المنشورات

العفو عن المقرّ المعترف

قال بعضهم:
إذا ما امْرؤٌ مِنْ ذَنْبِه جاَء تائِباً ... إلَيْكَ فلَمْ تَغْفِرْ له، فَلَكَ الذَّنْبُ
ومن قولهم: التوبةُ تغسلُ الحوبة الحوبة: الخطيئة وقالوا: لا عَتْبَ مع إقرارٍ، ولا ذنبَ مع اسْتِغفار. وقال بعضُهم لصديقٍ له أنْكَرَ ذنباً: إمّا أنْ تُقِرَّ بِذَنْبك فيكونَ إقرارُك حُجَّةً لَنا في العفو، وإلا فَطِبْ نَفْساً بالانْتِصارِ مِنْك، فإن الشاعر يقول: ذلك

أقْرِرْ بِذَنْبِك ثُمَّ اطْلُبْ تَجاوُزَنا ... عَنْهُ فإنَّ جُحودَ الذَّنْبِ ذَنْبانِ
ومن كلامٍ لابْنِ المُعْتز: تَجاوزْ عَنْ مُذْنِبٍ لم يَسلكْ بالإقرارِ طَريقاً حتّى اتَّخَذَ مِنْ رَجائِك رَفيقاً. وقال بعض الأمراء لرجلٍ عاتبَه: بلغَني أنّك تُبْغضني، فلم ينكر الرجلُ وقال: أنْتَ كما قال الشاعر:
فإنّك كالدُّنْيا نذُّمُ صُروفَها ... ونُوسِعُها ذَمّاً ونحنُ عُبيدُها
وقال أبو فراس الحَمْداني: 

إنْ لمْ تَجافَ عَنِ الذنو ... بِ وَجَدْتَها فينا كَثيرهْ
لكنَّ عادَتك الجَمي ... لةَ أنَّ تَغُضَّ عن الجريرهْ
وقال السَّريُّ الرَّفَّاء:
فإنْ تَعْفُ عنِّي تَعْفُ عَنْ غيرِ جاحِدٍ ... لِما كانَ والإقرارُ بالذَّنْبُ أرْوحُ
وقال آخر:
فلَسْتُ بأوَّلِ عَبْدٍ هَفا ... ولَسْتَ بِأوَّلِ مَوْلًى عَفا
وقال غيره:
صَفْحاً فلَوْ شُقَّ قلبي عَنْ صَحيفَته ... لظلَّ يُقْرأ منهُ الخوفُ والنَّدمُ
وأُتِيَ أبو جعفر المنصور برجلٍ أذنبَ. فقال: إنّ اللهَ يأمر بالعدل والإحسان: فإنْ أخذْتَ في غيري بالعدل فَخُذْ فيَّ بالإحسان. . . . .
 












مصادر و المراجع :

١-الذخائر والعبقريات - معجم ثقافي جامع

المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن سيد بن أحمد البرقوقي الأديب المصري (المتوفى: 1363هـ)

الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، مصر

عدد الأجزاء: 2

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید