المنشورات

الدنيا تضرُّ مُحبّيها

قالوا في ذلك: الدُّنيا تضرُُّ محبّيها، وما كَرُمَت على أحدٍ نفسُه إلا هانت عليه الدُّنيا، وقالوا: أوحى اللهُ إلى الدُّنيا: أن اخْدُمي مَنْ جفاكِ واستخدمي مَنْ يهواك وهذا تمثيلٌ جميلٌ وحقٌّ وقال عمر بن عبد العزيز: الدُّنيا لا تضرُّ إلا مَنْ أمِنها ولا تنفع إلا مَنْ حَذِرها. وقال الفاروق رضي اللهُ عنه: ما كانت الدُّنيا همَّ امْرئٍ إلا لَزِمَ قلبَه خصالٌ أربع: فقرٌ لا يُدْرك غِناه، وهمٌّ لا ينقضي مَداه، وشُغلٌ لا يَنْفد أُوْلاه، وأملٌ لا يُدرك مُنْتهاه.
وقال الشاعر:
أرَى الدُّنيا لِمَنْ هيَ في يَدَيْهِ ... عَذاباً كلَّما كَثُرَتْ لَدَيْهِ
تُهينُ المُكْرِمين لَها بِصُغْرٍ ... وتُكْرِمُ كلَّ مَنْ هانَتْ علَيْهِ
الصُّغر: الصَّغار، أي الذلُّ والضَّيم.
وقال المتنبي:
ومَنْ لَمْ يَعْشَقِ الدُّنيا قَديماً؟ ... ولكنْ لا سبيلَ إلى الوِصالِ
من: استفهامية، يقول المتنبي: من ذا الذي لم يعشقِ الدُّنيا من قديمِ الدَّهر؟ كلُّ أحدٍ يهوى الدُّنيا ولكن لا سبيلَ إلى دوام وِصالِها، أي أنَّ كثيراً من عشّاقها واصَلَها وواصَلَتْه ولكن لا سبيلَ إلى دَوامِ الوِصالِ فإنَّ وصالَها يعقبه الهَجْرُ وسرورَها يعقبه الحزنُ وأيامها تنتهي بالموت.
 











مصادر و المراجع :

١-الذخائر والعبقريات - معجم ثقافي جامع

المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن سيد بن أحمد البرقوقي الأديب المصري (المتوفى: 1363هـ)

الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، مصر

عدد الأجزاء: 2

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید