المنشورات

حثهم على مُشاورةِ الحازمِ اللبيب

قال بَشار بن بردٍ:
إذا بلغَ الرأيُ المَشورةَ فاسْتَعِنْ ... بِعَزْمِ نَصيحٍ أو بِتأييدِ حازِمِ
ولا تَجْعلِ الشُّورى عليكَ غَضاضةً ... مَكانُ الخوافي نافِعٌ للقَوادِمِ
وخَلِّ الهُوَيْنى للضَّعيفِ ولا تَكُنْ ... نَؤوماً فإنَّ الحَزْمَ ليسَ بِنائِمِ
وما خَيْرُ كَفٍّ أمْسكَ الغُلُّ أخْتَها ... وما خَيْرُ سيفٍ لم يُؤَيَّدْ بقائِمِ
وأدْنِ مِنَ القُرْبى المُقَرِّبَ نَفْسَه ... ولا تُشْهِدِ الشّورى امْرأً غيرَ كاتِمِ
فإنّك لا تَسْتَطْرِدُ الهمَّ بالمُنى ... ولا تَبلغُ العُليا بغيرِ المَكارِمِ 

إذا كنْتَ فَرْداً هَرَّكَ الناسُ مُقبِلاً ... وإنْ كنتَ أدْنى لم تَفُزْ بالعَزائِمِ
وما قَرَعَ الأقوامَ مثلُ مُشيَّعٍ ... أريبٍ ولا جلَّى العَمى مثلُ عالِمِ
قال الأصمعيّ: قلت لبشار: إني رأيت رجالَ الرأي يتعجبون من أبياتِك في المشورة؛ فقال: أما علِمْتَ أنّ المُشاورَ بين إحدى الحُسنَيَيْن: بين صوابٍ يفوز بثمرته أو خطأٍ يُشارَك في مكروهه؛ فقلتُ أنت والله أشعرُ في هذا الكلام منك في الشعر.
 









مصادر و المراجع :

١-الذخائر والعبقريات - معجم ثقافي جامع

المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن سيد بن أحمد البرقوقي الأديب المصري (المتوفى: 1363هـ)

الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، مصر

عدد الأجزاء: 2

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید