المنشورات

الوجبة والخرق وجراحات العصب

قَالَ: أنزل أَن إنْسَانا أَصَابَته وجبة لم تخرق الْجلد وَجلده بإبرة أَو إشفي أَقُول: أَن هَذَا الرجل إِن كَانَ تَبرأ قروحه وتلتحم سَرِيعا فَإِنَّهُ إِن لم يوضع على هَذِه الوجبة شَيْء لم يندهه مِنْهَا سوء وَإِن كَانَ مِمَّن لَحْمه رَدِيء وَهُوَ الَّذِي لَا يبرأ قروحه إِلَّا بعسر فَأول شَيْء يُصِيبهُ أَن الْعُضْو الَّذِي وَقعت بِهِ الوجبة يوجعه ثمَّ يحدث فِيهِ بعد ذَلِك ضَرْبَان وورم.
وَالْعلَّة فِي طيب اللَّحْم بطء حس الْبدن وَقلة امتلاء الْبدن وجودة الأخلاط. وبالضد قد كَانَ لم يحس وتملؤ الْبدن ورداءة الأخلاط. فَإِن مَا كَانَ من الْأَبدَان فِيهِ هَذِه الْخلال أَو بَعْضهَا فَهُوَ مَتى أَصَابَته وجأة يثقب الْجلد فَلَا بُد أَن يحدث لَهُ ورم وَإِذا علمنَا هَذَا نَحن بِهِ لم تضع على الوجأة مَا يلحم كَمَا يوضع على الْجِرَاحَات الطرية لَكِن تضع عَلَيْهِ بعض الْأَشْيَاء المسكنة عَن أَن يوجع ويؤلم وَذَلِكَ أَنه مَتى حدث فِي الْبدن جرح عَظِيم الْخرق فَيَنْبَغِي أَن تخرص الْجلد كُله عَن أَن تداويه بأدوية مَعهَا فضل يبس وَجمع شفتي الْخرق ليلتحم ويندمل فَأَما مَتى حدث فِي الْبدن ثقب ألف د بِرَأْس إبرة أَو نَحْوهَا فمما يَنْبَغِي أَن يعْنى بِهِ بِوَاحِدَة وَهُوَ أَن لَا يدام الْموضع. 

3 - (فِي جراحات العصب والعضل وَالْوتر والربط ووضعها) قَالَ: أصَاب رجلا وجأة بحديدة دقيقة الرَّأْس فجرحت الْجلد ووصلت إِلَى بعض عصب يَده فَوضع علها طَبِيب مرهماً ملحماً قد جربه فِي إلحام الْجِرَاحَات الْعَظِيمَة فِي اللَّحْم فورم الْموضع فَلَمَّا ورم وضع عَلَيْهِ أدوية مرخية كضماد دَقِيق الْحِنْطَة وَالْمَاء وَالزَّيْت فعفنت يَد الرجل وَمَات.
قَالَ: فَأَما نَحن فَلم تصب أحدا مِمَّن أَصَابَته وجأة فِي عصبه فبادر فتداوى بالأدوية الَّتِي استخرجناها نَحن لجراحات العصب تشنج وَذَلِكَ أَنِّي بنيت فِي علاجها على أَمر قد فهمته وَهُوَ أَنه إِذا أصَاب العصب نخسة فَلَا بُد ضَرُورَة لفضل حسه أَن يَنَالهُ وجع شَدِيد أَكثر مِمَّا ينَال سَائِر الْأَعْضَاء لفضل حسه وَأَنه لَا بُد أَن يرم إِن لم يحتل فِي تسكين الوجع وَمنع حُدُوث الورم وَلذَلِك رَأَيْت أَن الصَّوَاب فِي أَن استنقي وأشقه خوف الالتحام ليخرج مِنْهُ مَا يرشح من مَوضِع)
النخسة من الصديد وَأَنا أبادر فأنقي الْبدن من الفضول وأجهد الْجهد كُله أَن لَا يحدث فِي الْعُضْو الَّذِي وَقعت بِهِ الوجأة وجع وَلذَلِك اجتلب أدوية غرضي فِيهَا تسكين الوجع وتفتح الطَّرِيق الَّذِي يجْرِي فِيهِ الصديد.
وأحزم الْأُمُور فِي هَذَا الْموضع أَن يُزَاد فِي خرق الْجلد ويوسع مَوضِع الْجرْح ويستفرغ جملَة الْبدن بالفصد إِن كَانَ فِي الْقُوَّة محمل. وَإِن كَانَ الْبدن رَدِيء الأخلاط فلينق بدواء مسهل فبادر فِيهِ فِي أول الْأَمر فَأَما المَاء الْحَار فَإِنَّهُ على أَنه مسكن لوجع سَائِر الأورام غَايَة التسكين فَيَنْبَغِي لَك أَن تعلم أَنه من أضرّ الْأَشْيَاء لجراحات ألف د العصب وَذَلِكَ لِأَن جَوْهَر العصب مَادَّة رطبَة تجمدها الْبُرُودَة وَجَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي لكَونهَا كَذَلِك تعفن وتنحل من الْأَشْيَاء الحارة الرّطبَة تبعا وَهَذَا لم أزل أمنع من إِصَابَته هَذِه الْعلَّة من المَاء الْحَار وَلَا أَدَعهُ يقربهُ الْبَتَّةَ وَرَأَيْت أَن النطول إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يكون بِزَيْت حَار لِأَن الزَّيْت إِذا كَانَ بَارِدًا تشبث الْبدن وسد مسامه وَمَتى أدنى إِلَيْهِ وَهُوَ حَار حلل مِنْهُ واخترت من الزَّيْت اللَّطِيف غَايَة اللطف واجتنبت زَيْت الْإِنْفَاق المعصور من الزَّيْتُون الْفَج لِأَن مَعَه قبضا وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنِّي أكره كل زَيْت قَابض هَهُنَا واخترت مِنْهُ مَا يكون قد أَتَت عَلَيْهِ سنتَانِ أَو ثَلَاث لِأَن هَذَا يحلل تحليلاً كثيرا وَلَا يبلغ بِهِ الْأَمر إِلَى أَن يخرج عَن أَن يكون مسكنا للوجع فَأَما مَا كَانَ أعتق من هَذَا فَإِنَّهُ يحلل أَكثر ويبلغ إِلَى أَنه يصير أقل تسكيناً للوجع.
وَأما الْأَدْوِيَة فقصدت مِنْهَا إِلَى أَن يكون معتدلة الْحَرَارَة لَطِيفَة الْأَجْزَاء تجفف تجفيفاً لَا أَذَى مَعَه فَإِن الْأَدْوِيَة الَّتِي حَالهَا هَذِه الْحَال هِيَ وَحدهَا دون سَائِر الْأَدْوِيَة تقدر على اجتذاب الصديد عَن عمق الْبدن من غير أَن تثور وتهيج وتلذع الْعُضْو الَّذِي يعالج بهَا وَلِهَذَا جعلت أول شَيْء استعملته من الْأَدْوِيَة علك البطم وَاسْتَعْملهُ وَحده وَمَعَ شَيْء يسير من الفربيون أما وَحده فَفِي أبدان النِّسَاء وَالصبيان والأبدان الناعمة وَأما مَعَ فربيون فِي الْأَبدَان الجافة الصلبة اللَّحْم وَكَذَلِكَ اسْتعْملت وسخ الكور وَحده أَيْضا وَمَعَ فربيون وَإِذا تهَيَّأ أَن يكون الْوَسخ صلباً عجنته بِبَعْض أَنْوَاع الزَّيْت اللطيفة وَأما الْأَبدَان الْكَثِيرَة الصلابة فاستعملت فِيهَا السكبينج مَعَ الزَّيْت مرّة وَمرَّة خلطته مَعَ علك البطم وعَلى هَذَا الْمِثَال اسْتعْملت الجاوشير وَأرى ألف د أَن الحلتيت نَافِع أَن اتخذ مِنْهُ دَوَاء لازق على مِثَال مَا اتخذنا نَحن الدَّوَاء الَّذِي يَقع فِيهِ فربيون إِلَّا أَن الحلتيت دَوَاء لم امتحنه بعد بالتجربة لكنه دَاخل فِي جملَة الطَّرِيق الَّذِي بِهِ استخرجت الْأَدْوِيَة الَّتِي قد)
امتحنها وَالْقِيَاس سائق فِي اسْتِخْرَاج هَذِه ثمَّ تحقق التجربة ذَلِك فِي ذَلِك وَبِهَذَا الطَّرِيق ظَنَنْت بالكبريت الَّذِي هُوَ لم تصبه نَار أَنه فِي غَايَة لطافة الْأَجْزَاء فَهُوَ نَافِع فِي جراحات الأعصاب فخلطت مَعَه من الزَّيْت مِقْدَار مَا صَار بِهِ فِي ثمن وسخ الْحمام وعالجت بِهِ.
وَإِن أَنْت عَالَجت بِهَذَا الدَّوَاء بدناً لَهُ فضل صلابة فَجَعَلته بالزيت فِي ثخن الْعَسَل نفعته بذلك وَقد امتحنت ذَلِك فَوَجَدته نَافِعًا وَقد خلطت النورة المغسولة بِزَيْت وأداويها بِهِ وأنفع مَا تكون النورة إِذا غسلت بِمَاء الْبَحْر فِي عنفوان الْحَرَارَة فِي الشَّمْس وَإِن غسلتها غسلات جَعلتهَا قَالَ: وَقد لزم النَّاس الْيَوْم اسْتِعْمَال الدَّوَاء الَّذِي ألفته أَنا من جُزْء شمع وَنصف جُزْء علك البطم وَنصف جُزْء زفت وَرُبمَا جعلت مقدارهما أَكثر من الشمع وَمن الفربيون نصف سدس الشمع أدقه وأنخله وأجمعه مَعَ الْأَدْوِيَة وَهِي ذائبة وتأليف هَذَا الدَّوَاء فِي قاطاجانس بِأَحْكَام قَالَ: وَجُمْلَة أَن المداواة العصب الَّذِي تصيبه وجأة أَو نخسة أَو ينْتَقض اتصالها بِضَرْب آخر أَي الضروب كَانَ وَيكون بأدوية تحدث حرارة فاترة وتجفيفاً غَايَة التجفيف وَيكون جوهرها جوهراً جاذباً لطيف الْأَجْزَاء وَيَنْبَغِي أَن يكون عَالما بِوُجُوه المداواة.
من ذَلِك أَن رجلا وضع دَوَاء الفربيون على وجأة فِي العصب سَاعَة وَقعت وَكَانَ جربه مَرَّات فأنجح فِي جراحات ألف د العصب فَأرَانِي الْعُضْو فِي الثَّالِث وَقد ورم فَسَأَلت أَنا الْمَرِيض: هَل وجدت فِي أول يَوْم وضع الدَّوَاء عَلَيْهِ فِي ذَلِك شبه حرارة شمس فاترة فَذكر أَنه لم يجد شَيْئا من ذَلِك فَسَأَلت الطَّبِيب فَذكر عمل الدَّوَاء وَذكر أَن عمله مُنْذُ سنة وَسَأَلته عَمَّن عالجهم بِهِ فَقَالَ: غلامان وفتى وَسَأَلته عَن حَال أبدانهم فَقَالَ: كَانَت بيضًا رخصَة فَعلمت أَن الفربيون كَانَ نَاقِصا عَن مِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ مزاج هَذَا العليل فَأَمَرته أَن يَجِيء بِشَيْء من هَذَا الدَّوَاء وَشَيْء من فربيون مِقْدَار مَا ظَنَنْت أَنه يَكْفِي فسحقته غَايَة السحق وخلطته بِهِ ثمَّ أخذت من الزَّيْت اللَّطِيف فسخنته تسخيناً معتدلاً وعرقت بِهِ الْعُضْو العليل ووسعت فَم الْجرْح قَلِيلا لِأَنَّهُ كَانَ ضيقا وَوضعت الدَّوَاء عَلَيْهِ وَأمرت العليل بالإمساك عَن الطَّعَام وَأمرت الطَّبِيب أَن يحله بالعشى وَيُعِيد العلاج فَأصْبح العليل وَقد سكن وَجَعه وتبدد ورمه.
فَإِن كَانَ لم تصب العصب نخسة فَقَط لَكِن انخرق خرقاً بَينا فَانْظُر إِلَى الْخرق إِذا ثقب فِي طول الْعصبَة أَو فِي عرضهَا وَكم مِقْدَار مَا انخرق من الْجلد الَّذِي يعلوها فَانْزِل أَن الْجلد قد)
انخرق كثيرا حَتَّى تكون الْعصبَة مكشوفة وَيكون خرقها بالطول أَقُول: أَنه لَيْسَ يَنْبَغِي أَن يقرب هَذَا الْجرْح شَيْء من الْأَدْوِيَة الَّتِي ذكرت مِمَّا يتَّخذ بالفربيون وَأَمْثَاله من الْأَدْوِيَة الحارة وَذَلِكَ لِأَن الْعصبَة بِسَبَب أَنَّهَا مكشوفة لَا تحْتَمل قُوَّة هَذِه الْأَدْوِيَة كَمَا كَانَت تحتملها عِنْد مَا كَانَ بَينهَا وَبَينهَا الْجلد وَلِهَذَا صَار الأجود فِي هَذَا الْموضع أَن تعجن نورة مغسولة بِزَيْت كثير وتعالجها بِهِ.
والدواء الْمُتَّخذ ألف د بالتوتياء جيد فِي هَذَا الْموضع إِذا ديف بدهن لم يخالطه ملح لِأَن جملَة غرضك فِي مداواة العصب المكشوف يَنْبَغِي أَن يكون تجفيفها بِلَا لذع وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تغسل النورة مَرَّات بِمَاء عذب فِي وَقت وَاحِد ولتغسل التوتياء أَيْضا وَذَلِكَ أَن الْأَدْوِيَة المعدنية كلهَا إِذا أُرِيد مِنْهَا أَن تجفف بِلَا لذع فَيَنْبَغِي أَن تغسل كلهَا وَجَمِيع مَا يدْخل فِي مداواة العصب من الْعِلَل وَغَيره فليغسل وَإِن كَانَ العليل قَوِيا وَكَانَ بدنه نقياً من الفضول فقد يمكنك أَن تداويه بِبَعْض الْأَدْوِيَة الَّتِي مَعهَا فضل قُوَّة لي يَعْنِي فِي التجفيف كَمَا فعلت أَنا فِي بعض الْأَوْقَات بشاب كَانَ أَصَابَهُ حرق فِي زنده وَكَانَ فِي بدنه وَسَائِر حالاته جيد البنية إِلَّا أَنه كَانَ قد أحرقت الشَّمْس بدنه فَأخذت شَيْئا من أَقْرَاص بولوانداس فدفته بعقيد الْعِنَب وسخنته على رماد حَار وغمست فِيهِ فَتِيلَة ووضعتها فِي الْجرْح فَإِن هَذَا من أهم الْأُمُور أَن يكون لَا يقرب مَوضِع الحرق من العصب وَلَا يلقاه شَيْء بَارِد لِأَن العصب شَدِيد الْحس وَهُوَ مَعَ هَذَا مُتَّصِل بالدماغ ومزاج العصب بَارِد وَالْبرد يُؤثر فِيهِ سَرِيعا ويوصل مَا يَنَالهُ إِلَى الدِّمَاغ فَإِن تهَيَّأ مَعَ هَذَا أَن تكون الْعصبَة وَاحِدَة من العصب الَّتِي تتصل بالعضل فَإِنَّهُ ستحدث تشنجاً فِي أسْرع الْأَوْقَات وَلما وضعت هَذَا الدَّوَاء فِي خرق الْعصبَة وَوَضَعته أَيْضا على مَوَاضِع كَثِيرَة من فَوْقه جعلت أعرق جَمِيع مَوَاضِع الإبطين والرقبة وَالرَّأْس بِزَيْت حَار تعريقاً متواتراً وأخرجت لَهُ أَيْضا دَمًا من عرق فصدته لَهُ فِي الْيَوْم الأول فَلَمَّا كَانَ فِي الرَّابِع حسنت حَال الْفَتى وضمرت قُرْحَته وانقبضت وَرَأَيْت أَن لَا أَحْدَاث فِيهَا حَدثا إِلَى السَّابِع فبرأ فِي السَّابِع برءاً ألف د تَاما.
وَمَا كَانَ من القروح على هَذِه الْحَال فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن يصب عَلَيْهَا زَيْت وَلَا سِيمَا مَتى عولجت بِمثل هَذَا العلاج الَّذِي وَصفته هَهُنَا لِأَن الزَّيْت مضاد لقُوَّة هَذَا الْعرض الَّذِي ذكرته وَهُوَ مَعَ هَذَا يوسخ القرحة ويوضرها. 

وَذَلِكَ أَن الْأَمر فِي أَن تعالج الْعصبَة بِزَيْت وَهِي مكشوفة وفى أَن تعالج بِهِ وَهِي مغطاة بِالْجلدِ)
لَيْسَ بِأَمْر وَاحِد وَلِهَذَا يَنْبَغِي فِي مثل هَذَا الْموضع أَن تغسل الْعصبَة وتنظف من صديدها بِأَن تنشفها أَولا بصوفة ملفوفة على طرف ميل وَأَن اجْتنب بعد ذَلِك أَن تبل الصوفة بِبَعْض الْأَشْيَاء الرّطبَة كَيْلا تلقى القرحة وَهِي يابسة فحسبك أَن تبلها بعقيد الْعِنَب تغمها فِيهِ وتعصرها فَإِن لم يتهيأ فبشراب حُلْو فِي غَايَة الْبعد أَن تلذع لَا حِدة لَهُ.
فَأَما إِذا صَارَت القرحة إِلَى حد الِانْدِمَال فأنواع الشَّرَاب الصَّادِق الْبيَاض والرقة الْقَلِيل الِاحْتِمَال للْمَاء العديم الرَّائِحَة أفضل أَنْوَاع الشَّرَاب.
فَأَما اسْتِعْمَال المَاء فاهرب مِنْهُ وجنبه دَائِما فِي علاج العصب. وَإِذا أَصَابَته وجأة حرق فَيجب الضماد المرخى.
قَالَ: والدواء الْمُتَّخذ بالقلقطار يقرب فعله من فعل الأقراص الَّتِي ذكرتها فدفه فِي الصَّيف بدهن ورد وَفِي الشتَاء بِزَيْت لطيف وأقراص اندرون وأقراص فراسيون أَيْضا استعملها. لي هَذِه الْأَدْوِيَة تسْتَعْمل إِذا كَانَ العصب مكشوفاً فِي الْجراحَة الَّتِي تقطع العصب عرضا.
قَالَ: فَأَما الْجِرَاحَات الَّتِي تقطع العصب عرضا فَإِنَّهَا أَشد خطراً وَأقرب من أَن يُصِيب صَاحبهَا تشنج وَذَلِكَ لِأَن الورم يصل من الشظايا المقطوعة ألف د الَّتِي لم يَنْقَطِع مِنْهَا وعلاج القرحة فِي هَذَا الْموضع أَيْضا هُوَ ذَلِك العلاج بِعَيْنِه إِلَّا أَنه يَنْبَغِي أَن يخرج لصَاحِبهَا الدَّم بِلَا زحمة أَكثر مِمَّا يخرج لغيره وَيُدبر تدبيراً ألطف مِمَّا يدبر بِهِ غَيره ويحفظ على غَايَة الهدوء والسكون وينوم على فرَاش وطئ لين وتعرق إبطاه ورقبته بِزَيْت حَار كثير.
فَإِن كَانَت الْعصبَة المقطوعة فِي الرجل فَكَمَا إِنَّهَا إِذا كَانَت فِي الْيَد فَيَنْبَغِي أَن تعرق الإبطان بالزيت كَذَلِك يَنْبَغِي إِذا كَانَت فِي الرجل تعرق الجنبين بِزَيْت كثير ويمرخ عظم الصلب حَتَّى يصير إِلَى الرَّقَبَة وَالرَّأْس. 

3 - (رض العصب) فَأَما رض العصب فَإِن كَانَ مَعَه قرحَة فَإِنَّهَا تحْتَاج إِلَى أدوية تجفف تجفيفاً كثيرا وَتجمع بشد الْأَجْزَاء الَّتِي قد نفرت بِسَبَب الرض فَإِن أصَاب العصب رض من غير أَن يرض مَعَه الْجلد فَيَنْبَغِي أَن تصب عَلَيْهِ زيتاً حاراً من زَيْت قوته محللة صبا متواتراً وأعن فِي جملَة الْبدن بِمَا وَصفنَا وَمَا أعلم أَنِّي رَأَيْت هَذَا إِلَّا مرّة وَاحِدَة وداويته فِي أسْرع الْأَوْقَات بصب الزَّيْت.
وَأما رض العصب مَعَ رض الْجلد فقد رَأَيْته مرَارًا شَتَّى وَأَصْحَاب الرياضة يداوونه بالضماد الْمُتَّخذ من دَقِيق الباقلى وخل وَعسل وَحقا أَن هَذَا دَوَاء جيد.
فَإِن كن الرض وجعاً فَيَنْبَغِي أَن يخلط مَعَه زفت ويطبخ طبخاً جيدا ويضمد بِهِ وَهُوَ حَار فَإِن أردْت أَن يكون أَشد تجفيفاً فاخلطه مَعَ دَقِيق الكرسنة وَإِن أَحْبَبْت أَن تجفف أَكثر فاخلط مَعَه أصل السوسن وَأما الْعِنَايَة بِأَمْر الْبدن كُله فَإِنَّهَا تعم هَذَا وَغَيره.
فَإِن كنت الْعصبَة ... قطعا فَلَيْسَ مِنْهَا خوف الْبَتَّةَ إِلَّا أَن يكون الْعُضْو الذب كَانَ يَتَحَرَّك بِتِلْكَ الْعصبَة يزمن ومداراة سَار القروح أَيْضا. ألف د لي يَعْنِي غير قُرُوح العصب لِأَنَّهُ لَا يخَاف من هَذَا وجع وَلَا ورم وَلَا غَيره وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يلحم الْجرْح ويدمل الرِّبَاط فَأَما الرباطات فَإِنَّهَا تحمل من المداواة مَا هُوَ أَشد تجفيفاً وَأقوى لِأَنَّهَا لَا تتصل بالدماغ وَلِأَنَّهَا عديمة الْحس فَأَما الأوتار فَلِأَن جوهرها مركب من عصب ورباط صَار قد يحدث بِسَبَبِهَا تشنج من طَرِيق ومشاركتها للعصب وَلِأَن الرباطات المدورة تشبه الأعصاب فِي خلقتها. كثيرا مَا يغلط جهال الْأَطِبَّاء فيلقونها وَهِي أَصْلَب كثيرا من العصب محسا وَيَنْبَغِي أَن تكون عَارِفًا بِنَوْع كل وَاحِد مِنْهُمَا لتقدر أَن تفرق بَينهمَا عِنْد الْحَاجة وَأما الرباطات العريضة فَمن طَرِيق عرضهَا قد يعرفهَا أَكثر الْحَاجة وَأما الرباطات العريضة فَمن طَرِيق عرضهَا قد يعرفهَا أَكثر الْأَطِبَّاء ويجهلها الْبَعْض والعارف بخلقة هَذِه ووصفها يعرف بسهولة هَل الْمَجْرُوح عصبَة أَو رِبَاط أَو وتر. 

فِي جراحات الرِّبَاط
قَالَ: مَتى أصَاب الرِّبَاط جِرَاحَة تخرقه إِن كَانَ وَاحِد من الرباطات الَّتِي تنْبت من عظم وتتصل بِعظم آخر فَلَيْسَ على صَاحبه مَكْرُوه. وَإِن أَحْبَبْت أَن تداويه بِأَيّ الْأَدْوِيَة شِئْت لم يضرّهُ شَيْء. وَإِن كَانَ من الرباطات الَّتِي تتصل بالعضل فَهُوَ دون العصب وَالْوتر فِي مَا يتخوف مِنْهُ إِلَّا أَنه أَشد خطراً من سَائِر الرباطات (خياطَة الْبَطن فِي الْجراحَة الْوَاقِعَة بالبطن) (وبالمراق والأمعاء) قَالَ: أَن انخرق مراق الْبَطن حَتَّى خرج بعض الْأَعْضَاء فَيَنْبَغِي أَن تعلم كَيفَ تضم المعي وَتدْخل وَإِن خرج شَيْء من الثرب فَيحْتَاج أَن تعلم هَل يَنْبَغِي أَن تقطع أَو لَا وَهل يَنْبَغِي أَن ترْبط برباط وثيق أَو لَا وَهل تخاط الْجراحَة أَو لَا ألف د وَكَيف السَّبِيل فِي خياطته. وَذكر جالينوس تشريح المراق وَذَكَرْنَاهُ نَحن فِي التشريح.
قَالَ: وَلما قد ذكرنَا فِي التشريح فموضع الخاصرتين أقل خطراً إِذا انخرق من مَوضِع البهرة والبهرة وسط الْبَطن والخاصرتان من الْجَانِبَيْنِ بِقدر أَربع أَصَابِع عَن البهرة قَالَ: لِأَن الشق إِذا وَقع فِي مَوضِع البهرة خرجت مِنْهُ الأمعاء أَكثر وردهَا فِيهِ يكون أعْسر. وَذَلِكَ أَن الشَّيْء الَّذِي كَانَ يضبطها إِنَّمَا كَانَ العضلتين المنحدرتين من طول الْبدن اللَّتَيْنِ تنحدران من الصَّدْر إِلَى عظم الْعَانَة. وَلذَلِك مَتى انخرقت وَاحِدَة من هَاتين العضلتين فَلَا بُد أَن يخرج بعض الأمعاء وتنتأ من ذَلِك الْخرق.
وَذَلِكَ لِأَن العضل الَّتِي فِي الخاصرتين تضغطه وَلَا يكون لَهُ فِي الْوسط عضلة قَوِيَّة تضبطه. فَإِن تهَيَّأ أَن تكون الْجراحَة عَظِيمَة خرج عدَّة من الأمعاء فَيكون إدخالها أَشد وأعسر. وَأما الْجِرَاحَات الصغار فَإِن لم تبادر بِإِدْخَال المعي من ساعتها انتفخت وغلظت وَذَلِكَ لما يتَوَلَّد فِيهَا من الرّيح فَلَا تدخل فِي ذَلِك الْخرق. وَلذَلِك أسلم الْجِرَاحَات الْوَاقِعَة بالمراق مَا كَانَ معتدل الْعظم.
قَالَ: وتحتاج هَذِه الْجِرَاحَات إِلَى أَشْيَاء: أَولهَا أَن ترد المعي البارزة إِلَى الْموضع الَّذِي هُوَ لَهَا خَاصَّة. وَالثَّانِي أَن تخاط وَالثَّالِث: أَن يوضع عَلَيْهَا دَوَاء مُوَافق. وَالرَّابِع أَن يجْهد أَن لَا ينَال شَيْئا من الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة من أجل ذَلِك خطر. فَانْزِل أَن الْجراحَة من الصغر بِحَال لَا يُمكنهَا لصغرها أَن تدخل المَاء الْبَارِد وَعند ذَلِك لَا بُد أَن يحلل ذَلِك الرّيح وَأما إِن توسع الْخرق فَإِن الرّيح أَجود أَن قدرت عَلَيْهِ وَالسَّبَب فِي انتفاخ المعي هُوَ برد الْهَوَاء فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تغمس إسفنجة فِي مَاء حَار وتعصرها وتكمد بهَا. وَالشرَاب الْقَابِض إِذا سخن كَانَ أَيْضا نَافِعًا فِي هَذَا الْموضع ألف د وَذَلِكَ أَنه يسخن أَكثر من إسخان المَاء وَيُقَوِّي الأمعاء فَإِن لم يحل هَذَا العلاج انتفاخ الأمعاء فليستعمل لتوسع الْجراحَة أوفق الْآلَات لهَذَا الشق الْآلَة الَّتِي تعرف بمبط)
النواصير. فَأَما سكاكين البط الحادة من الْجِهَتَيْنِ والمحددة الرَّأْس فلتحذر. 

وَأصْلح الأشكال وَالنّصب للْمَرِيض أَن كَانَت الْجراحَة متجهة إِلَى النَّاحِيَة السُّفْلى فالشكل والنصبة إِلَى فَوق وَإِن كَانَت الْجراحَة متجهة إِلَى فَوق فالشكل والنصبة المتجهة إِلَى أَسْفَل.
وَلَكِن غرضك الَّذِي تقصده فِي الْأَمريْنِ جَمِيعًا أَن لَا تقلع بِسَائِر الأمعاء على المعي الَّتِي برزت فتنقله وَإِذا أَنْت جعلت هَذَا غرضك علمت أَنه إِن كَانَت الْجراحَة فِي الشق الْأَيْمن فَيَنْبَغِي أَن تَأْخُذ الْمَرِيض بالميل إِلَى الشق الْأَيْسَر وَإِن كَانَت فِي الْأَيْسَر أَخَذته بالميل إِلَى الْأَيْمن وَيكون قصدك دَائِما أَن تجْعَل النَّاحِيَة الَّتِي فِيهَا الْجراحَة أرفع من النَّاحِيَة الْأُخْرَى فَإِن هَذَا أَمر يعم جَمِيع هَذِه الْجِرَاحَات.
فَأَما حفظ الأمعاء فِي موَاضعهَا الَّتِي هِيَ لَهَا خَاصَّة بعد أَن ترد إِلَى الْبَطن إِذا كنت الْجِرَاحَات عَظِيمَة فتحتاج إِلَى خَادِم جزل وَذَلِكَ أَنه يَنْبَغِي أَن يسمك مَوضِع الْجراحَة كُله بِيَدِهِ من خَارج فتضمه وتجمعه وَتكشف مِنْهُ شَيْئا بعد شَيْء للمتولي لخياطتها وتعمد إِلَى مَا قد خيط مِنْهَا أَيْضا فتجمعه وتضمه قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى تخيط الْجراحَة كلهَا خياطَة محكمَة وَأَنا واصف لَك أَجود مَا يكون من خياطَة الْبَطن فَأَقُول أَنه لما كَانَ الْأَمر الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ هُوَ أَن تصل مَا بَين الصفاق والمراق قد يَنْبَغِي لَك أَن تبتدئ فَتدخل الإبرة فِي الْجلد من خَارج إِلَى دَاخل وَإِذا نفذت الإبرة فِي الْجلد وَفِي العضلة الذاهبة ألف د على استقامة فِي طول الْبَطن تركب الحافة فِي الصفاق فِي هَذَا الْجَانِب لَا تدخل فِيهِ الإبرة وأنفذت الإبرة فِي حافته الْأُخْرَى من دَاخل إِلَى خَارج من المراق فَإِذا أنفذته فأنفذها ثَانِيَة فِي هَذِه الحافة نَفسهَا فِي المراق أَو من خَارج إِلَى دَاخل ودع حافة الصفاق الَّذِي فِي الْجَانِب وأنفذ الإبرة فِي حافته الْأُخْرَى من دَاخل إِلَى خَارج وأنفذها مَعَ إنفاذك لَهَا فِي الصفاق فِي حافة المراق الَّتِي فِي ناحيته حَتَّى تنفذها كلهَا ثمَّ ابتدئ أَيْضا من هَذَا الْجَانِب نَفسه وخطه مَعَ الحافة الَّتِي من الصفاق فِي الْجَانِب الآخر وَأخرج الإبرة من الْجلْدَة الَّتِي تقربه ثمَّ رد الإبرة فِي تِلْكَ الْجلْدَة وَخط حافة الصفاق الَّتِي فِي الْجَانِب الآخر مَعَ هَذِه الحافة من المراق وأخرجها من الْجلْدَة الَّتِي فِي ناحيته وَافْعل ذَلِك مرّة بعد أُخْرَى إِلَى أَن تخيط الْجراحَة كلهَا على ذَلِك الْمِثَال. فَأَما مِقْدَار الْبعد بني الغرزتين فتوق الْإِسْرَاف فِي السعَة والضيق لِأَن السعَة لَا تثبت على مَا يَنْبَغِي والضيق يتَعَذَّر وَالْخَيْط أَيْضا إِن كَانَ وترا أعَان على التغرز وَإِن كَانَ رخواً انْقَطع فاختر اللين الصلب. وَكَذَلِكَ إِن عمقت الغرز فِي الْجلد فَإِن كَانَ أبعد من التغرز)
إِلَّا أَنه يبْقى من الْجلد لَا يلتحم فاحفظ الِاعْتِدَال هَهُنَا أَيْضا.
قَالَ: وَاجعَل غرضك فِي خياطَة الْبَطن الزاق الصفاق بالمراق فَإِنَّهُ بكد مَا يلتزق لِأَنَّهُ عصبي.
وَقد يخيطه قوم على هَذِه الْجِهَة: يَنْبَغِي أَن تغرز الإبرة فِي حَاشِيَة المراق الْخَارِج وتنفذه إِلَى دَاخل وَتَدَع حاشيتي الصفاق جَمِيعًا ثمَّ ترد الإبرة وتنفذها ثَانِيَة ثمَّ تنفذ الإبرة فِي حاشيتي الصفاق وَترد الإبرة من خلاف الْجِهَة الَّتِي ابتدأت ثمَّ تنفذها فِي الحافة الْأُخْرَى من حاشيتي المراق على هَذَا وَهَذَا الضَّرْب من الْخياطَة أفضل من الْخياطَة العامية ألف د الَّتِي تشبك الْأَصَابِع فِي غرزة. وَذَلِكَ إِنَّهَا بِهَذِهِ الْخياطَة أَيْضا الَّتِي ذكرنَا قد يستبين الصفاق وَرَاء المراق ويتصل بِهِ استبانة محكمَة. 

قَالَ: ثمَّ اجْعَل عَلَيْهِ من الْأَدْوِيَة الملحمة وَالْحَاجة إِلَى الرِّبَاط فِي الْجِرَاحَات أَشد ويبل صوف مَرْعَزِيٌّ بِزَيْت حَار قَلِيل ويلف على الإبطين والحالبين كَمَا يَدُور حفْنَة بِشَيْء ملين أَيْضا مثل الأدهان والألعاب. وَإِن كَانَت الْجراحَة قد وصلت إِلَى الأمعاء فعرفته بِالتَّدْبِيرِ مَا قد ذَكرْنَاهُ إِلَّا أَنه يَنْبَغِي أَن يحقن بشراب أسود قَابض فاتر وخاصة إِن كَانَت الْجراحَة قد بلغت إِلَى أَن تقرب الأمعاء حَتَّى وصل الْخرق إِلَى تجويفه.
والأمعاء الدقاق أعْسر برءاً والغلاظ أسهل والمعي الصَّائِم لَا يبرأ الْبَتَّةَ من جِرَاحَة يَقع بهَا لرقة جرمه وَكَثْرَة مَا فِيهِ من الْعُرُوق وقربه من طبيعة العصب وَكَثْرَة انصباب المرار إِلَيْهِ وَشدَّة حرارته لِأَنَّهُ أقرب الأمعاء من الكبد.
وَأما أسافل الْبَطن فَإِنَّهُ لما كَانَت من طبيعة اللَّحْم صرنا من مداواتها على ثِقَة. لي يَعْنِي الْمعدة لَيْسَ لِأَنَّهَا لحمية فَقَط بل وَلِأَن الْأَدْوِيَة تثبت فِيهَا زَمَانا طَويلا وَأما فَم الْمعدة فيمنعه من الْبُرْء كَثْرَة الْحس.
قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن تقْرَأ كتاب أبقراط فِي القروح وَكتابه فِي الْجِرَاحَات المتلفة فَإنَّك تستفيد حِينَئِذٍ من هَذَا الْكتاب قُوَّة عَظِيمَة. (الثرب) قَالَ: وَأما الثرب فَإِذا برد فَإِن لم يخضر ويسود فليرد إِلَى مَكَانَهُ وَأما إِن اخضر واسود فليستوثق مَعًا دون الخضرة برباط ليؤمن نزف الدَّم فَإِن فِيهِ عروقاً ضوارب وَغير ضوارب ثمَّ اقْطَعْ مَا دون الرِّبَاط وارم بِهِ فَإِن مَنْفَعَة الثرب فِي الْبدن لَيست مَنْفَعَة جليلة لَازِمَة فِي بَقَاء الْحَيَاة قَالَ: وَاجعَل طرفِي الْخَيط الَّذِي تربطه ألف د بِهِ خَارِجا من أَسْفَل الْجراحَة الَّتِي خيطت ليمكنك سَله وإخراجه بسهولة إِذا سقط وفاحت الْجراحَة. 3 (قرحَة لجنب الشريان) الْمقَالة الثَّالِثَة عشر من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: مَتى حدثت قرحَة إِلَى جنب عرق عَظِيم ضَارب أَو غير ضَارب فَإِن اللَّحْم الرخو يرم فِي أسْرع الْأَوْقَات وَيظْهر ذَلِك الْعرق كم مرّة فِي ذَلِك الْعُضْو وَإِن مسست الْعُضْو اشْتَدَّ وَجَعه. فَإِن كَانَ مَعَ هَذَا فِي الْبدن امتلاء أَو خلط رَدِيء عسر علاجه فَإِن كَانَ الْبدن سليما مِنْهُمَا فعلاجه سهل فَيَنْبَغِي لَك أَن تسخن بجملة الْعُضْو وتربطه حَتَّى لَا يجد مس الوجع الْبَتَّةَ بالأدوية الفاعلة وتضع على مَوضِع القرحة مرهم الْأَرْبَعَة مدافا بدهن ورد وَتلف على الْعُضْو كُله يدا كَانَ أَو رجلا صُوفًا مبلولاً بزيد مسخن وضمد فَوق القرحة بضماد متخذ من دَقِيق الْحِنْطَة وَالْمَاء وَالزَّيْت وَإِن شِئْت فضع على القرحة الباسليقون الَّذِي يدْخلهُ كندر. 

فَأَما مَتى كَانَ فِي الْبدن امتلاء وأخلاط رَدِيئَة فَلَيْسَ يُمكن أَن تعالج بِهَذَا العلاج وَيَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن تستفرغ الدَّم من جِهَة الضّر ثمَّ خُذ فِي منع الورم حَتَّى إِذا سكن عولجت القرحة. 











مصادر و المراجع :

١-الحاوي في الطب

المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)

المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي

الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م

عدد الأجزاء: 7

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید