهِ دخل بِصَوْت. قَالَ: والعارض مِنْهُ فِي الْإِبِط والأربيتين والعنق مَكْرُوه خطر العلاج لعظم هَذِه الشرايين.
فَأَما الْعَارِض فِي الْأَطْرَاف وَفِي الرَّأْس فَإنَّا نعالجها. قَالَ: وَإِذا كَانَ مِقْدَاره عَظِيما أَيْن كَانَ فعلاجه خطر وَتَركه أصلح. قَالَ: يشق الشريان فِي موضِعين خلف الورم وقدامه ويشق الْجلد ويمدد بالصنانير ويكشف عَن الشريان غشاؤه ويمدد إِلَى فَوق وَتدْخل فِيهِ ابره بخيط كتَّان ثمَّ يقطع الْخَيط حَتَّى يصير لَهُ أَرْبَعَة رُؤُوس ويشد شداً محكماً يفعل ذَلِك عَن جَنْبي الورم وَبعد ذَلِك يفصد الورم حَتَّى يخرج مَا فِيهِ من الدَّم وَيقطع فضل الْجلد وَإِن كَانَ كثيرا ويعالج الْجَمِيع بالمراهم. 

لي أَنا أرى أَلا يقرب هَذَا العلاج الْبَتَّةَ والنفع فِي هَذَا أَن يعرف هَذِه الفتوق وَتحفظ ويتولى عَلَيْهَا الشق.
بولس: وَقد تعرض هَذِه الفتوق قَصَبَة الرئة وعلاماتها هَذِه العلامات بِأَعْيَانِهَا من رُجُوع الدَّم وَخُرُوجه فَامْتنعَ من علاجه بالحديد لِأَن هَذِه أوردة وَاسِعَة قَوِيَّة النفخ. وَقد تكون على قَصَبَة الْخَامِسَة من قاطاجانس: أَنه يقطع الدَّم قطعا عجيباً قلقطار عشرُون دقاق الكندر ثَمَانِيَة عشر علك يَابِس ثَمَانِيَة صَبر مثله راتينج أَرْبَعَة جبسين مسحوق منخول بحريرة خَمْسَة عشر نورة أَرْبَعَة ينعم سحقه ويعالج بِهِ.
الثَّانِيَة من
مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: مَتى انثقب وَاحِد من الْعُرُوق الضوارب الَّتِي فِي الْفَخْذ وَالرجل ثقباً وَاسِعًا لم يُمكن أَن يعِيش صَاحبه. 4 (مَنْفَعَة النبض) قَالَ: وَأي غرق ضَارب ذِي قدر شقّ فَإِنَّهُ يستفرغ مِنْهُ جَمِيع الدَّم الَّذِي فِي الْبدن إِن لم يمْنَع.
لي لَيْسَ يرى أَنه يستفرغ من الصغار وَكَذَلِكَ رَأَيْنَاهُ نَحن فَإنَّا رَأينَا شرايين صغَارًا كَثِيرَة لَا يزَال يخرج مِنْهَا الدَّم حَتَّى يضعف ثمَّ يسْتَقرّ وَلَا يخرج مِنْهُ دم.
الثَّامِنَة من صناعَة التشريح قَالَ: قطع الْعُرُوق عرضا يقطع نزف الدَّم الْبَتَّةَ إِن كَانَ الْموضع لحيماً كثير اللَّحْم وَذَلِكَ أَن الْعرق يَتَقَلَّص وَيصير ذَلِك اللَّحْم بِوُقُوع بعضه على بعض غطاء من التشريح قَالَ فِي التَّاسِعَة: الدَّم الَّذِي ينبعث من قطع الشرايين الَّتِي خَارج قحف الرَّأْس يقطع بِأَهْوَن شَيْء بِأَن تشده. لي وَكَذَلِكَ كل شريان عَظِيم.
من الْخَامِسَة من قاطاجانس: شب سِتَّة عشر مِثْقَالا عفص سِتَّة عشر مِثْقَالا زاج ثَمَانِيَة مَثَاقِيل زرنيج أصفر خَمْسَة نورة ثَمَانِيَة مذا الدَّوَاء يحرق ويكوي وَيمْنَع الدَّم منعا قَوِيا من الْأنف والمقعدة وَنَحْوهَا.
قَالَ جالينوس: اسْتعْمل فِي نزف الدَّم الفتيلة حَيْثُ يُمكن. لي فَلذَلِك يَنْبَغِي فِي فصد الشريان أَلا يقتصلا على أَن تضع دَوَاء جالينوس وضعا على الْعرق وَلَكِن تتَّخذ فَتِيلَة على المجس ولوثها فِيهِ واغمزها فِي الْجرْح أَكثر مَا تهَيَّأ ثمَّ ضع فَوْقهَا الرِّبَاط وعالج على مَا ذكرنَا.
مُفْردَة جالينوس: الباقل مَتى شقّ بنصفين وَوضعت انصافه على الْمَوَاضِع الَّتِي علق عَلَيْهَا العلق قطع نزف الدَّم مِنْهَا بعد أَخذ العلق.
ماسرجويه: دم الْأَخَوَيْنِ يحبس الدَّم.
لي مَتى رَأَيْت الْعرق الضَّارِب بعد مَا تشد بخيط أَو تضع الْيَد عَلَيْهِ من نَاحيَة الْقلب ينبض فَاعْلَم أَنه يتَّصل بِهِ شريان من فَوْقه فشده من الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا. وَإِن سكن نبضه الْبَتَّةَ فيكفيه الشد من نَاحيَة الْقلب فَقَط.
آراء ابقراط السَّادِسَة قَالَ: الدَّم الَّذِي فِي الشريان على الْأَكْثَر أرق وَأَشد حمرَة وَرُبمَا كَانَ فِي الندرة أغْلظ وَأَشد سواداً وَهُوَ فِي جَمِيع الْحَالَات أَشد حرارة من الَّذِي فِي الْعُرُوق.)
قَالَ: وَالدَّم الَّذِي فِي الْبَطن الْأَيْمن من الْقلب مثل الَّذِي فِي الْعُرُوق لِأَنَّهُ لم يقبل تغير الْقلب بعد فَأَما الَّذِي فِي الْأَيْسَر فعلى مَا وَصفنَا فِي الشرايين.
لي على مَا رَأَيْت: أَن الشد الَّذِي يَأْمر بِهِ قدماء الْأَطِبَّاء أَن تشد الْيَد من الْكَفّ إِلَى الْإِبِط وَالرجل من الْقدَم إِلَى الأربية على مَا فهم عَنْهُم المحدثون خطأ عَظِيم وَذَلِكَ أَن الْقَصْد فِي هَذَا أَن يحتبس دم كثير فِي هَذِه الْعُرُوق فَإِذا شددت هَذِه اجْمَعْ زَاد النزف لِأَنَّهُ يعصر جَمِيع الدَّم إِلَى مَوضِع أضيق لَكِن يشد عِنْد الْإِبِط وَيتْرك الْعَضُد وَسَائِر الساعد وَكَذَلِكَ الرجل فَإِن بِهَذَا الْوَجْه يمتلىء عروق هَذِه دَمًا كثيرا فَيقبل النزف ضَرُورَة.
لي لَا شَيْء أصلح حَيْثُ يُمكن أَن تدخل فَتِيلَة فِي رَأس الْجرْح وَيكون تملؤها مَلأ محكماً فَإِنَّهُ عَجِيب جدا وخاصة فِي فصد الشريان وَرَأَيْت مرّة شرياناً فصد فَوضع رجل اصبعه على فَم الْعرق مُدَّة طَوِيلَة نَحْو ثَلَاث سَاعَات وصابر ذَلِك فَلَمَّا رفع عَنهُ لي يسل الدَّم وَكَانَ قد جمد فِي الفوهة علقَة صلبة. وَلَيْسَ يُمكن بالشد هَذَا لِأَن الشد إِذا لم يكن شَدِيدا سَالَ الدَّم وَإِن كَانَ شَدِيدا هاج الوجع حَتَّى لَا يُمكن أَن يَزُول إِلَّا بالمبردة.
لي الإسفنج الْخلق قَالَ ج: إِن رجلا من معلميه كَانَ يسْتَعْمل الإسفنج الْخلق المحرق فِي الْجرْح الْعَارِض عِنْد الْإِبِط فَكَانَ يعده ليَكُون يتهيأ لَهُ فِي وَقت حَاجته وَهُوَ يَابِس لَا نداوة فِيهِ الْبَتَّةَ وَقد كَانَ أَكثر ذَلِك يَسْتَعْمِلهُ فِي هَذِه الْجِرَاحَات بِأَن يغمسه فِي الزَّيْت ويشعل فِيهِ النَّار ويضعه عَلَيْهِ ليقوم مقَام الكي وَيصير رماد الإسفنجة مَانِعا من النزف فيجتمع الْأَمْرَانِ جَمِيعًا.
بَوْل الْإِنْسَان إِذا عتق وَجعل على رماد الْكَرم وَوضع على مَوضِع سيلان الدَّم قطعه فِيمَا قَالَ اطهورسفس.
القرطاس المحرق فِيمَا ذكر بديغورس يقطع الدَّم البرشياوشان يقطع نزف الدَّم. د: جبسين وغبار الرَّحَى بَيَاض الْبيض ووبر الأرنب يتَّخذ ضماداً لنزف الدَّم. ج: الْحجر إِن سحق وذر على مَوضِع النزف قطع الدَّم. الطين الْمَخْتُوم وطين ساموش الْمُسَمّى بالكوكب قَالَ جالينوس من كل وَاحِد يسْتَعْمل فِي انفجار الدَّم. د: الكندر يقطع نزف الدَّم من أَي مَوضِع كَانَ من حجب الدِّمَاغ. وَقَالَ: الكزبرة الْيَابِسَة مَتى قليت وسحقت ونثر مِنْهَا على مَوضِع جرى الدَّم حَبسته بِخَاصَّة فِيهَا عَجِيبَة. 

ابْن ماسويه: ورق النّيل يمْنَع سيلان الدَّم. د: ورق السرو مَتى انْعمْ دقه وضمد بِهِ الْجِرَاحَات قطع الدَّم وَكَذَلِكَ الاهرنج. وَقَالَ: العفص المحرق المطفأ بالخل وَالْملح يقطع نزف الدَّم. رماد العفص قَاطع للدم وَيجب أَن يحرق على فَحم ثمَّ يطفأ بخل. نسج العنكبوت يقطع الدَّم من أَيْن سَالَ. د:
عصارة عصى الرَّاعِي يقطع نزف الدَّم إِذا شرب من حَيْثُ كَانَ. وَقَالَ: حكاك الأسرب يقطع نزف الدَّم الشب يقطع نزف الدَّم. ورق الينبوت إِذا ضمدت الْجِرَاحَات بِهِ مدقوقاً قطع نزف الدَّم من الْجراح الطرية.
رماد الضفادع مَتى ذَر على الْجراحَة قطع الدَّم. د: مَتى ضمد بورق الْخلاف الطري منع انفجار الدَّم. وَقَالَ: الْخلّ قَاطع لنزف الدَّم شرب أَو جلس فِيهِ أَو صب عَلَيْهِ. وَقَالَ: مَتى صب الْخلّ الَّذِي فِيهِ ملح كثير وَقد عتق أَيَّامًا وَهُوَ سخن منع النزف. اسحاق: مَتى انفجر الدَّم من أَي عُضْو كَانَ فضع الْيَد على فَم الْجرْح عرقاً كَانَ أَو غير ذَلِك واكبسه كبساً رَفِيقًا لَا يؤلمه والبث كَذَلِك مُدَّة طَوِيلَة فَإِنَّهُ يجمد عَلَيْهِ علقَة تقطع الدَّم فَإِن لم يَنْقَطِع بذلك فأجود مَا تقطعه بِهِ وأحمده عَاقِبَة: كندر جُزْء صَبر نصف جُزْء يجمعان ويعجنان ببياض الْبيض حَتَّى يصير فِي قوام الْعَسَل ثمَّ يغمس فِيهِ وبر الأرنب الَّذِي فِي غَايَة اللين وَيُوضَع مِنْهُ شَيْء كثير على الْموضع كُله الَّذِي فِيهِ الْجرْح ويشد بعصابة تلف أَولا أَربع لفات أَو خمْسا على ذَلِك الْعُضْو نَفسه مَوضِع الْجراحَة ثمَّ يمر بالشد نَحْو أصل الْعرق وَلَا يحل ثَلَاثَة أَيَّام فَإِن وجدت بعد الثُّلُث الدَّوَاء مُتَعَلقا بِالْجرْحِ وضعت أَيْضا حوله كَمَا يَدُور من الدَّوَاء تذره عَلَيْهِ ببياض الْبيض أَو تبله وَتَذَر عَلَيْهِ الدَّوَاء وَمَتى وجدته قد تَبرأ من نَفسه فضع يدك على أصل الْعرق واغمز عَلَيْهِ بِرِفْق لِئَلَّا يخرج مِنْهُ شَيْء وبل الدَّوَاء قَلِيلا قَلِيلا وضع عَلَيْهِ وَليكن هَذَا دأبك حَتَّى ينْبت اللَّحْم فِي فيمَ الْعرق. وَمِمَّا يقطع الدَّم: العفص المحرق والجبسين إِذا خلطا ببياض الْبيض وغبار الرَّحَى وَجعل عَلَيْهِ مَعَ قطن أَو وبر الأرنب. يقطع الدَّم الْجَارِي من فصد فِي الْفَم أَو جِرَاحَة بطبيخ العفص والسماق والخل وَالْملح الْعَتِيق وَمن المقعدة مَا ذَكرْنَاهُ فِي بَابه وَكَذَلِكَ من الرعاف. وَإِن كَانَ الدَّم فِي عُضْو لَا يلْحقهُ الْيَد فالأجود فِيهِ أَن ينصب شكله وَلَا يكون مؤلماً.
دَوَاء يقطع الدَّم من الْجِرَاحَات يتَّخذ من الصَّبْر وقشور الكندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وأنزروت ببياض الْبيض وَشعر أرنب.
مخدر لانفجار الشريان: انزروت مر دم الْأَخَوَيْنِ يجمع ويحشى ويشد.
من الْكَمَال والتمام: استخراد يُؤْخَذ صَبر وقشور الكندر بِالسَّوِيَّةِ وزاج نصف جُزْء وَقِرْطَاس محرق مثله وطين مختوم ثلث جُزْء وأفيون خمس جُزْء وقافيا نصف جُزْء مر ثلث جُزْء وَيصير على الْموضع بنسج العنكبوت ويكبس بِهِ ثميغمس وبر الأرنب فِي بَيَاض الْبيض ويلوث فِيهِ ويشد نعما وَلَا يحل مَا أمكن فِي الشتَاء خَاصَّة فَأَما فِي الصَّيف فَيجب أَن لَا تبطىء لشدَّة الْحر.
وَمن عِنْدِي ببياض بيض ونورة لم تطفىء فَتضْرب ولوث فِيهِ وبر الأرنب وخيوط ثوب كتَّان.
قَالَ: وَيجْعَل على الْموضع ويطلى بِهِ خرقَة نعما وَيجْعَل فَوْقه ويشد فَإِنَّهُ عَجِيب جدا.
من الْكَمَال والتمام: يغمس خرقَة كتَّان فِي بَيَاض الْبيض وينثر عَلَيْهَا صَبر وقشور كندر بِالسَّوِيَّةِ وَيجْعَل مِنْهَا فِي فَم الْجرْح ثمَّ تُوضَع الْخِرْقَة عَلَيْهِ أَو اجْعَل على الْجرْح رماد الضفادع.
قَالَ: إِذا كَانَ الشق فِي عرق ضَارب أَو غير ضَارب بعد أَن يكون عَظِيما نَفعه انبثاق الدَّم.
وَإِن كَانَ فِي غير ضَارب عسر التحامه وَإِن كَانَ فِي ضَارب فَلَيْسَ يُمكن على رَأْي بعض الْأَطِبَّاء أَن يلتحم. وَالدَّم يخرج من الْعُرُوق أما لِأَن أطرافها تتفتح وَإِمَّا لِأَن صفاقها يخرق وَإِمَّا لِأَن الدَّم يرشح مِنْهَا. وصفاق الْعرق يخرق أما لقطع أَو فسخ أَو تَأْكُل. وانفتاح أَطْرَافه يكون أما بِسَبَب ضعف الْعُرُوق وَإِمَّا لِأَن دَمًا كثيرا سَالَ إِلَى جِهَة أَسْفَلهَا دفْعَة وَإِمَّا لِأَن شَيْئا حاراً من خَارج يلقى هَذِه الْأَطْرَاف. وَرشح الدَّم يكون إِمَّا عِنْد مَا يتخلخل ويتسخف صفاق الْعُرُوق أَو يرق ويلطف الدَّم وَقد يكون ذَلِك فِي بعض الْأَوْقَات من أجل أَن عروقاً صغَارًا تنفتح أفواهها والأسباب الَّتِي يعرض مِنْهَا الْقطع والتخلخل كلهَا حارة وَالَّتِي يعرض مِنْهَا الرض ثَقيلَة وَالَّتِي يعرض مِنْهَا الْفَسْخ تكون على جِهَة التمدد والتمدد يكون لشدَّة الْفِعْل مثل حمل ثقيل أَو صَيْحَة أَو لِكَثْرَة مَا فِي تجويف الْعُرُوق أَو لشَيْء يَقع عَلَيْهَا فَإِنَّهُ يعرض للعرق إِذا وَقع عَلَيْهِ شَيْء مثل مَا يعرض للركوة المملؤة إِذا أرسل عَلَيْهَا حجر عَظِيم فَأنْظر فَإِن كَانَ السَّبَب الْفَاعِل لخُرُوج الدَّم عَن الْعُرُوق قد بَطل فاقصد للمرض فَقَط. وَإِن كَانَ بَاقِيا فاقصد إِلَيْهِ.
مِثَال ذَلِك: إِن خُرُوج الدَّم إِذا كَانَ من ضَرْبَة أَو صَيْحَة بَطل السَّبَب فَعَلَيْك بعلاج الْمَرَض وَإِن)
كَانَ من امتلاء فَيجوز أَن يكون الْعرق فِي ذَلِك الْوَقْت دَائِما فَيفْسخ مَا دَامَ ذَلِك الامتلاء مَوْجُودا فاقصد فِي هَذَا السَّبَب إِلَى استفراغ دم كثير أَولا ثمَّ صر إِلَى علاج الْموضع.
وَقطع الدَّم يكون إِمَّا بِأَن تحتال للجرح أَن يَنْضَم أَو ينْتَقل الدَّم عَن الْعُضْو الَّذِي يسيل إِلَى غَيره وَذَلِكَ أَنه إِن دَامَت جرية الدَّم على حركته الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا مُنْذُ أول أمره وَبقيت فوهة الْعرق مَفْتُوحَة مَاتَ العليل قبل انْقِطَاع الدَّم.
وفوهة الْجراحَة وَالْعُرُوق تنضم إِمَّا بضَمهَا بِالْيَدِ إِذا وصل إِلَيْهَا وَإِمَّا بالرباط وَإِمَّا بالأدوية الْبَارِدَة القابضة وتكشط إِذا جمد فمها وَإِمَّا بأَشْيَاء تلقى عَلَيْهَا من خَارج مثل الْأَدْوِيَة المغرية.
وَالَّتِي تحدث محترقة إِمَّا بالبارد وَإِمَّا بالأدوية الكاوية. وَأما نقل الدَّم عَن الْعُضْو فَيكون مرّة إِلَى أقرب الْمَوَاضِع إِلَيْهِ وَمرَّة إِلَى جِهَة الْخلاف.
مِثَال ذَلِك: أَنه إِذا كَانَ الدَّم يسيل من الْفَم فاجتذابه إِلَى أقرب الْمَوَاضِع يكون بِأَن تميله إِلَى الْأنف أَو إِلَى الْجِهَة الْمُخَالفَة بِأَن تميله إِلَى أَسْفَل مثل الْعَضُد فِي الْيَد أَو إِلَى الرجل وَذَلِكَ يكون بِغَيْب الاستفراغ أَيْضا بالجذب فَقَط كَمَا تُوضَع المحجمة على أَسْفَل الْبدن لدرور الطمث وعَلى الطحال والكبد للرعاف. فَإِن المحجمة الْعَظِيمَة إِذا علقت على الطحال والكبد للرعاف قطعته.
فالتي من الْجَانِب الْأَيْمن للكبد وَالَّتِي من الْجَانِب الْأَيْسَر للطحال. وَمَتى كَانَت من الْجَانِبَيْنِ قطعت من الْجَانِبَيْنِ. وَإِن ان الرعاف لم يجِف بِالْقُوَّةِ فصد العليل من مأبض الْيَد المحاذية للمنخر الَّذِي يخرج مِنْهُ الرعاف وَيخرج لَهُ من الدَّم مِقْدَار يسير وينتظر بِهِ سَاعَة ثمَّ يخرج لَهُ أَيْضا وينتظر ثمَّ يعاود بِحَسب مَا يكون من الْقُوَّة.
وَمن عَظِيم علاج نزف الدَّم أَن ينصب الْعُضْو فَوق بعد أَلا يكون عَلَيْهِ من هَذِه النصبة وجع وَلَا يكون الْعُضْو منكباً وَمَتى خضرت قطع عرق ظَاهر فضع اصبعك من ساعتك عَلَيْهِ واغمزه غمزاً رَفِيقًا لَا يوجع وامكث سَاعَة فَإِن ذَلِك ربح أَمريْن أَحدهمَا أَن يبْقى الدَّم فِي الْبدن وَالثَّانِي أَنه إِذا احْتبسَ الدَّم عَن جريته انْعَقَد مِنْهُ فِي الْموضع الَّذِي انخرق فَصَارَ علقَة. فَإِن كَانَ الْعرق غائراً بعيد الْموضع فأجد الْبَحْث مِنْهُ حَتَّى تعلم أضارب هُوَ أم غير ضَارب وَأَيْنَ مَوْضِعه ثمَّ علقه بصنارة ومده إِلَى فَوق وافتله قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا انْقَطع الدَّم بفتاك إِيَّاه فَانْظُر فَإِن كَانَ غير ضَارب فرم قطع سيلان الدَّم بالأدوية من غير رِبَاط الْعرق. وَأفضل الْأَدْوِيَة مَا كَانَ لَهَا)
تغرية وسد وَلُزُوم مثل الَّذِي يؤلف من العلك الْمَطْبُوخ وغبار الرَّحَى والجبسين وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ الْعرق ضَارِبًا فَأَما يَنْقَطِع مِنْهُ الدَّم بِأحد أَمريْن أما بِأَن يستوثق مِنْهُ برباط وَإِمَّا بِقطع يبتر نِصْفَيْنِ وَقد يضطرنا الْأَمر مرَارًا كَثِيرَة إِلَى شدّ الْعُرُوق وَإِن كَانَت غير ضوارب مَتى كَانَت عظاماً وَكَثِيرًا مَا يضطرنا إِلَى بترها أَيْضا وَإِنَّمَا يضْطَر إِلَى ذَلِك إِذا كَانَ يصعد من مَوضِع بعيد الْغَوْر صعُودًا مستوياً منتصباً وخاصة إِذا كَانَ ذَلِك فِي مَوضِع من الْجِسْم ضيق وَفِي غير عُضْو من الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة الجليلة الْخطر فَإِن الْعرق إِذْ انبتر تكمش جانباه فيتغطى مَوضِع الْخرق بِمَا يصير فَوْقه من الْأَجْسَام والأحزم أَن ترْبط أصل الْعرق ثمَّ تبتره أَعنِي بِأَصْل الْعُرُوق الْموضع الَّذِي بلي الكبد وَالْقلب وَهَذَا فِي الرَّقَبَة هُوَ الْجُزْء الْأَسْفَل وَفِي الْيَد الْجُزْء الْأَعْلَى وَفِي سَائِر الْأَعْضَاء على مَا تبين فِي التشريح فَإِذا فعلت ذَلِك فبادر فِي انبات اللَّحْم فِي الجروح قبل أَن يسْقط الرِّبَاط من الْعرق فَإِنَّهُ لم يسْبق اللَّحْم النَّابِت فيسفل مَا حول مَوضِع الْخرق من الْعرق الضَّارِب من الدَّم وَبَقِي حول الْخرق مَوضِع خَال حدث فِي ذَلِك الْعُضْو تنولين المجسة فِي جَوْفه دم مخالط لما فِي الْعرق الضَّارِب من الدَّم إِن بط انْبَعَثَ مِنْهُ دم حَاله حَال الأول فِي عسر الاحتباس وَيُسمى ابورسما وَأم الدَّم لذَلِك أرى اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة الَّتِي تسد وتغري أَكثر من الَّتِي تكوي وتحدث قشرة وتغطي مَوضِع الْجرْح لِأَن تِلْكَ الْأَدْوِيَة تنْبت اللَّحْم فِي الْجراحَة أسْرع وَيكون مَا ينبته أبعد عَن الْخطر وَأقرب إِلَى الْأَمْن وَذَلِكَ أَن الْأَدْوِيَة المرحقة إِذا اسْتعْملت فِي هَذَا الْموضع كَانَ الْإِنْسَان على خطر إِذا وَقعت تِلْكَ الْعسرَة أَن ينبعث الدَّم ثَانِيَة فأفضل هَذِه الْأَدْوِيَة مِمَّا اسْتِعْمَاله مَعَ هَذَا فِي انبعاث الدَّم من غشاء الدِّمَاغ لَا خطر فِيهَا أَن يُؤْخَذ كندر جُزْء وصبر نصف جُزْء فتجعلهما ببياض الْبيض كالعسل بعد جودة السحق وَيُؤْخَذ من وبر الأرنب شَيْء لين فلوثه فِيهِ وَضعه على الْعرق المخروق وعَلى القرحة كلهَا وَأكْثر مِنْهُ واربطه بِخرقَة تلف على الْموضع لفات أَولا ثمَّ اذْهَبْ نَحْو أصل الْعرق فِي الْأَعْضَاء الَّتِي يُمكن ذَلِك فِيهَا وَلَا يُمكن فِي كل عُضْو إِلَّا فِي غشاء الدِّمَاغ ثمَّ حل الرِّبَاط بعد الثَّالِث فَإِن رَأَيْت الدَّوَاء لَازِما للجرح لزماً محكماً فَلَا تقلعه وَلَكِن ضع حوله شَيْئا آخر كَأَنَّك تشوى بِهِ فِي ذَلِك الْوَقْت الْوَبر الَّذِي هُنَالك من وبر الأرنب ثمَّ اربطه كَمَا ربطته فِي الْمرة الأولى فَإِن بتر الْوَبر الأول من تِلْقَاء نَفسه من القرحة فاغمز بأصبعك غمزاً يَسِيرا على أصل الْعرق حَتَّى لَا يسيل مِنْهُ دم واقلع الْوَبر الأول وضع مَكَانَهُ آخر وَلَا يزَال هَذَا دأبك حَتَّى ينْبت حول الْعرق لحم بعد أَن تحفظ الْعُضْو فِي هَذَا)
الْوَقْت كُله أَن يكون منصباً بِلَا وجع فَإِنَّهُ لَا شَيْء اجلب للنزف والورم من الوجع وَاجعَل هَذَا الدَّوَاء مرّة على مَا وَصفته وَمرَّة اجْعَلْهَا بِوَزْن سَوَاء أَو تزيد فِي الكندر قَلِيلا قَلِيلا أَو اجْعَل مَكَان الكندر قشوره فَإِنَّهُ اقبض والكندر ابلغ فِي اللُّزُوم والتغرية وَمَا كَانَ من الْأَبدَان صلباً فَاجْعَلْ فِي هَذَا الدَّوَاء الصَّبْر أَكثر وَمَا كَانَ أرطب فالكندر أَكثر وَأحد هذَيْن الدواءين يكون أَشد قبضا وَالْآخر أَشد تغرية وَهَذَا أفضل الْأَدْوِيَة وَلِهَذَا أمرت بِاسْتِعْمَالِهِ دَائِما فِي العلاج لانبعاث الدَّم من غشاء الدِّمَاغ وانبعاثه من جراحات الرَّقَبَة حَتَّى إِنِّي استعملته فِي الدَّم المنبعث من الودج من غير أَن اربط الْعرق برباط وَيجب أَن تعالج هَذَا العلاج بتؤدة ورفق وتبتدئ فتضع الْيَد على أصل الْعرق وتضبطه شَدِيدا وضع بعد ذَلِك الدَّوَاء على الْخرق واربطه إِلَى نَاحيَة أصل الْعرق وَالْغَرَض هَهُنَا هُوَ أَن يكون قد نبت حول الْعرق لحم عِنْد مَا يسْقط عَنهُ الدَّوَاء. فَأَما الْأَدْوِيَة الَّتِي تحدث قشرة فَإِنَّهَا تقوى الْعُضْو وتصلبه وتلحمه أَيْضا عِنْد سُقُوط القشرة بِأَكْثَرَ مِمَّا كَانَ فِي الطَّبْع وَكَثِيرًا مَا يعود انبعاث الدَّم عِنْد سُقُوطهَا فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن نَخْتَار الطَّرِيق الأول إِذا كَانَ أَجود عَاقِبَة إِلَّا أَن يضْطَر إِلَى هَذَا بِأَكْثَرَ مِمَّا يضْطَر إِلَيْهِ إِذا كَانَ انبعاث الدَّم بِسَبَب آكِلَة وَقعت فِي الْعُضْو فَإِن الكي هَهُنَا أبلغ وَذَلِكَ أَن اللَّحْم هَهُنَا لَا ينْبت فِيهَا.
وَمن هَذِه الْأَدْوِيَة المحرقة فأفضلها لهَذَا العلاج مَا كَانَ مَعهَا مَعَ ذَلِك قبض كالزاج والقلقنت فَأَما الَّتِي لَا قبض فِيهَا كالمتخذة بنورة لم يصبهَا مَاء فَهُوَ أقوى فِي احداث القشرة إِلَّا أَن قشرتها تسْقط سَرِيعا والمتولدة عَن حرق الْأَدْوِيَة القابضة تبقى زَمَانا طَويلا لاصقة بِالْجرْحِ وَهَذَا اصلح كثيرا لِأَن القشرة مَتى طَال مكثها يسْبق نَبَات اللَّحْم تحتهَا قبل سُقُوطهَا فَصَارَت ضماما لفم الْعرق وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن لَا تبادر فِي كشط القشرة وقلعها فَإِن اضطررت إِلَى كشطها فَحَيْثُ يضطرك إِلَى الكي العفن فَقَط واقول: إِن الدَّم المنبعث من الْعُرُوق إِنَّمَا يَنْقَطِع أما لِأَن مَجِيئه إِلَيْهَا يَنْقَطِع وَإِمَّا لِأَن خرقها ينسد وَإِمَّا لَهما جَمِيعًا وَهُوَ أَجود مَجِيء الدَّم فِي الْعُرُوق وَيَنْقَطِع عَنْهَا بغشى يعرض للعليل أَو باجتذاب الدَّم إِلَى ضد النَّاحِيَة أَو تنقله إِلَى عُضْو آخر وتبريد جملَة الْجِسْم وخاصة الْعُضْو الَّذِي فِيهِ الْخرق وَكَثِيرًا مَا يَنْقَطِع الدَّم من شربة مَاء بَارِد أَو صب الْخلّ الممزوج من خَارج أَو شَيْء مِمَّا شَأْنه أَن يقبض ويبرد.
والعلاج فِي الدَّم المنبعث فِي الْعُرُوق الْبَاطِنَة اجتذاب الْمَادَّة إِلَى خلاف النَّاحِيَة ونقلها إِلَى مَوضِع آخر والأطعمة والأشربة المقوية والأدوية القابضة المبردة وَيسْتَعْمل ذَلِك بِحَسب الْأَعْضَاء.)
وَقل مَا يعرض أَن يكون انبعاث الدَّم من المثانة والكلى والأرحام قَوِيا كثيرا إِلَّا أَنه من جِهَة طول مكثه لَا يُؤمن سوء عاقبته وَأعرف امْرَأَة كَانَت تنزف أَرْبَعَة أَيَّام فَلم يَنْقَطِع عَنْهَا بِشَيْء من العلاج حَتَّى عولجت فِي الرَّابِع بعصارة لِسَان الْحمل فَإِنَّهَا مَعَ علاجنا لَهَا انْقَطع النزف الْبَتَّةَ.
وَهَذِه العصارة نافعة من انبعاث الدَّم إِذا كَانَ بِسَبَب آكِلَة وَيَنْبَغِي أَن يخلط بهَا فِي بعض الْأَوْقَات أَشْيَاء قَوِيَّة بِحَسب مَا ترى وَيُؤْخَذ الدَّلِيل على ذَلِك من كَثْرَة الدَّم لِأَنَّهُ إِن كَانَ ينبعث من عرق عَظِيم فقد يحْتَاج فِي مداواته إِلَى أَشْيَاء قابضة كالجلنار ولحية التيس وسماق وعصارة الحصرم والعفص الغض وقشور الرُّمَّان فَإِن كَانَ انبعاث الدَّم إِنَّمَا هُوَ من عروق صغَار فَهُوَ قَلِيل قَلِيل فَإِن دقاق الكندر ولحي شجر الصنوبر والطين الْمَخْتُوم وَثَمَرَة الشوك الْمصْرِيّ والزعفران وشاذنة وَنَحْوهَا مَعَ شراب اسود قَابض من خِيَار الْأَدْوِيَة ولسان الْحمل وعنب الثعب فَإِن لم تتهيأ هَذِه فَخذ أَطْرَاف الشّجر الْقَابِض فاطبخها وَاسْتعْمل طبيخها وَاسْتعْمل طبيخ حب الآس والزعرور. وَإِذا كَانَ انبعاث الدَّم حدث عَن آكِلَة فَإِنَّهُ فِي أَكثر الْأَمر لَا يكون انبعاثه قَوِيا لكنه قَلِيلا قَلِيلا وَاسْتعْمل فِي هَذَا الْموضع اقراص اندرون وأقراص فراسيون وأقراص بولونداس والأقراص الَّتِي الفتها أَنا فَإِنَّهَا من جنس هَذِه إِلَّا أَن هَذِه أقوى وَذَلِكَ لِأَن هَذِه الأقراص تقطع الآكلة وتدفعها واعن مَعَ ذَلِك بجملة الْجِسْم وَإِن كَانَ انبعاث الدَّم قَوِيا فَاسْتعْمل من الْأَدْوِيَة القابضة جدا حَتَّى تقطع ذَلِك قُوَّة الانبعاث ثمَّ اخلط مَعَ هَذِه الْأَدْوِيَة الأقراص الَّتِي ذكرتها ثمَّ استعملها وَحدهَا بِبَعْض العصارات والمياه المطبوخة وَلَيْسَت أَحْمد الْأَدْوِيَة الَّتِي تُوضَع خَارِجا لانبعاث الدَّم مِمَّا يقبض ويبرد من غير أَن يقبض جدا مُطلقًا لَكِنَّهَا كثيرا مَا تفعل جلاء وَيحْتَاج إِلَيْهِ بِأَن تدفع الدَّم إِلَى ظَاهر الْبدن وتملأ الْعُرُوق الْبَاطِنَة. وَأعرف قوما مِمَّن كَانَ الدَّم ينصب من رثاتهم اضربهم تبريد صُدُورهمْ اضرارا بَينا. وَكَذَلِكَ كَانَ قوم ينفثون الدَّم لما بردت معدهم من خَارج اضر ذَلِك بهم وعَلى هَذَا الْمِثَال كثير مِمَّن أَصَابَهُم الرعاف اضر بهم تبريد الرَّأْس اضرارا بَينا وَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن تبرد الْأَعْضَاء الَّتِي ينبعث مِنْهَا الدَّم إِلَّا بعد أَن يكون قد رَوَت الدَّم وقلبته إِلَى أَعْضَاء أخر.
مِثَال ذَلِك أَنه إِن كَانَ الدَّم ينبعث من المنخرين فصدت صَاحبه أَولا واستعملت فِيهِ الدَّلْك وغمز الْأَطْرَاف وربطها وَتَعْلِيق المحاجم على جَنْبَيْهِ. وَإِذا فعلت ذَلِك ايضا فَلَا تبادر تبريد الرَّأْس لَكِن اجذب مَا قد حصل فِي الرَّأْس إِلَى خلاف الْجِهَة الَّتِي يجْرِي مِنْهَا بِأَن تضع المحاجم)
فِي مُؤخر الرَّأْس ثمَّ برد الرَّأْس بعد ذَلِك فَاسْتعْمل فِي إلحام خرق الْعرق الطّرق الَّتِي تستعملها فِي إلحام القروح الَّتِي هِيَ خرق اللحوم والخروق الْحَادِثَة عَن عرق ضَارب. وَقد عرف بِالتِّجَارَة انه عسير الالتحام وَمن الْقيَاس.
وَذَلِكَ أَن أحد صفاقي الْعرق الضَّارِب شَدِيد اليبس على أَنِّي قد رَأَيْت خرق عرق ضَارب التحم فِي النِّسَاء وَالصبيان فِي الْجَبْهَة والعينين والكعبين والرسغين فَأَما رجل شَاب فَإِنَّهُ لما أحب أَن يفتصد أَكثر عضوه اتّفق ان انْفَتح عرقه الضَّارِب وَظهر فَرَأَيْت الدَّم يثب من سَاعَته وثبا نبضيا وَهُوَ أَحْمَر مستو فبادرت إِلَى شفتي الْجرْح فجمعتهما جمعا شَدِيدا بعناء واستقصاء ثمَّ وضعت عَلَيْهِ دَوَاء مِمَّا يلزق ويغري وَجعلت فَوْقه اسفنجة رطبَة وربطته وأمرته أَن لَا يحل إِلَّا فِي الرَّابِع بحضرتي وتبدل تِلْكَ الإسفنجة كل يَوْم فَلَمَّا حللته وجدت خرق الْعرق نَفسه قد التحم التحاما محكما فَأَمَرته أَن يُعِيد عَلَيْهِ ذَلِك الدَّوَاء بِعَيْنِه والرباط وَلَا يحله أَيَّامًا كَثِيرَة فبرأ هَذَا الرجل.
فَأَما سَائِر من رَأَيْته مِمَّن وَقعت بِهِ ضَرْبَة فِي الْعَضُد بالعرق الضَّارِب فكلهم أَصَابَهُم الْعلَّة الَّتِي تعرف بأبورسما فعالج خروق الْعُرُوق الضوارب فغنه لم يبلغ بس صفاقها إِلَى أَلا يلتحم الْبَتَّةَ وخاصة إِن كَانَت فِي ابدان رطبَة. والتحام الْعُرُوق الضوارب اعسر من الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب وأدويتها يجب أَن تكون أجف من أدوية الْغَيْر الضوارب بِفضل يبسه عَلَيْهَا وَكِلَاهُمَا يحتاجان إِلَى أدوية وَاحِدَة بِعَينهَا إِلَّا أَنه يجب أَن يكون أَحدهمَا ايبس.
قَالَ جالينوس: قشور الكندر قَوِيَّة التجفيف جدا وَلذَلِك يَسْتَعْمِلهُ فِي انبعاث الدَّم.
لي خبرت أَن امْرَأَة قطعت لَهَا جهارك فعولجت ليرقأ دَمهَا فَامْتنعَ فجَاء رجل بثلج فَجعل يُعْطِيهَا قِطْعَة بعد قِطْعَة إِلَى أَن خدر فمها فَأمْسك الدَّم فَاسْتعْمل ذَلِك فِي جَمِيع الْمَوَاضِع وَفَوق الْعُضْو والعرق الَّذِي ينزف لِأَنَّهُ يشد ويكثف وَيَنْبَغِي أَن يجمد الْعُضْو ويخدر حَتَّى يعْمل فِي ذَلِك. وَفِي الرعاف الشَّديد يَنْبَغِي أَن يلْزم ذَلِك الفتق اجْمَعْ وَالرَّأْس الدُّخُول فِي مَاء الثَّلج إِلَى أَن يخضر جملَة الْجِسْم قَاطع للنزف جدا جدا.
3 - (جَوَامِع الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة)
هَذَا يحدث عِنْدَمَا يلتحم الْجلد الَّذِي فَوق الْعرق الضَّارِب وَلَا يكون خرق الْعرق الضَّارِب قد التحم وانسد وتعرفه من أَنه ينبض وَهُوَ كالفتق يرجع إِذا وضعت الْيَد عَلَيْهِ الدَّم لِأَن ذَلِك الدَّم اجْمَعْ يرجع إِلَى الْعرق. وَيمْنَع الشريان من الالتحام أَشْيَاء مِنْهَا: صلابة جرحه فَإِنَّهُ صلب غضروفي لِأَن نَبَاته من مَوضِع صلب وَهُوَ الْقلب فَكَذَا احْتِيجَ إِلَيْهِ وَلِأَنَّهُ يَتَحَرَّك وَيدْفَع دَائِما وَلَا يَتَحَرَّك يسْتَقرّ فِيهِ وَلَا يزَال يضْربهُ الدَّم كَمَا يضْرب الموج وَلِأَن الْحَرَارَة فِيهِ كَثِيرَة جدا.
من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: وَإِذا بَقِي ابورسماعسر حبس الدَّم كالحال فِي الأول.
وَقَالَ فِي ابيذيميا: مَتى كَانَ مَعَ انبعاث الدَّم فِي الْعُضْو ورم حَار يضْرب ضربا مؤلما قَوِيا فَلَيْسَ يجب أَن يَجْعَل عَلَيْهِ أدوية تكوى وَلَا شَيْء يلذع أصلا وَلَا أَن يعلق الْعرق بالصنارة فيربط بالخيط وَلَا أَن تدخل فِي الْجرْح فَتِيلَة وَلَا أَن تشد شدا عنيفا وَلَا يُمكن أَن يعالج بِشَيْء إِلَّا بالمغرية والقابضة والشكل الْمُوَافق وَمَتى اجْتمع أَن تكون نصبة الْعُضْو إِلَى فَوق تهيج الوجع احتجت أَن تجْعَل النصبة بِحَسب ذَلِك فتميل الْعُضْو نَحْو أصعب الْأَمريْنِ أَو تتوسطه فِي ذَلِك وَأَشد مَا يهيج الْعُضْو للوجع إِذا كَانَ فِي الْعُضْو ورم حَار.
قَالَ: والشد إِذا لم يكن صلبا جدا فَإِنَّهُ يجلب الدَّم إِلَى الْعُضْو كالحال فِي الفصد فَإِن شدّ شدا جدا منع الدَّم من الجري.
قَالَ: الشريان يخزم. لي قد فَكرت فِي هَذَا فيربط حَتَّى يظْهر الشريان ثمَّ يغلق ويشد فِيمَا يَلِي الْقلب فِي موضِعين أَو ثَلَاثَة لتَكون أوثق وَإِن شِئْت خطت مَوضِع الْخرق مِنْهُ ثمَّ جعلت عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة الملحمة وشددته إِلَى أَن يعفن الْخَيط وَتخرج الأخلاط.
قَالَ: النّوم يسكن نزف الدَّم من جِرَاحَة.
لي الْأَشْيَاء المخدرة تسكن نزف الدَّم وتجلب النّوم مَعًا فَاعْلَم الفضول مَتى خرج من الْبدن دم كثيرا فَإِذا عَرفته فتوقف بِرِفْق حَتَّى تعود هضمه إِلَى مَا يجب ثمَّ اعد إِلَيْهِ بِالْقدرِ الْمُعْتَاد وَذَلِكَ انك إِذا غدوته من أول مرّة قبل الْبُرْء لانت طَبِيعَته أَكثر مِمَّا يَنْبَغِي لضعف حرارته الغريزية وَفَسَد هضمه.
الْفُصُول: إِذا تبع خُرُوج الدَّم الْكثير من الْجِسْم تشنج فَذَلِك من عَلَامَات الْمَوْت لِأَن هَذَا التشنج من استفراغ. وَإِذا حدث بعد نزف الدَّم اخْتِلَاط الذِّهْن وتشنج فَذَلِك ردي وَهَذَا الِاخْتِلَاط)
لَيْسَ يكون كثيرا قَوِيا لكنه يشبه الهذيان وَمَتى اجْتمع إِلَى هَذَا الهذيان تشنج فَلَيْسَ يبرأ صَاحبه الْبَتَّةَ واختلاط الذِّهْن وَحده دَلِيل ردي وَأكْثر من رداءة التشنج وَإِن كَانَ الِاخْتِلَاط فليغريوس قَالَ: وبر الأرنب خُذْهُ من بطن الأرنب فَإِنَّهُ الْجيد الناعم.
لي حَدثنِي رجل إِنَّه أَصَابَهُ فصد وَاسع فِي شريانه فجَاء رجل فلف قطنة على مجسة ثمَّ لوثه بريقه فِي الذرور الْأَصْفَر ودسه فِي الْجراحَة دسا جيدا ثمَّ ضمه برفادتين من الناحيتين وشده شدا بِضَم الرفادتين وَتَركه فالتحم وتخلص وَأَنا أرى أَن يكون بدل الْقطن وبر الأرنب ويبل ببياض الْبيض ويلوث فِي الصَّبْر والكندر وَمَتى لم يُوجد وبر الأرنب فَإِن نسج العنكبوت مثله وأجود مِنْهُ ثمَّ يَجْعَل فَوْقه أَيْضا مِنْهُ ثمَّ يضم بالرفائد ويشد وَإِن شِئْت فلف نسج العنكبوت على مجس ولوثه فِي بَيَاض الْبيض والنورة ودسه فِيهِ وَأَنا أرى أَن تقعد من قد أَصَابَهُ نزف فِي مَاء الثَّلج حَتَّى يخدر بدنه واسقه افيونا وَنَحْوه مِمَّا يبرد جدا ويغلظ الدَّم.
لي اذكر حَدِيث هَاشم فِي وضع الثَّلج على آخر الدِّمَاغ.
انْتهى السّفر الرَّابِع من كتاب الْحَاوِي وَهُوَ السّفر التَّاسِع والعاشر على مَا رتبه مُؤَلفه أَبُو بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ ويتلوه فِي الْحَادِي عشر فِي القروح الَّتِي تتعفن والقروح الخبيثة والقروح الردية والودكة وَمَا أشبه ذَلِك مِمَّا انتسخ بِمَدِينَة طليطلة حرسها الله لخزانة الْوَزير الْأَجَل الخضل الطَّالِب الْأجر الأطول أبي الْحجَّاج يُوسُف بن الشَّيْخ المرحوم المكرم أبي إِسْحَاق بن نخميش.
انْتهى الْجُزْء الثَّانِي عشر وَقد وَقع الْفَرَاغ من طبعه يَوْم الْخَمِيس الْخَامِس وَالْعِشْرين من شهر شعْبَان الْمُعظم سنة هـ راير سنة م وَصلى الله تَعَالَى على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه اجمعين آمين 










مصادر و المراجع :

١-الحاوي في الطب

المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)

المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي

الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م

عدد الأجزاء: 7

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید