المنشورات

استنكاف من أن يموتَ المرءُ حَتْفَ أنْفِه

قال خالد بنُ الوليد: لقد لقيتُ كذا وكذا زَحْفاً، وما في جَسدي موضِعُ شِبْرٍ إلا وفيهِ طَعْنةٌ أو ضَرْبةٌ أو رَمْيةٌ ثُمَّ ها أنا ذا أموتُ على فِراشي حَتْفَ أنفي، فلا نامت أعْيُنُ الجُبَناء. وقال
الشَّنْفرى: 

ولا تَقْبِرُوني إنّ قَبْري مُحَرَّمٌ ... علَيْكُمْ ولكِنْ أبْشِرِي أمَّ عامِرِ
وقال السَّمَوْءلُ أو غيرُه:
وما ماتَ مِنّا سَيّدٌ حَتْفَ أنْفِه ... ولا طُلَّ مِنّا - حيثُ كانَ - قَتيلُ
تَسيلُ على حَدِّ السُّيوفِ نُفوسُنا ... ولَيْسَ على غَيْرِ السُّيوفِ تَسيلُ
طُلَّ: أهْدِرَ دمُه، وقيل: أنْ لا يُثْأرَ به وتُقْبَل ديتُه، وقال أبو تمّام:
لَوْ لَمْ يَمُتْ تَحْتَ أسْيافِ العِدَا كَرَماً ... لمَاتَ - إذْ لَمْ يَمُتْ - مِنْ شِدَّةِ الحَزَنِ
وقال آخر:
إنّ مَوْتَ الفِراشِ ذُلٌّ وعارٌ ... وهْوَ تَحْتَ السُّيوفِ فَضْلٌ شَريفُ
وقال:
وأتْعَبُ مَيْتٍ مَنْ يَمُوتُ بِداءِ
وسَيَمرُّ عليكَ كثيرٌ من عبقريّاتِهم في هذا المَعنى، في باب الشجاعة










مصادر و المراجع :

١-الذخائر والعبقريات - معجم ثقافي جامع

المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن سيد بن أحمد البرقوقي الأديب المصري (المتوفى: 1363هـ)

الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، مصر

عدد الأجزاء: 2

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید