المنشورات

بلاغة المكدين

سأل أعرابيٌّ فقال في مسألته: لقد جُعْتُ حتى أكلتُ النَّوى المُحْرَق، ولقد مَشَيْتُ حتى انْتَعَلْتُ الدَّمَ، وحتّى سقط من رجلي بخَصُ لحمٍ، وحتى تمنّيت أن وجهي حِذاءٌ لقدمي، فهل من أخٍ يرحمنا! البخص: لحمٌ يخالطه بياضٌ من فسادٍ يَحُلّ به. . . ووقف أعرابيٌّ على حلقة الحسن البصري فقال: رحم الله امرءاً أعطى من سَعةٍ وواسى من كفافٍ وآثرَ من قوتٍ. فقال الحسن: ما ترك أحداً منكم حتّى سأله. . وقال المازنيّ: وقف علينا أعرابيٌّ فقال: رحم الله امرءاً لم تَمْجُجْ أذناه كلامي، وقدّم لنفسِه مَعاذاً مِنْ سوء مقامي، فإنّ البلاد مُجْدبة والحال مُصْعبةٌ والحياء زاجرٌ يمنع من كلامكم، والعُدْم عاذرٌ يدعو إلى إخباركم، والدُّعاء أحد الصدقتين، فرحم الله امرءاً أمر بميرٍ ودعا بخير. فقال له رجل من القوم: ممّن الرجل؟ فقال: اللهم غَفْراً ممن لا تضرّك جهالته، ولا تنفعك معرفته، ذلُّ الاكتساب، يمنع من عزّ الانتساب. 













مصادر و المراجع :

١-الذخائر والعبقريات - معجم ثقافي جامع

المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن سيد بن أحمد البرقوقي الأديب المصري (المتوفى: 1363هـ)

الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، مصر

عدد الأجزاء: 2

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید